من خلال عملي في المحاماة، اكتشفت أشياء غريبة جداً، اكتشفت أن السودان عبارة عن مرتع لتجارة المخدرات. وأن هناك طبقتان في هذه التجارة. طبقة جلابة (أولاد بلد) يعملون في وظائف مرموقة ومناصب رفيعة. وهناك طبقة في الواجهة عبارة عن أبناء المهمشين من الزرقة، وهؤلاء هم من يتعرضون للقبض عليهم ومحاكمتهم وإدانتهم وسجنهم (بيشيلوا الشيلة). كان هذا أول اكتشاف لي للواقع الاجتماعي داخل السوءدان. واكتشفت أن هذه القصور والسيارات الفارهة إنما أنشئت واقتنيت بطريقين: ١-طريق تجارة المخدرات. ٢- والطريق الأهم والأوسع وهو تجارة خزنة الحكومة. فالعطاءات الحكومية كانت ولا زالت توزع على الشركات الوهمية التي يتم إنشاؤها خصيصاً للحصول على تلك العطاءات. فالحكومة تحصل على أموالها من الضرائب وباقي الرسوم المفروضة على المواطنين وتعطيها لكبار اللصوص. وكانت أغلب مشاريع الحكومة تفشل. أنظروا إلى الطرق والشوارع، كيف كانت تعبد اليوم ومع أول مطرة خريف تتبعثر وتتبدد مثل (حلاوة قطن)، انظروا للمشاريع الزراعية كيف فشلت، أنظروا إلى الصرف الصحي حيث يتم حفر الشوارع قبل الخريف بشهر ولا يكتمل أي خور بل يتحول لقلاب أوساخ وتسقط عواميد الكهرباء بسبب الحفر غير الصحيح ثم يأتي الخريف فتمتلئ الخيران بالمياه والقاذورات والحشرات..كل هذه عطاءات حكومية لشركات (أولاد البلد) اللصوص وهكذا.. حدث ولا حرج... لماذا؟ لأن هؤلاء الذين يغضبون (جداً) من الحركات المسلحة، يشعرون بأن أموال الحكومة ستخرج من أيديهم. وهكذا أصبحوا يتحينون الفرص للطعن في قوى الهامش وقياداتهم فلم يسلم من ألسنتهم لا قيادات الشرق ولا الغرب ولا الجنوب. يا سادة.. في كل حقول الشر كنتم أنتم أسياده: في سرقة الثروة والسلطة.. في تجارة المخدرات.. في سرقة عرق المواطنين الغلابة.. ولو أنني قصصت ما أعلمه من قصص لشاب شعر كل إنسان نزيه من هول ما سيسمع.. ولكنكم قوم تطففون..فويل لكم أيها المطففون، الذين إذا كلتم على الناس تستوفون وإذا كالوكم أو وزنوكم تخسرون. إن قضيتكم ليست مخدرات مستوردة، فمن المعروف عن قوات الحركات أنها تجوب الصحراء ويحصلون على جرعات منشطة لتمنعهم من النوم أثناء الحرب، وهذا ما اتصوره في مسألة ما أسميت بالمخدرات.. وتم تحويلها لكارثة كبرى، لم يشهدها العالم من قبل أو من بعد. وهذا غير صحيح، بل أرى أنها حتى لو كانت تؤذي المقاتلين فهذا شيء قد يضرهم هم. لكن ما يؤذي الآخرين هم تجار المخدرات من أهلكم والذين كانوا يأتون بها بال(حاويات) ولا زالوا، منذ أيام البشير، ولم نسمع بسيرة عن أصحاب تلك الحاويات ولا أسمائهم حتى اليوم، لا من شرطة ولا حتى من الأمن الاقتصادي،.. لماذا؟ لأن المجرمين فيها ليسوا من الهامش، ليسوا من الحركات. لم يكتب أحد عن تلك الحاويات في ذلك الزمان غيري، وطرحت نفس هذه التساؤلات؟ ولا إجابة.. ولا زالت الأسئلة مطروحة، ونتمنى ممن يلوكون موضوع مخدرات الحركات الوهمي أن يسألوا أهلهم عن حاويات مخدراتهم أيضاً، فهنا سنعلم بأن صراخهم من أجل مصلحة الوطن والوطنية.. أما غير ذلك.. فإنها منتنة.. لعن الله من أيقظها...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 31 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة