كتب منصور الهادي أحد خطابات المركز الممجوجة التي تهمش المهمش من الهامش عبر منهج تكفيري يبطن تجريم الضحايا، وهو يدعوا إلى قافلة دعوية وشيخ جليل تذكر أهل دارفور بأيام الله. هذا الخطاب الاستخفافي بمشاكل الهامش هو الذي يعد استمراراً للاستهزاء بأكل حقوق الضعفاء. فاهل دارفور ليسوا كفاراً ليعاد دعوتهم إلى أيام الله، وليست حربهم حرباً حول أصنام ولا مذهب ولا طائفة دينية، بل حربهم حرب حقوق مهضومة، تم أكلها منذ سبعين عاماً، أدى أكل حقوقهم هذا لبقائهم في مجموعات لا زالت تنتمي للعصر البدائي، لا ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا مصانع تحقق اندماجاً قبائلياً بينهم، لقد عاشوا على الهامش وهم يتصارعون من أجل البقاء أحياء محتفظين بالقليل الذي يملكونه من أراضٍ وماشية. قبل ألفين وخمسمائة عام جاء عسس الامبراطور بصغار اللصوص إلى الحكيم والقاضي الصيني كونفيشيوس، فنهض كونفيشيوس وصاح غاضباً: "علموهم قبل أن تحاكموهم" هذا كونفيشيوس الذي لم يكن مسلماً، كان أكثر عدالة من منصور الهادي، حين لمس الجرح. جرح الظلم الذي يؤدي العنف. ومنصور الهادي لو كان عادلاً ونظر إلى أهل الخرطوم في المركز ورآهم في أزمات الغاز والخبز يحاولون أكل نصيب بعضهم البعض لما قام بتكفير أهل الخرطوم بل دعا حكام المركز وصاح: اين الخبز .. اين البنزين.. أين الغاز.. كونفيشيوس الصيني الكافر قبل ألفين وخمسمائة عام كان اكثر نزاهة وعدالة من منصور الهادي الذي لا يريد أن يقول كلمة الحق أمام سلاطين الشمال الجائرين الذين حكموا منذ الاستقلال فبنوا قصورهم في كافوري ونمرة اتنين والمنشية والجسور والكباري لقراهم من من الباوقة مرورا بأم الطيور وحتى بربر وملأوا الوزارات بابنائهم واصهارهم وتناوشوا في وزارة الخارجية حتى فاحت رائحة نتانتهم، وامتلكوا القضاء الذي امتلأ باهالي صراصر من شندي وما جوارها. وامتلكوا اسهم البنوك وشركات النفط واحتكروا البنزين والغاز والقمح. ثم ياتي منصور الهادي ويعتبر فقراء دارفور كفار يحتاجون للمتمهدي الدنقلاوي الذي سيذكرهم بأيام الله. ايام الله هذه ذكر بها نفسك الظلومة وذكر بها اللصوص الذي سرقوا حقوق هؤلاء المهمشين المساكين، ومع ذلك يصرخون على كل مهمش إذا حصل على منصب جربان ويراقبونه فلو وضع لقمتين في حلقه صاحوا: ناس الحركات الحرامية. وملأوا إعلامهم بالعويل والنحيب والصراخ، وضجت أسافيرهم تسخر من قيادات الهامش، من ترك الكوز وحميدتي فريق الخلا وجبريل الفكي وعبد الواحد مستر نو،..الخ. لا اهل الشرق كفار يا سيد منصور، ولا أهل دارفور كفار ولا أهل الدمازين وإنما اللصوص الذين سرقوا أهل دافور والشرق والجنوب هم الكفار يا سيد، وهؤلاء لا ينفع معهم شيخ يذكرهم بأيام الله، بل يحتاجون لتطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها عليهم، فتقطع أيديهم من أكفها حتى يسيروا وهم يحملون أذرعهم كأيور الحُمر.. وهذه هي العدالة.. وهذا هو الإسلام دين الحق لمن يطبقونه كما انزله الله وليس إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد وصرخوا وتصارخوا وجاءوا بشيوخ ليذكرون الضحايا بأيام الله..وليس الله بغافل عما تعملون..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 02 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة