تدارسنا وصديق كل التبريرات المحتملة لعودة تقييد البنوك والصرافات في المعاملات المتعلقة بالعملة الحرة، لم نجد أي سبب منطقي لذلك؛ سوى أن شبكة الإتجار بالدولار تتحكم في قرار الحكومة والبنك المركزي وبالتالي تمنعهما من تحرير الدولار وتجعل كل العملة الحرة خارج البنوك بيد تجار العملة الذين -على أقل تقدير- لا يدفعون ضريبة على ما يحصلون عليه من أرباح مما يفوِّت على الخزانة العامة ملايين الدولارات. لماذا يحمي العسكر شبكات الفساد؟ هناك شبكتا فساد واضحتان وظاهرتان للعيان: - شبكة الدولار. - شبكات الأراضي. الحكومة المعينة عسكرياً عمدت إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من فساد. ومن هم الفاسدون الذين يستفيدون من عودة شبكات الفساد، إنهم قلة من جلابة السوق من أصحاب الصفات الخنزيرية الثقيلة، يدورون كروشهم ويرتدون العمائم الضخمة وعقولهم خاوية إلا من الخسة والوضاعة. هؤلاء هم رِعاع القوم، ورعاع القوم هم خير من ينفذون أجندة الأنظمة العسكرية الفاسدة، لأن رعاع القوم لا مستقبل لهم إلا إن كانوا يعيشون في مرحاض من الغائط والبول والقاذورات. وجلابة السوق هؤلاء من أهل القرى ممن لا عمل لهم سوى ملاحقة الحرام من مال ونساء وقد قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن شرَّ رقيقكم السودان، إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا)، ذلك مبلغهم من معنى للحياة، ومثلهم من حكموا ويحكمون هذا البلد، فهم قوم سفهاء أحلام، صغار النفوس، لذلك تجدهم لُحمة واحدة في الوضاعة والشر وشبكات متداخلة فيما بينها تتصاهر وتتبادل الترمرم بأموال الحرام، القضاء قضاؤهم، والسلاح سلاحهم، والبنوك بنوكهم، والأمن أمنهم، ومع ذلك فهم لا يقدمون للوطن خيراً إلا تطاولهم في البنيان، ولكنه بناء على شفا جرفٍ هار، لأن البنيان السليم يؤسس على قواعد متينة من العلم والمعرفة وتسامي الذات، لا على الجهالة وانحطاط الهمة. هذه الشبكات التي بنوها منذ الاستقلال تحاول اليوم مقاومة التغييرات الحتمية التي تعصف بشبه الدولة السوءدانية، ولكنهم يقاومونها بالجهل لا بالعلم، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأنَّى لهم ذلك وهم لا يعقلون. شبكات الفساد في الدولار وفي الوقود والعدالة والأراضي والدواء، وغير ذلك، هي صبغتهم ومن أسوأ من الشيطان صبغة منذ دائرة المهدي والهندي والميرغني والدوائر التي تلتهم إلى يومنا هذا، إنها دوائر الشيطان وعليهم دائرة السوء لو كانوا يعلمون. البلد منهارة تماماً وهي على وشك الدخول في سنوات نحس قادمات، نحس لا تصيب فتنه الذين ظلموا منهم خاصّة وهم لا يتقون. وكنا أنذرناهم ولكنهم لا يستمعون النُّذر، وقالوا: قوم يتطهرون. ووضعوا أصابعهم في آذانهم، ونحن نهتف: أن أوبوا إلى رشدكم فإن الله إن أراد ان يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرها تدميرا. وأيما الله إن هذا هو ما يحدث اليوم بلا كشط ولا حذف. فانتظروا إنا من المنتظرين..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة