كبسولة :- البرهان : أن يكون رأس الدولة مغتصباً للسلطة فالمصيبة أفظع . البرهان : أما أن يكون رأس الدولة عنصرياً علناً فالمصيبة أشنع . *** ساذج من يتصور ، أن الذي حدث منذ اندلاع الثورة في 19/ ديسمبر/ 2018م ، وأن كل المحاولات التي تمت وتتم لإجهاضها بليل أو مع ضؤ الشمس الساطع ، أنها فقط محاولات عشوائية ، حيكت وليدة لحظتها . فهم وأعني الكيزان ، التنظيم النازيوإسلاموي ، حين تأكد لهم أن سلطتهم ، ساقطة لا محالة ، فسروها من منطلق هوسهم الديني ، أنها إبتلاء من عند ربهم وسوف ينجلي ، لأن السلطة كانت في أمان يدهم المتوضئة ، وتحت حكمهم الرسالي . وفي حماية مشروعهم الحضاري ، وكانت - هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه - فالله معهم ، وهم الفئة الناجية ، ضد شعب السودان الذي هو الفئة الباغية ، والله سوف ينصرهم ، ومنذ حينها ، وهم يخططون ، ولديهم هذه القناعة ، فيما بين الفئتين الباغية والناجية ، بحساب مرأى عقلهم الضيق الظلامي ، كل ذلك لإستعادة ملكهم الضائع ، فهم لايبكون ولايصرخون كما نعتقد نحن ، فهم لا يأتيهم الباطل من أمامهم ولا من خلفهم ، فهم الأقوياء يظنون ، خلفاء الله على الأرض . فهم يخططون مكائدهم على ايقاعات دينهم الخاص المبتدع ، الذي يسمح لهم بارتكاب كل موبقات الدنيا ، دون أن يرمش لهم جفن إستباحة ، تنصرهم ملائكتهم الخصوصيين ، وهم واثقون أن الله معهم فقط ، لا مع غيرهم . لذلك ودون نازع أو واعز من دين أو ضمير أو أخلاق ، مهروا رغبة عودتهم الشيطانية للحكم مرة أخرى، في إنقلابهم (الثاني) بالدم في مجزرة فض الإعتصام 3 يونيو 2019م ، بعد تمريرهم إنقلابهم (الأول) بفرية الإنحياز للثورة ، وقد كذبوا كدأبهم بفقه التقية والضرورة . مروراً بعدها بعدد من المؤامرات والإنقلابات ، والتكتيكات ، والعمليات ، المرسومة والمهووسة والموسومة تمويهاً وتهويماً ، والنافذة أفعالاً جارمة مجرمة ومحرمة على الأرض ، مفرملة ومعيقة لتكملة الفترة الإنتقالية ، التي نجحوا في وقفها بل إزالتها بالتخلص منها وبالأخص من لجنة إزالة تمكينها ، وأوضحها وأصرحها مغامرة 25 اكتوبر الإنقلابية ، وإن دخلت عليهم بالساحق والماحق والتي لم يتخارجوا حتى الآن من ورطتها ، مما اضطرهم بألحاقها بأخرى في خطاب 4 يوليو الذي أدلى به البرهان باللغة المعممة، و المبهمة المتعمدة ، حين عرتهم زلزلة 30 يونيو الجبارة باكتساحها للشوارع ، في أوضح نهاراتها ، وأناء ليلاتها ، كما يوم كستها ثورية اعتصاماتها ، وملء ساحاتها كتل الثوار والثائرات البشرية . ساعدهم في تنفيذ خططهم ، ومؤامراتهم ومكائدهم وانجاحها ، تلك التراجعات والإستسلامات المهينة لسمعة الثورة وهيبتها ، التى اتسمت بها ، من ظنهتا الجماهير أنها قيادات الثورة المخلصة ، فخذلتها بانشغالها بكراسي الحكم الوثيرة ، ومكاسبها الذاتية والحزبية . لحقت بهذا الخذلان الحركات( أو بالأحرى العصابات) المسلحة ، التي خانت عهدها مع نفسها ومظلوميها ومظلومية ضحاياها من أهاليهم وعشائرهم، التي تركتهم في العراء يواجهون الموت ، كما كان عليه الحال زمن الإبادات الجماعية قبل الثورة . هل سمعتم ب"القرادة"التي نتمثلها في حديثنا اليومي ، ونسميها حين يلتصق آخر بآخر واحدهما غير مرغوب فيه ، هذه الثورة المضادة ، بجميع أطرافها ، بقيادة القرادة الكيزانية التي لصقت بجسد الثورة ، بمعونة حربائتهم المتلونة والخبيثة . تدير بها لعبة العودة للسلطة مجدداً ، مهما كان الثمن ، حتى لو أدى ذلك لدمار البلاد والعباد ، فهي ستظل تواصل مخططاتها ، والتصاقها بجسد الثورة ، ماصة دماء الوطن النقية ، أملاً خلباً وخائباً للعودة إلى الحكم مرة بعد مرة ، لايقف أمامهم خلق أو أخلاق أو دين أو منطق أوحياء أو انسانوية . وخبراء القرادة تلك ، يحدثوننا بأنه لا يشل ويبل هذه القرادة الحربائة الملتصقة ، إلا قصم ظهرها نصفين ، حتى يمكن العمل على ازاحتها من الجسد الملتصقة به ، وقد آن أوان هذه الإزاحة لهؤلاء المهووسين الظلاميين من جسد الوطن . إلا أن ما سيؤدي إلى قصم ظهر الثورة ، وليس ظهر القرادة الكيزانية الحربائة ، اولئك الذين هم من أنصار الثورة ، يدّعونها ثرثرة في فضائياتهم المتواطئة معهم ، دون أن تنعكس على أرض الثورة انجازاً أو فعلاً ، أو عملاً ، علماً بأن جماهيرهم ذاتها ، في قلب هذه الثورة العظيمة ، يرفعون شعاراتها ويستشهدون من أجلها ، دون كبير اعتبار لقياداتهم ، أو اللحاق بنهمهم السلطوي التسووي ، الحالمة بالجاه والسلطة وراثة وتشبهأً بمن سبقوهم . وقد حسبناهم بعد زلزال 30 يونيو الجبار ، أنهم سيسلمون راية قيادة الثورة ، لأصحابها وفاعليها والقائمين على أمرها ، فإذا بنا نفاجأ بهم وقد زادوا نهماً في اشعال حميتهم ورغبتهم في المزيد من الجرعات الملهوفة والملغومة والعجولة ، في فرض قيادتهم لهذه الثورة العملاقة ولم يرعووا بعد حتى الآن . أما أثر الندوب المتقيحة والتي يصعب اندمالها داخل تنظيماتهم الخواء ، والذي تركته الهزة القوية التي أحدثها زلزال 30 يونيو ، في جبهة الثورة المضادة بأنواعها ، أظهرها ذلك الهلع الواضح ، في جموعهم ، بدءاً من الكيزان ، القائد الفاسد ، المُخطِط من خلف ستار لجنته الأمنية ، التي إعترف قائدها بفشل إنقلابهم ، الذي اضطرهم للتراجع عنه بخطوة تكتيكية لا غير ، على طريقة معلمهم الأول في التمويه،"أنا إلى السجن سجيناً . وأنت إلى القصر رئيساً " وهاهم وقد استنفدوا ما لديهم من قدرة على التآمر ، ولم يتبقى لهم في جعبة مؤامراتهم وفي خزائنها النتنة ، إلا كرت الإنتخابات بأعجل ما تيسر" كما في مقولتهم المأثورة" شريطة أن تكون هذه الإنتخابات ، تحت إمرة وإشراف وحماية العسكر التُبّع ، بمسماها السابق القديم ، "اللجنة الأمنية" أو الذي يليه "المجلس العسكري" أو الأخير "مجلس السيادة " أوبمسماها الجديد اللنج، والقابض بقوة لاحقاً ، على السلطة"المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بقيادة البرهان وحميدتي فتأمل" كما تأملوا حربائية تسميات تنظيمهم الإسلاموي أين انتقلت" ، وذلك كي يتسلوا (ويُخَمِجّوا) كما يريدون ، في خج تلك الإنتخابات والفوز بنتائجها المضمون حصائل تزويرها . لذلك كان خطاب البرهان الملغوم ، الذي تحدث عن انسحابهم للثكنات بيساره ، ثم حمل معه بيمينه ، في حقيبته السمسونايتية السلطة المدنية بكاملها ، عن طريق ذلك المجلس البدعة المبتدعة ، كل ذلك لترتيب ، مرافقة العسكر لجماعتهم الكيزانية النازيوإسلاموية لإيصالهم لصندوق الأنتخابات تحت الحماية الآمنة . أما الطرف الآخر وليس الأخير الذي هزته زلزلة الثلاثين من يونيو ، فهي الحركات المسلحة التي إحتار دليلها ، هل تواصل مع الإنقلابيين ويعزلها الشعب من قائمة شرفاء الثورة ، أم تراجع نفسها في أخطائها وخطاياها التي ارتكبتها ، هذه الحيرة نراها في تغيير تعابير لغة المخاطبة بتأدب مفتعل عند أردول ، وصمت هجو وعسكوري الإنزوائية ، وهرطقات مناوي المغرورة ببصمات صاحبها الطاووسية ، ولاحقتهم مبادرة عقار حمالة الوجهين ، ركابة السرجين ، وإن كان كل ذلك جاء منهم جميعاً بعد فوات الأوان وقرب اسدال الستار على مسرحيتهم الهزلية والهزيلة في آن . أما ما لم نتوقعه ، من زلزلة 30 يونيو ،في نتائجها السلبية المختلقة من قبل المجلس المركزي المتمثل في شخوصه الفضائية ، دون قيادات أحزابه ، المتدارية به والمتخفية وراءه ، حتى لا يعرف الشعب من أي السانين يمسكها ، وباي السانين يحاسبها ، تلك الشخوص الهمبولية التي استمرأت أضواء التلميع المختلسة من أصحابها الحقيقين ، والسعي لشهرة القيادة غير المستحقة ، وليس وقتها وزمانها ، دون فاعلية ، دون شفافية ، دون مصداقية ، ودون ولاء للثورة ودماء شهدائها ودموع الأمهات الثكالى ، حيث كان المطلوب منهم الوصول لنقطة التسليم والتسلم والإستسلام النهائي ، دون منازعة ، مع سلطة لجان المقاومة في حقها المخضب بالدماء ، والعمل تحت إمرة وقيادة هذه اللجان ، وتركها تواصل مشوارها الثوري ، حتى انتصارها النهائي دون التشويش عليها أو التسلق على أكتاف وأعناق ومجد آلامها ، عرقها ودمها ودموعها ، ولكن ما وجدناه ، كان العكس ، فقد رأيناهم وقد إزدادوا اصراراً على فرض قيادتهم على ثورة الجيل الراكب راس ، بل دخلوا في العمق المحظور ، حين بدأت تظهر بوادر تخريبية في شق صفوف الثوار ، وما المعركة المفتعلة بين رفع الإعتصام أو مواصلته أمام مستشفى الجودة ، إلا مظهر خطر من مظاهر هذا التغول ، وعلى لجان المقاومة الإنتباه ، فالشقاق والإنشقاق ، هو الخطر الأعظم والداهم على سلامة مسيرة الثورة العملاقة ، وعلى تماسكها ووحدتها ، حتى الإنتصار الأخير والمتوج بأكاليل النصر الجذري للسودان الجديد . #والثورة مستمرة . #والردة مستحيلة . #والشعب أقوى وأبقى .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة