لقد تدخلت الولايات المتحدة باسم "تعزيز الديمقراطية"، بقوة في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وحرضت على الاضطرابات، بل وأرسلت قوات بشكل مباشر للغزو، مستخدمة "الديمقراطية" كأداة سياسية وسلاح للحفاظ على هيمنتها العالمية. ودعونا نلقي نظرة على كيفية تعزيز الولايات المتحدة "للديمقراطية": في أمريكا اللاتينية، تروج "لعقيدة مونرو الجديدة"؛ وفي أوروبا وآسيا، تحرض على "الثورات الملونة"؛ وفي غرب آسيا وشمال أفريقيا، تتحكم عن بُعد في "الربيع العربي". وقد أدى التدخل السياسي المتكرر، والتدخل العسكري، والحصار الاقتصادي، وتخريب الأنظمة في البلدان التي لا ترغب في الطاعة العمياء لقيادة الولايات المتحدة، إلى إلحاق أضرار جسيمة بالحياة الاجتماعية وسبل العيش والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان لشعوب هذه البلدان. والآن تريد تطبيق نفس السياسة علي السودان الحبيب، فمن خلال رسالة السفير الأمريكي التي دعي فيها الشعب السوداني إلي التوجه للإعتصام أمام السفارة الأمريكية لحمايتهم من الجيش والشرطة نري أن امريكا تحاول الآن التدخل مباشرة بصفة علنية في الشؤون الداخلية للسودان بعدما فشلت كل محاولاتها الخفية في التدخل عن طريق منظمات دولية وأشخاص مندسين في وسط الشارع السوداني. إن الإستراتيجية الأمريكية في السودانتعتمد علي نقطتين مهمتين الأوليتتمثل في التحكم في رؤوس المقاومة السودانية ووضع خطة عمل يسير عليها الثوار لاستكمال المظاهرات وذلك لخلق بيئة سياسية غير مستقرة واستخدام التطرف أيضا كورقة للعبب، والنقطة الثانية تتمحور حول التدخل المباشر بعد النجاح في التحكم بالثورة واستدراجها إلي حيث تريد أمريكا كالرسالة التي أطلقتها السفارة الأمريكية وذلك بهدف شرعنة التدخل الأمريكي في المنطقة. وردا علي مقترح السفير الأمريكي علق الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين وليد علي لصحيفة ”الجريدة”، بأنها خطوة غير موفقة لجهة أنها لا تعبر عن الثورة وقيمها،وأكد أن إقامة الاعتصام أمام مباني السفارات الأجنبية ليس له أي معنى، كما ردت سلمى نور القيادية بالحرية والتغيير في تصريح لـ”الجريدة”علي هذا المقترح،بأنها خطوة ليس لها أي معنى ولا يوجد أي مبرر لها، وأن الاعتصام كان يمكن أن يقام في حال كان موقف السفارة سلبي تجاه السلطات السودانية، مضيفة بأن الاعتصام أمام السفارة الأمريكية سيعطي الحق لأمريكابالتدخل في السودان، وهذا ضد مبادئ الثورة ومبادئ الحرية والتغيير، أما الشعب السوداني فقد تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بقوة ردا علي هذا المقترح الأمريكي الخبيث، حيث اعتبروه تدخلا مباشرا في الشؤون الداخلية للسودان كما أبدوا رفضهم وغضبهم من هذا المقترح، ووصفوا كل من قام بنشره علي صفحته بالخائن والعميل الذي باع وطنه. ومن هنا نستنتج ان وجود الطرف الثالث الذي لطالما تحدثت ولمحت عنه السلطات بأنه يسعي لزرع الفتنة بين المتظاهرين ورجال الأمن ويسعي للتخريب وزعزعة استقرار البلاد، أصبح حقيقة بعد انتشار مقترح الإعتصام امام السفارة الأمريكية، وهذا الطرف يتمثل في الولايات المتحدة وأذنابها من الغرب.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/14/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة