حدثنا التاريخ الوارد في الكتب المقدسة بان الشعوب التي خالفت اوامر الله كان مصيرها غير سار فنجد قوم النبي نوح سلط الله عليهم الطوفان حيث جاء وصف ذلك في الكتاب المقدس في سفر (التكوين ٧: ١١-١٢) ( *في السَّنةِ السِّتِّ مئةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ، في الشَّهرِ الثَّاني في اليومِ السَّابعَ عشَرَ مِنهُ تفَجَّرَت ينابـيعُ الغَمْرِ العظيمِ وتفتَّحَت نَوافِذُ السَّماءِ. وكانَ المطَرُ على الأرضِ أربعينَ نهارا وأربعينَ ليلَة*) وفي نفس السياق ذاته جاء في القران الكريم ( *فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ* ) وكذلك نال قوم النبي لوط نفس المصير من العذاب حيث جاء وصفهم في الكتاب المقدس في سفر التكوين 19 ( *فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتِ الأَرْضِ*.) ونفس الوصف ورد في القران الكريم ( *فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ*) وقوم شعيب سلط الله عليهم السموم فنزل فيهم قول الله تعالى : ( *وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ*) حيث لم يؤمن بشعيب الا قليل من القوم، و كفر الكثير منهم، بل أنهم تطاولوا عليه و هددوه بالقتل لولا شأن قبيلة شعيب عليه السلام، مما استوجب غضب الله سبحانه و تعالى، فانزل الله بهم انواع مختلفة من العذاب ، حيث اصابهم حر شديد، و منع الله عنهم هبوب الرياح سبعة ايام متتالية، قلم ينفعهم ماء أو ظل أو دخولهم إلى مساكنهم، فتركوا بيوتهم و متاجرهم هاوية هاربين إلى البرية وعندها أظلتهم سحابة سوداء، فاجتمعوا حولها ليستظلوا تحتها، فلما اكتمل عددهم، أرسلها ترميهم بشهب و شرار، و اهتزت بهم الأرض، و نزلت عليهم صيحة من السماء فأزهقت و أهلكت الأرواح حيث كان أهل مدين قد اعتادوا على قطع السبيل، و يخفون المارة من الناس، و يعبدون شجرا يدعى الأيكة وهي شجرة يلتف حولها غيضة، كما كانوا أسوء الخلق في التعاملات في الأسواق حيث يبخسون المكيال والميزان ويطففون بها بغية اخذ الزائد من المال، بحيث يضللون بناس ويبخسوهم بضاعتهم، فأرسل الله إليهم شعيبا، يحثهم على عبادة الله وحده لا شريك له و لا ند، و ترك الممارسات القبيحة التي اعتادوا عليها من التبخيس بأشياء الناس، و نهاهم عن قطع الطريق عن المجتازين، او اقتطاع من أموالهم، و أمرهم بالكف عن الظلم وقوم هود سلط الله عليهم الصيحة بعث الله رسوله هود إلى قوم عاد، وذلك ليدعوا قومه إلى عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام لأن ذلك سبيل لإتقاء العذاب يوم القيامة. لكنهم احتقروا هودًا ووصفوه بالسفه والطيش والكذب حيث قال الله تعالي فيهم ( *فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ*) لقد كان العقاب حاضر لكافة الامم التي خالفت رسل الله ولكن بعدها اجل عذاب الناس الي يوم القيامة لعلهم يرجعون الي الحق و ان الناظر الي العالم اليوم يجد هناك شعوب علي هذه الارض تعيش حياة افسق من حياة الاقوام والامم البائدة التي اصابها العذاب من القرون الأولى فاذا كان التطفيف في البيع عند قوم شعيب نجد بالمقابل البنك الدولي وصندوقه يعبثون بمصير دول وشعوب العالم وتسببوا في افقارها بسرقة مواردها تحت حجة اصلاح اقتصادها واذا كان المقياس بقوم نوح فنجد الولايات المتحدة الأمريكية تعيش حياة من التسلط والاستبداد علي شعوب العالم اسواء من ماكان عليه قوم نوح واذا كان قوم لوط مضرب للمثل في الحرية الجنسية المطلقة وكانت نهايتهم الخسف بباطن الارض وبالمقابل نجد المثلية الجنسية تنتشر اليوم بشكل كبير على مستوي العالم ورغم ذلك نجد تلك الدول والشعوب التي تجاهر بالمعاصي تعيش حياة من الرفاهية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عكس الشعب السوداني الذي لا ندري ماذا فعل حتي يجد كل هذا الشقاء وضنك العيش حيث سلط الله عليه حكام لم يرحموا صغير كان او كبير فكلما خرج السودانيين في ثورة للتغير ياتي حاكم جديد اسواء من الذي قبله بالرغم من قلة تعداد السكان وامتلاك السودان لموارد ضخمة جدا في كل شي لاينقصها في ان تكون سلة غذاء العالم الا عدم وجود حكومة رشيدة تعمل اولا علي اطعام شعبها واحداث تنمية شاملة جعل من السودان يكون موضع السخرية والاستهزاء بين شعوب العالم الاخري والتي بلا شك سوف تحتار اذا ما عرفت ما في السودان من ازمات اقتصادية و شعبه يعاني من الجوع والفقر والبطالة والمرض ولديه حكومة انتقالية غريبة الاطوار تفرض عليه كل حين المزيد من الاعباء المالية التي لو كان اصلا يتحملها هذا المواطن المسكين ما كان خرج ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير ، لا نعرف ماذا نوصف حال هذا السودان هل اصيب بلعنة نبي مرسل كان عابر ببلادنا في سالف الزمان اما هو سوء تخطيط من القادة السياسيين الذين تعاقبوا علي حكم السودان منذ خروج الاستعمار البريطاني الذي كان ارحم بكثير من الحكم الوطني فالانجليز عملوا على انشاء بنية تحتية للبلاد واستغلال الموارد الطبيعية والبشرية الانجليز استفادوا من خيرات هذه البلاد ولكن قياسا بذلك نجدهم قد تركوا ارث وسمعة ممتازة في الادارة واستغلال الموارد للمصلحة المشتركة واوصلوا السودان الي مستوي ممتاز من العيش الكريم مقارنة بالشعوب التي تجاورنا حيث كان سعر الجنية السوداني يتفوق على الدولار الأمريكي و اليوم صار اقتصادنا اقل بكثير من اقتصاديات بعض الدول التي كانت حتي بالامس القريب تقصد شعوبها ارض السودان هربا من جحيم حروبها الاهلية ولكنها اليوم تعيش نهضة اقتصادية افضل منا بكثير بينما السودان يعيش في انحطاط في كل شي ويظل السؤال قائما ماذا فعل السودانيين حتي سلط الله عليهم هولاء الحكام الظلمة فقد جرب السودان كل انواع الانظمة من ديمقراطية مرور بعسكرية انتهاء باسلامية والان حالة فراغ دستوري وكانت النتيجة صفر كبير علي الشمال وتظل اللعنة تطارد السودان الي حين
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺 ّ ِ
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة