هذه شخصيات مؤقتة، وأقصد بمؤقتة أن ظروفها لا تسمح لها بالاستمرار في حكم دولة. إن كل هؤلاء ليسو رجال دولة، بل هم رجال الصدفة والحظ، في دولة منهارة ثقافياً وحضارياً أكثر من انهيارها الاقتصادي. ولا ترسخ مخالب الدول العظيمة بمثل هؤلاء المؤقتين. بل ترسخ برجال عظماء يتمتعون بعناصر هامة منها الشفافية والنزاهة ثم الرؤية الثاقبة والقدرة القيادية العالية لاستنفار الشعوب. بغض النظر عما إذا كان نظام حكمهم دموقراطياً أم عسكرياً، فقدراتهم أعلى من تلك المسميات التي تثير الجدل والغبار والأتربة. لقد افتقد الشعب لتلك الشخصيات التي تتمتع بالهيبة والذكاء والمصداقية، وسقطنا جميعنا في عهد قيادات العصابات الإجرامية التي لا تتوانى عن إزهاق أي روح مقابل الاستحواذ على السلطة وسرقة الثروة. وفي ظل فقر شعبي عارم، وجدوا الفرصة ملائمة ليلهث المتملقون والانتهازيون خلفهم فينالوا بعضاً مما يتساقط من فضلات الطعام الذي يخرج من حلوق وأفواه رجال الحظ وحكام الصدفة من شذاذ الآفاق والرجرجة والدهماء. وهزا ما جعل هؤلاء يصدقون بأنهم نالوا الدرجة الكاملة في الامتحان. ولذلك أقول بان هؤلاء مؤقتون، وقد ينالوا شيئاً لبعض الوقت، قبل أن يخسروا في جله. ورغم أن الشعب يائس، لكنني ابشره باقتراب انفراج الأزمة خلال بضعة أشهر ونهاية كل هذا التهريج.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/19/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة