شكا الحجاج يومًا سوء طاعة اهل العراق فقال له المحاربي وكان خطيبًا لسناً : اما انهم لو احبوك لاطاعوك ، على انهم ما شنؤوك لنسبك ولا لبلدك ولا لذات نفسك ، ولكنهمنقموا افعالك ، فدع ما يبعدهم عنك الى ما يدنيهم منك !!
عندما استخدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمير بن سعد على حمص كتب اليه لما مضتالسنة ان اقدم علينا . فلم يشعر عمر الا وقد قدم عمير ماشيًا حافيًا ، عكازته بيده وادواته ومزوده وقصعته على ظهره . فلما نظر اليه عمر قال : يا عمير اجبتنا ام البلاد بلاد سوء فقال عمير جئت اليك بالدنيا اجرهابقرابها !! ما معك منها يا عمير هكذا قال عمر . فقال : عكازة اتوكأ عليها وادفع بها عدوًا ان لقيته ، ومزود احمل فيه طعامي ، واداوة احمل فيها ماءلشربي وطهوري ، وقصعة اتوضأ فيها واغسل فيها راسي ، وآكل فيها طعامي فو الله يا اميرالمومنين ما الدنيا بعد الا تبع لما معي !!
وكان الشيخ عبدالباقي المكاشفي عليه رضوان الله لا يبيت عنده ابيض ولا دينار ولم يلحقبمخيطه جيب لحمل وسخ الدنيا من الدراهم والدنانير !!
هكذا خرجت الصوفية للدنيا تحمل من متاعها عكازة ومزود وادواه وقصعه !!! لذلك إلتف حولها الصادقون يجمعهم الحب الزاهد والرضا القاصد ويفرقهم الظلم وتتبع الملذاتومباهج الحياة !! كانت البيوت الصوفية عنوانًا للصدق والطهر والنقاء ومحلاً للتقشف والزهد !! ولكن مكر السياسين يأبى الا وان يطرق باب تلك الديار وبما ان السياسة لا تخلو من الخباثة فقدهتكت جدار الزهد في كثير من بيوت اهل الزهد من المشايخ ففرقت ما جمع الصالحون سابقًاوزرعت ضغائن الحقد والحسد بدلًا عن الالفة والمحبة بين الحيران والمريدين ، ووزعت عليهم نعيمالدنيا الزائل فبدلا (المرقع ) بالمزركش حتى راينا على اجساد بعض المشايخ ملابس تحاكي (جلود النمور ونعومة ريش النعام ) فتبدلت تبعا لذلك النفوس !!
مسيد ( ام ضبان ) لم يك عصيًا على دخول السياسة الى باحة الذكر و تقابة الذاكرين ، وقد عمد( البادرات ) منذ وقت الى زرع ابنائهم في السلطة ودفعوهم الى ذلك مستقلين الارث الكبير منالمحبين والمريدين عند بداية التجربة ، والمنتفعين والنفعيين عند ثباتهم في السلطة ، وقد صنعوالهم لوبي سياسي من ارث صوفي عريض يفعل عن جهل كل ما يأمر به رأس ( المسيد ) او مايسوق باسمه من قبل شياطين السياسة !! تشغلنا هذه الايام مبادرة ( كرتي - الخليفة الجد ) التى اعلن عنها مسيد ( ام ضبان ) بدوافعظاهرها وطنية ( غير مراده ) و باطنها تهيئة الاجواء لعودة تيار النظام المباد الذي يحسب عليه (رأس المسيد ) الخليفة الجد راعي المبادرة حيث انه بثابت الدلائل اخواني قح وبكامل دسم خباثةالنظام الاخواني !! وبما ان المال والسلطة والجاه في مثل هذه المواضع مقصود فقد انجر بعض اصحاب المنافعالمحسوبين على بعض بيوت الطرق الصوفية بالانضمام الى المبادرة بهدف الفوز بمغانميرجونها وعند المغانم دومًا يختلف الغانمين ( مساجلات البقال حول المبادرة ) !! وهناك من البيوت الصوفية من قدم الى المبادرة بنية صادقة مصدقًا ما قال به الخليفة الجدظاهريا ولكنهم سرعان ما تململوا بعد ان تكشفت لهم الحقائق ( الطريقة العركية القادرية ) !! دخول الطرف الصوفية في المعتركات الحزبية و ( العراك ) السياسي افقدها حيويتها الدينيةوجردها من براءة الزهد وسماحة التقشف وصفاء التحور الفردي ونقاء روح التزهيد الجمعي ،وقذف بها في وادي من سعير الخلاف والتشتت والتحزب ، وملأ جوانح المحبين والمريدينالزاهدين قبلًا بالحقد والغل والتربص والفجور في الخصومة . ازمة السودان ازمة سياسية وليست دينية حتى يتبناها اهل الدين والتصوف....لن تبارح القضاياالخلافية مكانها وإن توحد اهل القبلة واهل السودان عامة مالم يعود العسكر الى رشدهم قبلعودتهم للثكنات.. لذلك كان على بيوت التصوف وبالتحديد ( مسيد ام ضبان ) بدلًا من الزج بهم في مبادرات عدميةان يقدموا النصح الى المكون العسكري بان الشعب السوداني نقم افعالهم ، وكره استمرارهم ، ولنيسمح لهم بالبقاء في السلطة وان انقرض عن اخره ، وقبل ذلك ان يرشدوا التيار البائد الىاحترام رؤية ومطالب الشعب السوداني ، وان يحث الخليفة الجد اخوانه ( الكيزان ) على ترك المكربدلًا من ان يشاركهم فيه وفي معيته مبارك الفاضل صاحب ( العود الراكب في اي مغنم او محفلسياسي ) !! حتى لا تشكوا سوء طاعة الحيران والمريدين ، اتركوا للصوفية عكازتها ومزودها وادواتهاوقصعتها ، وتمثلوا زهد العارف بالله عبدالباقي عمر احمد المكاشفي !!!! جمال الصديق الامام المحامي ،،،
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 06 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة