يا ليل أبقالي شاهد: المغني والصوفي كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2023, 04:40 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا ليل أبقالي شاهد: المغني والصوفي كتبه عبد الله علي إبراهيم

    03:40 PM March, 02 2023

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    1-

    كان الشيخ الفاتح قريب الله، الذي يمتد سنده في الطريقة السمانية إلى الشيخ محمد عبد الكريم السمان، قد تهيأ لقيام الليل حين تناهى إليه صوت شجي من باطن حيه ود نوباوي بأم درمان يغني:

    يا ليل أبقالي شاهد

    على نار شوقي وجنوني

    يا ليل

    آه. هذا مكابد آخر لليل مثله. وتبسم الشيخ. ليس منا من لا يدركه الليل. وسأل مريديه بصوت الصوفية الخفيض:

    -من هذا الذي يغني لليل؟

    -كرومة سيدنا الشيخ.

    صمت الشيخ هوناً. ولما كانت روحه قد ائتلفت مع شقي آخر بالليل قال:

    -نادوه لي.

    2-

    روى لقاء الصوفي والمغني حسن نجيلة في الجزء الثاني من مأثرته "ملامح من المجتمع السوداني". وهذا الكتاب أمة وحده وثق للمناشيء الثقافية للوطنية السودانية بأسلوب درامي رشيق لم يفعله قبله كتاب أو بعده. ولا زلت اذكر "لازمة" الكتاب "ويل للشجي من الخلي" تشقق ذاكرة الراوي المجهول قبل أن ينثال بها لنجيلة. وورد مؤخراً أن الراوي كان هو إبراهيم بدري عضو جمعية الاتحاد السوداني في العشرينات التي ضمت خليل فرح (1898-1932) مغني الوطنية والعشق الفحل. وأبقى فينا الخليل تأوهات ما تريم بوجع الوطن في ذيل أغنية "ما هو عارف قدمو المفارق" التي كتبها مستشفياً بمصر من داء الصدر الذي قضى عليه ": "أنا آه أنا آه أنا آه". وقال الشيخ حسن، ابن الشيخ الفاتح، إنه لم يسمع بالواقعة بين الأسرة.



    3-

    أما المغني فهو عبد الكريم إبراهيم مختار (1910-1946). واشتهر ب"كرومة" محرفة عن "كرومر"، مندوب بريطانيا السامي في مصر، الذي تمنت والدته أن يكون في شهرته. وكان وسيماً تزين وجه أشراط تسمى "المطارق". وكان أنيقاً يلبس بدل الاسموكنق والطربوش أو الجلابية بالشال الكشميري. ويحمل عصا لتمام القيافة. وكان رياضياً لعب لفريق الهلال وغنى له :الهلال الهلا". ولم يشرك بالفن أحداً حتى أنه لم يتزوج. ومات بانفجار القرحة هارباً من المستشفى ليجامل صديقاً في عرسه.

    وكرومة هو ذؤابة أغنية عشرينات بندر أم درمان وثلاثيناتها التي عٌرفت مؤخراً ب"الحقيبة". ثم أمدها بحياة ثانية في الخمسينات صلاح أحمد محمد صالح في برنامجه "حقيبة الفن" بإذاعة أم درمان بث منه اسطوانات سٌجلت منها بمصر. وما تزال الحقيبة هي الغناء بالألف واللام وما عداها غناء. استهوى الناس فيها جزالة شعرها العربية ضمن أشياء أخرى.. قال شاعرها في محاسن حبيبته:

    يا بدائع طرفة ويا مغاني زهير

    وخمر الحقيبة بابلية:

    هي (الحبيبة) اللاعبة بالألباب، ما البابلية

    والحقيبة معرض للجناس:

    من يوم رماني لحظه السنيني (السنين)

    محَّق (أضاع) عليّ نومي وسنيني (السنون).

    وتخلقت الحقيبة في أم درمان. وهي مدينة عبر النيل الأبيض من الخرطوم. اخترعها المهدي في 1881 بعد هدمه دولة الترك ومدينتهم، الخرطوم. ولم يرد أن يسكن "مساكن الذين ظلموا أنفسهم". حتى أنه لما رأي ما غنمه أنصاره من ذهب الخرطوم الظالمة أشاح عنه وصد راجعاً. وقيل إنه لما قرأ في الصلاة مرة: "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها" انحنى حتى ظنوا أنه سيموت ثم رفع رأسه فإذا لحيته كلها تقطر دموعاً. وتربى المهدي على طريق القوم السمانية قبل ثورته.

    وما تزال أحياء أم درمان القديمة تحمل أسماء أمراء المعسكرات القبلية الجهادية التي استوطنتها بعد هزيمة الترك. فحي الشيخ نفسه، ود نوباوي، هو اسم أمير قبيلة بني جرار الأشاوس. ومغازي "موسي ود جَلي"، فارسها الأشم، ملاحم متناقلة.

    وما تزال لأم درمان هذه القدسية وتسمى "البقعة" أي البقعة من الأرض التي أختارها المهدي سكناً. وتٌسَمى العاصمة الوطنية اعترافاً بأن عاصمة الإنجليز بالخرطوم عبر النيل باطل. وظل الإنجليز حاقنين على أم درمان التي صعرت خدها بالمهدية ووصفوها بأنها بنت "حضارة الطين" بينما خرطومهم هي "حضارة الأسمنت". واقسم كتشنر، "فاتح السودان"، بأن يفرغ أم درمان من أفواهها اللامجدية.

    4-

    كان الليل الذي وحد بين الصوفي والمغني موضوع كتاب للدكتور محمد عبد الحي "التقليد وأثر الشعر الإنجليزي والأمريكي في شعر الرومانطيقية العربية" (بالإنجليزية 1982). فقد صار الشاعر بالرومانطيقية رؤوياً ونبياً الليل معاشه ومعاده كالصوفي. فالليل للصوفي (مورد للظلام السرمدي) هو ليل أسرار الخالق، "ظلمات ذاته" كما قال ابن العربي. أما للرومانطيقي فالليل، بعبارة ما، ممتص في ذات الشاعر ليصبح ليل الذهن المبدع. فالليل الرومانطيقي ليل عميق بلا حدود مما قد تنطبق عليه عبارة "الليل المطلق" التي جاء بها جوزيف كونراد.

    5-

    والمغني بالطبع محض ليل وفحل ليل، سلطان العاشقين. ولم يصدق كرومة أن الذي طلبه هو الشيخ. فأرتج عليه فتطوع عمر البنا، المغني وسليل أسرة شاعرة صادحة إلى يومنا هذا، أن يصحبه. وعمر هو الذي قال فيه أخوه الشاعر المعلم إنه ليس بشاعر وإنما "مغنواتي" وانشد:

    اثنان يسهران الليل وينامان النهار

    الكلب وعمر "الطمبار"

    وتساندا حتى بلغا الشيخ فحياهما بلطف وبنفس الصوت الخفيض قال:

    -سمعتك تنشد عن الليل. أسمعني ا.

    وغنى كرومة و"شال" له البنا:

    يا ليل أبقالي شاهد

    .... . . . .. . .

    ياليل صار ليك مٌعاهد

    طرفي، اللي منامو زاهد

    دا أنا لي سهرك أشاهد (أنا شاهد على سهرك يا ليل)

    فوق لي نجمك ظنوني

    يا ليل

    ولم يزد الشيخ عن قولة: "الله. الله". ثم خر مغشياً على بساطه من وجد. وتعثر كرومة والبنا وهما يلملمان شعثهما يدلفان إلى ليل آخر . . . ليل العشاق والمغنواتية


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
  • حزب المؤتمر الوطني المنحل يحذر حميدتي
  • صلاح مناع يصف حميدتي بالشجاعة
  • وزير التربية السابق محمد الأمين التوم: قيمة عربة واحدة من عربات جبريل كفيلة بحلّ أزمة المعلمين
  • الامة القومي يعلق على تصريحات قادة المكوّن العسكري
  • ضبط شبكة إجرامية يتبع أفرادها لإحدى القوات النظامية في الخرطوم


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
  • التيراكوتا أو (جنود الطين) مقال لي من 2016
  • تصريحات اللواء احمد ادريس
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الإثنين 20 فبراير 2023م
  • المنسي نبيل أديب
  • الاطباء....الادباء
  • رئيس بعثة الأمم المتحدة للانتقال فولكر تشكيل الحكومة سيكون قبل شهر رمضان
  • انطلاق بث قناة جديدة باسم الوثائقية

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
  • حميدتي و محاولة تغيير معادلة الصراع كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • توصيات ورشة اتفاق جوبا.. هل تحاشت إلغائه أم تحايلت عليه؟ كتبه إبراهيم سليمان
  • تحليل قصير، و نشيط، و الرهيفة التنقد.. كتبه ⁨خليل محمد سليمان
  • لا هم لهم سوى الكراسي كتبه ⁨أمل أحمد تبيدي
  • الدبلوماسي القطري د. النعمة( بورك السودان والشعب الأغر ) في منصة أحتفال الروابطالمهنية و سوا في ليل
  • كسرُ ذراع الكيان الخارجية ضرورةٌ وقطعُ يده الطويلة حاجةٌ كتبه د. مصطفى يوسف اللداوي
  • اسبوع المعارض الفنية في بغداد كتبه اسعد عبدالله عبدعلي
  • يا هوي أحذروا من الوقوع في الهاوية المظلمة !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
  • مـا هــي قصـــة المناطيد الصينية والولايات المتحدة ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de