لغة التهديد والوعيد، والأسلوب الخطابي الأمنجي عند القياديين والسياسيين السودانيين، انتقل للمسكين فولكر، الذي أضحكني جداً حين استخدم ذات الاسلوب قائلاً: (الحملة ضد (يونيتامس) لم تؤثر علينا كثيراً لأننا نعلم من أين تأتي ومن هو مصدرها). وزادني ضحكاً من قبلها حين قال بأنه بقى في السودان رغم أن درجة حرارته ٤٤° مقارناً بينه وبين ألمانيا. ولو بقى فولكر بضعة أشهر اخرى، فسنجده يتحدث بلغة نافع: (الحس كوعك)؛ ولغة علي عثمان (عزدنا كتائب الظل) ولغة حميدتي (أي مجمجمة)، ولو زادها بضعة أشهر فسيتحدث بلغة (دسيس مان) و(ماما أميرة). وهذا بالنسبة لي طبيعي جداً، لأن فولكر كان يعتقد -في رأيي المتواضع- أن السودان مثل باقي الدول الإفريقية. هو في الحقيقة لا يعلم أن السودان دولة شديدة التعقيد، والصراعات فيها قاسية جداً، والعقول فيها متعنتة وأكثر جفافاً من أحجار المريخ الصدئة. لو كان بإمكان بعثة دولية أن تحقق أقل نجاح، لما كان السودان بحاجة إليها. فنحن واقعنا أسوأ من لبنان. وكل شخص (فاتح خشمو) واللعاب العفن يسيل من فمه بانتظار اللبعة الكبيرة. والتحاسد والتباغض منذ عهد الانجليز بل منذ المهدية، والتزييف للحقائق وقلبها ودغمستها، والقتل المجاني للضعفاء، والحرمنة والفساد وأكل مال السحت المنتشر تحت كل حصاة. إن هذا لا يحتاج لفولكر بل لتوم كروز لأنها ستكون -رغم ذلك- مهمة مستحيلة. لذلك وبعد أشهر لم يستطع فولكر أن يغير السودان بل أن السودان هو الذي غيره. فلم يتمكن من الاحتفاظ باسلوب الخطاب الاوروبي البارد. لقد أصبح فولكر نفسه مشكلة داخل مشكلة (جابوهو فزعة،، بقى وجعة). (نحن عارفين المندسين والعملاء) هذا هو خطاب فولكر، المطابق لخطاب كل من يحكم السودان، وعندما يهرب فولكر سيكسر خلفه قلة ويحمد الله.. كما فعل حمدوك. وقد قال المطرب: (ماكا هوين سهل قيادك) لقد انتهى فولكر، والمسألة مسألة وقت ليعلن استسلامه ومغادرته. لكنه سيكون قد استفاد من هذه التجربة المريرة. اللهم خارجنا معه قادر يا كريم..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/20/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة