* قال البرهان- في إحدى مناوراته العرجاء في يوليو 2022 - مخاطباً عموم أهل ولاية نهر النيل قائلاً: "معروف من قديم مستهدَفين من ناس ما بشبهونا.. آن الأوان كي تأخذ الولاية حقها بالكامل!"، فأظهر جزءاً يسيراً مما في نفسه الأمارة بالكثير من سوءات الجهوية والعنصرية المقيتة..
* لا ثائر فَطِن يصدِّق مناورات البرهان وتحركاته مع أو ضد المتأسلمين، أو مع أو ضد أي كيان آخر، غير متأسلم، في الشمال أو في أي مكان في سودانٍ غير مستقر بسبب البرهان.. فنفسية البرهان أُس اضطرابات ثورة ديسمبر المجيدة، إذ ترتفع نفسيته كلما قُدِّمت له دعوة خارجية، وتنخفض كلما خرجت مليونيات الكنداكات والشفوت تطالب برأسه، وما أكثر المليونيات التي تخرج مطالبةً برأسه، وما أقل الدعوات الخارجية الموجهة إليه!..
* فبعد كل مناورة برهانية تخرج مليونية تقض مضاجعه.. لأن مناورات البرهان مكشوفة لدى الشارع الذي لا يحمل تحركات البيادق الكيزانية التي يحركها البرهان، في مواكب أو في مؤتمرات صحفية، على محملها الظاهري!
* وفي مؤتمر صحفي، قبل يومين، دشنت مجموعة من الضباط المتأسلمين، بقيادة اللواء معاش، الصوارمي خالد سعد، كياناً عسكرياً باسم ( قوات دعم الوطن)، فإزدادت الميليشيات عدداً، وتوسعت دائرة الصراع المحتمل بين توجهات ميليشياوية متضاربة في عقائدها (المصلحية)، ما سوف يعرض السودان للإنفجار متى اصطدمت مصالح تلك الميليشيات حول محاصصات السلطة والثروة، كي تأخذ كل ميليشيا حقها "بالكامل!"
* يحتل اللواء معاش الصوارمي خالد سعد منصب القائد العام للميليشيا المُنْشَأة حديثاّ، ولم يمضِ طويل وقت على مؤتمره الصحفي المعلِن لتكوينها إلا وكان الصوارمي ضيفاً (عزيزاً) على معتقلات السلطة الانقلابية..
* واعتقال الصوارمي لا يعني، بأي حال، اعتقال ميليشيا ( قوات دعم الوطن) التي دُشنت بمعرفة مؤسسات السلطة ودعم كامل منها.. * ورغم اعتقال الصوارمي، إلا أن الشك يحوم حول جِدِّية الإعتقال، شكاً له ما يبرره عند مقارنة إعتقالُه باعتقالِ اللواء بكراوي ومَن سبق بكراوي من كيزان حاولوا القيام بإنقلابات (اختبارية) رآى المراقبون الفَطِنون بصمات البرهان فيها.!
* وقد إدعى الصوارمي خالد أن (قوات دعم الوطن) قوات لا منتمية لأي كيان سياسي أو ديني، وأن إنشاءها يستهدف، ضمن ما يستهدف، "خلق توازن عسكري في مواجهة الولايات التي نالت قادة حركاتها المسلحة مناصب عليا بالدولة"..
* هذا يعني إقامة حائط سد يمنع الحركات المسلحة من المغالاة في قوتها التي جعلتها ترغي وتزبد وتهدد وتتوعد بأن إتفاقية سلام جوبا خط أحمر، وأن المساس بها سوف يؤدي إلى العودة للحرب مجدداً..
* وعند إمعان النظر في ما بين سطور مفردات (خلق توازن عسكري في مواجهة الولايات... وإتفاقية سلام جوبا ومخصصاتها)، نجد روح خطاب البرهان أمام أهل منطقة كلي بولاية نهر النيل في يوليو 2022، والذي تحدث عن استهداف أهل الشمال من قِبل أناس لا يشبهونهم، وعن أن الأوان قد آن كي يأخذ أهل الشمال حقهم كاملاً..
* قد نتفق أو لا نتفق مع مطالبة (قوات دعم الوطن) بإلغاء اتفاقية سلام جوبا برمتها لأنها اتفاقية جائرة منحت (قادة) الحركات الدارفورية المسلحة مناصب دستورية ومدنية عليا، بينما لم تمنح أياً من المناصب المذكورة ل(قادة) الشمال والوسط لأنهم لم يكونوا حَمَلة سلاح..
* لكن، تلك المقارنة لا تحتاج إلى كثير تأملٍ لاستكشاف أن ما في الأمر كله إعداداً للعدة والعتاد للصراع حول (محاصصات) السلطة والثروة.. كما نرى في الأمر شبح استعادة سلطة النظام البائد بثوب جديد.. حتى وإن أنكر البرهان الضلوع في مخطط (قوات دعم الوطن)، ومضى في طريق التسوية مع تحالف قحت، تسويةٍ تتمخض عنها نفس النتيجة التي يرغب فيها البرهان الذي ربما شرع في التضحية بقادة الكيزان المدنيين الساعين لاقتلاع لسانهم من فم البرهان!
* تبت يدا البرهان وحميدتي وكل من وقّع على إتفاقية سلام جوبا، وتبت يدا كل من سوف يوقُع على تسوية تسمح للبرهان أن يحكم السودان بالرموت كونترول!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة