ايزين ازيبو ترجمة محمد حسن جبارة رحل الكاتب والمخرج السينمائي والمخرج المسرحي بيي بانديل عن 54 عاماً، وهو الخبر الذي صدم المجتمع الأدبي في غرب أفريقيا فقد كان رمزًا إبداعيًا روى قصصًا نيجيرية تقليدية، أحياناً بلغة اليوروبا، ونقلها للجمهور العالمي. وهو رائد الكلاسيكيين النيجيريين الجدد - والمخرج المساعد لسلسلة نيتفلكس التلفزونية الشهيرة (الأخوات الدمويات) وكاتب رواية (فتى بورما). كان معروفاً أيضاً بتكييفه لكلاسيكيات الأدب النيجيري- فاخرج فيلم (نصف شمس صفراء) وهو مبني على رواية تحمل نفس الاسم لشيماماندا نغوزي أديشي وأعد نسخة مسرحية من كتاب (الأشياء تتداعى) لتشنوا أتشيبي. وأكمل للتو (إليسين أوبا: فارس الملك)، وهو فيلم مأخوذ من مسرحية وول سوينك الشهيرة . كان بيي مبدعًا حقيقيًا، وكاتب قصص متسلسلة ورجل نهضوي، واستكشف مجموعة متنوعة من الطرق الإبداعية من أجل مشاركة رؤيته وصوته. لقد بدأ تميزه وإبداعه مبكراً، ففاز بجائزته الأدبية الأولى عندما كان فقط في الرابعة عشر من عمره. وفي الأربعة عقود التالية عمل باجتهاد وحماس، ليصبح واحداً من أميز وأشهر كتاب القصة في جيله. لقد فهم كيفية العمل عبر وسائل الإعلام، وجعل للقصص النيجيرية موقعاً وارتقى بالثقافة النيجرية إلى مصاف الثقافة الشعبية العالمية. حياته نشأ بيي في شمال نيجيريا، وتلقى تعليمه في الجنوب وأقام في المملكة المتحدة، وكان مواطنًا نيجيريًا ودوليًا أو وطني وأجنبي كما يقول . بالإضافة لشهرته العالمية، فقد بَذَّ كثيراً من المبدعين النيجيريين باستعداده لدعم وتوجيه الآخرين. لقد كان دائم الاستعداد لتقديم يد المساعدة لمن يقابلهم- فنانين شباب ومشاهير، وأصحاب الميول الصناعية، والباحثين من أمثالي. وفي آخر رسائلنا معاً في شهر أيار/مايو أشار بيي بأنه مشغول بكتابة كتاب جديد أزِف وقت تسليمه. واشتهر بأنه عامل دؤوب ومثابر ومتفاني. و كان جدول إنتاج أفلامه مزدحماً جداً حتى شهر كانون الأول /ديسمبر. كان مفكرًا أفريقيًا حقيقيًا يتمتع بروح الاستقلال والإبداع الهائلة، وكان مدفوعًا بحب الثقافة والقصة. الكتابة ودليلٌ على تأثير بيي ككاتب- وعلى الفراغ الذي سيخلفه في المجال الأدبي- التأبينُ الذي جرى نشره في مجلة برتل بيبر على الإنترنت. حيث أشاد 100 كاتب أفريقي بسجل حياته وأعماله. وكتب أديتشي: "لقد فقدنا نجماً حقيقياً. مات مبكراً وبصورة مفجعة وغير محتملة. إنسان مفرط في إنسانيته. فنان حقيقي". اشتهر بيي بروايته (فتى بورما 2007م)، وهي قصة جنود أفارقة يقاتلون إلى جانب المستعمِرين البريطانيين في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان. كانت رواية )فتى بورما) شأناً شخصياً لـ بيي ولطالما رغب في كتابتها. رواية نقلت قصص تجارب الحملة العسكرية في بورما كما رواها له والده وأصدقاء والده الذين حاربوا هناك. فبالرغم مما تعرضت له الرواية من نقد بعدم ترابطها الجيّد كرواية، فقد حققت (فتى بورما) هدفها. وحققت إنجازاً بتقديم رؤية حيّة للنزاع، وإسهاماً في أرشيف التاريخ الأفريقي. وكما في القصص النيجيرية الشهيرة، فقد تخللت قصة بيي الجادة الأمثال الأفريقية، والنوادر والتعابير. في هذه الرواية وأعماله المنشورة الأخرى- (الشارع 1999م) و(الحانوتي المتعاطف: وأحلام أخرى 1991م) يركز بيي على أناس حقيقيين وتجاربهم المعيشية اليومية. التفزيون والأفلام والمسرح ستتعرف الأجيال الجديدة على بيي بأعماله التلفزيونية، ولكنه وضع بصمته في عالم السينما عام 2013م باختياره مشروعاً طموحاً- إخراج فيلم (نصف شمس صفراء) - في أول ظهور له كمخرج- بميزانية تبلغ عدة ملايين من الدولارات. لقد أظهر موهبة استثنائية وأثبت قدرته في الحصول على أداء عظيم من ممثليه. تعرض الفيلم لعدة تحديات- تأخير في الإنتاج ومشاكل الرقابة على الأعمال الدرامية في نيجيريا، وتباين آراء النقاد، والقرصنة، وانخفاض العائد على الاستثمار رغم تحقيق الفيلم نجاحاً قياسياً في شباك التذاكر في نيجيريا. ولكن رغم ذلك، رسّخ بيي قدميه في عالم تكييف وإنتاج الأفلام التاريخية. وسبق له تكييف رواية أتشيبي الشهيرة (الأشياء تتداعى) للمسرح كما نشر مسرحيات خاصة به. وأخرج فيلماً وثائقياً عن الموسيقار النيجيري الأسطوري فيلا أنيكلابو كيتي. وألَّفَ بيي العديد من الأعمال الدرامية الشعبية التلفزيونية. كما أخرج مسلسل (أم تي ڤي شوغا) الدرامي التلفزيوني في موسم 2013م والتي تتبّع تحديات الحياة الحقيقية للشباب الأفريقي. ويستكشف فيلمه (خمسون) المميّز لعام 2015م الثنائيات التي تواجة النساء قي منتصف العمر في كل مكان و في مدينة لاغوس بصفة خاصة. هنا يسلط بيي الضوء أيضاً على المدينة النيجيرية الكبيرة متعددة الأوجه والجميلة أيضاً، وهي المكان الذي كان يعمل به والذي سوف يموت فيه لاحقاً. فهو يعمل بلا كلل، وشارك في إخراج واحدة من أكثر مسلسلات نوليوود إثارة، (أخوات الدم 2022م). ووفقاً لتحليلاتي فإنها قصة تصوّر المعاناة الجنسانية وتمجد الأخوّة وتتصدي للمحظورات. جذبت (أخوات الدم) جمهوراً عالمياً ففي خلال أسبوع من إطلاقها كانت ضمن أفضل 10 عروض مشاهدة على نيتفلكس. أعماله الأخيرة لدى بيي خطط طموحة للمستقبل- قصص تكتب وأفلام تنتج. لقد افتقدته كل الأوساط بشدة خاصة مع تزايد الترقب لفيلم (إليسون أوبا: فارس الملك) من إنتاج شركة نيتفلكس وشركة إيبونيلايف الإعلامية والذي أُعلن عن عرضه الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وينتظر انطلاق عروضه في شهر أيلول/سبتمبر ومن المتوقع أن يكون من أفضل الأعمال التي كيّفها للسينما. فهو مبني على رواية سوينكا الحائز على جائزة نوبل والفيلم يستكشف حوادث تاريخية حقيقية. فبالنسبة لقارة ولمجتمع نيجيري يزداد شتاتاً، وفي وجود توق مستمر لإعادة الارتباط بالجذور والتراث سيكون إليسين أوبا فيلماً جاذباً. أما بالنسبة للطلاب الذين يجدون صعوبة في قراءة الرواية، وقد كنت واحداً من هذه الفئة، فإن عمل بيي هذا سيوفر بديلاً ممتعاً. وسوف يساعد بيي في الحفاظ على الأعمال التي كيّفها للمسرح والسينما حيّةً ومفيدةً. ذكر بيي كتب أخرى قيد الإعداد. كان سيكيّف رواية "فتى بورما" إلى فيلم. وقد ذكرت التقارير أنه تحدث عن كتاب جديد تم جدولة نشره في عام 2023 م. نحن نعلم أنه في رواية "الموت وفارس الملك"، يضحي إليسين بنفسه من أجل الرحلة الآمنة والمضي قدمًا للملك أوبا. وما لا نعلمه لماذا رحل بيي قبل الأوان وقبل الكشف عن هذا الإنجاز الضخم. لقد افتقدته كل الأوساط بشدة. سيذكره الناس باعتباره كاتبًا ومخرجًا موهوبًا للغاية، وعاملًا مجتهدًا ومعلّماً. رغم رحيله سوف تخلّده أعماله الرائعة،وتنحت اسمه في التاريخ إلى الأبد.
المصدر: مجلة The Conversation ونشر المقال باسم Biyi Bandele, a serial storyteller who elevated Nigerian culture
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة