منذ سقوط نظام البشير في ربيع 2019، تسلم الحكم في البلاد المكون العسكري تقاسما مع المكون المدني لتسيير أمور الحكم، وتم الضغط علي السلطات العسكرية في البلاد لتعيين رئيس للوزراء، وبالفعل تم تعيين عبد الله حمدوك كرئيس للوزراء، وبعد تسلمه وحكومته الحكم لمدة عامين تبين فشل الأخير في تسيير الحكم حيث تراجع اقتصاد الوطن بأضعاف مما كان عليه قبل، وتدهورت أوضاع البلاد والعباد أكثر من السابق، وبعد عودة المكون العسكري للحكم في البلاد ازداد طلب المعارضة السودانية بإبعاد العسكر عن السلطة وعن السياسية، وهو ما حصل الآن حيث أعلن رئيس المجلس السيادي قبل شهر من الآن بترك المجال للقوى المدنية لتسيير أمور البلاد والتحاور فيما بينها لإيجاد حلول للأزمات الراهنة التي يمر بها السودان، ولكن هذه القوى بدأت في الصراع والتناحر فيما بينها للوصول لكرسي الحكم في البلاد، وقد تمخض عن هذه الصراعات تكوين تحالفات جديدة متصارعة فيما بينها، وامتازت بعضها بتلقي الدعم من دول غربية علي غرار قوى الحرية والتغيير التي صارت منبوذة تماما من طرف الشارع السوداني الذي اكتشف عمالتها وخيانتها للثورة والشعب.
إن ما يحدث الآن في السودان هو نفس السيناريو الذي استعملته الدول الغربية في بعض الدول العربية، حيث عمدت أولا إلي إسقاط النظام العسكري في تلك الدول، لأنه العائق الوحيد الذي يؤول بينها وبين الدعم الذي يريد الغرب تمريره للمعارضة التي تعمل تحت إمرته، والمرحلة الثانية هي اختيار السياسيين المخلصين من المعارضة والموالين للغرب بصفة مطلقة، وتأتي المرحلة الثالثة في تعيين هاته الفئة التي تم اختيارها علي رأس السلطة في البلاد تحت اسم الديمقراطية وذلك لتكون لها شعبية كبيرة في المجتمع المحلي، لأن الشعوب العربية وللأسف لا زالت تؤمن بوجود شئ اسمه الديمقراطية.
وتأتي المرحلة الأخيرة والأهم وهي فشل الحكومة الجديدة في التعامل مع المشاكل والأزمات السياسية والإقتصادية التي خلفتها الحكومة السابقة، وهنا تبدأ الدول الغربية في المساومة علي ثروات البلاد أو ما يسمى يعملية "شراء" الدولة. حيث ستعرض تقديم مساعدات مالية كبيرة مقابل تعزيز القوانين التي تفيدها في نهب ثروات البلاد والحصول علي امتيازات التنقيب والحفر في مجال الطاقة والتعدين، والسماح بوجود قوات حفظ السلام الأممية، وتخفيض تعداد الجيش وغيره من التنازلات التي يجب أن تقدمها الدولة الضحية.
نصف السيناريو المذكور قد حدث في السودان مسبقا في انتظار تكملة النصف الآخر والذي يوشك ان يحدث. السؤال الوحيد هنا هو من بين القوي السياسية السودانية من سيقوم أولا ببيع السودان للغرب، ومن سيكون أول من يطلب المساعدة منهم؟
لسوء الحظ، فإن الإجابة هنا واضحة للكل، هناك تحالف واحد يملك سابقة العمالة للغرب وهي قوى الحرية والتغيير 1 والذي تدور داخلها الآن صراعات كبيرة وتنافس حول من سيكون حربة الغرب في السودان ومن سيتم تعيينه علي رأس السلطة في البلاد.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 17 2022
سيناريو بيع السودان للغرب يوشك أن يتم وبتواطؤ قوى الحرية والتغيير كتبه محمد مرزوق ---------------------------------------------------------------------------------------------- وطبعا حضرتك سمسارووكيل الروس للاستحواذ على السودان ليش لم تنضم لوفد وزارة لمعادن الذى غادر الى موسكو؟ اردول سافر وانت شغال تنشر فى الاكاذيب هههههههه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة