الهلع والخوف المتواتر من مثول نظام ديموقراطي عادل في السودان ، هو جُل ما يدفع فلول النظام البائد والمنتفعين من منظومة فسادهم التي أقعدت البلاد وأهدرت كرامة العباد ، إلى هذا (التهافُت الأعمى) لمساندة ودعم أية بارقة أمل وهمية تلوِّح بها أية مبادرة حتى لو كانت مستنده على (معاقرة المستحيل) ، هذه المبادرات المُتحايلة والتي على ما يبدو سيكون آخرها مبادرة الشيخ الطيب الجد ، لن تصمُد في معركة إسكات الشارع لأن كل الموازين العقلانية تشير إلى أن هذه المبادرة تغرد خارج سرب الواقع الثوري ومطالبه المُستحقة التي ظل يزود عنها الشابات والشباب بأرواحهم وجراحهم وطاقاتهم ما يزيد عن ثلاث سنوات هي عمر الثورة ، المبادرات المُعاقرة للمستحيل تطالب بما يرفضه الشارع الثوري ، وفوق كل هذا وذاك يؤمها بكل وضوح وسفور و(عدم حياء) أئمة النظام البائد ومنسوبي المؤتمر الوطني المحلول ، هذا فضلاً عن ( تشويه ) منابرها المدفوعة الثمن بأشخاص هُم في الحقيقة في مقدمة قائمة ( مكروهي ومنبوذي الشارع الثوري السوداني ) ، وذلك وفق تايخهم الممهور بالإنتهازية والفساد وتعدَّد الوجوه وتبدُّل المواقف.
أية جهود أو مبادرات ترفع شعار إيجاد حلول للراهن السياسي في السودان ، تستبعد مبدأ (إستمالة) الشارع الثوري (الحقيقي) وإرضاءهُ ، لن تكون مُحصلتها سوى تبديد المزيد من الطاقات وإهدار الأموال وإضاعة الوقت فيما لا يفيد ، كيف لحكومة مهما كان حظها من القُدرات والكفاءة أن تنجح في إدارة بلاد لا يكاد شارعها الثوري يهدأ يومين أو ثلاثة ، مُطالباً بأجندة سياسية واضحة المعالم لا لبس فيها ، أهم ما فيها حكومة مدنية خالصة ولا حزبية ، وعودة الجيش السوداني (الموحَّد) إلى ثكناته وإضطلاعه بدوره الوطني الذي حدَّده الدستور ، وخروجه من عالم التجارة والإستثمار والسياسة ، فضلاً عن ذلك إستعادة برنامج ومُخطَّطات لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، وإستعادة إنجازاتها المُلغاة بموجب قرارات إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ، بالإضافة إلى الإصلاح الشامل و(العميق) للمنظومة العدلية في السودان وفي مقدمتها النيابة العامة تمهيداً لتفعيل وإنفاذ مبدأ العدالة ومحاسبة ومحاكمة قتلة الثوُّار والذين أجرموا في حق الوطن والثورة عبر محاربتها بشتى السُبل.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 07 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة