بعد أن ألمت بي وعكة صحية فى الآونة الأخيرة، وبدأت بحثًا عن العلاج بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ثم نيالا ، ومنها قررت السفر إلى الخرطوم، بعد غياب دام ست سنوات عجاف قد خلت ، فدخلتها وكأني قريبًا اترقب فوجدت كل شئ قد تبدد ،البنى التحتية، الطرقات قد بادت، الجماليات فيها انعدمت، والشوراع العامة أصبحت سلة للأوساخ، وتفشي ظاهرة التسول والاحتيال بطرق غير مسبوقة من قبل، التردي فى عاصمة جمهورية السودان هو سيد الموقف، أما اعراف وتقاليد المجتمعات الذى هاجرت للعاصمة، فقد ظلت موجودة ولم تندثر ابداً فهذا هو المطلوب. *همسة تكاتف لشبابنًا بالداخل والخارج...* الشباب شريحة مهمة لا يستهان بها، فمجرد وصولى الخرطوم رافقوني فى كل كبيرة وصغيرة، حتى ظهرت النتائج والتى تشير جميعها أن العملية أمر حتمي لابد منها، والبعض الآخر عقدوا العزم لتكوين غرفة مساندة، فكانوا سنداً لنا فى إجراء العملية، ومنهم من أتصل بي بالمغادرة إلـى جمهورية مصر العربية، ولكن قناعتي وقناعة الآخرين منهم تشير إلى أن الأمر مقدور عليه داخلياً، وكان توجيهاتهم جميعاً محل احترام وتقدير ، وبعد خروجي من العملية بدأت مظاهر الشاهمة والمروءة في أبهى تجليتاها من ذوي الاخلاق العالية فمنهم من يخفف عني كل الم فترة الإقامة بالمستشفى، وبعون الله وقدرته تم التنسيق بينهم حسب الظروف،أما باب الزيارة بالنسبة لهم ظل مفتوحاً طيلة الفترة، وعقب خروجنا من المشفى ظلوا يتابعون عبر الهواتف وتوجياتهم لى بعدم الاستعجال للسفر الا بعد التأكد من صحتي جيداً. *شكراً للبطن الذى أنجبت إبراهيم...* اللواء طبيب إبراهيم عبدالله إدريس" استشاري الجراحه العامة"، من أبناء ولاية شمال دارفور محلية طويلة، صاحب الأخلاق العالية والمتفردة ، ويمتاز بسعة الصدر، ومن خلال متابعتي معه وجدته دائمًا يحاول ان يزرع الابتسامة فى وجوه المرضى، ويعاملهم بكل لطف ومودة ، إبراهيم يعد رسول الإنسانية ولا يعرفه الا من جالسه، فشكري للأخ إبراهيم الذى اجري لى عمليتين جراحتين بأحترافية وأنا مطمئن تماماً ومتوكلاً على الحي الذي لا يموت، فهنيئا لأهل شمال دارفور عموماً والأهل بطويلة على وجه الخصوص وفخورين بأبراهيم. *لابد من الإشادة بالمرأة...* بعد أن اكتملت الترتيبات وتحديد موعد العملية، المرأة كان لها دوراً بارزاً فى تقديم قدح الميارم لكل الذين ذهبوا من جميع أركان العاصمة لحضور العملية، ونقصد بهم هنا "العمة، الخالة، الأخت، بنات الأخوان والأخوات وزوجاتهم" على جهة الخصوص لا الحصر فلم تنقطع حلقة الوصل بيننا حتى بعد رجوعنا من المشفى، ايادهم البيضاء والنقية لم تنقطع ابداً واللاتي خارج العاصمة والولايات ظلوا يتابعوا صحتي لحظة بلحظة حتى تماثلت للشفاء فلهن مني خالص التحايا،وما قدمتوه فى ميزان الحسنات. *الأصدقاء من خارج السودان...* متابعاتهم شبه يومية لمعرفة سير نتائج الفحوصات والخطوط الذى تليها، بالإضافة إلى الكم الهائل من الرسائل عبر الصفحات العنكبوتية، سائلين ومستسفرين وشكري موصول للأخ البشوش الذى جمعتني به الجيرة بالفاشر وكان بمثابة صديق أخونا "تجاني عامر إنا " من بريطانيا والذى تربطه علاقة خاصة بأحد مالكي المستشفى ، زمالة الفاشر الثانوية العريقة، فدوره كان له الفضل فى تخفيض الرسوم فأنا شاكر لك ما قمت به اخى. *أسرة مستشفى قطر الندى التخصصي...* لابد من الإشادة برجال الأعمال والمفكرين لإنشاء هذا المستشفي، والذى ساعد أهلنا الغلابة فى امبدة بموقعه الوسطي وادارته الرشيدة فى إختيار المتميزين للعمل بالمستشفى والسعي لتقديم افضل الخدمات الإنسانية والمتفردة ، وأصبح موقعها ملجأ للقادمين من غرب السودان، وقد طوقت المستشفى بأدرات شبابية مما انعكست رقي التعامل فى الجوانب الآتية، اطعام المرضي، النظافة الدورية، ضوابط الدخول والخروج، متابعات المرضى بالغرف، مراعاة ظروف الزوار بسبب بعد المسافات. *زملاء وزميلات الدراسة...* الزمالة كنز لا يفنى أبداً، وهم دائماً فى الوجدان، فقد انضموا الى ركب أسرتي فى الصباح الباكر أفواجاً وجماعات حتى خرجت من العملية بعون الله تعالى، واطمنوا على صحتى ثم غادروا المشفي، ايضاً الزملاء بجنوب دارفور الذين ظلوا يتابعون صحتى منذ وصولى نيالا ومقابلة "الاتراك"، وفى ليلة المبيت قبل إجراء العملية اتصل بي أحدهم بأن نخبر مرافقى ليخبرهم عن حالتي الصحية بعد العملية عبر صفحات الميديا التي يجمعنا بهم ،فمجهودتكم فى محفظة خاصة لا تنسى ابداً. *أعزائي المتصلين والمتوصلين معى عبر صفحات الميديا...* أصدقائي واعزائي المتصلين والمتوصلين معى عبر الإتصال المباشر، والرسائل القصيرة،ورسائل الواتساب، والفيس بوك، والتيوتر، بالدعوات الصادقة والذى أعانني كثيراً على المصابرة وتحمل الألم فإن كان الشكر يوفيكم حقكم، مددت فى شكري ديواناً، ولكني اقول يا أصدقائي سعيتم وسعيكم مشكوراً ،فإن عجزت يوماً عن شكركم فلكم العتبة إن شاء الله. *صوت شكر...* إن قلت شكراً فشكري لن يوفيكم حقّكم حقاً ، سعيتم فكان السّعي مشكوراً، وإن جفّ حبري عن التعبير يكتبكم به صفاء الحب تعبيراً، الشكر لله شكراً ليس ينصرم ، شكراً يوافق ما يجري به القلم، يأتي البلاء لتمحيص وتذكرة كأن كل بلاء نازل نعمة. ١٢ أكتوبر ٢٠٢٢م
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 10 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة