إلى من يسألون: عن حال السودان نقول لهم حال البلد واقف بسبب السياسة القذرة ، لا تقدم ، ولا استقرار، ولا ديموقراطية، ولا دولة، ولا قيادة . تشتت المسئولية، وتفككت الإدارة، وتفرقت الأهداف، ولا يوجد اتفاق إلا على شيء واحد هو تقسيم الكعكة بين الأحزاب والعسكر من جهة والحركات المسلحة والعسكر من جهة أخرى ، السودان الآن دولة يتنازع عليها الساسة من أجل مصالحهم الشخصية فقط ، وجميعهم بلا مبادئ إلا ما رحم ربي. لا تتوقعوا أن يكون مستقبل السودان بخير ، فالقادم أسوأ بكثير من الماضي ، قد يكون الماضي سيء، إنما القادم أسوأ، في ظل هؤلاء الساسة عديمي الضمير والشرف ، القادم أسوأ، فكل جميل في السودان قد انتهى، فما الذي تخافون منه؟ وما الذي تخافون عليه؟ انتهت الدولة ، أقول لكم قد يكون الماضي سيء، إنما القادم أسوأ، أسوأ، أسوأ بكثير . شهدت الساحة السودانية بعد سقوط البشير الكثير من الأحداث بعضها كان مشجعاً بقيام دولة مدنية ، لكن بعد اختلاف الشريكين في الكعكة التي اقتسموها يبدو أن الحل يبتعد أكثر فأكثر ، فهل يكون اتفاق القحاتة والعسكر أفضل من سابقه؟ السودان يمر بالكثير من المنعطفات والأزمات التي تصعب المشهد السياسي وتجعل الحل شبه مستحيل ، لأن المشكلة الأساسية هي عدم تقبل الآخر أن كان فكرياً أو عرقيا أو جغرافيا . الاختلاف طبيعة بشرية لا يمكن إنكارها. ولو تأملنا جيداً لوجدنا أن المشكلة التي تواجهنا في الكثير من الأحيان هي عدم قبول الاختلاف ، وفي حقيقة الأمر، فإن الاختلاف الفكري بين البشر يمكن تحويله إلى طاقة إيجابية بدلاً من سلبية إذا تأملنا في أسبابه وأدركنا أعماقه. فعلى سبيل المثال، أنا قد أرفض الآخر وأظن أنه مخطئاً فقط لأني أنظر من منظور آخر لنفس الشيء فأراه بصورة تختلف عن كيفية رؤية الأخر له. هؤلاء الذين يجلسون على مائدة التفاوض في السودان أو يريدون الجلوس سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً أو حركات مسلحة أو عسكر جميعهم بلا استثناء فاشلون عديمي الشرف والضمير ، تسعين بالمائة منهم مصابون بمرض العنصرية ، فشلوا في التواصل مع الشعب .. ورغم كل ذلك الفشل فإن لديهم الغرور والغطرسة ويرفضون أن يعترفوا بالفشل ، ويرفضون أن ينظروا للوراء ويراجعوا أنفسهم ، وليسأل كل منا نفسه ، الأسئلة الآتية ، ويترك لضميره الإجابة ، ماذا لو أدرك هؤلاء أن فشلهم بغض النظر عن أسباب هذا الفشل، فقط أن يدركوا أنه في الحقيقة والواقع لا يستطيعوا أن يحكموا هذا الشعب بالكذب والنفاق . ماذا لو أدركوا أنهم أصبحوا نموذجاً عالميا للفشل ، ألا يستحيى هؤلاء الفاشلون ؟ ماذا لو أدركوا أن فكرة نجاح الثورة هو تحقيق أهداف شعارها حرية سلامة وعدالة . لا بد للباحث بعمق في خفايا الوضع السوداني أن يضحك كثيراً عندما يسمع هؤلاء الفاشلين وهم يتحدثون عن كلام لا معني له ولا فائدة ويقدمونه على أنه العلاج الشافي للكارثة السودانية وكأن هذا الكذب سيحل كل المشاكل الدائرة في السودان وسيعيد السودان إلى ما كان عليه و ينقله إلى الدولة الديمقراطية المنشودة ، أن المشكلة السودانية هي مشكلة هؤلاء الذين يعملون من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية تاركين الوطن يغرق في أحزانه . هل يفطن هؤلاء الفاشلين إلي الوضع الراهن ؟ بالطبع لا ، إلي متى يستمر هؤلاء في خداع الشعب ؟ وإلي متي يصدقهم الشعب ؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة