مملكة بني عامر، حقيقة أم افتراء؟ كتبه إبراهيم جيلاني - كاتب وباحث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 03:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2022, 01:58 PM

إبراهيم جيلاني
<aإبراهيم جيلاني
تاريخ التسجيل: 04-26-2022
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مملكة بني عامر، حقيقة أم افتراء؟ كتبه إبراهيم جيلاني - كاتب وباحث

    12:58 PM June, 14 2022

    سودانيز اون لاين
    إبراهيم جيلاني-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    mailto:[email protected]@outlook.com
     
    مواصلة لما بدأنا، فإن مناقشة التاريخ وتفسيرات النصوص وإعادة قراءة الكتابات التاريخية دون فهم يستند علي المعرفة والبحث المنهجي، يؤدي الي تشويه وتحوير تلك الحقائق التاريخية، وذلك يعمل علي نشر معلومات خاطئة وتزييف للتاريخ، وبواسطة تلك التفسيرات أو القراءات المشوهه يتم تجييش الناس واستغلال هذه القراءات للتضليل، ومثال لذلك الجدل القائم منذ سنوات حول "مملكة بني عامر" والتي امتد نفوذها ضمن حدود دولتي السودان وإرتريا الحاليتين وكانت تخضع لسلطنة سنار ١٦٠٠ م، أي قبل ظهور وتكوين دولتي السودان و ارتريا، وهو جدلٌ ولغ فيه المدعو فيصل عوض حسن بجهل أو سوء نية، وكلاهما أمر ماحق.
    يقول فيصل في مقاله المنشور في موقع الراكوبة في ٢٢ مارس ٢٠٢٢ ما يلي؛ (أنَّ (البني عامر) ليسوا إِثنِيَّة/قومِيَّة من أساسه، حتَّى تندرج تحتها (قبائل/مُكوِّنات) فرعِيَّة تمتد لدولتين، وفق مزاعم (الإريتريين المُجنَّسين)، كالمملكة المزعومة بشرق السُّودان وغيرها من المزاعم والأكاذيب، التي لم نقرأها في كُتُب التاريخ (قبل الكيزان)، ولم تَرِد في المراجع العلمِيَّة الدَوْلِيَّة/الإقليميَّة الموثوقة.) وسأبدأ بالنقطة الأخيرة المتعلقة بموضوع "مملكة بني عامر" وما إذا كانت حقيقة أم مزاعم كما يدعي، وهل وردت في المراجع التاريخية ذات الصلة أم أن إدارة المناهج اخترعتها وحشرتها في المنهج الدراسي حشرًا، ثم أعرج سريعًا على النقطة الأولى المتعلقة بحقيقة قبائل بني عامر في الاقتباس السابق، وما تبقى من ترهاته التي زحم بها مواقع المقالات والأخبار لمقالات أخرى قادمة تفضح أكاذيبه وافتراءاته التي لا حدود لها، ولا وازع أخلاقي شريف يلجمها.
    من الواضح أن المدعو فيصل، والذي يحمل شهادة علمية رفيعة لا يقرأ مطلقًا قبل أن يكتب، وليس أدل على ذلك من أحكامه الجزافية التي فيها من الجهل حمل بعير، ومن حججه الهتافية التي يجمعها من مواقع التواصل الاجتماعي كيفما اتفق دون تمحيص أو إخضاع للبحث والمساءلة، ولو أنه كلف نفسه قليلًا من العناء وقرأ كتابًا واحدًا عن تاريخ السلطنة السنارية لوجد من المعلومات ما يكفيه كل هذا العنت والتخبط، وهذه أيضًا مناسبة لكي نرد على كل المتشككين والعنصريين الذين زحموا الفضاء العام بالتدليس، وشنوا حرب كراهية غير مبررة على قبائل بني عامر وشككوا في وجود هذه المملكة التاريخية وأقاموا الندوات لكي يشعلوا حرباً عنصرية في إقليم شرق السودان.
    نقول باختصار: مملكة بني عامر والتي كانت تخضع لسنار رأسا، حقيقة تاريخية مثبتة لايمكن اخفاؤها او إنكارها لمجرد الرغبة في الإنكار، فقد ارتبط شيوخ بني عامر بعلاقة تاريخية مع السلطنة الزرقاء وكانت المملكة تتبع سنار رأساً، وليس كبقية مشيخات السودان الشمالي التى كانت تتبع لسلطان سنار بواسطة ملوك وشيوخ العبدلاب، وسأثبت هذا من خلال العديد من المصادر التاريخية.
    ولا أعرف على وجه الدقة ما الذي يقصده المدعو فيصل بقوله: (لم نقرأها في كُتُب التاريخ (قبل الكيزان)، ولم تَرِد في المراجع العلمِيَّة الدَوْلِيَّة/الإقليميَّة الموثوقة) أولًا، هذا النوع من الإقرارات المطلقة، التي تأخذ صفة الجمع، لم نقرأ. لم نفعل. لم نجد. ينم عن الجهل والادعاء الفارغ. أي كتاب تاريخ قرأ؟ أو قرأ أولئك الذين يتحدث باسمهم؟ ومن هم؟ وكيف عرف أنهم لم يقرأوا؟ وما الذي يقصده بالمراجع الدولية والإقليمية الموثوقة؟ وثانيًا، هذه ليست لغة علمية أو بحثية، فالمصادر والمراجع العلمية إنما هي مراجع علمية وحسب، وتخضع لكل ما تخضع له مصادر العلوم من تحقيق وتدقيق وإحالات واقتباسات ومتاحة لمن سعى وأراد. على أي حال سأرد هنا على هراء هذا الرجل وأرجو أن يضع مستقبلًا كل المصادر التي أحيل إليها في هذا المقال في خانة (المراجع العلمِيَّة الدَوْلِيَّة/الإقليميَّة الموثوقة) كما يصنفها حتى يفيد قارئيه ويستفيد هو أيضًا.
    لنبدأ أولًا بحدود هذه المملكة التي حكمت -وفق المصادر التاريخية- الصحراء الشرقية للسودان الحالي، من حدود سواكن وامتدت على ضفتي خور بركة شرقًا وغربًا والذي ينتهي بالدلتا الشهيرة في طوكر ثم امتدت جنوبًا إلى العقيق بطول الحدود ثم داخل العمق الإرتري حتى حدود الهضبة الحبشية، ولن أدعي شيئًا هنا وإنما سأترك المجال للمصادر التاريخية لكي تقول كلمتها. يقول نعوم شقير في كتابه "جغرافية وتاريخ السودان" وهو أحد المصادر التي تعتمد عليها إدارة المناهج في تدريس التاريخ السوداني بالمراحل المختلفة، وفي الفصل الثالث -  الممالك والمشيخات التي خضعت رأسا لسنار، صفحة ( ١٣٤-١٣٥ )  يقول شقير: ( مملكة بني عامر: قامت في الصحراء الشرقية بين البحر الاحمر و خور بركة شرقا و غربا وبين العقيق والبحر الاحمر وبلاد الحبشة شمالا وجنوبا وكانت تتألف من أربع قبائل هي البجة والخاس والبني عامر والنابتاب). انتهى. عليه، فإن جزءًا معتبرًا من حدود هذه المملكة كان يقع داخل جغرافية السودان الحالي، فضلًا عن أن الحدود التي ذكرها شقير (داخل إرتريا الحالية) تعتبر تاريخيًا أيضًا ضمن الأراضي البجاوية التي حكمتها الممالك البجاوية القديمة مثل مملكة الدجن وبقلين وجارين وبازين وقطعة كما ذكرها اليعقوبي، ومن ثم جاءت مملكة بني عامر أواخر القرن السادس عشر ضمن سلطنة سنار، ومن بعد ذلك الأتراك والإنجليز الذين كانوا يطلقون عليها (إقليم السودان الشرقي) وكان يدار من سواكن وكسلا ومصوع عبر مفتشين (يمكن مراجعة "السودان في وثائق ومدونات" للمفتشين البريطانيين) ويعرّفها جميع المؤرخين ضمن هذا الإطار وليس أي إطار آخر.
    ويقول البروفيسور محمد ابراهيم أبوسليم في كتابه ( علماء وادباء و مؤرخون في تاريخ السودان) ص ( ٢٣٦- ٢٣٧) معلقًا على مصادر شقير بخصوص سلطنة الفونج "وفي الباب الرابع يأتي دور سلطنة الفونج والحلف بينهم و بين العبدلاب والظروف التي أدت الي قيام سلطنة الفونج ومشيخة العبدلاب، ثم يتناول من بعد تاريخ السلطنة بترتيب السلاطين، وبعده يتناول تاريخ المشيخة علي ترتيب المشائخ. ثم يذكر المشيخات الخاضعة للفونج مباشرة والممالك الخاضعة للعبدلاب ثم كشاف السودان، وقد اعتمد هنا علي مخطوطي ابراهيم عبدالدافع والزبير ود ضوه، وأصل هذين المخطوطين ما وضعه أحمد بن الحاج ابو علي المشهور بكاتب الشونة عن سلطنة الفونج وأول العهد التركي" ويواصل أبوسليم "وقد اعتمد كذلك علي رحلات بوكهارت وكايو ومؤلفات صموئيل بيكر وشيون فيرث و جونكر وستنالي بيكر )
    - مملكة الفونج السنارية THE Fung kingdom of sennar أما كروفورد مؤلف كتاب
    – فيؤكد في صفحة ١٦١ أن أجزاء واسعة من هذه المملكة كانت جزءًا من حدود السودان الحالي، في الصحراء الشرقية المتاخمة للبحر الأحمر كما ذهب سلفه نعوم شقير ومؤرخون كثر. يقول كروفورد (اهتم الفونج بصورة أساسية باولئك الرحل الذين احتلوا المنطقة التي تقع غرب سواكن وسيطروا علي شريان تجارتها بين ميناء سواكن وبربر. لكن كانت هناك قبيلة واحدة، وهي البني عامر، التي من المؤكد دخلت في حلف مع الفونج ولبس زعيمها الطاقية أم قرينات). ويقول أيضاً في نفس المرجع ص 589 متحدثاً عن الرمز الملكي السناري الطاقية ام قرينات (بالإضافة إلي حكام المحافظات النيلية، فقد لبسها عدد معين من آخرين ولم تزل القضارف مقراً لعمدة الفونج، إبراهبم ود فضيل (ربما ابن او حفيد عدو بروس القديم فضيل) الذي لم يزل متمسكا بامتيازه القديم، النقارة والطاقية ام قرين. فقد لبسها شيخ بني عامر، وشيخ الحمدة الذي كان مقره في دبركي والمقدمون عند اليعقوباب وشيوخ العبدلاب عندما يقلدهم ملك سنار المناصب ، و بواسطة حسن ود حسونة الذي مات 1664م وكان يلبسها شيخ الرشاد في جبال النوبة حتي عام 1927 وهي مدونة خارج بلاد الفونج حتي دارفور) عليه، فإن كروفورد يؤكد ما ذهب إليه شقير في النقطتين السابقتين (وجود المملكة كحقيقة بالإشارة إلى الطاقية أم قرينات رمز السلطة- ووجودها داخل حدود السودان التاريخي والسودان الحالي على حد سواء).
    إذن فإن اتصال مملكة بني عامر وارتباطها العضوي بسلطنة الفونج لم يكن زعمًا في أي وقت، إذ ارتبط زعماء جميع الممالك والمشيخات التي خضعت لهذه السلطنة بالرموز السلطانية التي كانت تمنحها سنار لجميع الملوك والمكوك والمشائخ الذين خضعوا لها (الككر والطاقية أم قرينات) وما تزال هذه الرموز موجودة إلى وقتنا الحاضر لدى دقلل بني عامر لتشير إلى ذلك الرباط الذي تجاوز عمره ٥٠٠ عام، وكان قد زار السودان فرديناند ويرن في
    حدود العام ١٨٤٠ م وهو رحالة ومستكشف ألماني، وكتب كتابًا مهمًا اسمه. 
    African Wanderings ( or, An Expedition From Sennaar to Taka, Basa, and Beni-Amer, With a Particular Glance at the Races of Bellad Sudan )
    (رحلات إفريقية: رحلة استكشافية من سنار إلى التاكا وبني عامر، مع نظرة خاصة على
    أعراق بلاد السودان).
    يقول فرديناند ويرن في صفحة ١٥٩ من هذا الكتاب.
    )It is well known who are entitled to wear these horned head-dresses, and among these are the Ruler of Faszogl, the Sheik of Beni-Amer, Sheik Edris Wood Agib of llalfaia, and Sheik Isimr)
    الترجمة: (ومن المعروف من هم الذين كان لهم الحق في ارتداء الطاقية "غطاء الرأس ذات القرون " ومن هؤلاء حاكم فازوغلي، وشيخ بني عامر، والشيخ إدريس وود عجيب من الحلفايا، والشيخ نمر). انتهي.
    المصادر السابقة جميعها تؤكد حقيقة وجود مملكة بني عامر بصورة لا لبس فيها، وارتباطها الصميم بالدولة السنارية على مدى قرون، فمن المؤكد ان شيوخ بني عامر، من الرؤساء  القلائل في السودان الحالي، الذين لبسوا الطاقية ام قرينات الرمز الملكي في العهد السناري، ففي مصادر  روايات من تراث العبدلاب أنفسهم ورد ايضا تنصيب (عامر نابت)
    الزعيم الأول لبني عامر كحاكم على هذه المملكة، وقد جمع هذه الروايات
    (TRADITIONAL STORIES OF THE ABDULLAB TRIBE) وعنونها ب : A. E. D. Penn
    )القصص التقليدية لقبيلة العبدلاب( - ففي صفحة ٦٣ من هذا الأثر المهم يقول :
    ‏( Sheikh 'Agïb appointed Nabit, the founder of Nabtab clan, ruler in their country after it had been subdued and bade him act justly, follow the ordinances of the true religion and build mosques over a province bordered by Suakin, Massawa and Korosko towards the Red )
    الترجمة: (عين الشيخ عجيب المانجلك "نابت" الفقية علي نابت، مؤسس عشيرة النابتاب حاكماً لبلادهم بعد أن تم إخضاعها وأمره بالعدل واتباع أحكام الدين الصحيح وبناء المساجد على مقاطعة تحدها سواكن ومصوع وكوروسكو باتجاه الأحمر). وكما نرى يؤكد هذا المصدر مرة أخرى حدود هذه المملكة داخل الجغرافيا السودانية وامتدادها حتى سواكن التي تقع في منتصف الساحل السوداني على البحر الأحمر.
    وفي كتاب "تاريخ كسلا" لمؤلفه محمد الامين شريف صفحة ( ١٣٩ ) جاء ، أن مشيخة البني عامر كانت تابعة لسنار مقرھا الدقا (تقع حاليًا داخل إرتريا) ، وجلس شيخهم على الككر التقلیدي للسلطنة الزرقاء ولبس الطاقیة أم قرین .

    وقد وثق البروفيسور عون الشريف قاسم في موسوعته القيمة (موسوعة القبائل والأنساب في السودان) ضمن اسماء الأعلام في السودان . المجلد السادس - حرف النون-
    نابت : اسم علم ولقب. واشتهر عامر نابت بن علي نابت بن عامر بن مقدم بن احمد سوليق بن شاع الدين بن عرمان . فيما تروي من انساب وهو أصل النبتاب  من بني عامر ( م ) انظر الفحل : تاريخ ص ٦٧).
    ويضيف بروفيسور عون في الموسوعة صفحة 2447 (وكان نابت قد تزوج ستنا بنت الشيخ عجيب المانجلك، بعد أن هزم المانجلك البجا وولاه قبائل البجا وناط به تعليمهم الفرائض وهو جد النابتاب (م) محمد عبدالرحيم : أبطال السودان) انتهى.
    وفي كتاب (قبائل السودان الكبري - قبائل البجا : موطنهم وحياتهم الاجتماعية، عنوان فرعي - بني عامر) يقول بروفيسور يوسف أبوقرون في صفحة ٦٣: (إن كبر هذه القبيلة وتعدد الفروع والبيوتات داخلها جعل منها اتحاداً لقبائل أكثر منها قبيلة - وإن رئيس هذه القبيلة يعرف - بالدقلل منذ عصور خلت وإلي الآن، وهي كلمة معناها الرئيس او السيد بلغة الفونج و أطلقها الفونج علي رؤساء ذلك الجزء عندما بسطوا نفوذهم علي هذه القبائل). ولعل ما ذهب إليه أبوقرون يكفي ويزيد للرد على النقطة الأولى في الاقتباس الذي أتحفنا به المدعو فيصل دون أن يطرف له جفن "أنَّ (البني عامر) ليسوا إِثنِيَّة/قومِيَّة من أساسه، حتَّى تندرج تحتها (قبائل/مُكوِّنات) فرعِيَّة تمتد لدولتين، وفق مزاعم (الإريتريين المُجنَّسين)" وسنعود إلى هذا الموضوع بالتفصيل في مقالات لاحقة.
    عطفًا على ذلك يقول الفحل الفكي الطاهر في كتاب (تاريخ واصول العرب بالسودان) صفحات (١٠٥-١٠٦ ) "ومنح ملك الفونج عامر نابت لقب دقلل ووعده بأن يكون نائب الملك فذهبوا إلى البلو وقتلوهم أجمع، وقيل إن البجات عدة فصائل تزيد علي أربعين، فكان الواحد منهم إذا سافر يقول: نحن من بني عامر. ولم يبق من البلو غير عد مري، قيل جدهم أخو عامر من أمه، نقلا من لوسي الالماني الرحالة" انتهى.
    كانت مملكة بني عامر من الممالك والمشيخات القليلة التي كانت تتبع رأسًا للدولة السنارية، وتتمتع باستقلال كبير في إدارة إقليمها الذي يقع تحت سلطتها، وقد ورثت بني عامر -تقريبًا- كل ما حكمه البلو على مدى قرون، بما فيهم البلو أنفسهم، وقد مُنح عامر سلطة حكم البلو والبجا والخاسة والحماسين في الجغرافيا التي حكموها، ويقول الشريف محمود أبو عائشة في كتابه (التمازج السكاني والتطور الحضاري في شرق السودان) – ص 24. (هكذا أُسست مملكة البني عامر التابعة للسلطنة الزرقاء في مناطق البجا والتي أصبحت ثاني مملكة او مشيخة تتبع للسلطنة السنارية في شرق السودان بعد الحلنقة وضمت مملكة البني عامر التابعة للسلطنة السنارية تحت ادارتها أغلب قبائل البجا والحماسين في تلك الاصقاع).

    أما الدكتور محمد فؤاد شكري مؤلف كتاب (الحكم المصري في السودان) 1820م - 1885م ص١٤ فيقول (وفي أثناء حكم الفونج قامت في أجزاء أخري من السودان بعض الأسر من المشائخ والرؤساء كانوا شبة مستقلين في أقليمهم وتمتعوا بالسيطرة التامة ومن أشهرهم مشائخ  العبدلاب أو مشيخة العبدلاب وكانت أراضيهم تمتد من حجر العسل الي سوبه وينتشر سلطانهم بين أربجي والجندل الثالث. وكان من المشائخ شبة المستقلين حتي الممالك والمشيخات التي خضعت لسنار رأسا لملوك الفونج مشيخة خشم البحر علي شاطئ النيل الازرق الشرقي بين رنقة و الروصيرص ومملكة فازوغلي جنوب الاولي وكانت تمتد من الروصيرص الي فداسي ومشيخة الحمدة علي الدندر ومملكة بني عامر في الصحراء الشرقية بين البحر الاحمر شرقا و خور بركة غربا وبين عقيق والبحر الاحمر شمالا و الحبشة جنوبا و مملكة الحلنقة و مركزهم جبل كسلا علي القاش).

    ويقول الدكتور حسن مكي محمد احمد في كتاب ( الثقافة السنارية المغزي و المضمون) صفحة ٣٤ "اما المشيخات التي خضعت مباشرة لسلطنة ملوك الفونج فهي جنوب الجزيرة ومشيخة خشم البحر ، مملكة فازوغلي من الروصيرص حتي فداسي وعاصمتها فازوغلي ومشيخة الحمدة (الدندر وما جاورها) وممالك بني عامر و الحلنقة. وقد ارتكز الحكم في سنار علي تقاليد موروثه بطقوس ومجلس شوري يرفع المرشح من بيت الملك الي العرش ويقوم بخلعه".

    لقد كانت مملكة بني عامر مثلها مثل بقية الممالك والمشيخات التابعة للدولة السنارية فيما يتعلق بدفع الضرائب والجزية بالإنابة عن الشعوب التي تقع تحت سلطتها، على الرغم من استقلالها النسبي، وتلك من الأمور المفهومة في إدارة الدول من هذا النوع، والتي تعتمد على تحالفات عريضة تمكنها من السيطرة على رقعة جغرافية واسعة، ويقول الدكتور تاج السر عثمان الحاج في كتاب (لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي) ص 21 (وكانت المملكة منقسمة الي عدة ممالك و مشيخات من سود ونوبة وحضر و بادية وكان كل ملك أو شيخ يدفع الجزية لملك سنار ، إلا أن له نوعا من الاستقلال والممالك هي: مملكة خشم البحر ، مملكة فازوغلي ، مشيخة الحمدة ، مملكة بني عامر ، الحلنقة، أما الممالك و المشيخات التي خضعت  للفونج بواسطة العبدلاب  فهي: مشيخة الشنابلة ،  مملكة الجموعية ، مملكة الجعليين ، مملكة الميرفاب ، مملكة الرباطاب ، مملكة الشايقية ، مملكة الدفار ، مملكة الخندق ، مملكة ارقو).

    وقد ذكر الدكتور شوقي الجمل، في كتابه (تاريخ سودان وادي النيل) صفحات 294 – 295 -أهم المشيخات التي تتبع لسنار "مشيخة العبدلاب : من حجر العسل الي الي سوبا بين اربجي والشلال الثالث/ مشيخة خشم البحر : علي النيل الازرق بين الروصيرص و فازوغلي/ بني عامر : في الصحراء الشرقية بين البحر الاحمر و خور بركة/ الحلانقة : في جبل كسلا علي القاش/ الشنابله: علي النيل الازرق شمال سنار/ الحعليين : بين حجر العسل والدامر.)

    وعلى منوال الدكتور تاج السر عثمان والدكتور شوقي الجمل يمضي المؤرخ محمد سعيد القدال في كتابه (تاريخ السودان الحديث 1820- 1955م ) ص 27 مملكة الفونج (1504 – 1821م). "تسمي ايضا مملكة سنار والسلطنة الزرقاء ، وعاصمتها سنار . وتمتد من الشلال الثالث حتي حدود اثيوبيا جنوبا ، ومن الصحراء الشرقية حتي كردفان غربا . وتتألف مملكة الفونج من عدة سلطنات ومشيخات ، خضع بعضها للفونج مباشرة وهي : مشيخة خشم البحر ، مملكة فازوغلي ، مشيخة الحمدة ، مملكة بني عامر ، مملكة الحلنقة، وخضع لها البعض الآخر بواسطة العبدلاب وهي: مشيخة الشنابلة والمناصير ، وممالك الجموعية والجعليين والميرفاب والرباطاب  والشايقية والدفار ودنقلا العجوز والخندق و ارقو".

    وبعد، ورغم كل هذا، يبدو المدعو فيصل عوض واثقًا من آرائه دائمًا، ولا أدلّ على الجاهل أكثر من ثقته المفرطة بآرائه، ثقة عمياء لا تشوبها شائبة، فقد نفى بقول واحد أي وجود لمملكة بني عامر أو كما قال (كالمملكة المزعومة بشرق السُّودان!) وهو زعم ساذج ومطلق على عواهنه، تدحضه تقريبًا كل المصادر التاريخية التي أشرنا إليها والتي تحدثت عن سنار، ولا يمكنها كلها أن تتفق على وهم لا وجود له، بل اتفقت جميعها على وجود هذه المملكة كحقيقة تاريخية لا جدال حولها، فهذا مصدر آخر مثلًا، كتاب (السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية) الجزء الأول، تأليف : عبدالله حسين – ص 94. (وقد تبع ملوك الفونج والعابدلاب دويلات صغيرة؛ منها: مشيخة خشم البحر، ومملكة فازوغلي، ومشيخة الحمدة، ومملكة بني عامر، ومملكة الحلانقة، ثم مشيخة الشنابلة، ومملكة الجموعية، ومملكة الجعليين، ومملكة الميرفاب، ومملكة الرباطاب، ومشيخة المناصير، ومملكة الشايقية، ومملكة الدفار، ومملكة دنقلة العجوز، ومملكة الخندق، ومملكة الخناق، ومملكة أرقو). انتهي.

    وأخيرًا يخبرنا المؤرخ محمد صالح ضرار في كتابه (تاريخ شرق السودان ؛ ممالك البجة، قبائلها وتاريخها)‏ ص ٩٤ (وهكذا استمرت مملكة هذه القبيلة في السلطنة السنارية وانضمت لها سواحل البحر الاحمر من سواكن حتي مصوع ، وكان ان أعطي زعيم قبائل  البني عامر من قبل سلطان الفونج الطاقية ام قرون (رمزا للتاج) و الككر (رمز للعرش) ونقاره (طبل كبير) رمزا للسلطة والجيش التي قلدها له سلطان سنار).

    فإذا كانت هذه المملكة بعد كل ما أوردنا من تحقيقات ومصادر محض (مملكة مزعومة) كما يدعي الدكتور فيصل، فلتكن، لأنها كما تبدو ليست زعمًا فارغًا، وإنما حقيقة، تسندها روايات تاريخية مثبتة ومحققة ومتفق عليها من أكثر من عشرين مصدرًا تاريخيًا على الأقل، أوردناها في ثنايا المقال بعناوينها واسماء مؤلفيها وأرقام صفحاتها ويمكننا أن نورد المزيد لكن مساحة المقال لا تتسع، فماذا يطلب المدعو فيصل أكثر من هذا ليتنازل عن جهله وعنجهيته الفارغة؟

    أقول أخيرًا. علينا النظر إلي الحقائق أو النصوص التاريخية ضمن سياقها التاريخي دون إسقاطها بطريقة متعسفة علي الحاضر، المختلف كلياً، فهذه الحقائق أو الروايات التاريخية التي تحكي عن زمن مختلف، علينا مناقشتها ضمن إطارها الزمني التي حدثت فيه، دون محاولة تسييس التاريخ من أجل كسب زائف ومؤقت يؤدي الي الفتن وتهديد السلم الاجتماعي الذي يؤدي بالضرورة الي ضرب النسيج والوحدة الوطنية وبالتالي يصير مهدداً للأمن القومي.

    نواصل..





    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 13 2022
  • الاستئناف تأمر بالقبض على “كبر”
  • “الغنجة”.. سلاح جديد باحتجاجات السودان
  • مريم الصادق تنفي استقالة نائب رئيس حزب الامة القومي
  • أوضاع مأسوية وتجلط الدم وسط مرضى الفشل الكلوي لقطوعات الكهرباء
  • استطلاع حول مواقف القوى المدنية والعسكرية والحركات المسلحة تجاه الأزمة السودانية
  • 111 قتيل في اشتباكات قبلية دامية بولاية غرب دارفور
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 13 يونيو 2022 للفنان عمر دفع الله
  • الجمعية السودانية لحماية البيئة تقيم ندوة بالخرطوم بعنوان التعديات علي موارد الغابات
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم June, 13 2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق June, 13 2022
  • لعبة فاغنر واردول-Adli M. Hossain
  • مقال الممثل الخاص للأمم المتحدة فولكر بريتس
    تساؤل-هل سلام جوبا يعني الاستسلام الكامل لواقع الاقليم
  • خلافات داخل كابينة القيادة عقار وعرمان .. الطرق تفترق ببطء
  • عبد الرحيم دقلو: أنا وأخي “بريئين” من دم أي سوداني
  • هيئة شعبية تطالب باقالة اردول بعد حديث عنصري ضد الشماليين
  • توسع رقعة الاحتجاجات في العاصمة السودانية
  • يوم الجمعة ١٦يونيو القادم خرطوم اخرى
  • كتمت في ناس ابوحسين بتاعين الموز ههههه
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الاثنين 13 يونيو 2022م
  • مقتل أكثر من 100 شخص وحرق 14 قرية بالكامل في اشتباكات قبلية بإقليم دارفور
  • عمل حسابك من أب عراقياً مقدود.
  • إنتبهو مؤامرة!! .مجلس الأمن والدفاع ـ قلعة الإنقلابيين الإخيرة وحصان طروادة قوي الردة !!
  • رصد وتوثيق حراك الثورة السودانية اليوم الاثنين 13 يونيو 2022
  • ▪دروسُ عَصْرٍ للفَسَدَةِ مِنْ(قُوَّادِ)غُوَّاتِ شَغَبِنا المُشَلَّحَةِ
  • π شَوقي ليك في كلِّ المَواسِمِ و الفُصولِ
  • دهفش و ذوابعة
  • عودة الاعلامي الشامل ناصر عوداً حميداً مستطاب فلتعد الحرية الى الشاشات مرة اخرى وموت مقهورا ياسيسي
  • المرجو من الجميع المشاركة في استبيان تجمع وشبكة مهندسي جامعة الخرطوم
  • سوال عن الرقم الوطني في السودان ..

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 13 2022
  • كلبس... حرق... نهب... قتل كتبه أمل أحمد تبيدي
  • عريف شرطة مجلس الامن ! كتبه زهير السراج
  • ساعات قليلة قبيل المفاجأة كتبه محجوب الخليفة
  • السودان وطن تحت التهكير كتبه محجوب الخليفة
  • الحكم المدني الديمقراطية هو الحل كتبه إبراهيم سليمان
  • توحيد النظام السياسي ومستقبل الدولة الفلسطينية كتبه سري القدوة
  • ساعات قليلة قبيل المفاجأة كتبه محجوب الخليفة
  • السودان وطن تحت التهكير كتبه محجوب الخليفة
  • الحكم المدني الديمقراطية هو الحل كتبه إبراهيم سليمان
  • توحيد النظام السياسي ومستقبل الدولة الفلسطينية كتبه سري القدوة
  • The Facilitator ثنائي الوساطة الأمريكي السعودي كتبه الفاضل عباس محمد علي
  • كتب صلاح غريبة : لدى مصر والسودان الحل لإنهاء أزمات العالم
  • ما اتعسك بأن تكون سياسيا في جمهورية السودان الديمقراطية كتبه د.فراج الشيخ الفزاري
  • دولة الجلابة انهارت لابد التعامل معه كواقع كتبه محمد ادم فاشر
  • انتخابات الجبانة الهايصه كتبه عبد الله علي إبراهيم
  • الطلاق افضل من الزيجات (الحرام)..وهذا ما قصده مبروك!! كتبه محمد الصادق
  • عبث سياسي كتبه الفاتح جبرا
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ محمد مهدي مجذوب والكابلي وليلة المولد
  • إلى متى يهرب إسلاميو السودان من استحقاقات العدالة .!! كتبه خالد ابواحمد
  • التسوية لمواصلة مخطط تصفية الثورة كتبه تاج السر عثمان
  • المجلس المركزي للحرية والتغيير : نصدقكم مرات ولكن لا نصدقكم أكثر المرات كتبه عمر الحويج
  • الجماهير لاتخون .. تماسكوا أكثر كتبه نورالدين مدني
  • ودبدر يجرد لالوب التراضي الوطني! كتبه ياسر الفادني
  • فن الغناء في السودان - ماضٍ باذخ وحاضر بائس كتبه حسين إبراهيم علي جادين
  • الحل بيد برهان وحميدتي... كتبه أمل أحمد تبيدي
  • أهم شئ فى الإسلام ان توحد بالمثل طاعة الله بالقرآن وطاعة احاديث الرسول – كتبه عبدالله ماهر
  • ولولة الكيزان ! كتبه زهير السراج
  • تعرف على الصفقة التي عقدتها موللي مع حميتي ؟ كتبه ثروت قاسم
  • المسح على القدمين في الوضوء: الناس في شنو..ونحن في شنو؟! كتبه محمد الصادق
  • الاستيطان والحرب المدمرة وواقع الاحتلال العنصري كتبه سري القدوة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de