الوضع الاقتصادي المذري والوعود السراب بإعفاء الديون هو ما أغرى فولكر والسفراء الاوربيون لممارسة العبودية والاستعمار الحديث فينا فقد قال ارسطو من قبل في معرض حديثه عن حبس المدين واسترقاقه لعدم الوفاء بدينه، أن الرق وسيلة مجدية ونافعة تحقق سعادة المواطنين الأحرار، لأن الرقيق جزء من المتاع وامتلاك المتاع مقو للشخصية ومتمم لشعور الفرد بالمسؤولية، وان الطبيعة نفسها قسمت الأفراد الى فئتين: فئة خصتها وميزتها فكرياً وأهلتها لتولي الحكم والسياد، وفئة لم تمنحها سوى نسبة قليلة من هذه الميزات، فوجب خضوعها للفئة الأولى وبذلك أصبح الناس سادة وعبيد. قال أبو فراس إذا لم يعنك الله فيما ترومه فليس لمخلوق إليه سبيل وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصراً وإن عز أنصار وجل قبيل وإن هو لم يرشدك في كل مسلك ضللت ولو أن السماك دليل. ما جرى في السودان من تدخل أجنبي هو الـعبودية والاسترقاق بعينه Neocolonialism and Neo-Slavery وفيما يلي ترجمة سريعة لنموذج من صور التدخل الأجنبي لأبرز ما جاء في كلمة (الخبيرة الدولية) غريتا فيرنر، التي قدمت محاضرة في قاعة الصداقة في الأيام القليلة المنصرمة: عليكم الالتزام بالعدالة والقانون وتجنبوا الطرق القصيرة واستسهال الحلول. عدم الالتزام بسيادة القانون لا يؤثر على عملية استرداد الأصول لوحدها بل سيدمر عملية التفكيك برمتها. الاستخفاف بحكم القانون واتخاذ الطرق القصيرة يعني عملياً أنك عكس ما تريد تحقيقه من دولة القانون. يجب اخطار المتهم بتهمته وتمكينه من الدفاع الكامل عن نفسه أو عبر محاميه. أي إجراءات خارج حكم القانون يمكن نقضها قضائياً عاجلاً أم آجلا. لن تثق أو تتعاون الأنظمة العدلية في الدول الخارجية التي يتوقع بها أموال أو أصول للشعب السوداني مع أي جهة غير ملتزمة بحكم القانون ومستوفية لكثير من الاشتراطات. استمعتُ الى كثير من التوصيات التي يبدو أنها خداعة أو غير أمينة، الغرض منها “الترضية" لا أكثر ولا أقل وأحذر بشدة من تبني هذا التوجه. من أكبر الأخطاء التي أحذر منها هو اصدار تعليمات لمصادرة الممتلكات بشكل كبير ورمي "المفسدين" في السجون لأنه ببساطة يمكن تحديه قانونياً. المشكلة الكبرى في قضية استرداد الأصول "التوقعات الكبيرة، فقد يكون المردود أقل بكثير من المرتجى مما يجلب الإحباط. ما لم يكن يتوفر نظام قوي شفاف، استرداد مليارات الدولارات غير ذي جدوى لأنها ببساطة ستذهب لفاسدين جدد. ما يوجد من قوانين يكفي ولا حاجة لقوانين جديدة.
كلام منطقي ومقبول وقول معسول الا أن الفعل مرذول وغير منطقي وغير مقبول أن يأتي من أجنبي ليعلمنا أبجديات العدالة والقانون. لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً. (مارتن لوثر كينغ)
حسين إبراهيم علي جادين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 12 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة