لا تزال سياسة التبعية الاستعمارية التي تمارسها الدول المستعمرة كبريطانيا وفرنسا في مستعمراتها القديمة قائمة، وهو ما يتجلى اليوم في السودان حيث تسعي بريطانيا التي كانت استعمرت البلد لمدة سبعة وخمسين عاما إلي التدخل في شؤون البلد بطريقة مباشرة من خلال تصريحات القادة البريطانيين عن الوضع في السودان أو بطريقة غير مباشرة مثل ما حدث من دعم بريطاني لحاكم دارفور الحالي مني مناوي أركو الذي تقلد مفاتيح الحكم في هذا الإقليم في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2020، حيث وبعد فشله في إحقاق الأمن والاستقرار في هذا الإقليم الذي طالما أسال لعاب البريطانيين بما يزخر به من ثروات باطنية هائلة كاليورانيوم والذهب والألماس، طلب مناوي من بريطانيا دعمه عسكريا، حيث تم تلبية طلب الأخير بتزويده بشحنة ضخمة من الأسلحة المتطورة والمتمثلة في كمية كبيرة من الرشاشات الثقيلة وقاذفات الصواريخ، إضافة إلي كمية معتبرة من قذائف الهاون وقاذفات القنابل.
كل هذه الإمدادات لا تريد بها بريطانيا إحقاق السلام في المنطقة لأنه لا تخدم مصالحها وأهدافها التي تسعي إليها، بل على العكس فهي تهدف من خلالها إلي خلق الفوضى في إقليم دارفور و زعزعة استقرار السودان ما سينجم عنه المطالبة بانفصال هذا الإقليم عن السودان كما حدث مع جنوب السودان.
فبالرجوع بالذاكرة للوراء نجد أن بريطانيا كانت أول من دعي إلي منح دارفور الحق في تقرير مصيره، أي انفصاله عن السودان وكان هذا في 2013 حين رفضت الحكومة السودانية آنذاك هذا الطلب بشدة، كما شهد نفس الإقليم مساعدات مالية معتبرة كالتي تلقاها في 2016 والمتمثلة في 12.5 مليون دولار.
ويجدر أيضا بالذكر أن علاقة مني مناوي أركو ببريطانيا قوية جدا وتاريخية، فهي من دعمته في تمرده ومعارضته لحكومة البشير منذ 2003، حين قدمت له بريطانيا ولحزبه المعارض مكاتب في لندن وزودته بكافة الوسائل والمعلومات لتقوية معارضته ضد نظام السودان آنذاك، وكل هذا لخلق فوضى في إقليم دارفور وهو ما سيعطيها الحق في المطالبة بمنح هذا الإقليم الحق في تقرير المصير وإعطاءه حكما ذاتيا ليتسني لها وضع يدها علي ثروات هذا الإقليم.
إن الدعم البريطاني لمناوي يكشف حقيقة تورط بريطانيا في المجازر الرهيبة التي حدثت في إقليم دارفورالأيام الماضية والتي راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل وجرح أكثر من 220 آخرين، كما يكشف عمالة وخيانة مني مناوي أركو الذي يريد الإنفصال عن السودان ليكون الحاكم الفعلي لإقليم دارفور بعد انفصاله، فمخطط تقسيم السودان لا يزال ساريا ومدعوما من طرف بريطانيا و أمريكا بتنفيذ خونة وعملاء من الداخل السوداني.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/19/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة