كبسولة :- البرهان : يقول أضعنا في التشاكس الحزبي دون فائدة ثلاث سنوات من عمر السودان البرهان : هل تعني أن انفجار الثورة هو السبب في ضياع ثلاث سنوات من عمر السودان البرهان : أم أن إنقلابيك الأول والثاني هو الذي أضاع ثلاث سنوات من عمر السودان البرهان : أغرقت العباد في سيول الدماء وسيول المياه ثلاث سنوات من عمر السودان (فأصمت وغادر إلى منتهاك) *** الرئيس المخدوع وقريباً المخلوع المدعو البرهان ، بفضل حلم أبيك ، حسن السيرة والسريرة والنية السليمة ، أتيتنا فجر ليلة ظلماء ظلومة ، أتيتنا وأنت أظلم من أفعى ، تأتي جحر الضب ، تأكل ولدها وتسكن جحرها ، كما تقول العرب قديماً ، أتيت وأنت ظالم جديد ، ولما يطل في فجرنا ظالم ، هكذا كان حظك السيئ مع شعبك والوصية التي حفظها شعبنا البطل ، عن ظهر قلب ، وعمل بها عند مقدمك غير المرغوب فيه ، حين دعانا منشداً ، شاعرنا هاشم صديق في زمان مماثل ، وردد صداها ملحمة مدوية ، صوت مغنينا الغريد وداللمين ورفقته من أفذاذ الغناء في الزمن الجميل خليل اسماعيل وأم بلينا السنوسي وعثمان مصطفى -يرحمهم الله- حين رددوا معاً هذا القسم وردده معهم شعبنا منذ ذلك الزمان وحتى فجر آخر ظالم . (ولسه بنقسم يا أكتوبر/ لما يطل في فجرنا ظالم / نحمي شعار الثورة نقاوم / ) كما لم تتعظ وتأخذ حذرك ، من إطلالة رفقتك في الظلم ومنتهاه ، حين أطل في فجرنا وجه ، الظالم نميري ، ولا حتى اَفادَتك ولا نَصحَتك ، ولاحَذَّرَتك ، مرمطة صديقك الصدوق رئيسك المخلوع ، في سجن كوبر المربوع ، ولا أرعبك فزعه الدائم من محكمة لاهاي ، ولا أنت نفسك ، ما ارعويت من مصيرك المشابه كمرافق له قريباً في مثواكما الأخير لذات المحكمة .. وكل هذا الطناش ، بفعل ارتدادات الحلم السراب . ووقف لك شعبنا بالمرصاد لما أطل في فجره ظالم . أصارحك وتصدقني ، خطأك الأكبر ، يوم أرخيت أذانيك ، بفعل حلمك السراب ، لصحبك الأبالسة ، بوسواسهم الخناس ، الذين أوحوا لك ، لكي ينقذوا ذواتهم المجرمة من الزلزال المندفع ، كموج السيل العرمرم ، وكجلمود ال-صخر حطه السيل من علِِ ، فتصديت له بلا تدبر ، بإعلانك الكذوب ، بالأنحياز لثورة الشعب ، وأنت في داخلك تدغدغك رغبة حلمك السراب ، أقول لك ولا تغضب ممازحاً ومتلطفاً في الحكي ، احتراماً لنية الأب السليمة ، أنك أخطأت تفسير حلمه ، هل تعرف أن هذا الحلم (المَقلب) ، قد أدخلك في زقاق مسدود ، لا مخارج له ولا منافذ ، غير العودة لإعادة ، تفسير الحلم ، وقطعاً هذه الإعادة لاتفيد ، غير أن تزيد الطين بلة ، فالرئاسة لك مزلة ، ولأنه يجعلك تستعصم بهذا الحلم السراب ، حتى نهايته الدراماتيكية ، حين تقرر السير فيه حتى منتهاه ، أو الخيار الآخر ، إعادة الحلم من أول وجديد ، وهذا مستحيل ، لسوء حظك المتواصل ، فما حصل قد حصل ، فقد حلم الأب وقضي الأمر ، فلا مفر من تكملة الحلم السراب حتى نهايته ، مستمسكاً بالمرفعين من قرنيه ، حتى ملاقاة مصيرك المكتوب ، بما جناه عليك هذا المكذوب ، فمن هداك لامتطاء هذا الحلم السراب وتصديقه ، والسير والتخطيط على خطاه ، وفي النهاية المحتومة ، ذنبك على قفاك وما جنته يداك . ورغم ما فعلت في سبيل انقاذ أصحابك وذاتك ، من المصير الكالح الذي في انتظاركم ، طيلة ثلاثة سنوات كاملات من تنفيذ كل ما أملوه عليك من مؤامرات ، وأنت تنفذ ، دون تردد ، ورغم امكاناتك الضخمة من الأجهزة الرسمية والقمعية ، لمعرفة مآلات هذه المؤامرات ، لم تكتشف أنها فاشلة . ولكن تعرف يا البرهان لماذا فشل حلمك الكذوب ، لأنه كان هناك حلم آخر ، في الضفة الأخرى منك ، لم تتبين قدراته ، كان ينازع وينازل ويصارع بل يقاوم حلمك المشبوه ، أنه حلم الشفاتة والكنداكات ، ذلك الحلم الذي ظل في صدور أباء وأمهات أجداد وجدات ، هذا الجيل الراكب رأس متنقلاً بين جيناتهم ، من جيل إلى جيل ، منذ الأزل قديمه وحديثه . أقول لك وتصدقني ، وأواصل معك الممازحة بلا غضب والتلطف في الحكي ، إحتراماً لنية الأب السليمة ، أن تنسى هذا الحلم الذي أوردك موارد التهلكة ، وأن تذهب لحال مصيرك وليس حال سبيلك . لقد أخطأ الأب لحظة الحلم ، اكشف لك سر الأحلام ، لأن الأب الكريم رأى العمل بالتفسير الغيبي وليس التفسير العلمي ، أما أصل التفسير الغيبي الذي يعمل به أهلنا في السودان ، وهم يقولون إذا كان الحلم مفرح أو مفجع ، وهي وصية جيدة ومفيدة ، موروثة من الأجداد ، مضمونها كما جاء في الأثر الشفاهي ، أن لا يحكي صاحب الحلم حلمه إلى الآخرين ، وإلا فإن الذي يحدث لبطل الحلم "وأنت حكيته لكل العالمين " يحدث له معكوس الحلم ، أو الإثنين معاً ، والأنكى وأمر أن يلتقي التفسيرين النقيضين ، المفرح والمفجع ، ويا لمصيبتك وإن تزامنا تفسيراً للحلم الغيبي ، الفرح والفجيعة في قصة حياتك ، إلتى أخذت بك ، إلى تحولات تراجيكوميدية ، سنختبرها في جانبها الكوميدي السعيد في فقرة تالية "عفواً هذه ليست لغة عسكر إنما هي لغة مَلَكَية ساكت" لا عليك منها . كما وعدتك ، دعني مروراً عابراً ، أذكرك ، ماذا حدث لحلمك السراب هذا حين تم إنقاذك ، من مجزرة الثمانية وعشرين ضابطاُ ، أفرحك الحلم السراب حينها أكيد . لأن القدر أو الطبع والتطبع أو الخيانة ، أعطياك عمراً جديداً ، وعليه ومن فرح الحلم ، توكلت على الله وعلى الحلم أولاً وأخيراً ، ونفذت بعدها إنقلابيك المشهودين 11 /4 و 25 /10 ، ورغم ذلك غم عليك الحزن والهلع والفجيعة لورطتك الكبيرة التي لم تجد منها مخرجاً ولا فكاكاً ، ألم أقل لك أن حياتك وقعت في جُب مسرح العبث والتراجيكوميديا كذلك وسيسدل عليها الستار ، كامل المسرحية العبثية في قريبها العاجل . دعني أهمس لك عن قرب ، ألم ترى وتستوعب حلم الجيل الراكب رأس ، الشفاتة والكندات البواسل ، كيف كان تفسيرهم العلمي ولن أقول العلماني (حتى لا أغضب شياطينك) لحلم أبائهم وأمهاتهم ، أجدادهم جداتهم ، ذاك الحلم الصادق في الحرية والسلام والعدالة ، حلم التغيير الجذري للسودان الجديد . وعمَّدوا حلمهم بثورة ملأوا بها الشوارع التي لاتخون ، بسالةً ونبالةً وثباتاً وإستشهاداً وتضحيةً ، وعمَّروا بها ثورتهم السلمية ، المستمرة ، وبالتصدي للردة المستحيلة ، أما أنت وجوقتك النشاذ ، فقد عَمَّر حلمك السراب ، غير القتل والخراب والدمار والإبادات الجماعية ، للبلاد والعباد ، ورحم الله الأب ، إن كان حياً أو ميتاً ، فقد كان سليم النية ، حسن المقصد ، ولكن النار تلد الرماد .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 28 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة