الجماجم التي صارت في واحد كتبه ⁨عمر الحويج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 07:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2023, 05:11 AM

عمر الحويج
<aعمر الحويج
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجماجم التي صارت في واحد كتبه ⁨عمر الحويج

    04:11 AM March, 04 2023

    سودانيز اون لاين
    عمر الحويج-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    عن الجماجم التي راكمها أوباش الإبادات الجماعية تحت تراب الأرض الطيبة .. أحكي لكم :


    قصة قصيرة
    من مجموعتي القصصية ( إليكم أعود وفي كفي القمر) الصادرة عن دار عزة للنشر - عام 2009م
    بقلم:
    ***
    لا أحد يدري ، إن كان ذلك بفعل البرد القارس ، أو كان ذلك بفعل انعدام المأوى : أياً كان الأمر ، فقد اندسّ ثلاثتهم ، تحت عجلات الشاحنة الضخمة .
    في اليوم التالي ، كان ثلاثتهم ، عنواناً - وإن لم يكن منزوياً كثيراً - في صحف الصباح .. ما حدث بعد ذلك لم تُشِر إليه الصحف ، في حينه .. لكنه وصل أسماع الناس .. كل الناس في ما بعد :
    الجماجم التي كانت ثلاثاً صارت في واحد .. الجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة .. الجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث :
    أنا .. تأكيداً ، قد وصلت إلى هنا ، في ذات اليوم الذي صرنا فيه جماجم في ذلك اليوم .. لم تكن هنالك بداية . هنالك .. فقط تلك الليلة ، الظلام ..تلك الليلة ، غير المقمرة : ساعدناهن ، على التسلل خلسة .. من وراء ظهر الآخرين . هنّ كذلك .. لم يبخلن علينا ، أعطيننا .. من الفرح ، الكثير .. ولكن الفرح لم يكتمل :
    في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، جاءتنا ، تلك التي يخشاها الجميع ، يخافها الجميع .. يموت فيها الجميع . جاءتنا هذه المرة ، ليس ككل المرات ، جاءتنا هذه المرة .. من فوق وليس من .. تحت.. لا نحن ، ولا الآخرون ، لنا سابق علم ، بأنها قد تأتي يوماً من فوق ، لذلك حسبناها ، لوهلة .. "صوت الرعد العابر"، من ذلك الذي تآلفت معه .. أسماعنا ،وواصلنا فرحنا إلى حين .
    توقف ، فينا الفرح :
    حين اكتشفنا .. أن البعض منا .. تفحم جسده .
    حين اكتشفنا .. أن البعض منا تطايرت أطرافه .
    حين اكتشفنا .. إن البعض منا .. صار بدون فرح .
    اندفعنا .. وجهة مساكننا : لم نجدها .. مساكننا !! . ولم نجد أهلنا فيها : لا فوقها .. لا تحتها .. لا خلفها : حين نقَّبْنا في ما تبقى من أثر .. لم نجد غير الرماد ، وقبض الريح ، و .. تبعثرنا شتاتاً . فقط رفيقتي، التي ساعدتها على التسلل خلسة .. كانت معي ، وحتى هي .. فقدتها بعد حين .. أصابتها حمى قاتلة: تركتها.. حتى قبل أن يكتمل موتها.. بدراً . ربما لهذا .. هي ، والذين تفحمت أجسادهم ، والذين تطايرت أطرافهم .. والذين صاروا بدون فرح .. هنا الآن .. مع الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً ، صارت لا تحصى .. والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد . والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة .. تردِّد مع المغني ، الذي لم يأت بعد :
    هو.. ها.. يا هوو.. ها
    العروس عايزة عريس
    والعريس عند السلطان
    والسلطان عايز.. دماء
    والدماء.. عند الساحات
    والساحات عايزة.. مطر
    يا مطر.. يا مطر.. يا مطر
    .. المغنّي الذي لم يأت بعد.. يتحدّث:
    هو .. لا يعرف ، هذا الرجل ،الذي وصل .. في ذات اليوم الذي فيه .. صاروا ، جماجم .. لا يعرف .. رفيقته التي كانت معه .. رفيقته ، التي ساعدها على التسلل خلسة ، رفيقته تلك : لم تمت من الحمى .. حتى أنه لم يتركها ، قبل أن يكتمل موتها بدراً .. كما ادَّعَى .
    رفيقته ماتت .. نعم . ولكنها ، لو تعلمون .. لو يعلم ، ماتت من : الفرح .. كيف؟؟.
    لست أدرى .. ما أعلمه ، ما أنا متأكد منه : أنني .. كنت هناك .. كنت أغني لهم في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، رغم ذلك ، غنيت لهم ، كما لم أغن من قبل . استدعيت : إلى تلك الساحة كل الإيقاعات : المنسية منها ، وغير المنسية .. و .. رقصت هي ، كما لم ترقص فاتنة من قبل . رقصت ، بكل الفرح .. حتى كبر الفرح ، بداخلها .. كبر الفرح بداخلها ، حتى تحول طفلاً كبر بداخلها ، كبر الطفل بداخلها .. بحجم الفرح الذي كبر بداخلها و .. رقصت .. رقصت حتى انفجر الفرح بداخلها .. و.. انفجر الطفل بداخلها .. وانفجر الجمع الراقص ، وانفجرت حتى إيقاعاتي : المنسية منها وغير المنسية ، وانفجر الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد ، والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث:
    أنا .. رفيقته .. ؟؟ !! .. كلا .. إنهم لا يعرفون : المغنِّي لا يعرف .. ذلك الرجل ، هو أيضاً .. لا يعرف ، كلهم لا يعرفون : أنا لم أمت بفعل الحمى القاتلة ، ولا أنا مت من .. الفرح : حتى لم أرقص في تلك الليلية الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة .
    أنا .. يا من لا تعرفون - زوجة وأم - زوجة : لذلك القابع في الركن القصي .. وأم : لذلك الطفل الذي كان .. جميلاً .
    نعم .. خرجنا في ، تلك الليلة الظلام . تلك الليلة غير المقمرة ، خرجنا جميعنا ..خرجنا ، و لم نتسلل خلسة .. كما يدعون . خرجنا لنصل ، ولكننا خرجنا .. ولم نعد . طفلي الذي كان .. جميلاً ، فقدته .. في تلك الليلة الظلام ، تلك الليلة غير المقمرة : حين فقدته ، كان بين يديّ ..كان في حضني . ولكنه لم يكن طفلي الذي كان .. جميلاً . لم يكن طفلي الذي أعرفه ، لو لم يكن في حضني كل الوقت .. لأنكرته ، لقلت أنه .. غيره ، حين فقدته في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، كان يفتش عن ثديي : يفتش ، بحثاً عن قطرة إكسير تمده .. ببعض من جولات .. أُخَر . فلم يجده : ليس الأكسير .. أعني ثديي لقد فقدته هو الآخر ، في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة : فقدت .. ثديي ، وطفلي الذي كان .. جميلاً .
    حين وصلنا ، أنا .. وزوجي ، ذلك القابع في الركن القصي ، لم ندخر وقتاً .. لم نستثمره . حين وجدنا سقفاً .. أسَمَّيْنَاه بيتاً.. قررنا أن ننجب طفلاً ، ليكون جميلاً كالآخر . لم ننجح : لمدة طويلة لم ننجح .. لم أحس به ، يزرع نفسه داخلي ، طفلي الذي سيكون .. جميلاً . إلى أن كانت ، تلك الليلة الظلام .. الليلة غير المقمرة ، كان عزمنا مختلفاًَ : حاراً وقوياً .. كان هو .. زوجي ، ذلك القابع في الركن القصي ، يستدعيه بكل عنفه .. وكنت أنا ، أناديه بكل عنفواني .. طفلي الذي سيكون .. جميلاً . إنه يرتعش . إنه يهتز ، في اللحظة الرعشة ، يهتز .. سقفنا الذي ، أسمّيناه بيتاً : يهتز .. وتهتز معه الـ .. والجماجم التي كانت ثلاثاً ، صارت لا تحصى والجماجم التي لا تحصى صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد ، والجماجم التي صارت في واحد تقود الشاحنة والجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث :
    نعم .. أنا ، ذالك القابع في الركن القصي .. زوجها . نعم .. أنا زوجها ، وهي زوجتي .. رفيقتي ، عهدتها دائما ذكيةز، أبداً لم تكن.. تنسى ، لكني أراها الآن ، قد اختلط عليها الأمر . لم يكن ذك الطفل الذي فقدته ، وهو يفتش عن ثديها .. هو طفلنا . ولا ذلك الذي أوشك ، أن يزرع نفسه داخلها .. هو طفلنا . طفلنا ، حيث لم تعد تذكر ، زوجتي ، رفيقتي ، كان ينمو.. داخلها ، يوما إثر يوم . كنا نرقب خروجه ، بين لحظة .. وأخرى . إلى أن كانت ، تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، حين جاءها المخاض .
    وبكل اللهفة والشوق ، توجهت بها ، إلى المستشفى ، لكن يومها .. لم نجد الطبيب ، قالوا لنا : لقد حزم أمتعته ، خرج بعيداً .. ولم يعد . أسرعت عائداً بها إلى المنزل ، لتتلقفها .. جدتها لأمها . أبعدتني .. جدتها .. بعيداً ، انتهرتنا جميعاً ، حين اعترضنا : جميعكم .. خرجتم إلى الدنيا ، من تحت هذه الحفرة ، وأمهاتكم معلقات على هذا الحبل !! . و.. طال انتظارنا .. إلى أن خرجَت .. أخيراً .. وحدها : دون طفلي : دون زوجتي ، ولم أرها بعد ذلك.. رفيقتي. إلا ، وأنا قابع في هذا الركن القصي .
    حين التقيته ، أنا .. أعلم ، أنها لم تكن صدفة . كنت عامداً.. بل متعمداً . حين أخبرته ، بأمر زوجتي .. وطفلي الذي فقدته . أعلم أنه تأثر قليلاً ، فقد سالت إلى أسفل ، دمعة .. من عينه اليمنى .. ولكن حين أكملت قائلاً : إنني لم أجد الطبيب.. لأنهم قالوا.. أنه حزم أمتعته ، وخرج بعيداً .. ولم يعد. رأيته ، يغضب .. وحين تابعت .. أنني حتى ، لم أجد المستشفى الذي ظللنا نستقبل فيه أطفالنا الجدد ، زاد غضبه - ليس غضبه فقط - إنما رأيت دمعة العين اليمنى . تتسلق عائدة إلى أعلى.. وإن كانت في اتجاه العين اليسرى، أما أنا .. فلم أعد لا إلى الأعلى .. ولا حتى في اتجاه الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً ، صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى ، صارت في واحد ، والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة تردد مع المغني ، الذي لم يأت بعد :
    يا مطر .. يا مطر .. يا مطر .
    والطفل الذي ينتظر الخروج يتحدث :
    أنا .. طفلها .. نعم .
    كبرت .. بحجم الفرح بداخلها .. نعم .
    زرعت .. نفسي داخلها بغير ما ظنت .. نعم .
    ولكني .. لا زلت في انتظار.. الخروج .
    لا زلت في انتظار .. الليلة المقمرة .
    فأنا أبداً لا أخرج ، في الليلة الظلام .

    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
  • فولكر يعلق على مقتل متظاهر في الخرطوم
  • الخرطوم تسجل ارتفاع حالات الإصابة بحمي الضنك
  • دول الترويكا تصدر بيانا حول مقتل محتج خلال مظاهرات الثلاثاء
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 02 مارس 2023 للفنان عمر دفع الله


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
  • عجز حاد في الايرادات بوزارة المالية
  • هل يمكننا ترشيد الدور الذي يلعبه الجيش السوداني في الإقتصاد
  • أحزان الجمهوريين ـــ عاصم حامد عبدون إلى رحاب الله الرحيم
  • الشعب الأسبانى .. بدأ يبحث في تأريخ الأندلس .. (يا الله نصرك).
  • لجان المقاومة بولاية الخرطوم تحددعمل اليوم
  • النيابة- شرعنا في استجواب الشرطي المتهم بقتل "إبراهيم مجذوب"
  • الشرطة الفاسده تبا عليكم
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم الخميس 2 مارس 2023م
  • خليك حريص على تلفونك لحظة خروجك من مطار الخرطوم

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
  • اللفيف في الفقه المالكي كتبه عبدالرحمن محمد فضل
  • ( حرام والله ) زيادات جديدة في أسعار الكهرباء !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
  • وقف القتل رهين باسقاط الانقلاب كتبه تاج السر عثمان
  • محمد الفاتح يوسف العاقب خواطر يوم الخميس ٢ مارس٢٠٢٣.
  • يا ليل أبقالي شاهد: المغني والصوفي كتبه عبد الله علي إبراهيم
  • أوراق طبيب سودانيّ مُقيم في برلين:ذكريات وقصص ووجوه وقضايا فكريّة وأدبيّة كتبه موسى الزعيم
  • دمائكم حل لنا كما فعلتم بنا #
  • بين شرطة السودان وشرطة الفلول! كتبه أحمد الملك
  • زيارة الرئيس الإرتري الي السعوديه الدلالات والمعاني كتبه محمدعثمان الرضي
  • عالم اليوم بيئة الخداع المحكم كتبه محجوب الخليفة
  • في ذكري رحيله.. رأي أربكان في تلميذه أردوغان كتبه فادي عيد وهيب
  • ومضة : الشهيد اليافع المجذوب كتبه عمر الحويج
  • يا سلام عليك يا عليقي كتبه كمال الهِدَي
  • قحت وحمدوك هم من قتلوا الشهيد عبد المنعم رحمه !!! كتبه محمد الحسن محمد عثمان
  • جائزة الشيخ حمد للترجمة تفتح باب التنافس في نسختها التاسعة كتبه عواطف عبداللطيف
  • غرائب الاخبار عناية لجنة المعلمين تسيريةالمحامين!!!ا كتبه الأمين مصطفى
  • المؤتمر السوداني يطالبني اعتذارا و لكن ..! كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • كفاح جيل كتبه حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • كشف تحريف القرآن والإسلام بالأمويين أولياء الشيطان الملاعين – 2 -7 – كتبه عبد الله ماهر
  • نطاق العمل- قصة قصيرة كتبه د.أمل الكردفاني
  • فدا و النضال الوطني الفلسطيني كتبه أ / ابراهيم كامل و شاح
  • المؤسسات المالية الغربية تمثل قمة الهلاك والموت !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de