وقال الحق: {إن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين - الأنعام 156} فإن هذه الأية الكريمة تبرهن بأن هذا القرآن العظيم قد نزل على لسان طائفتين من الناس العرب وهم: نحن أهل السودان النوبة الكوشيين العرب قوم سيدنا موسى عليه السلام بني إسرائيل المكرمين على كافة العالمين، وأهل الجزيرة العربية - العرب - قوم سيدنا محمد ﷺ. نعم، لقد نزل القرآن بلسان عربي مبين ونحن أهل السودان العرب النوبيين نتحدث اللغة العربية الفصحى منذ زمن سيدنا وأبينا آدم حتى وقتنا المعاصر، وهذا القرآن والتوراة الأصلية التي معي قد نزلا بلسانٍ عربيٍ سوداني مبين.
وهنا نجد من تبيان نص اللغة الكوشية لذكر سياق اللسان النوبي السوداني فقط { ويــــكـــأن } القرآنية النوبية السودانية لقوم قارون الكوشيين - وهى - وى - وهى سياق تعجب والهول والخوف من شيئا ما ويستعملها معظم النساء النوبة الكوشيين فى النواح عندما يموت لهم عزيز، وهو سياق يستعمله فقط كل النوبيين الكوشيين والفلاتة الفوط السودانيون - وهذا دليل قرآنى يجزم مليا بان قارون وقومه وسيدنا موسي كليم الله وبنى إسرائيل هم نوبيين كوشيين فراعنة سودانيون الهوية - لقوله تعالى هاؤم :{ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويــــــــكــــــــأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويــكــأنــه لا يفلح الكافرون - القصص 76 – 82 } – فهذا دليل قرآنى جازم مليا يثبت بان قصة قارون وموسي كليم الله وفرعون وبنى إسرائيل لقد حدثت فى السودان النوبي الكوشي وكانوا ايضا يتحدثون باللغة العربية الفصحى .
فإن اسم مريم اسم مصري سوداني كوشي نوبي دنقلاوي مكون من معنين (مر - يم)- مر تعني المروة أي الإغاثة ويم تعني البحر كما ذكر في القرآن الكريم ، فاسم مريم يعنى - نجية البحر - المنجية من البحر – المغيثة من البحر والغرق – الناجية من البحر. وحتى اسميْ(الصفا) و(المروة) هما اسمان عربيان نوبيان كوشيان سودانيان، نسبة إلى أمنا وأم العرب الأشراف الإسماعيليين آل بيت النبوة الإبراهيميين (هاجر) النوبية السودانية الكوشية، وهي من سُمت الصفاء والمروة. والصفا تعني السلام والمروة تعني الغيث والإغاثة فى لغة النوبة، وفى اللغة البجاوية الكوشية السودانية، (مريم) تعني (هبة الله)،فاسم (مريم) هو اسم دنقلاوي وكوشي سوداني بحت، وحتى كل آل عمران المصطفين فهم آل هارون وموسي ومريم النبية، فهم دناقلة سودانيين.
وجاء اسم (يوكابد) من اللغة العبرية حيث ذكر في الكتاب المقدس وهي أم سيدنا موسى وهارون ومريم عليهم الصلاة والسلام، وهي زوجة عمرام، وهو اسم كوشي نوبي دنقلاوي سوداني. و(يوكابد) هو اسم فتاة ويعتبر من أول الاسماء المركبة في الكتاب المقدس، إذ يتكون من مقطعين، هما: (يو) و(كابد) - (يو) تعني (المجد والتوكل) في اللغة العبرية وأصله عربى هيروغليفيك، و(كابد) أصله (كابت) وغيرت التاء الى دال. و(كابت)كلمة عربية سودانية كوشية بحتة وتعني في لسان العرب لأبن منظور: غلبه وصرعه وخيبه وأزله وهزمه وأحبطه، كما جاء ذكرها في القرآن العظيم، هاؤم: {إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين – المجادلة5} - وقال الحق لأم موسي يوكابت:{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين - القصص 5}. فسياق اسم (يو - يويو) يعني الأم في لغة الدناقلة الكوشيين النوبة، فيصبح معنى اسم (يوكابد - يوكابت) هو:(أم غالب) وهو ابنها سيدنا موسي القوي الأمين غالب كل غالب والله أعلم ويعلم المتقين، وهذا دليل علمي وعقلي يجزم بأن كل آل عمران المصطفين الأخيار هم سودانيون نوبة كوشيين دناقلة والحمد لله رب العالمين.
وقال الحق: {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن أقذفيه في التابوت فأقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني * إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى * طه 38-40} ويرى الأستاذ - محمود عثمان رزق - الباحث في الحضارة النوبية وصاحب كتاب (السودان مهبط التوراة ومجمع البحرين) - وأن سياق (اليم) التي رودت في القرآن المجيد، هي كلمة سودانية بجاوية وتعنى الماء، وإن الله تعالى أغرق فرعون وجنوده في (اليم) وهو نهر النيل في منطقة شمال السودان. لأن سيدنا موسي قد حدد رحلة الخروج لبني إسرائيل بثلاثة أيام، كما وردت فى التوراة: [قال موسي لبني إسرائيل, الكائن أرسلني إليكم. فيسمعون لقولك, وتدخل أنت وشيوخ بني إسرائيل على ملك مصر،وتقولون له قد وافانا الرب رب بني إسرائيل، فنسير الآن مسيرة ثلاثة أيام في البرية و نذبح للرب الهنا] ومن المستحيل أن يصلوا إلى البحر الأحمر في ثلاثة أيام وهي رحلة تستغرق حوالي عشرة أيام. ففرعون وجنودة قد أغرقهم الله تعالى في (اليم) وهو نهر النيل في منطقة (عبري) في المحس السكوت، ومنها أتت التسمية لبني إسرائيل بالعبرانيين، لأنهم عبروا البحر الذي شقه لهم موسي بعصاه بقدرة الله تعالى. وهذه دلائل علمية تبرهن بأن بني إسرائيل وسيدنا موسي وفرعون وجنوده هم شخصيات سودانية ولا ريب في ذلك.
وأستاذنا \ الخير محمد حسين - الباحث الكبير في اللغة النوبية والحضارات القديمة - يتناول اللغة النوبية والقرآن الكريم ويروي عن ابن عطية قوله: "إن هذه الألفاظ في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها، فهي عربية بهذا الوجه وقد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ورحلتي قريش وسفر مسافر بن أبي عمرو إلى الشام، وسفر عمر بن الخطاب وسفر عمر بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وسفر الأعشى إلى الحيرة، ففعلت العرب بهذا كله ألفاظاَ أعجمية غيرت بعضها بالنقص في حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرى مجرى العربي الصحيح، ووقع بها البيان، فإن جهلها عربي ما، فكجهله بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر وإلى غير ذلك.
الألفاظ هي:
- المشكاة: تعني الكوة - الطور: الجبل - الكفلين: الضعفين وهي حبشية - قسورة: الأسد - حبشية - الغساق: البارد المنتن - تركية - القسطاس: الميزان - لغة الروم - السجيل: الحجارة والطين- لغةالفرس - اليم: البحر- السريائية - التنور: وجه الأرض
وقال مضيفا: سأذكر بعض الكلمات النوبية في القرآن الكريم والتي كان العرب يستخدمونها آنذاك، وقد أرجع الدكتورمناع القطان - مؤلف (مباحث في علوم القرآن) - أرجع أصول هذه الكلمات إلى الفارسية والحبشية والصحيح أنها ترجع إلى الأصول النوبية، ولأن اللغة النوبية رغم احتوئها للتاريخ الإنساني إلا أن الاهمال المتعمد الذي ألمّ بها من قبل المسؤولين في شمال وجنوب الوادي كان سبباً كافياً لتجاهل الآخرين بأسرار هذه اللغة، وبرز ذلك جلياً في أعمال كثير من الكتاب والباحثين الذين يُرجعون المسميات النوبية القديمة إلى حضارات أخرى برزت في الوجود بعد الحضارة النوبية بمراحل زمنية متفاوته، واليكم بعض الكلمات ذات الأصول النوبية في القرآن الكريم ، منها:
· قسورة: قال تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة * المدثر 50-51} وهي تتكون من مقطعين، قوس: وتعني أسفل الحلق أي الجزء الأمامي للرقبة، ورل: تعني يتشبث أي يمسك مع القفز و(قوسورل) هو اسم صفة للحيوان المفترس وذلك بالنوبية. · حطة: قال تعالى: {وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً - الأعراف 161} حطة تعني الحاجز بالنوبية وهو نفس المعنى في القرآن، فعندما يقال بالنوبية (حطه أكي ميرن) يقصد بها: بيني وبينك حاجز. · هش: قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: {وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى - 18} هش تعني: قف للحيوان بالنوبية وتعني نفس المعنى في القرآن الكريم. · بساً: قال تعالى واصفاً أهوال القيامة {وبست الجبال بساً – الواقعة 5} بسِّ: تعني الفعل ينفجر ويتفتت بالنوبية وفي القرآن الكريم تعني التفتيت والإنفجار. · تور: قال تعالى في سورة الواقعة: {أفرأيتم النار التي تورون} تور: تطلق على الفعل يشتعل وعلى إسم آلة الكير التي يستخدمها الحداد في نفخ النار وذلك بالنوبية في الشمال والغرب، وفي القرآن الكريم نفس المعنى أي: توقدون. · قرِّتي: قال تعالى: {قرة عين لي ولك} قرتي بالنوبية تعني: الفرح.
· دكاء: هي المنضدة أو المقعد من الطين، قال تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ...}. · إدا: قال تعالى في سورة مريم: {لقد جئتم شيئاً إداً} أودِّي: تعني الفضيحة والعار بالنوبية. · عوان: قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك - البقرة 68} عوان: أصلها بالنوبية (أوان): وتعني المرحلة أو الفترة، أما السنة بالنوبية فهيجن. · سامدون: قال تعالى: {تضحكون ولا تبكون * وانتم سامدون - النجم 60-61} سامدون: تعني بالنوبية: سكارى، والاسم منها: ساميد: السكر. · عربي: أصلها بالنوبيةأريبو- Arribu وتعني: الواضح والباين والظاهر. · أعجمي: أصلها بالنوبية- أقمي- Agumi وتعني الفعل يجتر، أما اسمه فهو: أقميد- Agumeed وهو الإجترار والمعنى الضمني هو: غير واضح أي مبهم ، ومعلوم أن الإجترار يتم داخلياَ في الحيوانات المجترة. · رهو: قال تعالى: {واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون - الدخان 24} ) وقال المفسرون في معناها: اترك البحر منفرجاً هادئاً ساكناً كهيئته بعد أن ضرب موسى بعصاه زعموا أن (رهواً) تعني: ساكنا هادئا منفرجاً، والصحيح أن كلمة (رهو) كلمة نوبية تعني: الهرولة، والنوبيون يطلقونها على نوع معين من مشي الدواب وهو بين السرعة الشديدة والبطيئة (بالعامية: جكة) ويقال: (رهواني) أيضاً.
هنا يجب أن أوضح أن الكلمات النوبية المذكورة آنفاً كان العرب يستخدمونها بجانب ألفاظهم العربية ولذلك نزل بها القرآن الكريم. والملاحظة أن غالبية المفردات ذات الأصول النوبية في القرآن الكريم ترد في السور التي لها علاقة بموسى وعيسى عليهما السلام. وهنا كلمات أخرى:
· إسرافيل: تعني البوق وتعني أيضاً القارورة، (أُفيل) تعني النافخ، والمعنى الاجمالي نافخ البوق. · ميكائيل: (ُمكي) فعل يعبر به عن جمع ثمار التمر عند الحصاد، والمعنى العام هو: جامع الثمار. · عزرائيل: أصلها (إدرائيل) وتعني المشل للحركة، وبالنوبية عندما يقال (إجين أدركون) يقصد بها أن سم العقرب تمكن فيه وجعله لا يتحرك وأصبح بمثابة الميت، وهنا أريد أن أوضح أن جميع الاسماء التي تنتهي باللاحقة (إيل) تنتمي إلى اللغة النوبية علماً بأن (إيل) هي أداة اسم الفاعل في النوبية.
وأقول بأن كل الكلمات النوبية التي وردت في القرآن العظيم فهي كلمات عربية بحته لأن القرآن نزل بلغة عربية لقوله تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون - يوسف 2} وهذا يؤكد بأن أهل السودان النوبة هم عربا منذ زمن سيدنا آدم وسيدنا نوح وإسرائيل عليهم السلام. ويقول صديقى البروفسير محمد علاء الدين الإدريسى - الأديب والباحث فى الحضارة النوبية - إن التوراة باللغة النوبية لسان سيدنا موسى عليه السلام الثانى بعد اللغة العربية تعنى - بطن أو باطن - اروة - اوار تعنى إله مرشد أو ريس مرشد - وفعلا سياق التوراة في اللغة العربية تعنى التورية أي الإرشاد. ويضيف البروف الإدريسى قائلا: التوراة تعني إله الباطن ورسول الباطن أو نبي علوم الباطن، والتوراة أيضا تعني العلوم الباطنية والظاهرية لأنها هي علوم الحياة التي تقوم على أسس علوم كشف الله المرشد للتقوى والصلاح والحياة العفيفة.
أما اسم موسى يُفسر فى اللغة النوبية السودانية: (مو - من أمنق وهي الماء) وجاء منها لفظ الجلالة (آمون) إلى أن وصلت ماء الحياة، وبلغة الدناقلة النوبة موسى تعني (سي) ومعناها ماء وماء جاء معناها: مو - ومون، وحتى في اللغة الإنجليزية (سي) تعنى ماء وبحر، فمعنى موسى [إله الماء] وقال الرحمن: {وجعلنا من الماء كل شئ حي - الأنبياء 30} وموسى تعني [إله الحياة طال] ما دامت حياة دنيوية يوجد اسم موسى الخالد عليه الصلاة والسلام. و(طه) تعني [ابن الإله الخالد] وهو المشار به موسى كليم الله وعشق الله. فقلت نعم، صدق البروف علاء الدين الإدريسى الشريفي في التبيان، حيث قال إن (طه) تعني [ابن الإله الخالد] أو [ابن الإله الطاهر الخالد] لقوله تعالى لسيدنا المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام، هاؤم: {قل إن كان للرحمن ولد فـأنـا أول العابدين - الزخرف 81} وقال سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالتوراة مثله عن مناقب صاحبه المهدي المنتظر : [لذا فبقائي منذ قديم بقائه ** كذلك نوري من عظيم الرحمة] – [أنا بيمين الله منذ أطوار خلقتي ** من الحمأ المسنون حتى النهاية].
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 09 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة