ظاهرة عسكرية فوضوية متفلته قد أزعجت وأقلقت مضاجع الأمة السودانية ،، كان ومازال يمثل أداة البطش والتنكيل التي اعتمد عليها نظام البشير البائد عند الضرورة والمواجهات والمحن ،، ظاهرة ( الجنجويد ) تعد من أسوا وأفظع الظواهر والإرهاصات والسلبيات التي أجلبتها تلك المنازعات والحروب الأهلية بمناطق دارفور ،، وهي تلك الحروب الأهلية التي كانت وبالاَ ودماراَ على البلاد قاطبة وعلى الشعب السوداني . ظاهرة الاعتماد على قوات مرتزقة فوضوية لا تلتزم بالأخلاقيات والمثل العسكرية قد كانت من بنات أفكار تلك الجماعات الإسلامية في نظام البشير البائد ،، وهي ظاهرة توحي وتؤكد بأن الجيش السوداني النظامي قد خرج عن المألوف وتمرد على النظام البائد في مرحلة من مراحل الكر والفر بين نظام البشير وبين تلك الفرق المتمردة بمناطق دارفور .
والمضحك في الأمر أن هؤلاء المتمردين في مناطق دارفور في أيام البشير كانوا يظنون أن تمرد الجيش السوداني على النظام القائم في ذلك الوقت يعد نعمة ورحمة لقضاياهم ولمواجهاتهم ،، ولكن تواجد تلك الفرق العسكرية المرتزقة الفالتة المتفلته قد أراح نظام البشير البائد كما اراح نفوس الكثيرين من أبناء الشعب السوداني في وقت من الأوقات ،، ثم فجأةَ تبدلت الأوضاع في مراحل الإسقاط للنظام البائد ،، حيث تمرد قائد الجنجويد ( حميدتي ) على نظام البشير بطريقة ذكية وماهرة للغاية وكسب الجولة حين تعاطف مع الشعب السوداني الذي كان في أشد الحاجة لمن يقف بجانبه عند المواجهات والإسقاط ،، ويقال أن نظام البشير البائد قد دخل في حوارات ساخنة مع قائد الجنجويد ( حميدتي ) للمشاركة في إخماد الانتفاضة المقبلة ،، ولكن ( حميدتي ) بطريقة ماهرة وذكية للغاية كان يقرأ مستقبل البلاد ومستقبل الشعب السوداني ،، بل كان يخطط ليكون رئيس البلاد في يوم من الأيام ،، وذلك التخطيط قد غاب عن الكثيرين من أبناء السوداني الذين يمارسون السياسة في البلاد .
ظاهرة ( فرق الجنجويد ) المرتزقة كانت ومازالت وبالاَ على المتمردين بمناطق دارفور ،، وفي نفس الوقت كانت وبالاَ على دولة وشعب السودان ،، ومن سخرية الأحوال أن نظام البشير نفسه قد نال تلك الصفعة القوية الغير متوقعة من هؤلاء ( الجنجويد ) صناعة وليدة نظامه !!،، حيث تمرد السحر على الساحر جهاراَ ونهاراَ عند الحراك وعند محاولات الإسقاط ،، وقد تم الإسقاط للنظام البائد بما كسبت أيدي النظام وجماعاته !! ،، ويقال في الأمثال السودانية : ( من يحفر حفرة لأخيه قد يقع فيه !!! ) ،، وهنا نكتشف أن العديد والعديد من الأطراف والجهات السودانية قد وقعت في تلك الحفرة المستميتة التي كانت أسبابها النظام البائد !! ،، والجميع دون استثناء في هذه الأيام يدفعون ضريبة ذلك الابتكار الجنوني لنظام البشير البائد ،، ولسان حال الجميع يردد عبارات : (يجازي الله من كانوا السبب !! ) .
البعض من أبناء الشعب السوداني الحادبين على مصلحة البلاد ينادون ويطالبون بالتخلص كلياَ من ظاهرة فرق ( الجنجويد ) المرتزقة ،، والبعض الآخر يطالب بدمج تلك الفرق العسكرية المتفلتة مع القوات السودانية النظامية ،، ولكن هؤلاء الضباط الكبار في الجيش السوداني في ( الماضي وفي الحاضر ) يحرصون دوماَ على سمعة ومكانة الجيش السوداني ،، ولا يطيقون إطلاقاَ ذلك التشويه الذي سوف يسببه فرق ( الجنجويد ) المرتزقة لسمعة الجيش عبر التاريخ !،، وكذلك لا يطيقون ذلك التشويه الذي يسببه دمج أفراد القوات المتمردة الفالته مع أفراد الجيش السوداني النظامي في حال تسويات السلام المزعومة ،، وفي نفس الوقت يرون أن الدمج يعني الاعتراف الصريح بأن الجيش السوداني النظامي عاجز كلياَ عن المواجهات بطريقة أو بأخرى !!! .
المحصلة النهائية تؤكد بإن فرق ( الجنجويد ) تمثل حالياَ شوكة الحوت العالقة في حلوق الجميع دون استثناء !! ،، ويقال في الأمثال السودانية : ( شوكة الحوت لا تنبلع ولا تفوت !!! ) ،، ومن سخرية الأحوال في هذه الأيام أن فرق ( الجنجويد ) هي التي تقرر مصير البلاد ،، وهي التي تحدد الأولويات !! ،، كافة الحركات والسكنات بأيدي قائد ( الجنجويد ) ،، الرؤية والمصير ما يراه قائد ( الجنجويد ) !،، والقول الفصل ما يقوله قائد ( الجنجويد ) !،، والقرار الأخير ما يريده قائد ( الجنجويد ) ،، ويبدو أن دولة السودان قد خليت كلياَ من الرجال القادة في تواجد قائد ( الجنجويد ) !! .. وقد صدق المحجوب حيث يقول : ( هذا زمانك يا مهازل فامرحي ،،، قد عد كلب الصيد في الفرسان !! ) .
يبدو أن السلطان ( على دينار ) يعد العدة ليعود على االمسرح من جديد في شخصية ذلك المتمرد الطماع النهم الذي يريد أن يحكم السودان في يوم من الأيام ،، وكالعادة فإن الأهالي في مناطق و عشيرة على دينار هم أول الرافضين لتوجهات ذلك القائد الطماع القادم !!! ،، وما على الشعب السوداني إلا أن يجلس على الرصيف ليتفرج على مهازل الأحداث التي تجري في البلاد !!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست