الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول ظاهرة بروفسيرات التكفير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 10:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2022, 06:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول ظاهرة بروفسيرات التكفير






                  

08-02-2022, 06:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    *المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية*


    *دكاترة وبروفسيرات في الدين!!**(1-4)*


    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"*"*

    *خالد الحاج عبد المحمود*


    *المنهاج بين التقوى والدراسات الفقهية*


    في مقال أ. خالد الحاج أعلاه سقط اسم المركز الإسلامي بالسودان.. من عنوان المقال..
    لذا لزم التنويه.
                  

08-02-2022, 06:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    المركز الاسلامي للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية (2-4)
    دكاترة وبروفسيرات في الدين!! وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”



    خالد الحاج عبد المحمود



    منهاج الطريق ومصادر المعرفة

    الاستاذ محمود شديد التقدير للصوفية، خصوصا كبارهم.. وهو عنده أنهم هم من حفظ الدين الحق وأنهم اهل السنة الحقيقيين.. ولكن الاستاذ محمود لم يكن في أي يوم من الايام صوفياً، بمعنى انه ينتمي لطريقة صوفية ما، بل على العكس من ذلك هو يدعو مشايخ الصوفية للرجوع للاصل (طريق محمد)..

    منهاج الدعوة عند الاستاذ محمود هو (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. وكتاب الطريق يجري الآن في طبعته العاشرة.. وعنوانه كما يلي: (محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد).. وشعار الكتاب (بتقليد محمد تتوحد الامة ويتجدد دينها).. واهداء الكتاب كما يلي: (الى الراغبين في الله وهم يعلمون، والراغبين عن الله وهم لا يعلمون.. فما من الله بد).. فالدعوة لجميع البشر بمن فيهم غير الراغبين في الله.. فما من الله بد.

    وعن تعريف الطريق، جاء في الكتاب: (الطريق هو النهج العملي الذي يوصل سلوكه إلى الله، تبارك وتعالى، وليس إلى الله، تبارك وتعالى، وصول بالمعنى الذي يؤديه حرف الكلمة، وإنّما المقصود بكلمة الوصول أن يكون حضور السالك مع الله أكثر من غفلته عنه.. والطريق شريعة، وزيادة.. الطريق شريعة موكدة.. فحين يكون المسلم العادي صاحب شريعة، يكون المسلم المجود صاحب طريقة).. فالطريق سنة النبي، وهي عمله في خاصة نفسه.. وعمله في خاصة نفسه يتضمن الشريعة ويزيد عليها.. فمثلاً: الصلاة في الشريعة خمسة اوقات، ولكنها في الطريقة ستة اوقات.. فالنبي صلى الله عليه وسلم يزيد على الامة بصلاة الليل، فهي فرض في حقه، وكذلك هي فرض في حق من يكون على طريقه.. وبالنسبة للزكاة، الامة في الشريعة تجمع المال وتخرج منه المقادير المحددة في الشريعة.. اما زكاة النبي فهي انه ينفق عنه كل ما زاد عن حاجته الحاضرة.. والذين يتّبعون الطريق، ينفقون اكثر من الزكاة ذات المقادير مستهدفين زكاة العفو.. واهم ما تتميز به السنة عن الشريعة هو ادخال الفكر في العمل.. المهم ان المنهاج هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا ما عاشه الاستاذ محمود في خاصة نفسه، وعرف مسالكه.. ودعا اليه غيره.. وهذا ما عليه الجمهوريون.. فدين الجمهوريين هو تقليد المعصوم في عبادته، وفي ما يطاق من عادته جاء من كتاب طريق محمد: “طريق مُحمّد هـو الطريـق، لأنه طريق (المحبـة) الخصبـة، الخلاقـة.. قال العزيـز الحكيم عنـه (قل إن كنتم تحبـون الله فاتبعـوني يحببكـم الله).. بطريـق مُحمّد أصبح الديـن منهاج سلـوك بـه تساس الحيـاة لتـرقى الدرجات نحو الحيـاة الكاملة.. حياة الفكر، وحياة الشّعور).. وجاء من الكتاب ايضاً قوله عن المعصوم: ( هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية، واتَّسقت قواها الباطنية، وتحرّرت من الأوهام، والأباطيل، وسلمت من القلق، والخوف العنصري، البدائي، الساذج..

    ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقلّيد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقلّيداً متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرّير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم”..

    والتقليد المطلوب للمعصوم لابد ان يقوم على التقديس والتوقير له.. جاء من الكتاب: ” فإن التقلّيـد بغيـر وعي، وتمـام إدراك، قليل الجـدوى، وقـد يكـون عملا آلياً لا روح فيـه قصاراه التعـب.. ولكي يكـون التقلّيـد موصلا للثمـرة المرجـوة منه وجب أن ينبعـث عن ثقـة بالمقلّـد، وطمأنينة إليه، وتوقّيـر، وتقدّيس، ومحبـة له”..

    “وأيسر ما يقوم عليه التقليد النافع أن يكون صدر المقلّد منطوياً على قدر كبير من التقدّيس، والتوقير للنبي، وهذا ما من أجله أخذ الله الأصحاب بالأدب معه، وأمرهم بالصلاة عليه، فقال، عز من قائل: (إن الله وملائكته يصلّون على النبّي، يأيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه، وسلّموا تسلّيما).. ومعلوم أن عدم الأدب مع النبي بمجرد رفع الصوت فوق صوته قد يحبط العمل دون ان يشعر صاحبه!!

    كما انه لابد من معرفة المقلد ، فحسن التقليد لايستقيم على خير وجوهه إلا إذا تم تقديم تعريف بالمعصوم (يجعل اتباعه وتقليده يحترم اقوى العقول المعاصرة ويقنعها بجدوى ممارسته واتقانه).. وقد قدم الكتاب تعريفا بالمعصوم، وتناول مقاماته: النبوة والرسالة والولاية.. وتناول الحديث عن الاحمدية والمحمدية.. كما تناول الحديث عن الاصحاب والاخوان، والاشارة الى الرسالة الاولى والرسالة الثانية.. فالرسالة الثانية هي سنة النبي، وهي تقوم على اصول القرآن.. وجاء ما نصه: “ويؤخـذ من دقائـق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين: الأمة المؤمنة ـــ الأصحاب.. والأمة المسلمة ـــ الاخوان.. وإنه بذلك صاحب رسالتين: الرسالة الأولى مُحمّدية، والرسالة الثانية أحمدية.. أو قل الرسالة الأولى الشريعة التي فصلها للأمة، والرسالة الثانية السنة التي أجملها، ولم يفصّلها إلا في معنى ما مارسها، وعاشها دما ولحما”.. وتم التعرض للجاهلية الاولى والجاهلية الثانية.. وفي اطار التعريف بالمعصوم تم الحديث عن (الذات المحمدية)، جاء ما نصه: “الذات المُحمّدية أول قابل لتجليات الذات الإلهية.. وهي المشار إليها في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قلت: )يا رسول الله بأبي أنت، وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله.. قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).. وذهب يعرف بالذات المحمدية.. وجاء عن موضوع الرسالتين: “ومُحمّد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة.. فهو في رسالته للمسلمين أحمدي، وفي رسالته للأمـة المؤمنـة مُحمـّدي، وسبب الفـرق بين الرسالتين حكم الوقت.. الفرق بين وقت الرّسالة الأولى ــــ القرن السابع.. ووقت الرّسالة الثانية ـــ القرن العشرين”.. وجاءت البشارة بدولة القرآن هكذا: “إن دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا مُحمّدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله” .. اما عن الطرق الصوفية فقد جاء: ” لقد خدمت الطـرق الصوفية غرضا جليلا، في نشر الدين الحق، ولقد ربّت رجالا أفذاذا، كانوا منارات هدى، ومثابات رشد للأمة، عبر تاريخها الطويل، في ارتفاعه وانخفاضه، عندهم التمست دينـها وخلقهـا وتربيتها.. ولكن اليـوم!! فإن تحديات العصر أكبـر من الطرق وأكبـر من المشائـخ، وليس لها غير مُحمّد..

    ونحن ندعو جميع أصحاب الطرق إلى العودة إلى طريقة الطرق ـــ طريقة مُحمّد ـــ إذ بتقلّيد مُحمّد تتوحد الأمة ويتجدّد الدين، ونحـن، إذ نخـرج هذا النمـوذج من طريقة مُحمّد، إنما نفعـل ذلك على سبيل المثال، لا على سبيـل الاستقصاء، وهـو نموذج قـد يغني كثيرا من السالكيـن، ريثما تتفتح لهم آفاق الحقيقة المُحمّدية… إننا نوصي بإدمان الاطلاع، على كتب الأحاديث، وكتب السيرة، ونخص بالذّكر صحيح البخاري، لمن أراد أن يتوسع عما جاء في هذا النموذج.. والله ولي التوفيق”

    وجاء من بيان 27 /4 /1965، الذي ضمن في الكتاب، مانصه: ” أما بعد، فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله مُحمّدا داعيا إليه ومرشدا ومسلّكا في طريقه.. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلاّ طريق مُحمّد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.

    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص..

    إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق مُحمّد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه “..الى ان يقول: ” إن مُحمّدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلّد مُحمّدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقلّيدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..

    إن على مشايخ الطرق منذ اليـوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومُحمّد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة مُحمّد بالعمل وبالقول فإن حياة مُحمّد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح (لا إله إلا الله) التي هي غاية القرآن، وهـذا هو السـر في القـرن في الشهادة بين الله ومُحمّد (لا إله إلا الله مُحمّد رسول الله)”.. ثم ذهب الكتاب يقدم صورة عملية لعبادة النبي الكريم.. كما قام ببعض التعريف بشمائل المعصوم، وذكر على انه من يريد الاستزادة عليه ان يرجع الى كتب السيرة، وكتب الأحاديث خصوصا صحيح البخاري.. وجاء في خاتمة الكتاب: ” أما بعد فهذه طريقة مُحمّد، وهي طريقة الطرق – هي النهر الذي فيه تصب جميع الخيران – وهي البحر الذي فيه تلتقي الأنهار..

    لقد كانت طريقة مُحمّد عبادة بالليل، وخدمة بالنهار.. خدمة لله بالليل، وخلوة به ومناجاة له بحديثه، على تقلب وسجود..

    وخدمة لخلـق الله بالنهـار، وبراً بهـم، وكلفاً بتوصيل الخيـر إليهـم، في محبة وفي إخلاص وفي إيثـار..

    وبهذا وذاك تصبح حياة الحي كلها عبادة.. وهذا هو مراد الله من العبادة حين قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).. وطريقة مُحمّد جماعها هذه الآيات:

    )قل إنني هداني ربّي إلى سـراط مستقيم، ديناً قيماً، ملّة إبراهيم، حنيفاً، وما كان من المشركين * قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين * لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين ( كل شيء فيها لله.. معاملة للحق في الحق، ومعاملة للحق في الخلق.. وهذا ما عناه المعصوم حين قال )الدين المعاملة)”

    الدعوة لمنهاج (الطريق)، هي دعوة للرجوع الى الأصل، وعلى ذلك فهي دعوة داعيها محمد صلى الله عليه وسلم، منذ القرن السابع الميلادي، ويتم الآن تجديد الدعوة لها، بعد ان استعدت الارض لتلقيها والعمل بها.. فقد جاء في الخاتمة: “أما بعد، فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها مُحمّد، وهاديها مُحمّد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس( قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله) وإلا فلا..

    يا أهل القرآن، لستم على شيء، حتى تقيموا القرآن.. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. وأول الأمر في الإقامتين، اتّباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنّه سميع مجيب…”

    هذا بعض ما ورد في كتاب (الطريق( وهو لا يغني عن الاطلاع على الكتاب.

    فالاستاذ محمود محمد طه لم يدع لنفسه وهو لا يتحدث عن نفسه.. هو يدعو بوضوح، وبإذن، ومعرفة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذه كل دعوته، وكل شيء خلافها هو شرح وتفصيل لها، وربط لها بالعصر .. فالطريق هو الدعوة والمنهاج، وفيه مصادر المعرفة محددة بوضوح قاطع.. فهو يقوم على العلم والعمل معا.. والعلم المقصود، هو علم ما لا تصح العبادة الا به- وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ – (مرة اخرى (واقامة القرآن كاقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. واول الامر في الاقامتين اتباع باحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.

    فالبروف ترك مصدر الدعوة ، ومصدر المعرفة فيها، ثم ذهب يتحدث عنها من خارجها، وهذا امر مناقض لقيم الدين، وقيم الفكر الحر.. هذا ما عهدناه من اصحابه دائما، فهم، جميعهم، ليسوا طلاب حق، وإنما هم على العكس من ذلك، يعملون على تشويه الحق لأغراض في انفسهم، اقل ما يقال عنها انها اغراض دنيا.. هم قطاع طريق، وعندما يسيئون للحق يسيئون لأنفسهم “إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا” من المستحيل ان يهزم الباطل الحق .. وهم لو كانوا يعتقدون ان دعوتنا باطلة ، لما اخفوها، وذهبوا يشوهونها بصرف القول الى غير مراميه والبتر والاخفاء.



    نحن على يقين ان الدعوة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم هي الحق الذي لا حق غيره.. ومن يرى خلاف ذلك، فعليه ان يبين لنا باطلها بدل الانصراف عنها.. وهنالك كتب عديدة، من كتب الفكرة تتحدث عن منهاج الطريق او تشير اليه.. فمثلا هنالك كتاب (تعلموا كيف تصلون) وهو يتحدث بتفصيل عن تطبيق منهاج الطريق، وثمرة العمل به.. وهو من المقدمة يتحدث عن(التقوى) كمصدر للمعرفة.. يقول: ” التقوى إذن مستويات، وللفرقان مستويات تقابلها، فإنه، كما قررنا، التقوى شجرة، والفرقان ثمرة”.. “وأغلظ مستويات التقوى ما يكون للمؤمن العادي، وهو مستوى الحلال البين، والحرام البين.. “.. ثم يتم التدرج في المراقي في درجات القرب من الكمال، وهي ست درجات “ينزلها النازل وهو يسير في طريق العودة، هذه ست درجات أولاها درجة المؤمن العادي الذي يكون في مستوى الحلال البين والحرام البين، وثانيتها درجة الورع، وثالثتها درجة صاحب اليمين، ورابعتها درجة البر، وخامستها درجة المقرب، وسادستها درجة صاحب الاستقامة، وهو، هو الكامل.. وهذه الدرجات الست هي في مقابلة النفوس السبع، غير أن )النفس الأمارة( لا ذكر لها هنا، لأنها دون مرتبة المؤمن العادي.. فكأن المؤمن العادي في مقابلة النفس ) اللوامة).. وكما أنه ليس للكمال نهاية، فليست للاستقامة نهاية،.. وكل مستقيم يعرف تقصيره عن بلوغ المدى المطلوب من هذا الأمر الخطير.. وهذا ما جعل المعصوم يقول: (شيبتني هود وأخواتها) وكل هذه المراتب التي ورد ذكرها إنما يبلغنا إياها العلم، والعمل بمقتضى العلم.. وأعلى العلم التوحيد، وأعلى العمل الصلاة ..” .. ومن الأفضل ان نورد هنا ما جاء عن صفات المقرب، وما يحققه من قيم، وندخل عليها بالحديث عن البر، فقد جاء: “والبر أكثر إدراكا من صاحب اليمين، وأكثر تسامحاً، فهو رفيق بنفسه، وبالناس، وذلك بفضل سعة علمه.. فإن صاحب اليمين، حين قبضته بقية الورع الذي ورثه من منزلة الورع، التي خرج عنها، ولما يتخلص من عقابيلها، بسط العلم صاحب منزلة الأبرار.. فترى البر سمحاً، متسامحاً، واسع الأفق، يرى الوجوه المختلفة لكل قضية فكرية، أو سلوكية، تعرض عليه، بطريقة فيها سعة، وفيها دقة.. ثم تلي منزلة البر منزلة المقرب.. والمقربون هم الذين يكونون عند ربهم، غالب أحوالهم، وهم علماء، قد وسّع العلم عليهم ما ضّيق الجهل على سواهم.. فأصبحوا، بفضل الله، ثم بفضل سعة علمهم، رحماء، طيبين، متسامحين، محبين للأشياء، والأحياء، في سلام مع ربهم، ومع أنفسهم، ومع الناس.. يدعون إلى الرضا بالله، والمصالحة مع الناس، وينشرون الحب، كما تنشر الشمس النور، والحرارة، والدفء.. هؤلاء هم ملح الأرض، عرفوا، أو لم يعرفوا.. وتقوى هؤلاء هي عمل، أو ترك للعمل، ابتغاء وجه الله.. وزمنهم فكر متصل.. فجميع أوقاتهم معمورة بالفكر، والعمل.. وفكرهم ليس تعملاً، وإنما أصبح طبيعة، تنبع فيهم المعاني، والمعارف، كما ينبع الماء النمير من العين الثرة، وقد تطهرت من أوساخها، وأوضارها.. وعبادة المقربين الاستقامة.. والاستقامة أن تكون على السراط المستقيم، في الفكر، والقول، والعمل، فلا تميل يسرة، ولا يمنة”.. هذه صورة لما يؤدي اليه العمل بطريق محمد صلى الله عليه وسلم من ثمرة.. ودرجة المقربين هي الدرجة الخامسة من درجات الصعود في مراقي العقول والنفوس.. وهذا الصعود ليس له نهاية، وانما هو سير متصل، يرقى المراقي، وهو ليست له نهاية لأنه سير الى الله في اطلاقه.. وهذا السير في جميع مراقيه يقوم على الفكر، المروض والمؤدب، بأدب القرآن، ادب حقيقته وادب شريعته.



    نحن قصدنا ان نشير مجرد اشارة الى كتاب )تعلموا كيف تصلون(، وما يقوم عليه من تفصيل في تطبيق منهاج (طريق محمد)، وما يؤدي اليه من ثمرة.. ومن يريد الاستزادة عليه الرجوع الى الكتاب..

    جميع كتب الاستاذ محمود، تتحدث بصورة من الصور عن منهاج الطريق، وما يؤدي اليه من ثمرة.. فمثلا كتاب (الرسالة الثانية)، كله يدور حول موضوع المنهاج، فالرسالة الثانية، هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، هي آيات الاصول، وقد جاء هذا في المقدمة.. والكتاب يتحدث عن: علاقة الفرد بالكون، وعلاقة الفرد بالمجتمع .. وهي قضايا ترتبط بالمنهاج بصورة لا فكاك لها.. ثم هو يتحدث عن امة المؤمنين وامة المسلمين.. ويتحدث عن تطبيق السنة – اصول القرآن على تنظيم المجتمع، في السياسة والاقتصاد والاجتماع.. باختصار، كتاب الرسالة الثانية كله يدور حول منهاج الطريق، وما يقوم عليه من سنة، ومن آيات اصول.. وهذا هو الحال بالنسبة لكل كتاب اصدره الاستاذ محمود.. ومع كل هذا عميت أعيُن الفقهاء الذين نتحدث عنهم، عن منهاج الطريق، وحاولوا ان يخفوه ليصلوا الى النتيجة الركيكة والمغرضة: أن الاستاذ محمود ليس له منهاج، وليس له شيخ، وهو لم يتلق تعليما دينياً متخصصاً مثلهم هم!!

    اما بالنسبة لكتابات الاخوان الجمهوريين، تلاميذ الاستاذ محمود، يمكن الرجوع، الى كتاب ) المعرفة وطبيعة الوجود)، وهو كتاب يفصل في منهاج التقوى الذي يقوم عليه الطريق، كمنهاج للمعرفة والحياة.. ويربط المعرفة بطبيعة الوجود، والطبيعة الانسانية.. ثم يذهب الى المقارنة بين المعرفة الدينية ومنهاجها، ومعرفة العلم المادي التجريبي، ومنهاجها.. وهنالك كتاب (أدب السالك في طريق محمد) ، وهو كتاب كله يدور حول الأدب في مستوياته المختلفة، ويركز بخاصة على ادب العبودية لله ، على اعتبار أن العبودية هي الغاية.. والعبودية كالربوبية سرمدية، لا نهاية للسير في مجالها.. وكذلك هنالك كتاب (الفكر: بين الاسلام والحضارة الغربية).. وقد جعل الحقد الاعمى، هؤلاء النفر، ينصرفون بصورة كلية عن مراجع القضية التي زعموا انهم يتناولونها، فجاءت اقوالهم ضعيفة، ركيكة وكلها خارج الموضوع..

    مدينة رفاعة *

    نواصل
                  

08-08-2022, 03:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    الحلقة

    2 أغسطس 2022

    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية



    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"

    خالد الحاج عبد المحمود

    منهاج الطريق ومصادر المعرفة

    الاستاذ محمود شديد التقدير للصوفية، خصوصا كبارهم.. وهو عنده أنهم هم من حفظ الدين الحق وأنهم اهل السنة الحقيقيين.. ولكن الاستاذ محمود لم يكن في أي يوم من الايام صوفياً، بمعنى انه ينتمي لطريقة صوفية ما، بل على العكس من ذلك هو يدعو مشايخ الصوفية للرجوع للاصل (طريق محمد)..
    منهاج الدعوة عند الاستاذ محمود هو (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. وكتاب الطريق يجري الآن في طبعته العاشرة.. وعنوانه كما يلي: (محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد).. وشعار الكتاب (بتقليد محمد تتوحد الامة ويتجدد دينها).. واهداء الكتاب كما يلي: (الى الراغبين في الله وهم يعلمون، والراغبين عن الله وهم لا يعلمون.. فما من الله بد).. فالدعوة لجميع البشر بمن فيهم غير الراغبين في الله.. فما من الله بد.
    وعن تعريف الطريق، جاء في الكتاب: (الطريق هو النهج العملي الذي يوصل سلوكه إلى الله، تبارك وتعالى، وليس إلى الله، تبارك وتعالى، وصول بالمعنى الذي يؤديه حرف الكلمة، وإنّما المقصود بكلمة الوصول أن يكون حضور السالك مع الله أكثر من غفلته عنه.. والطريق شريعة، وزيادة.. الطريق شريعة موكدة.. فحين يكون المسلم العادي صاحب شريعة، يكون المسلم المجود صاحب طريقة).. فالطريق سنة النبي، وهي عمله في خاصة نفسه.. وعمله في خاصة نفسه يتضمن الشريعة ويزيد عليها.. فمثلاً: الصلاة في الشريعة خمسة اوقات، ولكنها في الطريقة ستة اوقات.. فالنبي صلى الله عليه وسلم يزيد على الامة بصلاة الليل، فهي فرض في حقه، وكذلك هي فرض في حق من يكون على طريقه.. وبالنسبة للزكاة، الامة في الشريعة تجمع المال وتخرج منه المقادير المحددة في الشريعة.. اما زكاة النبي فهي انه ينفق عنه كل ما زاد عن حاجته الحاضرة.. والذين يتّبعون الطريق، ينفقون اكثر من الزكاة ذات المقادير مستهدفين زكاة العفو.. واهم ما تتميز به السنة عن الشريعة هو ادخال الفكر في العمل.. المهم ان المنهاج هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا ما عاشه الاستاذ محمود في خاصة نفسه، وعرف مسالكه.. ودعا اليه غيره.. وهذا ما عليه الجمهوريون.. فدين الجمهوريين هو تقليد المعصوم في عبادته، وفي ما يطاق من عادته جاء من كتاب طريق محمد: "طريق مُحمّد هـو الطريـق، لأنه طريق (المحبـة) الخصبـة، الخلاقـة.. قال العزيـز الحكيم عنـه (قل إن كنتم تحبـون الله فاتبعـوني يحببكـم الله).. بطريـق مُحمّد أصبح الديـن منهاج سلـوك بـه تساس الحيـاة لتـرقى الدرجات نحو الحيـاة الكاملة.. حياة الفكر، وحياة الشّعور).. وجاء من الكتاب ايضاً قوله عن المعصوم: ( هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية، واتَّسقت قواها الباطنية، وتحرّرت من الأوهام، والأباطيل، وسلمت من القلق، والخوف العنصري، البدائي، الساذج..
    ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقلّيد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقلّيداً متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرّير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم"..
    والتقليد المطلوب للمعصوم لابد ان يقوم على التقديس والتوقير له.. جاء من الكتاب: "فإن التقلّيـد بغيـر وعي، وتمـام إدراك، قليل الجـدوى، وقـد يكـون عملا آلياً لا روح فيـه قصاراه التعـب.. ولكي يكـون التقلّيـد موصلا للثمـرة المرجـوة منه وجب أن ينبعـث عن ثقـة بالمقلّـد، وطمأنينة إليه، وتوقّيـر، وتقدّيس، ومحبـة له"..
    "وأيسر ما يقوم عليه التقليد النافع أن يكون صدر المقلّد منطوياً على قدر كبير من التقدّيس، والتوقير للنبي، وهذا ما من أجله أخذ الله الأصحاب بالأدب معه، وأمرهم بالصلاة عليه، فقال، عز من قائل: (إن الله وملائكته يصلّون على النبّي، يأيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه، وسلّموا تسلّيما).. ومعلوم أن عدم الأدب مع النبي بمجرد رفع الصوت فوق صوته قد يحبط العمل دون ان يشعر صاحبه!!
    كما انه لابد من معرفة المقلد، فحسن التقليد لايستقيم على خير وجوهه إلا إذا تم تقديم تعريف بالمعصوم (يجعل اتباعه وتقليده يحترم اقوى العقول المعاصرة ويقنعها بجدوى ممارسته واتقانه).. وقد قدم الكتاب تعريفا بالمعصوم، وتناول مقاماته: النبوة والرسالة والولاية.. وتناول الحديث عن الاحمدية والمحمدية.. كما تناول الحديث عن الاصحاب والاخوان، والاشارة الى الرسالة الاولى والرسالة الثانية.. فالرسالة الثانية هي سنة النبي، وهي تقوم على اصول القرآن.. وجاء ما نصه: "ويؤخـذ من دقائـق حقائق الدين أن نبينا رسول الأمتين: الأمة المؤمنة ـــ الأصحاب.. والأمة المسلمة ـــ الاخوان.. وإنه بذلك صاحب رسالتين: الرسالة الأولى مُحمّدية، والرسالة الثانية أحمدية.. أو قل الرسالة الأولى الشريعة التي فصلها للأمة، والرسالة الثانية السنة التي أجملها، ولم يفصّلها إلا في معنى ما مارسها، وعاشها دما ولحما".. وتم التعرض للجاهلية الاولى والجاهلية الثانية.. وفي اطار التعريف بالمعصوم تم الحديث عن (الذات المحمدية)، جاء ما نصه: "الذات المُحمّدية أول قابل لتجليات الذات الإلهية.. وهي المشار إليها في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قلت: (يا رسول الله بأبي أنت، وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله.. قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).. وذهب يعرف بالذات المحمدية.. وجاء عن موضوع الرسالتين: "ومُحمّد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة.. فهو في رسالته للمسلمين أحمدي، وفي رسالته للأمـة المؤمنـة مُحمـّدي، وسبب الفـرق بين الرسالتين حكم الوقت.. الفرق بين وقت الرّسالة الأولى ــــ القرن السابع.. ووقت الرّسالة الثانية ـــ القرن العشرين".. وجاءت البشارة بدولة القرآن هكذا: "إن دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا مُحمّدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله" .. اما عن الطرق الصوفية فقد جاء: " لقد خدمت الطـرق الصوفية غرضا جليلا، في نشر الدين الحق، ولقد ربّت رجالا أفذاذا، كانوا منارات هدى، ومثابات رشد للأمة، عبر تاريخها الطويل، في ارتفاعه وانخفاضه، عندهم التمست دينـها وخلقهـا وتربيتها.. ولكن اليـوم!! فإن تحديات العصر أكبـر من الطرق وأكبـر من المشائـخ، وليس لها غير مُحمّد..
    ونحن ندعو جميع أصحاب الطرق إلى العودة إلى طريقة الطرق ـــ طريقة مُحمّد ـــ إذ بتقلّيد مُحمّد تتوحد الأمة ويتجدّد الدين، ونحـن، إذ نخـرج هذا النمـوذج من طريقة مُحمّد، إنما نفعـل ذلك على سبيل المثال، لا على سبيـل الاستقصاء، وهـو نموذج قـد يغني كثيرا من السالكيـن، ريثما تتفتح لهم آفاق الحقيقة المُحمّدية... إننا نوصي بإدمان الاطلاع، على كتب الأحاديث، وكتب السيرة، ونخص بالذّكر صحيح البخاري، لمن أراد أن يتوسع عما جاء في هذا النموذج.. والله ولي التوفيق"
    وجاء من بيان 27/4/1965، الذي ضمن في الكتاب، مانصه: "أما بعد، فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله مُحمّدا داعيا إليه ومرشدا ومسلّكا في طريقه.. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلاّ طريق مُحمّد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.
    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص..
    "إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق مُحمّد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه"..الى ان يقول: " إن مُحمّدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلّد مُحمّدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقلّيدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..
    إن على مشايخ الطرق منذ اليـوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومُحمّد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة مُحمّد بالعمل وبالقول فإن حياة مُحمّد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح (لا إله إلا الله) التي هي غاية القرآن، وهـذا هو السـر في القـرن في الشهادة بين الله ومُحمّد (لا إله إلا الله مُحمّد رسول الله)".. ثم ذهب الكتاب يقدم صورة عملية لعبادة النبي الكريم.. كما قام ببعض التعريف بشمائل المعصوم، وذكر على انه من يريد الاستزادة عليه ان يرجع الى كتب السيرة، وكتب الأحاديث خصوصا صحيح البخاري.. وجاء في خاتمة الكتاب: " أما بعد فهذه طريقة مُحمّد، وهي طريقة الطرق - هي النهر الذي فيه تصب جميع الخيران - وهي البحر الذي فيه تلتقي الأنهار..
    لقد كانت طريقة مُحمّد عبادة بالليل، وخدمة بالنهار.. خدمة لله بالليل، وخلوة به ومناجاة له بحديثه، على تقلب وسجود.. وخدمة لخلـق الله بالنهـار، وبراً بهـم، وكلفاً بتوصيل الخيـر إليهـم، في محبة وفي إخلاص وفي إيثـار..
    وبهذا وذاك تصبح حياة الحي كلها عبادة.. وهذا هو مراد الله من العبادة حين قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).. وطريقة مُحمّد جماعها هذه الآيات:
    (قل إنني هداني ربّي إلى سـراط مستقيم، ديناً قيماً، ملّة إبراهيم، حنيفاً، وما كان من المشركين * قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين * لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين) كل شيء فيها لله.. معاملة للحق في الحق، ومعاملة للحق في الخلق.. وهذا ما عناه المعصوم حين قال (الدين المعاملة)"
    الدعوة لمنهاج (الطريق)، هي دعوة للرجوع الى الأصل، وعلى ذلك فهي دعوة داعيها محمد صلى الله عليه وسلم، منذ القرن السابع الميلادي، ويتم الآن تجديد الدعوة لها، بعد ان استعدت الارض لتلقيها والعمل بها.. فقد جاء في الخاتمة: "أما بعد، فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها مُحمّد، وهاديها مُحمّد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس (قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله) وإلا فلا..
    يا أهل القرآن، لستم على شيء، حتى تقيموا القرآن.. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. وأول الأمر في الإقامتين، اتّباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنّه سميع مجيب..."
    هذا بعض ما ورد في كتاب (الطريق) وهو لا يغني عن الاطلاع على الكتاب.
    فالاستاذ محمود محمد طه لم يدع لنفسه وهو لا يتحدث عن نفسه.. هو يدعو بوضوح، وبإذن، ومعرفة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذه كل دعوته، وكل شيء خلافها هو شرح وتفصيل لها، وربط لها بالعصر.. فالطريق هو الدعوة والمنهاج، وفيه مصادر المعرفة محددة بوضوح قاطع.. فهو يقوم على العلم والعمل معا.. والعلم المقصود، هو علم ما لا تصح العبادة الا به- وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ – (مرة اخرى) واقامة القرآن كاقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم.. واول الامر في الاقامتين اتباع باحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.
    فالبروف ترك مصدر الدعوة ، ومصدر المعرفة فيها، ثم ذهب يتحدث عنها من خارجها، وهذا امر مناقض لقيم الدين، وقيم الفكر الحر.. هذا ما عهدناه من اصحابه دائما، فهم، جميعهم، ليسوا طلاب حق، وإنما هم على العكس من ذلك، يعملون على تشويه الحق لأغراض في انفسهم، اقل ما يقال عنها انها اغراض دنيا.. هم قطاع طريق، وعندما يسيئون للحق يسيئون لأنفسهم "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا" من المستحيل ان يهزم الباطل الحق .. وهم لو كانوا يعتقدون ان دعوتنا باطلة ، لما اخفوها، وذهبوا يشوهونها بصرف القول الى غير مراميه والبتر والاخفاء.
    نحن على يقين ان الدعوة الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم هي الحق الذي لا حق غيره.. ومن يرى خلاف ذلك، فعليه ان يبين لنا باطلها بدل الانصراف عنها.. وهنالك كتب عديدة، من كتب الفكرة تتحدث عن منهاج الطريق او تشير اليه.. فمثلا هنالك كتاب (تعلموا كيف تصلون) وهو يتحدث بتفصيل عن تطبيق منهاج الطريق، وثمرة العمل به.. وهو من المقدمة يتحدث عن(التقوى) كمصدر للمعرفة.. يقول: "التقوى إذن مستويات، وللفرقان مستويات تقابلها، فإنه، كما قررنا، التقوى شجرة، والفرقان ثمرة".. "وأغلظ مستويات التقوى ما يكون للمؤمن العادي، وهو مستوى الحلال البين، والحرام البين..".. ثم يتم التدرج في المراقي في درجات القرب من الكمال، وهي ست درجات "ينزلها النازل وهو يسير في طريق العودة، هذه ست درجات أولاها درجة المؤمن العادي الذي يكون في مستوى الحلال البين والحرام البين، وثانيتها درجة الورع، وثالثتها درجة صاحب اليمين، ورابعتها درجة البر، وخامستها درجة المقرب، وسادستها درجة صاحب الاستقامة، وهو، هو الكامل.. وهذه الدرجات الست هي في مقابلة النفوس السبع، غير أن )النفس الأمارة( لا ذكر لها هنا، لأنها دون مرتبة المؤمن العادي.. فكأن المؤمن العادي في مقابلة النفس (اللوامة).. وكما أنه ليس للكمال نهاية، فليست للاستقامة نهاية،.. وكل مستقيم يعرف تقصيره عن بلوغ المدى المطلوب من هذا الأمر الخطير.. وهذا ما جعل المعصوم يقول: (شيبتني هود وأخواتها) وكل هذه المراتب التي ورد ذكرها إنما يبلغنا إياها العلم، والعمل بمقتضى العلم.. وأعلى العلم التوحيد، وأعلى العمل الصلاة .." .. ومن الأفضل ان نورد هنا ما جاء عن صفات المقرب، وما يحققه من قيم، وندخل عليها بالحديث عن البر، فقد جاء: "والبر أكثر إدراكا من صاحب اليمين، وأكثر تسامحاً، فهو رفيق بنفسه، وبالناس، وذلك بفضل سعة علمه.. فإن صاحب اليمين، حين قبضته بقية الورع الذي ورثه من منزلة الورع، التي خرج عنها، ولما يتخلص من عقابيلها، بسط العلم صاحب منزلة الأبرار.. فترى البر سمحاً، متسامحاً، واسع الأفق، يرى الوجوه المختلفة لكل قضية فكرية، أو سلوكية، تعرض عليه، بطريقة فيها سعة، وفيها دقة.. ثم تلي منزلة البر منزلة المقرب.. والمقربون هم الذين يكونون عند ربهم، غالب أحوالهم، وهم علماء، قد وسّع العلم عليهم ما ضّيق الجهل على سواهم.. فأصبحوا، بفضل الله، ثم بفضل سعة علمهم، رحماء، طيبين، متسامحين، محبين للأشياء، والأحياء، في سلام مع ربهم، ومع أنفسهم، ومع الناس.. يدعون إلى الرضا بالله، والمصالحة مع الناس، وينشرون الحب، كما تنشر الشمس النور، والحرارة، والدفء.. هؤلاء هم ملح الأرض، عرفوا، أو لم يعرفوا.. وتقوى هؤلاء هي عمل، أو ترك للعمل، ابتغاء وجه الله.. وزمنهم فكر متصل.. فجميع أوقاتهم معمورة بالفكر، والعمل.. وفكرهم ليس تعملاً، وإنما أصبح طبيعة، تنبع فيهم المعاني، والمعارف، كما ينبع الماء النمير من العين الثرة، وقد تطهرت من أوساخها، وأوضارها.. وعبادة المقربين الاستقامة.. والاستقامة أن تكون على السراط المستقيم، في الفكر، والقول، والعمل، فلا تميل يسرة، ولا يمنة".. هذه صورة لما يؤدي اليه العمل بطريق محمد صلى الله عليه وسلم من ثمرة.. ودرجة المقربين هي الدرجة الخامسة من درجات الصعود في مراقي العقول والنفوس.. وهذا الصعود ليس له نهاية، وانما هو سير متصل، يرقى المراقي، وهو ليست له نهاية لأنه سير الى الله في اطلاقه.. وهذا السير في جميع مراقيه يقوم على الفكر، المروض والمؤدب، بأدب القرآن، ادب حقيقته وادب شريعته.
    نحن قصدنا ان نشير مجرد اشارة الى كتاب (تعلموا كيف تصلون)، وما يقوم عليه من تفصيل في تطبيق منهاج (طريق محمد)، وما يؤدي اليه من ثمرة.. ومن يريد الاستزادة عليه الرجوع الى الكتاب..
    جميع كتب الاستاذ محمود، تتحدث بصورة من الصور عن منهاج الطريق، وما يؤدي اليه من ثمرة.. فمثلا كتاب (الرسالة الثانية)، كله يدور حول موضوع المنهاج، فالرسالة الثانية، هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، هي آيات الاصول، وقد جاء هذا في المقدمة.. والكتاب يتحدث عن: علاقة الفرد بالكون، وعلاقة الفرد بالمجتمع .. وهي قضايا ترتبط بالمنهاج بصورة لا فكاك لها.. ثم هو يتحدث عن امة المؤمنين وامة المسلمين.. ويتحدث عن تطبيق السنة – اصول القرآن على تنظيم المجتمع، في السياسة والاقتصاد والاجتماع.. باختصار، كتاب الرسالة الثانية كله يدور حول منهاج الطريق، وما يقوم عليه من سنة، ومن آيات اصول.. وهذا هو الحال بالنسبة لكل كتاب اصدره الاستاذ محمود.. ومع كل هذا عميت أعيُن الفقهاء الذين نتحدث عنهم، عن منهاج الطريق، وحاولوا ان يخفوه ليصلوا الى النتيجة الركيكة والمغرضة: أن الاستاذ محمود ليس له منهاج، وليس له شيخ، وهو لم يتلق تعليما دينياً متخصصاً مثلهم هم!!
    اما بالنسبة لكتابات الاخوان الجمهوريين، تلاميذ الاستاذ محمود، يمكن الرجوع، الى كتاب (المعرفة وطبيعة الوجود)، وهو كتاب يفصل في منهاج التقوى الذي يقوم عليه الطريق، كمنهاج للمعرفة والحياة.. ويربط المعرفة بطبيعة الوجود، والطبيعة الانسانية.. ثم يذهب الى المقارنة بين المعرفة الدينية ومنهاجها، ومعرفة العلم المادي التجريبي، ومنهاجها.. وهنالك كتاب (أدب السالك في طريق محمد) ، وهو كتاب كله يدور حول الأدب في مستوياته المختلفة، ويركز بخاصة على ادب العبودية لله ، على اعتبار أن العبودية هي الغاية.. والعبودية كالربوبية سرمدية، لا نهاية للسير في مجالها.. وكذلك هنالك كتاب (الفكر: بين الاسلام والحضارة الغربية).. وقد جعل الحقد الاعمى، هؤلاء النفر، ينصرفون بصورة كلية عن مراجع القضية التي زعموا انهم يتناولونها، فجاءت اقوالهم ضعيفة، ركيكة وكلها خارج الموضوع..

    مدينة رفاعة *
                  

08-08-2022, 03:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    دكاترة وبروفسيرات في الدين (3/4)!!

    خالد الحاج عبد المحمود
    7 أغسطس 2022

    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية

    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"

    خارج الموضوع
    الموضوع حسب قولهم: (سلسلة نقد الفكرة الجمهورية.. كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، لمحمود محمد طه).. وجاء في افتتاح السلسلة قول بروفيسر عبد الاله كنة، الذي نصه: "السادة المشاهدين مرحبا بكم في هذه السلسلة التي ستتناول كتاب الرسالة الثانية من الاسلام .. رؤية نقدية تحليلية.. وهوكتاب مؤلفه محمود محمد طه.. ودي الحلقة الاولانية من هذه السلسلة " .. ثم ذهب ليقول: "في البداية عايزين نؤكد ان هذه الحلقة مهمة للغاية لأنو في بعض الحاجات الحنرسخها في هذه الحلقة.. ونحن في نهجنا في تناول هذا الكتاب ما حندخل في جدليات كفر او اسلام محمود محمد طه.. ولا خطأ او صواب ما ذهب اليه من اراء، نحن فقط حنناقش المنهجية بتاعت محمود محمد طه في كتاب الرسالة الثانية من الاسلام.. وحنسعى لفهم اساسيات هذا الكتاب، وحنعرف الناس بالسيرة الذاتية لمحمود محمد طه، وحنعرف الناس بالفكرة الجمهورية، او الحزب الجمهوري، وحنعرف الناس بكتاب الرسالة الثانية من الاسلام".. حديث واضح الموضوع هو كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، والتعريف بالفكرة الجمهورية ومناقشة منهجية الاستاذ محمود(نحن فقط حنناقش المنهجية بتاعت محمود محمد طه) .. ثم ذهب ليقول: "المذهبية الاسلامية البناها محمود محمد طه لابد نحن نعرف مصادر المعرفة عنده".. هذا هو الموضوع حسب تحديد المتحدثين له، فماذا قالوا عنه؟!
    لم يتعرضوا قط لكتاب (الرسالة الثانية من الاسلام)، ككتاب.. كما لم يتعرضوا قط للرسالة الثانية كمفهوم!! خرجوا من الموضوع خروجا تاما، بصورة مدهشة في غرابتها..
    لقد سمعت الفيديوهات ولم يرد فيها أي شيء عن كتاب الرسالة الثانية، او منهج الاستاذ محمود في الدعوة.. البروفيسر عبد الاله كنة تحدث عن بعض سيرة الاستاذ محمود اخذا عن كتاب الاخت بتول مختار ليصل الى نتيجة هي ما ذكرناه عن قوله ان الاستاذ محمود لم يتلق أي تعليم ديني، وانما هو خريج كلية غردون، قسم الهندسة، فهو غير متخصص في الدين.. كما ان الاستاذ محمود صوفي، وهذا القول انبنى على ما نقل من كتاب د. بتول مختار الذي ورد فيه ان الاستاذ محمود يقدر الصوفية ويزور مقاماتهم.. وهذا القول لا يفيد بأن الأستاذ صوفي بمعنى اتباع طريقة من الطرق الصوفية، وان ما ذهب اليه البروفيسر ليقول ان الاستاذ "ما كان عندو شيخ يأتم بيه ويربيه في بداية عمره عشان يكون عندو منهجية منظمة في تناول كل شأن ديني".. وقد اوردنا موقف الاستاذ محمود من التصوف، ودعوته للصوفية وغيرهم الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون النبي هو شيخ الجميع.. فشيخ الاستاذ هو محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو بالطبع شيخ جميع الجمهوريين، والدعوة كما رأينا هي لتقليد المعصوم في عبادته وما يطاق من عادته على ان يكون صدر المقلد منطويا على المحبة والثقة، والتقديس والتوقير للمعصوم..
    هكذا انصرف اصحاب الحديث بصورة تامة عن موضوعهم الذي حددوه بأنفسهم: كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، ومنهجية الاستاذ محمود ومصادر المعرفة عنده !!فماذا يقال عن هذا الصنيع؟ لو فعل، مثل هذه الفعلة، طالب في المرحلة الثانوية لاستحق على كتابته صفرا.. ولكن هؤلاء دكاترة وبروفيسرات، فالصفر كثير جدا في حقهم.. هنالك استخفاف شديد بعقول المستمعين.. الموضوعية والأمانة الفكرية، في التفكير المدني، تقتضي ان يذكر المتحدث قضايا موضوعه كما هي، دون تعديل او تشويه، او سوء تخريج، ثم بعد ذلك يقول ما يقوله من نقاش.. ولكن هؤلاء العلماء بزعمهم، وباسم الدين ناقشوا الموضوع كله من خارجه.. ثم ذهبوا يوردون بعض النصوص، بصورة مبتورة، وبصورة فيها الكثير من سوء التخريج، وصرف الكلام عن مراميه، الى مرامي اخرى تعبر عن رغبتهم في الكيد الرخيص، وهذا ينطبق بصورة خاصة على حديث د. اسماعيل صديق، الذي سنتعرض لنماذج منه.. من المؤكد ان هؤلاء النفر من الفقهاء، لن يفهموا الفكرة الجمهورية، او يتحدثوا عنها حديثا امينا.. لا لأن فهم الفكرة صعب، على العكس هي بسيطة يفهمها حتى الامي.. هم لا يستطيعون فهمها، لأن مدخلهم عليها هو الحقد الاعمى والكذب وتحري الكذب.. هم ظلوا دائما، يعملون على اخفاء دعوة الاستاذ محمود.. هم لا يذكرون أن الأستاذ محمود، يدعو الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم، هم يتفادون الحديث عن الطريق بصورة تامة، كما فعل هؤلاء النفر الذين سنتناول حديثهم، وكما ذكرنا ونكرر، دعوة الاستاذ محمود كلها لطريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وعملية الاخفاء هذه لا تجدي ولن تجدي.. فالناس لا يأخذون الدعوة من خصومها، ومراجعها متوفرة جدا.. كل الذي عمله هؤلاء، هو انهم بحثوا في كتب الفكرة المختلفة، عن نصوص ظنوا انهم يمكن ان يلتووا بها، ويشوهوها، بعد عزلها عن اصلها ولكن هيهات!!
    الاستاذ محمود لم يدع لنفسه، ولا هو يتحدث عن نفسه، ودعوته للطريق واضحة كل الوضوح ، لا ينصرف عنها الا من سفه نفسه.
    الاستاذ محمود لم يطلب السلطة باسم الدين كما تفعل جماعات الاسلام السياسي.. والجمهوريون عموما ليسوا مشغولين (بتكبير الكوم)، فالاستاذ دائما يقول العدد ليس في اعتبارنا، وانما في اعتبارنا النوع.
    الجمهوري هو من على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، عقيدة وعملا.. خصوصا قيام الليل.. وليس من شروط الجمهوري ان يلتقي بالجمهوريين، ومن هو على الطريق عرفه الجمهوريون او لم يعرفوه، هو جمهوري.
    ولقد ظهرت ثمار منهج الطريق، منهج التقوى على الجمهوريين فكرا وقيما.. وهذا هو المحك.. فالمنهاج غير الصحيح لا يثمر قيما ايجابية.. ولكن هؤلاء الفقهاء لهم رأي آخر، فهم يفصلون بين المنهاج وقيم اصحابه!! فها هو بروفيسر عبد الاله كنه يقول: "لكن نحنا بنفرق ما بين محتوى فكر محمود محمد طه وما بين هذه الصفات الجميلة الكانت موجودة وانتقل جزء كبير منها الى تلاميذه.. نحن يعني ما عشان تلاميذه ناس كويسين وعلى أنهم صبورين، وانهم متعلمين وكدا انو نحن حنسلم بالفكر.. فنحن بنفصل ما بين الصفات الشخصية وما بين الفكر " .. وهذا القول يعني أنه عند هؤلاء الفقهاء يمكن ان يكون الانسان سيء الخلق ثم يعتبر متديناً اذا كان يعرف بعض الحديث عن الدين!!

    بين منهاج التقوى والتحصيل النظري:
    نص البروف اعلاه، اعتراف رسمي بأنهم يفصلون بين منهج الدين وغايته، فهم حسب قوله: " فنحن بنفصل ما بين الصفات الشخصية وما بين الفكر"!! وهذا امر معروف، ولكنهم عادة لا يعترفون به.. ولكن ماذا يريد البروف ان يقول، بقوله هذا، عن الجمهوريين؟ هو يريد ان يقول: الجمهوريون على خلق، ولكن هذا ليس دليلا على صحة دعوتهم!! والجمهوريون يعلمون انهم بفضل الله عليهم افضل من ما ذكره البروف عنهم، ولكنهم بعيدون عن ما هو مطلوب منهم.. اما زعم البروف بأن كل السودانيين على خلق ، زعم باطل، اراد به ان يطفف ما ذكره عن قيم الجمهوريين .. فإذا كان الامر كما يقول، لما كان وضع البلاد بهذه الصورة البائسة التي نعيشها.. فليذكر لنا البروف ما هي قيم الاخوان المسلمين السودانيين؟ فإذا كان لا يستطيع ولا يجرؤ ان يذكرها فنحن نذكر بها: فهي قيم ذهبت في الانحطاط، بمقاييس الدين، الى صورة ليس عليها من مزيد.. فخلال حكمهم الذي استمر الى ثلاثين عاما، افسدوا في ارض السودان، فسادا ليس له نظير في التاريخ.. وهذا ما يعترف به زعماؤهم، فليرجع البروف الى اقوال المرحوم الترابي الى قناة الجزيرة مباشر، وليرجع لاقوال الشيخ صادق عبدالله عبد الماجد، ويسين عمر الامام.. يكفي ان نشير فقط الى الفيديو المتداول، والذي يعترف فيه السيد عمر البشير اعترافا واضحا، انهم قتلوا الاف الابرياء ولاسباب لا تستحق ان نذبح من اجلها بهيمة.. وعلى كل، الشعب السوداني لم تعد تنقصه المعلومات عن فساد نظام الانقاذ البشع، وكل مفارقاته الخطيرة لقيم الدين.
    كون البروف يفصل بين الصفات الشخصية، وفكرة صاحب هذه الصفات، هذا دليل قاطع على ان تصورهم للدين، تصور مفارق بصورة تامة لأساسيات الدين.. فالدين، حسب منهاج (الطريق(، وحسب منهاج التقوى، كله، الغاية منه تحقيق القيم الأخلاقية الرفيعة، وهذا أمر بداهة.. يقول المعصوم: "الدين المعاملة " .. ويقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .. فالغاية الكلية من الدين هي تربية معتنقيه على حسن المعاملة وعلى الاخلاق الرفيعة.. يقول المعصوم: "تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم" ويقول تعالى: " كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ".. والنصوص في هذا الصدد مستفيضة.. بل الأمر كله يلحق بالبداهة، فمن لا خلق له، لا دين له، مهما ظهر بمظاهر الدين، ومهما تحدث عن الدين.. ووصية المعصوم لابن عمر، والناس جميعاً: "دينك!! دينك!! يا ابن عمر ولا يغرنك ما كان مني لابويك!! خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا ".. فالإستقامة هي غاية الدين، ومن لا يتوفر عنده قدر منها، لا دين له مهما قال عن الدين.. فكما يقول الأستاذ محمود: "ديننا ما دين قراية.. دين عمل"، وهذه العبارة، تغيظ هؤلاء الفقهاء غيظاً شديداً، لأنها تلمس ما هم عليه من مفارقة للدين.. ومن أجل ذلك هم يهاجموننا كثيراً، كما فعل البروف وصحبه، في هذه الفيديوهات التي نحن بصددها.. فمنهاج البروف، وصحبه، يقوم على التحصيل النظري في المعاهد الدينينة، ويهمل العمل بصورة تكاد تكون تامة.. وهذه أكبر مفارقة للدين، وهي السبب الأساسي في إنحطاط الإسلام عند المسلمين.. فالإسلام يقوم على العمل بصورة حاسمة، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).. فصاحب القول، بلا عمل، هو يلقى مقت الله .. وهذا هو حال هؤلاء الفقهاء وهو حال انحرفوا به عن الدين كثيراً، وضللوا به غيرهم، حتى أصبحنا اليوم وقد أدركتنا النذارات النبوية العديدة، مثل قوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع.. حتى لو دخلوا جحر ضبً خرب لدخلتموه!! قالوا: أاليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال: فمن؟ ".. فاليهود والنصارى يذهبون إلى الله في معابدهم، وعندما يخرجون ينسون الله ويتعاملون بقيم الدنيا المفارقة للدين.. ونحن قد أصبح هذا حالنا.. ولليهود والنصارى رجال دين، يتزيون بأزياء خاصة، تميزهم عن غيرهم وهذه ظاهرة لا وجود لها في الإسلام.. ولكن الفقهاء تمشياً مع سنة اليهود والنصارى، أدخلوا ظاهرة رجال الدين، بكل صورها، ومضامينها التي عند اليهود والنصارى.. فأصبحوا يتزيون بأزياء الكهنوت، ويتصدرون المجالس، ويفتون للحكام بما يريدون، وعموماً جعلوا الدين وسيلة للدنيا، ولا زالوا يفعلون، والبروف وصحبه هم نموذج لرجال الدين هؤلاء الذين إنحطوا بالدين وقيمه، وهم يزعمون انهم هم أهل الدين وعلمائه.
    فما يعترف به البروف من أنهم يفصلون بين الصفات الشخصية، والفكر الديني، هو تلخيص وافٍ لمفارقتهم للدين، في جوهره.. وبأثر من هؤلاء الفقهاء أصبح المسلمون عموماً، إلا ما رحم ربي، على قشور من الدين.. فالعامل منهم قد يعمل لأربعين عاماً أو خمسين، ثم لا يكون هنالك أي تغير في خلقه وعلمه بالله.. وكل عمله ليست له أي ثمرة!! وينطبق عليه قول المعصوم: " رب مصلي لم تزده صلاته من الله إلا بعدا.. ورب صائم، ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. ورب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه.."
    الدين الحق يقوم على منهج التقوى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".. وفي منهاج التقوى إذا لم يثمر العمل حالاً، فهذا دليل على خطأ في التطبيق، وعلى صاحبه أن يراجعه.. الأجر على الدين هنا ثم يكمل في الآخرى (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا).. وفي وقتنا الحالي تقسمت الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها الناجية كما أنذر بذلك المعصوم " :افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية الا واحدة وهي الناجية.. وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة، وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة "ولا عصمة، إلا لمن يعصمه الله، بإتباع المعصوم، الدليل الهادي الذي لا يضل، ولا يضلل .. فمن أجل ذلك، نحن ندعو الناس، كل الناس، إلى طريق محمد، صلى الله عليه وسلم، ونحن على يقين من أننا نحيلهم إلى من بإتباعه يتم الخروج من الجاهلية الثانية، إلى باحات الإسلام.. يقول الأستاذ محمود: "أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد.. أما القرآن فهو مفتاح الخلود.. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن.. فمن قلد محمداً، تقليداً واعياً، فهم مغاليق القرآن.. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام.. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة.
    ويجب التمييز بين حياة محمد، وحديث محمد.. فأما حياته فهي السمت الذي لزمه في عاداته، وفي عباداته، من لدن بعثه، وإلى أن لحق بربه.. وأما حديثه فضربان، فما كان منه متعلقاً بسمت حياته في عاداته، وفي عباداته، فهو منها، ولاحق بها.. وما كان منه مراداً به إلى تنظيم حياة الجماعة التي بعث فيها، فهو لم يصدر عنه إلا باعتباره إمام المسلمين، يشرع لهم من الدين ما يلائم حاجتهم الحاضرة، وما يستقيم مع مستواهم العقلي، والمادي والاجتماعي.. ولو قد فعل غير ذلك لشق عليهم، ولأعنتهم، ولأرهقهم إرهاقاً.. وما قام من تشريع حول حياة محمد فهو ليس بالشريعة الإسلامية، وإنما هو سنة النبي، وهو لا يزال صالحاً، في جملته وفي تفصيله، لأن النفس البشرية لا تزال، في وقتنا الحاضر بحاجة إليه، ولم تشب عن طوقه.
    وما قام من تشريع حول حديث محمد "الذي أراد به إلى تنظيم حياة الجماعة" فهو الشريعة الإسلامية، وهو خاضع لسنة التطور ـ سنة الدثور، والتجديد ـ لأن المجموعة البشرية قد ترقت أكثر مما ترقت النفس البشرية، وقد استجدت لها أمور تحتاج إلى تشريع جديد، يستوعبها، ويحيط بها جميعاً.. هذا التشريع موجود في القرآن، ولكنه مكنون، مصون، مضنون به على غير أهله.. فمن سره أن يكون من أهله فليقلد محمداً في منهاج حياته، تقليداً واعياً، مع الثقة التامة بأنه قد أسلم نفسه إلى إرادة هادية، تجعل حياته مطابقة لروح القرآن، وشخصيته متأثرة بشخصية أعظم رجل، وتعيد وحدة الفكر، والعمل، في وجوده ووعيه كليهما، وتخلق من ذاته المادية، وذاته الروحية كلاً واحداً، متسقاً، قادراً عل التوحيد بين المظاهر المختلفة في الحياة..
    أمران مقترنان: القرآن، وحياة محمد، هما السر في أمرين مقترنين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" لا يستقيم الأخيران إلا بالأولين.."
    البروف وصحبه، جعلوا دعاة طريق محمد صلى الله عليه وسلم، هم وحدهم الفرقة الغير ناجية، وهم وبقية الفرق الناجون.. وهم يعكسون حديث المعصوم عكساً.. فالحديث يقول أن الفرقة الناجية واحدة، وبقية الفرق كلها هالكة، وهم لا يتحدثون عن فرقة ضالة، غير فرقة دعاة الطريق، مع ملاحظة أنهم يخفون دعوة الطريق ولا يتحدثون عنها!! كما يخفون محتوى الرسالة الثانية التي هي السنة مطبقة على المجتمع فلا يتحدثون عنها فالضلال الذي ينسبونه للجمهوريين هو من عندهم، ولا علاقة له بدعوة الجمهوريين.. فما هو السبب في هذا الحقد الأعمى؟ إن التحليل النهائي، يدل على أنهم يدافعون عن أنفسهم.. عن زعمهم أنهم علماء دين.. فإذا أنتشرت الدعوة الجمهورية، دعوة الطريق، سيجدون أنفسهم قد خسروا المكانة، والدنيا التي يحصلون عليها، إذ لن تكون هنالك حاجة لمن يزعم أنه متخصص في الدين.. فالدين، لا يحتاج إلى متخصص، وهو يخص الجميع، كما كان الحال في صدر الإسلام.. وهم يؤيدون الإسلام السياسي، لأنه يعطيهم فرصة أن يكونوا علماء سلطان.
    ونحن نسأل العلماء بزعمهم، هل يمكن أن تكونوا أنتم الفرقة الناجية؟ وما هو دليلكم على ذلك؟ الأمر الواضح، أنكم على رأس الفرق الهالكة، والسبب واضح وبسيط وهو أن دينكم يقوم على التلق والإستظهار، وينصرف عن العمل، ثم تسمونه علماً، ومرجعيته المؤسسات التعلمية الدينية، وليس الله .. هو أساساً بدعة لم يكن لها أي وجود في عهد المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فهي ظاهرة من ظواهر إتّباع اليهود والنصارى.
    إنكم لا تملكون أي حل، لمشكلة واحدة من مشاكل الإنسانية المعاصرة في حين أن الإسلام لن يعود إلا إذا تفوق على الحضارة الغربية السائدة، في حل مشكلات الإنسانية، وعلى رأسها مشكلة السلام.. فهل تملكون أي حل لمشكلة السلام في الأرض؟ قطعاً لا..
    لقد صدق صاحبكم العالم الأزهري، أسامة إبراهيم الشيخ، حين قال: "ليس صحيحاً أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، القرآن نص.. أنا معي الدليل وليناقشني من يناقشني" ..فهذا العالم صادق في قوله حسب ما تلقاه من علم، لأن الإسلام كما درسه في الأزهر لا يمكن أن يكون صالحاً لكل زمان أو مكان.. فعلماء الأزهر، وغيرهم من مؤسسات التعليم الديني لا يملكون أي دليل على أن الإٍسلام كما يفهمونه، صالح للإنسانية المعاصرة.. الخلل ليس في الإسلام وأنما هو في فهمهم القاصر للإسلام.. أما الفكرة الجمهورية، قد دللت باستفاضة على مقدرة الإسلام على حل مشكلات الإنسانية المعاصرة، بأكفأ من الحضارة الغربية القائمة، وهذا هو التحدي!! وهو نفسه المجال الذي يُظهر فشل رجال الدين التام.. هم، حتى لا يفكرون في القضية.. وعلى كلٍ ليس عندهم أكثر من الشريعة -آيات الفروع - وهذه لا يمكن أن تحل مشكلات الإنسانية المعاصرة.. الحل موجود وعتيد في القرآن، هو في آيات الأصول، وقد قدم الأستاذ محمود وتلاميذه هذا الحل بصورة دقيقة ووافية.. ولكن، الذين في قلوبهم مرض، لا يريدون الحل، إنما يريدون إستمرار الأوضاع التي يكون لهم فيها اعتبار خاص، على حساب الدين.. وهيهات!!
    الجمهوريون دعاة الطريق النبوي، وهم مبشرون بعهد الإسلام القادم، قريباً إن شاء الله.. هم لم يقولوا أنهم المأذنون بتطبيق الإٍسلام.. وإنما قالوا بوضوح أن المأذون الذي سيتطبق الإسلام هو المسيح المحمدي.. وعلى يديه كمأذون من الله، سيكون إنتصار الإسلام على الأديان كلها بما فيها دين العلمانية.. يقول تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا".. هذا وعد غير مكذوب، والله تعالى بالغ أمره.. على كلٍ، هذا ما يؤمن به الجمهوريون، ويبشرون به، وينتظرون حدوثه في كل لحظة، فقد أكتلمت الأشراط، ولم يبق غير الإذن الإلهي، وهو منتظر في أي لحظة (ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)
    فالجمهوريون يعلمون أن من ينصر الدين، هو الله تعالى وحده، وهو تعالى لا يحتاج في ذلك إلى مُعين.. وهو تعالى سينصره في الوقت الذي يحدده هو، ونرجو الله تعالى أن يكون هذا الوقت وشيكا..ً من أجل كل هذا، نحن مطمئنون، كل الإطمئنان.. الذين يعادوننا، ويعملون على تشويه دعوتنا، هم الخاسرون.. هم في الحقيقة يعملون على نصرة الدعوة ولا خلاق لهم.
    جاء من كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري)، عن الساعة، وإنتصار الإسلام ما نصه:" والساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ( ويتأذن الله بالتطبيق، كما تاذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).. وهذه هي ساعة التجلي الكمالي".. الإسلام لا يمكن أن يطبق في الأرض إلا عن طريق إذن من الله، ومأذون.. واهم، وغافل أشد الغفلة، من يظن أن الدين يمكن أن يقام في الأرض من دون إذن الله.. وهذا ما فعله الإنقاذيون، من الأخوان المسلمين، وساندهم عليه علماء السلطان الذين يفترون الآن على دعوة الحق، ومن اجل ان دعوتهم غير مأذونة، فشلوا الفشل الواضح والفاضح.. فجريرتهم الكبرى، هي أنهم قد سعوا إلى تطبيق ما زعموا أنه دين الله، دون إذن الله، وهذا لا يكون!!وهذا لا يقول به إلا جاهل جاحد
    من أجل ذلك، لا يخاف الجمهوريون من ألا ينتصر الإسلام، وهم من نصره على يقين، لأن ناصره هو الله.. من المهم عندهم، أن يعملوا لهذا النصر ما وسعهم الوسع، وينتظروا أمر الله.
    وبالطبع المسيح لم يظهر حتى الآن، وعندما يظهر لا يختلف فيه إثنان، لأنه يظهر بسلطان عظيم، فاذا اختلف فيه إثنان هذا دليل قاطع على أنه ليس هو المسيح.. والبشارة بالمسيح المحمدي مستفيضة في القرآن، وفي الحديث، كما في التوراة والإنجيل.. وقد أوردنا في كتبنا العديد من صور هذه البشارة، خصوصاً في كتاب (الإسلام والسلام عند الأستاذ محمود محمد طه.. فمن أراد فليرجع له..
    بإيجاز، المسيح المحمدي هو أول تنزل من الإطلاق، هو بين الله وجميع خلقه.. والإشارة إليه بقول المعصوم في الرد على جابر بن عبدالله الأنصاري عندما سأل: ما أول ما خلق الله؟ قال المعصوم: أول ما خلق الله نور نبييك يا جابر.. فالمسيح المحمدي هو الحقيقة المحمدية، المشار إليها في قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).. هذا في الملكوت في عالم الروح.. وهو عندما ينزل للأرض تكون الساعة الصغرى، التي أشرنا إليها.. على الرغم من الحديث الواضح، عن المسيح المحمدي، وعن الإنسان الكامل، ذهب البروف، وصحبه، إلى البهتان العظيم، بأن الأستاذ محمود، يقول أنه هو الإنسان الكامل -المسيح المحمدي!! فجاء من أقوال البروف: "قال محمود محمد طه بيتكلم عن أنه هو إنسان كامل"!! هو محض كذب مفضوح، فحديث الأستاذ محمود عن الإنسان الكامل، وعن المسيح المحمدي، واضح جداً، ومحدد.. وعلى كل، الإنسان الكامل لم يتجسد في الارض الى اليوم، وهو عندما يتجسد، كما ذكرنا، لن يختلف في أمره إثنان.. فحديث هؤلاء النفر، من العلماء بزعمهم يقوم على الكذب في كل تفاصيله، والمؤمن لا يكذب.. هم كذبوا عندما قالوا أنهم سيتناولون كتاب الرسالة الثانية من الإسلام وفق رؤية نقدية تحليلية.. ولم يتحدثوا عنه قط!! ولا هم تحدثوا عن مفهوم الرسالة الثانية!! وكذبوا عندما زعموا أنهم يتحدثون عن دعوة الأستاذ ومصدر المعرفة عنده وتحاشوا مجرد ذكر )طريق محمد( صلى الله عليه وسلم وهو الدعوة كل الدعوة.. وبالطبع تحاشوا ذكر مصدر المعرفة عند الأستاذ محمود، مفهوم التقوى، وهو وارد في معظم الكتب كما ذكرنا، فالأمر كله كذب وبهتان، ينسبون فيه للأستاذ محمود خلاف ما يقول به، وأحياناً عكس ما يقول به.. وهم عندما يفعلون ذلك ينسون من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور...

    مدينة رفاعة *

    نواصل
                  

08-11-2022, 06:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    دكاترة وبروفسيرات في الدين!!(4-4)
    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”

    خالد الحاج عبد المحمود

    بين الاسم والمحتوى:

    أورد البروف قول الجمهوريين: “هذا الإسم لا يعبر تعبيراً كافياً عن محتوى دعوتنا ولكنه صالح في المرحلة لتمييز دعوتنا عن الدعوات المفارقة التي تتسمى باسم الإسلام، وهي خالية الوفاض منه ..” واورد القول: “ولقد كان همنا الأول أن يكون محتوى دعوتنا إسلامياً، وإن كان اسما مرحلياً حتى يجيء اليوم الذي يتؤكد فيه أن دعوتنا ما هي في الحقيقة إلا الإسلام عائداً من جديد.. ويومها يكون اسمنا الحقيقي إسماً مشتقاً من المعاني الإنسانية الرحيمة”.. ثم ذهب البروف ليقول: “بداخلنا في دوامة من الحيرة أنو نحنا قاعدين نتعامل مع منو مع ياتو حزب؟ مع ياتو جماعة، مع ياتو فكر؟ فدا بعمل إرتباك كبير جداً للناس” .. لا يوجد أي إرتباك، والناس يعرفون مع من يتعاملون .. فطالما أن هنالك اسم حتى ولو كان مرحلياً فهم يتعاملون معه، فهم أساساً يتعاملون مع المحتوى – مع الفكرة.. وهذا خلاف ما يجري منكم، فأنتم قط لم تتعاملوا مع الفكرة ومحتواها.. وأنت تسأل في النص الذي اوردناه عن الفكر فتقول: “مع ياتو فكر” وهذا توكيد على أنكم تعاملتم مع فكر لا تعرفونه.. ولا يوجد أي سبب، لعدم معرفتكم له لأن مصادره متوفرة بكثرة.. في الكتب العديدة التي صدرت وأنت بنفسك أشرت إلى بعضها، في المحاضرات المسجلة والمتوفرة فسؤالك عن ياتو فكر، سؤال لا مجال له.. وعلى كل، إذا كنت لا تعرف الفكر الذي تتعامل معه فينبغي ألا تتعامل إلا بعد أن تعرف، ولكنكم زعمتم أنكم تتناولون كتاب الرسالة الثانية من الإسلام برؤية نقدية تحليلية ولم تتناولوه قط.. وفي كل أقوالكم وكتاباتكم لا تتناولون محتوى الفكرة الجمهورية وإستراجيتكم الأساسية هي انكم تنسبون للدعوة الجمهورية، تشويهات غليظة من عندكم، لا علاقة لها من قريب ولا بعيد بالدعوة.. تركتم الدعوة إلى)طريق محمد ( للقول بأن الأستاذ لم يتلق تعليم ديني ولا هو صوفي له شيخ.. هذه الترهات لا معنى لها، ولا يمكن أن تقال إذا تم الرجوع إلى طريق محمد.. وليس للشبهات التي تثيرونها حول الفكرة حد، فكل ما خطر لكم خاطر ترون فيه انه يمكن أن تشويهاً لدعوة الأستاذ محمود، ألصقتموه بالدعوة وصاحبها.. فهل تحلمون بأن هذا الباطل الصريح، يهزم الحق؟! اين الدين في هذا؟! من المؤكد أن الدعوة إذا كانت باطلة فلن تنتصر!! ولكن الدعوة لأنها حق، فنصرها محتم، وهو نصر يتكفل به الله تعالى وحده.. ومهما فعلتم من تشويه، لن تؤخروا نصرة الحق، فكل الذي يحدث هو أنكم تزيدون ظلاماً على ظلامكم.. ثم من أنتم؟ وما هي دعوتكم؟ هل أنتم العلماء؟ وهل توجد لكم دعوة محددة، يمكن أن يقال أنها دعوة العلماء؟! أم أنكم علماء سلطان، تخدمون عمل الأخوان المسلمين- جماعة الإنقاذ، بتشويههم للإسلام، ونشرهم الفساد في أرض السودان باسم الإسلام؟
    لقد تم إنشاء مركزكم في 14 ديسمير 2006 وهذا يعني أنه أنشيء في فترة حكم الإنقاذ، وعليه إما أنكم من جماعة الإنقاذ أو من سدنتها.. فنظام الإنقاذ لا يسمح بقيام أي مؤسسة لا تخضع له.. وكونكم نشأتم في عهد الإنقاذ، هذا يعني انكم تؤيدون كل الفساد الذي قام به النظام باسم الله، واسم دين الله.. لم نسمع لكم رأي ضد الإخوان المسلمين حتى بعد أن سقط نظامهم!! المرحوم الترابي لم يتلق اي تعليم ديني، في المعاهد الدينية وليس له شيخ.. وكذلك السيد عمر البشيير، والسيد علي عثمان محمد طه وبقية زعماء الإنقاذ فلماذا لم تسألوا عن منهجهم، ومصدر المعرفة عندهم كما فعلتم بالنسبة للأستاذ.. وأنتم حتى لم تتحدثوا عن فكرتهم الغير موجودة.. ثم لماذا صمتم عن الفساد المروع الذي قاموا به لفترة ثلاثين عاماً، والذي أعترف به زعماؤهم، بصورة واضحة كما ذكرنا.. هل الإسلام عندكم هو نظام شمولي، كالذي حدث في الإنقاذ؟ هل حكم الإسلام يقوم على نهب المال العام، وبصورة فاضحة كما تم على يدي الإنقاذيين؟! ثم ماذا عن الإنحرافات الجنسية الفاضحة التي لم يسمع بها أحد من قبل، مثل إختصاصي إغتصاب؟! هل التعذيب الذى جرى في بيوت الأشباح هو الدين الذي تؤيدونه. فمن ناحية العقيدة، العقيدة الدينية: هل توافقون المرحوم الترابي على عقيدته، التي يصرح فيها أنه لا يؤمن بعذاب القبر وأنه لا يؤمن بوجود المسيح، وهذا حديث موثق ومتداول، فلماذا صمتم عنه، وايدتم النظام الذي قام بكل هذه المفارقات للإسلام؟ أنكم لا تعدون قدركم علماء سلطان، تجار دين.
    أبقرة تتكلم؟:
    من يطلع على كتاب الإمام البخاري في الأحاديث اليوم، يجد أن كثير من الأحاديث حذفت منه!! هذا تم بصورة خاصة في الطبعات المصرية.. فإنك تجد في المقدمة، قولهم: قام بتنقيحه طائفة من العلماء!! وذكروا أنهم أستبعدوا الأحاديث التي لا تستقيم مع العقل، وكمثال لهذه الاحاديث، ذكروا حديث (أبقرة تتكلم).. على اعتبار أنه لا يستقيم مع العقل أن تتكلم بقرة.. ولم يسألوا أنفسهم عقل من؟! وهم بفعلهم هذا جعلوا أنفسهم أوصياء على النبي الكريم، بل وعلى الله نفسه .. فما الذي يمنع البقرة أن تتكلم ويجعل الهدهد أو النمل يتكلم؟ وهو ليس مجرد كلام لا يفهمه البشر، فقد قال سيدنا سليمان في ما حكاه عنه القرآن : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ” وجاء في القرآن: ” حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.. لو وجد العلماء بزعمهم فرصة لتنقيح القرآن لنقحوه بصورة واسعة.. هنالك الكثير جداً مما هو وارد في القرآن ولا يستقيم مع عقولهم
    هم يزعمون أن كلام البقرة لا يستقيم مع العقل، وبذلك هم يحكمون على الله أنه يقول في القرآن ما لا يستقيم مع العقل وهذا رأيهم في الله، فمن المستبعد جداً أنهم لم يسمعوا بكلام النمل وكلام الهدهد الوارد في القرآن.. وهم يعلمون أن القرآن ذكر ما أشرنا إليه، ولكن خوفهم من الناس منعهم من أن يقولوا عن كلام النمل وكلام الهدهد ما قالوه عن كلام البقرة!! من حيث المبدأ هم يجعلون عقلهم حكماً على الوجود، ما أستقام مع عقولهم هو الصحيح وما لم يستقم هو الخاطيء والباطل.
    ثم ان تنقيح كتاب البخاري أمر خطأ من حيث القانون ومن حيث الأخلاق فعمل البخاري عمل عظيم وهو غير موجود ليدافع عنه، ومن له رأي في عمل البخاري يمكن أن يكتبه، وينقد الكتاب كما يشاء.. لكن الحذف والتنقيح، هو وصاية على الناس وجناية في حق البخاري.
    العلم النافع:
    الفقهاء الذين يتلقون التعليم الديني في مؤسسات العلم الديني، يعتبرون أنفسهم علماء.. وتعطيم مؤسسات التعليم الديني شهادات بأنهم علماء، تسمى الشهادة (العالمية) .. والتعليم الديني المؤسسي، لا يشترط فيه الإيمان والعمل الصالح، وهو ليس أكثر من تحصيل معلومات دينية وتردديها.. ولا يترك أي أثر إيجابي على صاحبه.. ويمكن لأي إنسان، مهما كان دينه أن يتحصل على هذا العلم.. فهل يمكن أن يكون هنالك عالم ملحد مثلاً؟ لا شيء يمنع ذلك!! على عهدنا في المدارس الثانوية، كان بعض الطلاب النابهين أكاديمياً من الماركسيين يقولون لزملائهم من الإخوان المسلمين: نحن نعرف الدين أكثر منكم، ما هي االنمرة التي تحصلتوا عليها في امتحان التربية الإسلامية؟! ويكون هؤلاء الماركسيون، قد تحصلوا على نمر في امتحان التربية الإسلامية، أعلى من النمر التي تحصل عليها زملاؤهم من الإخوان المسلمين.. فإذا كان المعيار في التدين، هو معرفة المعلومات الدينية، هؤلاء الماركسيون متدينون أكثر من الأخوان المسلمين.. ولا يوجد عند المعاهد الدينية معيار للتدين أكثر من تحصيل المعلومات.
    وقد كان الأزهر في وقت من الأوقات، ليس له عمل إلا تكفير الآخرين، خصوصاً ممن يخالفونه.. وقد كفر الدكتور طه حسين وعلى عبدالرازق، ومحمد رشيد رضا، والشيخ عليش.. كما كفر الشيخ جمال الدين الأفغاني واتهمه بالإلحاد، بسبب أفكاره العلمية.. وكفر قاسم أمين لوقوفه إلى جانب حقوق المرأة.. وكان التكفير عندهم، يكون لأسباب تافهة، فمثلاً كفروا الشيخ محمد عبده، وأتهموه بالزندقة، لأنه أفتى بأن لبس البرنيطة حلال- راجع كتاب أحمد أمين (زعماء الاصلاح(.. الشيخ علي عبدالرازق، هو رجل أزهري، يعني عالم بمقاييسهم، فعندما كفروه، أصبح الرجل العالم كافر!! وقد طالبوا الشيخ علي عبدالرازق، بإرجاع شهادته الأزهرية، فأرجعها لهم وكتب : “الحمد لله اذهب عني الاذى وعافاني ” كما ذكر أن الشيخ محمد عبده قد ندم على السنوات التي قضاها في الدراسة في الأزهر!! وقال له أحدهم: ألم تتعلم في الأزهر، وبلغت ما بلغت من طرف العلم، وصرت فيه العلم الفرد؟! فأجاب: ” إن كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر، فإنني لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنوات لأكنس من دماغي مما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريده له من النظافة .. راجع محمد عمارة )الإمام محمد عبده، ص 67 .. ما يمكن أن يقال، في هذا الصدد، كثير جداً، ولكن نكتفي بهذا القدر.
    العلم الصحيح في الدين، لابد ان يكون نافعاً، وقد كان المعصوم يتعوذ من العلم الذي لا ينفع، فيقول: “اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع”.. وهؤلاء النفر الذين نحن بصدد التعقيب عليهم، يقولون صراحة: “لكن نحن بنفرق بين محتوى فكر محمود محمد طه، وبين هذه الصفات الجميلة الكانت موجودة عنده، وأنتقل جزء كبير منها إلى تلاميذه “.. ويقولون: “فنحن بنفصل بين الصفات الشخصية وبين الفكر”.. فعندهم ليس للفكر الديني علاقة بالقيم، وهم يفصلون بين الفكر والقيم.. وهذا يجعل الدين، محض تنظير، لا غاية وراءه في تغيير الأشخاص.. وهذا إلغاء تام لغرض الدين، وتحويله إلى مجرد معلومات نظرية.. والله تعالى يقول: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” ففي الدين الصحيح، من يقول ولا بعمل بما يقول، هو معرض لمقت الله.. وقوله علم ضار.. حسب منهاج التقوى الذي يقوم عليه الدين، العلم والعمل لا ينفصلان، والعلم بالله هو ثمرة العمل )والتقوى).. فكل علم لا يثمر، هو علم باطل.. والإثمار هو إصلاح صاحبه، وهدايته إلى تحقيق خُلق الدين.. وقد جاء التوجيه النبوي (تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم)..[ فمن لا خلق له لا دين له ولذلك قال المعصوم: ” لابن عمر دينك!! دينك!! يا ابن عمر ولا يغرنك ما كان مني لابويك.. خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا!!” وقد قال السيد المسيح، يحذر من الأنبياء الكذبة، فقالوا له كيف نعرفهم؟ قال بثمارهم تعرفونهم .. فإن الشجرة الطيبة لا تثمر ثمراً خبيثاً والشجرة الخبيثة لا تستطيع أن تثمر ثمراً طيباً.. إذا بثمارهم تعرفونهم”
    علم، هؤلاء العلماء بزعمهم، هو علم لا يثمر.. وهذا هو واقعهم من الدين.. هو لا يثمر اي شيء في الدنيا، وضار بالدين.. والذين عاشوا تجربتهم، ثم صلحوا، لم يصلحوا إلا بعد أن تخلصوا من الفقه الذي كانوا عليه.. فمثلاً الشيخ حمد ود الترابي كان فقيهاً، ثم أتجه إلى التصوف، وقال فيما معناه: تركناك يا خليل، وعبدناك يا جليل!! يشير بخليل لكتاب الفقه المشهور، فقد وجد انه عقبة أمام عبادة الجليل، أما الإمام الغزالي، فقد كان في بداية أمره فقيهاً، وعندما سرق خرج كتبه انتبه إلى أن علمه كان في الخرج، وأتجه إلى أن يكون علمه في عقله وقلبه، فأخذ بالتصوف وصار الى ما صار إليه.
    الأمر الواضح جداً، أن دراسة الفقه، منذ أن بدأت بعد الفتنة الكبرى، عند أصحاب معاوية، وإلى اليوم، هي من أكبر أسباب إنحطاط المسلمين عن دينهم.. وذلك لأنها بدعة تحوّل بها الدين إلى تنظير بلا عمل.. والمصيبة الكبرى، أن أصحاب هذا التنظير، يعتبرون أنفسهم علماء ويسمون علماء، يتزيون بالزي الذي يميزهم عن الناس ليظهروا للناس كعلماء!! وكل هذه بدع، لم يحدث منها شيء على عهد الرسول الكريم.. فلم يكن هو، ولا أصحابه، يتزيون بزي خاص، ولا يحبون أن يتصدروا المجالس.. فعلمهم عن طريق التقوى علم وعمل بمقتضى العلم.. إذا كان هؤلاء الفقهاء هم العلماء، يكون من هو على غير حالهم ممن لم يتلق علماً في المعاهد الدينية، ليس عالماً.. ولا النبي الكريم ولا أصحابه العظام، تلقى أحد منهم علماً في معهد ديني، وهذا يعني أن علماء المعاهد هؤلاء يعتبرون أنفسهم أعلم بالله من المعصوم وصحبه!! وإذا كان العلم بالله يؤخذ من مؤسسات التعليم الديني، يكون أصحاب الشهادات الدينية العليا، مثل الدكاترة والبروفيسرات، يكونوا قد وصلوا لنهاية العلم!! وهم يعتقدون ذلك في أنفسهم، ولا يستطيعون أن يروا ما هم عليه من ضياع، شأن من زين له سوء عمله فرآه حسناً، يقول المعصوم: “لا يزال المرء يعلم، ما لم يظن انه علم، فإن ظن انه علم، فقد جهل”.. وهؤلاء القوم لا يظنون انهم علموا وحسب، بل هم اصحاب شهادات في العلم، ويسمون انفسهم علماء!!
    ثورة ديسمبر المجيدة، ليست ثورة عادية.. فهي ثورة ضد الوصاية الدينية، وضد استغلال الدين لأمر الدنيا وأمر السياسة، ولها ما بعدها.. ووقتنا الحاضر، وقت تم فيه تجاوز الوصاية الدينية وصاية تامة ..فلا احد يحتاج الى رجال الدين .. ومن له حاجة الى معلوماتهم، فهي متوفرة عند مولانا قوقل بصورة تفوق امكانية جميع الفقهاء منذ ان بدأ الفقه والى اليوم.. والحصول عليها ميسور جدا.. ومولانا قوقل رجل دين، بلا لحية، ولا زي ديني خاص، وأنت تستطيع ان تتعامل معه في أي وقت وبيسر شديد.. فعهد العلم المعاصر تجاوز رجال الدين ووصايتهم بصورة تامة.

    نقف هنا في هذه الجزء الأول على ان نلتقيكم في الجزء الثاني والله ولي التوفيق.
                  

08-11-2022, 09:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: عبدالله عثمان)

    سلام يا عبدالله

    هنا الحلقة الأولى من سلسلة مقالات الأستاذ خالد الحاج:
    Quote: الفكرة الجمهورية .. دكاترة وبروفسيرات في الدين!! (1-4)

    156

    خالد الحاج عبد المحمود
    30 يوليو, 2022

    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ""

    خالد الحاج عبد المحمود

    المنهاج بين التقوى والدراسات الفقهية

    استمعت الى تسجيلات صوتية لبعض منسوبي المركز اعلاه يهاجمون فيها الاستاذ محمود ودعوته.. وكما هو الشأن دائما بالنسبة لعلماء الدين بزعمهم، كان حديثهم كله مبني على الكذب والبهتان، واخفاء الحقائق وتحريف الكلم، بصورة تدل على رقة الدين، وغياب الفكر الموضوعي.. فالحديث كله يتجه الى رمي الاستاذ بالكفر، وتشويه دعوته، من منطلقات احقاد ذاتية، فيها، يدافع المتحدثون عن انفسهم وعن مقاماتهم الدينية المزعومة.
    المعهد المزعوم تم انشاءه في 14 ديسمبر 2006م .. (تحت ادارة المنظمات الوطنية لجمهورية السودان) حسب قولهم.. واضح من العبارة ان هنالك ابهام مقصود لاخفاء الجهة التي انشأت المركز، وتشرف على ادارته.. فما هي هذه المنظمات الوطنية لجمهورية السودان؟! والمركز المذكور تم انشاءه تحت حكم الانقاذ، وهو نظام شمولي بشع، قام على الفساد في كل جوانبه، واستغل الدين لنهب ثروات البلاد، والبطش بأهلها، واشعل الحرب الجهادية التي ادت الى فصل الجنوب.. وبعد ثورة ديسمبر المجيدة وسقوط النظام ، ظهرت مخازيه المرعبة، والمفارقة لكل قيم الدين.. فهذا المركز ليس اكثر من منظمة من منظمات النظام البائد التي تعمل على جر البلاد مرة اخرى لسيطرة الاخوان المسلمين، وسدنتهم من الذين يتاجرون بالدين، ويأكلون دنياهم ودنيا الناس باسمه .. نحن ستكون لنا عودة لهذا المركز.. اما الآن فإلى بعض الأحاديث التي يبثها ضد الاستاذ محمود ودعوته.. ونبدأ بالفيديو الأول، الذي جرى الحديث فيه تحت عنوان: (سلسلة نقد الفكرة الجمهورية.. كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، لمحمود محمد طه).. المتحدث هو بروفيسر عبد الاله كنة.. بالطبع بروفيسر في الدين!!
    موضوع الحلقة هو منهاج الدين عند الاستاذ محمود محمد طه.. والامر الغريب جدا، ان المتحدث لم يذكر ولا كلمة واحدة عن المنهاج عند الاستاذ محمود!! بل حاول اخفاء هذا المنهاج، الذي يفترض انه يتحدث عنه، ظناً منه انه سيصرف سامعيه عنه.. فالمعلوم عند من له ابسط المام بالفكرة الجمهورية كمذهبية اسلامية انها تقوم على (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. فهي دعوة لبعث الاسلام، لبعث سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تقوم على اصول القرآن.. وكتاب الدعوة عنوانه هكذا: (محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد) وهو كتاب يجري الآن في طبعته العاشرة.
    تحدث البروفيسير في بداية الفيديو، بصورة مطولة عن سيرة الاستاذ محمود.. وحديثه في جملته مناسباً، ولكن ماذا اراد ان يصل من هذا الحديث، اراد ان يصل الى نقطتين اساسيتين:
    النقطة الاولى هي ان الاستاذ محمود لم يتلق أي تعليم ديني نظامي، وانما كان تعليمه اكاديميا درس فيه الهندسة في كلية غردون وتخرج مهندسا.. فالاستاذ محمود، حسب صاحب الفيديو غير متخصص في الدين.. وهو يريد ان يقول، ان الاستاذ محمود بما انه لم يدرس الدين في مؤسسة تعليمية مثل ما فعل هو واصحابه، لا يحق له ان يتحدث في الدين.. فهو ليست له مصادر معرفة دينية، طلما ان تعليمه اكاديميا وليس دينيا.. اما النقطة الثانية فهي ان الاستاذ محمود كصوفي ليس له شيخ، ووجود الشيخ شرط ضروري في التصوف.. هذا كل ما قاله البروفيسر عن مصادر المعرفة عند الاستاذ محمود، وهو الامر الذي يوافقه فيه زميله الآخر د. اسماعيل صديق.. يقول بروفيسر عبد الاله: (طيب.. المذهبية الاسلامية البناها محمود محمد طه لابد نحن نعرف مصادر المعرفة عنده.. مصادر المعرفة عند محمود محمد طه ، انو قرأ تعليم نظامي اكاديمي عادي، ومؤهله هو الهندسة.. محمود محمد طه لم يختلف الى تعليم نظامي في الدين يعني ما خشا معاهد دينية.. هو اذا كان معترف بيها ولا ما معترف بيها او شايفنها تعبانة.. الحقيقة الماثلة عندنا ان محمود لم يدرس شريعة).. ويواصل فيقول: (وانو محمود الذي بدأ صوفيا كما قالت بتول في كتابها دا، انو كان بزور الاضرحة وبيعتقد ان الصوفية هم افضل ناس، وانه زي ما كتب هو اتكلم أن اصحابنا الصوفية، ورجالات الصوفية.. ولو كان عندو شيخ يأتم بيهو ويوريه في بداية عهده عشان اكون عندو منهجية مختلفة في تناول كل شيء ديني.. تجعل مصادر محمود المكتبة الورقية وبس)... وفي نص آخر بعد ان تحدث عن كتاب العبادلة وذكر ان الاستاذ محمود قال انه انه لم يقرأ الكتاب، ولا سمع به، ذهب ليقول: ( من هنا بنطلع بحقايق، انو محمود محمد ما كان بيعتمد على المكتبة الورقية، والكتاب البلقاه بعرف ما فيه، والما بلقاه ما بعرف الفيه، وفي كتب ما سمع بيها.. فعشان كده نحن بعدين حنجي نناقش لمن نتكلم عن انه هو الانسان الكامل وكدا نشوف معرفته كيف انها تتجاوز الحدود بتاعت الكتب الورقية).. اولا الاستاذ محمود لم يقل انه الانسان الكامل، هذا محض كذب وبهتان.. والاستاذ تحدث عن الانسان الكامل بصورة محددة، تجعل من المستحيل لأي انسان عنده ادنى حد من الورع، ان يقول ان الاستاذ محمود ادعى انه الانسان الكامل.. ونحن لاحقا سنورد حديث الاستاذ عن الانسان الكامل.. وعلى كل الانسان الكامل لم يظهر الى اليوم، وعندما يظهر سوف يكون له من السلطان ما يجعل من المستحيل الاختلاف حوله.. فاذا اختلف اثنان حول من يدعي انه الانسان الكامل ، فهذا دليل قاطع انه ليس هو.
    وفي نفس هذا الاتجاه سار المتحدث الآخر، د. اسماعيل صديق، فقد قال في اول الفيديو الذي نشره، في هجومه المتهافت على الاستاذ محمود: " ومعروف أن محمود لم يدرس في جامعات ومعاهد متخصصة وليس له اجازة منها.. كذلك لم يؤثر عن محمود محمد طه انه اتخذ له شيخا كما فعل كبار مشايخ الصوفية"!! ويذهب بعد هذا النص ليقول: " في البداية يحق لنا أن نسأل : ما هي مصادر المعرفة لدى محمود محمد طه؟"
    نحن بدورنا نسأل: ما هي مصادر المعرفة الدينية عند هؤلاء الفهاء؟ من المؤكد انهم ليسوا متصوفة، واعتمادهم كله على العلم الذي تلقوه في المؤسسات الدينية التي درسوا فيها.. فهل مصدر المعرفة في الاسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، هو التعليم الديني المؤسسي، الذي يتحدث عنه هؤلاء المشايخ؟! قطعا الامر خلاف ذلك تماما.. فأنتم من ضيع منهج الدين في المعرفة وضلل عنه.. والاستاذ محمود في دعوته، يدعوكم الى العودة الى منهج الدين الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو) منهج التقوى) كما سنرى.. والاستاذ محمود دعاكم الى هذا المنهج، دعاكم الى العودة الى الأصل، وهي دعوة واضحة، لا يزيغ عنها الا ضال.. ونحن نسأل هؤلاء المشايخ هل لهم شيخ بالمعنى الذي يتحدث عنه الصوفية؟! وهل قبل بداية التصوف والطرق الصوفية - وهي قد بدأت مؤخرا جدا – هل كان هنالك مشايخ، غير المعصوم؟! قطعا ليس لهؤلاء الفقهاء شيخ بالمعنى الصوفي، ولا وجود للشيوخ قبل التصوف.. فمنهجهم في المعرفة الدينية -- الدراسة المؤسسية – منهج باطل جدا ، وليس له اساس من الدين، وانما هو بدعة صرفت الناس عن دينهم، وعن منهجه الصحيح.
    ببساطة المنهج الديني الصحيح هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن ان يكون هنالك منهج غيره.. وهو منهج لا علاقة له بالدراسة النظرية النظامية التي يتحدث عنها هؤلاء النفر.. منهج الدين الذي جاء به المعصوم يقوم على العمل لا على التنظير .. هو منهج التقوى، والتقوى علم وعمل بمقتضى العلم .. والعلم المقصود هو علم ما لاتصح العبادة الا به .. وهذا هو المنهج الذي يدعو له الاستاذ محمود محمد طه كل المسلمين، بل كل الناس!! ولكن بسبب الغرض المستولي، وبسبب رقة الدين، عشيت عيونكم عنه.
    على ماذا بنى هؤلاء الفقهاء زعمهم بأن الدين يقوم على الدراسة في المؤسسات الدينية، وانه تحصيل نظري!؟ نورد هنا نصاً للمتحدث عبد الاله كنه، يدافع فيه عن القراءة كمنهج للدين، ويزعم ان دفاعه هذا يقوم على القرآن وعلى النبي!! وسنرى ان نصه ضده تماما، وعكس ما يدعيه .. فهو بعد ان اورد عبارتين للاستاذ محمود، الاولى تقول: "ديننا ليس دين قراءة" .. والثانية تقول: "ان التوحيد علم ذوق فهو لا يدرك بالقراءة ، وأن حقيقة القرآن لا تدرك بالقراءة" . ذهب ليقول: "ليه هذا العداء للقراءة، وليه هذا العداء للتحصيل وربنا اول كلمة انزلها في القرآن، ونزلت الى ارض الناس(اقرأ) اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق اللانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم.. بالمناسبة في شيء بنختم بيه الحلقة فايت على الناس، الله سبحانه وتعالى بيقول الرحمن، الرحمن على وزن فعلان حاجة ضخمة، علم القرآن.. بعد ما نزه نفسه علم القرآن.. يعني ختة البرمجة بتاعت القرآن للناس، انه ترسخ في اذهان الناس، بعد كدة خلق الانسان.. بعد ما ختة البرمجة يا اخوان خلق الانسان، بعد ما خلقه علمه البيان، كيف يفصح عن نفسه.. والقرآن فوق كل شيء.. لا يمكن ان تكون هنالك دعوة هادفة، ودعوة جادة، تحارب القراءة مثل هذه الحرب"!!
    الاستاذ محمود ودعوته لا يحاربان القراءة، كما ورد في النص، الامر على العكس من ذلك.. الاستاذ محمود يشجع التعليم، ويعرف له قيمته، فهو اساس التحضر.. هو يشجع التعليم المدني، والمعرفة الدينية، ولكن لكل منهما منهجه وطريقته.. المعرفة في الدين لا تقوم على القراءة والكتابة، كما هو الحال في مؤسسات التعليم الديني.. فهذا هو معنى قوله )دينا ليس دين قراءة) وقوله (التوحيد علم ذوق فهو لا يدرك بالقراءة.. بالقراءة لا ندرك حقيقة القرآن) .. فهذا هو الاختلاف الاساسي بين الفكرة الجمهورية، والبروف وصحبه.. ونص البروف اعلاه والذي اورده كدليل على صحة منهجهم، هو اوضح دليل على بطلان منهجهم، وصحة المنهج الذي يدعو له الاستاذ محمود – منهج التوحيد، منهج التقوى .. يقول البروف: " وربنا اول كلمة انزلها في القرآن، ونزلت الى ارض الناس (اقرأ)" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".. هذه الايات جاء بها جبريل للنبي، يعلمه القرآن الموحى به من الله ..ومعلوم ان النبي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.. وعندما كان جبريل يقول له اقرأ، يرد عليه ما انا بقاريء!! فتعليم جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في أي يوم عن طريق القراءة والكتابة، وانما كان عن طريق التلقين.. ولم يحاول المعصوم في حياته كلها ان يتعلم القراءة والكتابة، فهو قد كان اميا، وامته امية.. يقول تعالى: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".. وعمليا لم يعلم النبي احدا من الاصحاب عن طريق القراءة، وانما يعلمهم بالهيئة.. يصلي امامهم ويقول (صلوا كما رأيتموني اصلي).. (توضوا كما رأيتموني اتوضأ).. (خذوا مناسسكم عني) .. هكذا كان تعليمه للشريعة- من ما لا تصح العبادة الا به .. والقرآن نفسه لم يكتب إلا مؤخرا .. هو لم يكتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. هذا أمر لا يختلف فيه اثنان، فمنهج النبي الكريم في التعليم هو منهج )التقوى) والتقوى، كما ذكرنا هي علم وعمل بمقتضى العلم- علم ما لا تصح العبادة الا به.. يقول تعالى: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" فالمعلم في الحقيقة هو الله .. وهو معلم لجميع الخلائق، وليس للبشر فقط، ومعلم لجميع العلوم .. مصدر المعرفة الأساسي هو الله).. والعمل في التقوى الغرض منه خلق الصلة بالله وتلقي العلم منه تعالى.
    كلمة اقرأ في الاية تعني اتلو.. وعن حكمة امية النبي الكريم يقول تعالى: "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ".. وعن تفسير الآية يقول ابن عباس رضي الله عنه: "كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اميا، لا يقرأ شيئا ولا يكتب، ولو كان يقرأ ويكتب لارتاب المبطلون ..اي لشك المكذبون بهذا القرآن، وقالوا تعلمه من الكتب السابقة اواستنسخه منها".. وتوكيدا للعمل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم" .. قال من عمل، ولو يقل من قرأ.. ويقول تعالى في توكيد العمل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).

    مدينة رفاعة*

    نواصل
                  

08-12-2022, 08:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أ خالد الحاج يتناول (Re: Yasir Elsharif)

    الحلقات التي علق عليها الأستاذ خالد الحاج في سلسلة أولى من أربع حلقات نشرت بعاليه:


    Quote: سلسلة نقد الفكر الجمهوري كتاب الرسالة الثانية من الاسلام لـ محمود محمد طه الجزء 1
    264 Aufrufe 16.03.2022 برفيسور. عبدالإله كنه محجوب
    دكتوره في مقارنة الاديان والفرق
    18
    Mag ich nicht
    Teilen
    Clip
    Speichern
    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة
    1410 Abonnenten

    2.

    3.

    ـــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــ
    1.


    Quote: سلسلة نقد الفكر الجمهوري الانسان الكامل عند محمود محمد طه الجزء الاول
    178 Aufrufe 19.03.2022 د. اسماعيل صديق عثمان
    أستاذ العقيدة والاديان
    7
    Mag ich nicht
    Teilen
    Clip
    Speichern
    المركز الاسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة
    1410 Abonnenten

    2.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de