حقيقة الامر هو مشروع حماري، و ليس حضاري، لأنه إعتمد في برنامجه علي الرجرجة، و الدهماء من اطراف المجتمع، و قيعان المدن.
حاربوا الفضيلة، و اسسوا لل################ة، إعتمدوا الجهل، و حاربوا العلم، و الثقافة، و الادب.
قتلوا، سرقوا، و نهبوا، و زنوا في نهار رمضان، ثم كذبوا.
الكذب، و النفاق، عهدهم، و غايتهم تبررها الوسيلة.
“بالله عليكم تنظيم كل قادته فوق السبعين، و يتخطفهم الخوف، و الوجل، حتى نكران مشروعهم الحماري علي رؤوس الاشهاد، بهذه الطريقة المقرفة”
بدأها لصهم الكبير حين قال “ بديهم لواحد معرس قريبتنا” في إشارة لدولارات، العمالة، و الإرتزاق، و النهب، و السلب، و التي يستعين “ براجل قريبتو” لبيعها بالسوق السوداء.
أيّ شرف هذا، و ايّ رجولة ان يتم إعدام الشاب مجدي عليه الرحمة و المغفرة، لمجرد حيازته لمبلغ عبارة عن ورثة تركها والده رجل الاعمال.
ثم ختمها بتحريم حمل العملة السودانية لأكثر من 5 الف، في سابقة لم يشهدها التاريخ ان يُجرم حمل الاموال.. اما اموال العمالة، و النهب، و السرقة، و السلب، عندهم في البيوت، و القصور، و تحت اسرتهم.
بالامس جميعهم انكر الإنقاذ “ المشروع الحضاري “ الذي اوردنا موارد الهلاك، حيث الفقر، و الجهل، و المرض.
قصة حصلت لي حكاها لي واحد..
في بدايات العام 1997 أُتهمت في إشارة من القائد الخرطوم، اللهو اللص المخلوع بأني اعمل ضد الدولة، و اسيئ للنظام الحاكم، و قائمة طوييييلة من التهم.
معي في ذات التهم الاصدقاء رفقاء الدرب، وهيب احمد الامين، و بلة عبد الرحمن، و صافي الدين شريف، و الشهيد فيصل عابدين، جميعهم من ضباط الدفعة 43
بعد وصولي الي الخرطوم قادماً من المنطقة الإستوائية ذهبت الي شئون الضباط لأتظلم من هذه الإشارة، الواردة من مكتب القائد العام.
الغريب في الامر تهم ترقى للخيانة، و التمرد، و انا لا ازال في الخدمة، و جميع من ذُكروا معي، دون ايّ تحقيق لإثبات التهم، او نفيها.
قابلت السيد العميد أ.ع رئيس شعبة ملازم وقتها، فوجدته لا علم له بالإشارة، و لا توجد صورة منها في اي ملف من ملفات الضباط المذكورين.
ابدى غضباً شديداً، ثم هاج، و ماج، ثم قال “ دي فوضى، و كلام فارغ، انا ح اوقفك قدام القائد العام الكتب الإشارة دي”
انصرفت، و قد تضاعف حجمي الي مرات عديدة، احسست بضيق البدلة التي ارتديها، و ضاق البوت تحت قدماي، حيث وعدني ان احضر في الإسبوع القادم، لأقف امام القائد العام..
حضرت في اليوم الموعود، فقابلني سعادته بكل هدوء، قائلاً “ إتفضل يا إبني اقعد، شوف انت لسة صغيّر، و قدامك مستقبل، انسى الموضوع دا، و امشي شوف شغلك”
بلا تردد قلت له نعم لأني صغير في الرتبة، و السن فليس لي ما اخسره، حسب نظرتك، فكرامتي لا تُقدر بسن، او رتبة، فأنا علي ما وعدتني اريد الوقوف امام القائد العام ليُثبت ما كتب، و يُحاكمني، او ان يعتذر في حال عدم الإثبات، و لا يمكن ان اقبل إلا بأحد هذين الخيارين.
طوالي الهرشة بدت.. فقال لي : إنتباه يا ضابط، انا ما عندي اي حاجة اعملها ليك، بديك امر تحركك تمشي تتصرف مع قائد وحدتك، ثم سلمني امر التحرك في نفس ذات اللحظة..
ملحوظة..
طبعاً هذا لم يكن رأي سعادته، اكيد زي ما بنقول بلغة الجيش الجماعة سخنوهو..
ذكرني موقف سدنة الإنقاذ، و قادة المشروع الحماري بالامس هذا الموقف، فحمدت الله كثيراً بأني لم اخف علي ذاك المستقبل الذي ثمنه الكرامة، و عزة النفس، فتساءلت علي ايّ شيئ يخاف رجل فوق السبعين، و قدماه علي حافة القبر، يقف كصبي لم يبلغ الحُلم تردداً، و رهبةً، و خوفاً، بلا حياء، او كرامة.
كسرة..
متى يبلغ هؤلاء الحُلم؟
كسرة، و نص..
هؤلا ليسو برجال ليحكموا، لكنها إرادة الله، فلا ازيد..
كسرة، و تلاتة ارباع..
يقيني ان الله إستجاب الي دعوة اهل السودان الغالبة “ أللهم ارنا فيهم عجائب مقدرتك” فها قد وعد الله حقاً.
أللهم زدهم في العمر مذلةً، و مهانةً، بقدر ما تكبروا، و فجروا، و ظلموا.. آميييين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 07 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة