هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2022, 06:05 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24984

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟

    05:05 PM March, 19 2022

    سودانيز اون لاين
    حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
    مكتبتى
    رابط مختصر



    رامي ابو شهاب
    كاتب اردني فلسطيني

    هل تنطوي الكتابة على متعة؟ وهل ثمة ما يضفي شيئاً من الاحتفاء بهذه الممارسة؟ أي أن تكون كاتباً، ربما يبدو هذا السؤال الأكثر استثارة أو جدلية من حيث مستوى الموافقة أو الرفض لدى البعض، أو لأي ممن مارس فعل الكتابة، وهنا نتمايز، ونتغاير في تحديد دوافع الكتابة، غير أن هناك من يرى أن الكتابة تعدّ ظاهرة تنطوي على شيء من الألم، أو على الكثير منه. إنها اللعنة التي لا شفاء منها، ولاسيما مع فقدان الخيارات الأخرى لعطب في التكوين.
    الكتابة تستهدف في نشأتها المبدئية فعلاً جمعياً، ونعني جمهور القراء، لكنها في الأصل مشكلة تتعلق بالأنا، فالكتابة تتشكل بداية من ذلك الوعي المرهق، نتيجة الارتطام العميق بالمحيط، أو تلك المجاميع من الكائنات، بما في ذلك متواليات أنماط السلطة، التي تتبدى على شكل ذوات أحياناً، وفي الأغلب على شكل مؤسسات. الكتابة محاولة لتجاوز هذا التشكيل الصلد من التعارض بين الذاتي والجمعي، وقد تبدو الكتابة للبعض إضافة فارقة تميز الكاتب عن الآخر، وتجعله في موقع متعالٍ، وقد تنزاح إلى أن تكون فعلاً فارقاً في تحديد معنى الوجود، فالكتابة هي فعل استبدال أو تعريض يتصل بمعضلة الأنا أو المحيط، الخارجي، فلا جرم أن يقول ثيودر أدرونو: «بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه».
    تتحدد وظائف الكتابة تبعاً لمنطلقات محددة… فقد تمسي محاولة الأنا لتجاوز الوعي الجمعي والبحث عن قيمة التفرد، ومع ذلك فهي تتخذ موقفاً في الاشتباك من القضايا الكلية للإنسان، ومن هنا تبدو الكتابة أحد التشكيلات المضادة لأي هيمنة، بما في ذلك الموت أو الفناء، وهي أيضا شكل من أشكال التعبير عن الرغبات المقموعة المتصلة بالذات، حسب تحليلات علم النفس، ومع ذلك فإن هذا يبقى جزءاً من ظاهرة تفسير الكتابة، كونها تنطوي على دوافع متعددة لا يمكن حصرها. من الملامح التي تتصل بإشكالية الكتابة ما يعتقده البعض، أنّ الكاتب كائن متعال في وعيه من منطلق التمايز، والقدرة على تحقيق ذلك الانسجام، مع العالم، وفهمه بالصورة المثلى، وبأنه يدرك حقائق الأشياء، وفي ظني أن هذا النوع من الكُتّاب لن يقترب يوماً من إدراك كنه الكتابة الحقيقية، فالكاتب الحقيقي هو الكاتب الذي يعاني الفشل تلو الفشل، عبر محاولة تجاوز غياب الانسجام مع الأنا أولاً، ومن ثم العالم المحيط به، وهو أيضاً الكائن الذي لا يمكن أن يتقبل حقيقة أن يكون جزءاً من ممارسة الهيمنة على الوعي، وأن يتحول لأداة سلطوية، فالكتابة هي جزء من ألم محاولة نفي ثقافة القطيع.
    إن التمكن من فعل الكتابة بصفته الأنوية، يعد من مزالق الكتابة، ولهذا أرى أن الذوات التي تحترف الكتابة هي كائنات تقبع في أقبية الأفكار، حيث تحاول أن تستطلع شيئاً من النور مع كل كلمة. ولعل الكتابة لا تحتمل أي شكل من أشكال الغرور، بل على العكس من ذلك، فالكاتب عندما يصرح عن ذلك، فهو يعلن عن نقائص ذاته، فالكاتب لا يمكن أن ينسجم مع المتواطئات اليومية لفعل الحياة، مع الإشارة إلى وجود أسماء كبيرة في عالم الكتابة، غير أنها تعلم في قرارة نفسها بأنه لم تكن حقيقية. لا أعتقد أن إصدار كتاب ينطوي على أي بهجة، سوى إنه جزء من محاولة النجاة من إحساس بالنقص، أو العدمية، أو محاولة البحث عن رؤية تسدّ تشوهاً أو فراغاً هائلاً، وربما يكون محاولة يائسة للنجاة من الخواء، أو جعل العالم أكثر تعادلاً، وأن تدرك في أعماقك بأن هذا العالم ليس لنا، قياساً على عنوان مجموعة قصصية لغسان كنفاني.

    إن التمكن من فعل الكتابة بصفته الأنوية، يعد من مزالق الكتابة، ولهذا أرى أن الذوات التي تحترف الكتابة هي كائنات تقبع في أقبية الأفكار، حيث تحاول أن تستطلع شيئاً من النور مع كل كلمة.

    لطالما شكلت أعمال كولن ولسن، ولاسيما «اللامنتمي» بالإضافة إلى كتاب «أساتذة اليأس» لنانسي هيوستن رضة بداعي أنها شكل هوية الكاتب بوصفه الهش، والمتطرف، والعنيف، والمأزوم، وهنا أعني الكاتب الذي يعي أزمة الكتابة التي لا تعني سوى استجلاب أكبر قدر من التأمل، الذي لا ينطوي على نتيجة إنما تكمن قيمته أو جماليته بالممارسة، فالكتابة تتجاوز أن تنشر مقالاً أو تصدر كتاباً، إنما هي تعني الإشهار، عن محدودية خيارات القدرة على أن تمارس لعبة الحياة، وهنا يحضرني بيتان من الشعر وردا في إحدى مقامات بديع الزمان الهمذاني كونهما يجسدان اختزال المرجعية العميقة لوعي المثقف عبر تصوير الانسلاخ عن المحيط، ونقده، فتبدو اللغة في وقائعها الساخرة خطاباً من خطابات الاحتجاج، والتعريض:
    ويـلك هـذا الزمان زُورُ فــلا يَــغــرنـك الغـرورُ
    لا تـلتـزم حـالة، لكن در بالليالي كما تدور
    لقد حمل هذان البيتان تمثيلاً هائلاً للواقع كونهما ينطويان على هجاء المنظومة القيمية الهشّة للمحيط، إنهما يحيلان إلى ثقافة التماهي مع الزمن ضمن سياق منحط.
    يفتتح كولن ولسون كتابه على رواية الكاتب هنري باربوس، التي جاءت بعنوان «الجحيم» لتقودنا إلى معنى العدمية، لكني هنا لست متصلاً بتلك الرؤية الفلسفية لتموضع تلك العدمية في وعي الكُتّاب، وهم الأكثر نضجاً، لكنني معني بحقيقة أن الكتابة لا تستدعي تلك البهجة، بمقدار ما تعني الدخول إلى لغة الظلال، فربما يبدو حفل توقيع كتاب أمرا باعثا على الزهو، فهو مشهد من مشاهد تأثيث الأنا، لكن في الحقيقة ما هو إلا جزء من مهزلة هذا الكيان، إذ تصرح الممارسة بأن الذات الكاتبة ترغب في أن تنتمي إلى شيء أكبر، إنه بحث عن المشاركة، وتكوين الأنا في مجال الآخر. ولعل هذا الاحتفاء بالكتابة يبعث في بعض الأحيان شيئا من الغثيان، ولاسيما ونحن نعلم أن الكاتب في العالم العربي لا يعني شيئاً، فهو الأقل تراتبية مجتمعياً، ومؤسساتياً، فليس هناك من كاتب في عالمنا العربي لم ينجُ من نضالات الاصطدام ـ في حال كان كاتباً حقيقياً- وعلى ما يبدو أن ثقافة الترويج للكاتب باتت مكوناً عميقاً في ثقافتنا، فثمة أدوات جديدة تسهم في تكوين أسطورة الكاتب، ولاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هل فعلاً من يكتب أو ينشر ينطلق من تعارضه مع العالم؟ أم أنه يكتب بحثاً عن أناه، وهي تغرق في استيهام زائف قوامه اختلاف الأنا الكاتبة، لكن مع افتقار حقيقي لألم الكتابة، وهي السمة المائزة للكتابة؟
    لا شك في أن الكتابة تتولد أو تتشكل من لحظة اللقاء مع كتاب سابق في زمن ما، هي تلك اللحظة التي تنتقل فيها جرثومة الوعي بهشاشة العالم عبر كتاب ما، وبناء عليه فالكُتّاب ربما يكونون مسؤولين عن هذا الإحساس المرهق عبر نقله للآخرين، لكن هذا لا يستقيم، فالكتابة للبعض تعني ذلك الخلاص، أو لحظة الحقيقة التي يستعجلها البعض، ويؤخرها البعض الآخر، فلا عجب أن نرى كتب السيرة الذاتية التي يضعها السياسيون، بعد أن نخرهم الإحساس بتبديد الحقائق، وتوليد الزيف، فهم حين يقتربون من الموت يسعون إلى التخفف من فيض الألم… إنها صحوة، أو محاولة التكفير عن عقود من ممارسات التزييف، ولا شيء يمكن أن يشفي الروح سوى الكتابة. وعلى ما يبدو فإن إمبرتكو إيكو لا يختلف كثيراً في مقولته عن ممارسة شهرزاد حيث يقول: «كي تتمكن من النجاة عليك أن تروي القصص» هكذا تمسي الكتابة بتمظهراتها كافة أداة من أدوات النجاة، غير أنها ربما لا تعدّ مصدراً ناجعاً في كل الأحوال، إذ يمكن أن تؤتي مردودا عكسياً فتصبح عاملاً من عوامل التدمير للذات، فهل يمكن أن نوافق ألبير كامو حين أعتقد أن الكتابة هي ما يحول دون أن تدمر الحضارة ذاتها، لكن يكمن السؤال الأكبر ما مدى الاحتفاء الحقيقي بالكتابة، وهنا نلج معضلة التمايز بين الأمم من حيث الاعتناء بالكتابة بما عداها من ممارسات بشرية، كون الكتابة تتصل بصلب النموذج الحضاري، وهذا ما يمكن أن نتداوله في مناسبة أخرى.






                  

03-19-2022, 06:11 PM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: حيدر حسن ميرغني)

    العزيز اخانا حيدر
    السمح خلقة واخلاق

    التحية وكل التقدير

    دا كلام جميل والله
    ومشكور علي تجميلنا بيه وبيك

    ولنا عودة كان الله هون


                  

03-19-2022, 06:36 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24984

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: أبوذر بابكر)

    هلا بالمستنير أبوذر
    اعرف كيف تستهويك مثل هذه المواضيع
    من مِنا لا يحتفي بالكتابات الجميلة؟
    البوست مجرد إستدراج للمهتمين بقيمة الكتابة بوصفها فعلا جماليا لا يخلوا من المتعة والالم

                  

03-19-2022, 07:53 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الكتابة فيها متعة شديدة، والغريبة أنا مصاب بمرض الزول دا ما رصدو وهو إعادة قراءة كتاباتي بشكل متكرر،
    أكتر صفحة أتصفحها في الفيسبوك هي صفحتي وفي بعض الأحيان أقوم بجعل البوست مُشاهد لي وحدي (خيار only me)،
    أثناء قراءتي لكتاباتي بحس ببهجة.

    المهم شوفو لي المرض اسمو شنو وأنا رضيان بيهو
                  

03-19-2022, 10:01 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24984

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: أبوبكر عباس)

    مستنيرنا الاعظم
    إعادة قراءة ما تكتب لا تمنحك السعادة فقط ، وإنما تجدد نظرتك ايضاً تجاه كل شيء حولك (الشخوص والزمان والمكان ) بل تجاه العالم ذاته
    عشان كده زميلك الطيب صالح قال الكتابة محنة وتمنى أن يخرج منها سليما
    سيدنا الجاحظ قال في سفره العظيم "الحيوان" : قد يذهب الحكيم وتبقى كتبه ويذهب العقل ويبقى أثره
    المهم ان تبقى كتاباتك .. ويبقى أثرها عشان نقول " قال المستنير"
                  

03-19-2022, 10:53 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: حيدر حسن ميرغني)

    Quote: هل تنطوي الكتابة على متعة؟ وهل ثمة ما يضفي شيئاً من الاحتفاء بهذه الممارسة؟


    سلمات يا حيدر

    انا استمتع جداً بالقراءة واقضي معظم اوقات فراغي فى القراءة
    واكثر ما لفت نظري فى الاحتفاء بالكتابة ما قاله الروائي والقاص الامريكي فرانسيس سكوت
    حيث قال :
    " هناك شئ ما فى اعماق قلبي يدعوني الى الكتابة "
                  

03-19-2022, 11:21 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ثمة ما يستدعي الاحتفاء بالكتابة؟ (Re: علاء سيداحمد)

    سلام حيدر وضيوفه

    فى رأيى فإن دافع الكتابة هو غريزة حب البقاء.. فهى ذات الغريزة بدون أى فرق.. ومثل الإنجاب الذى هو نتاج غريزة حب بقاء النوع ليشعر الانسان أنه مستمر بعد وفاته
    فإن الكتابة تعطيه نفس الشعور من انه سيظل باقيا بأفكاره بعد موته.. البعض يقول الكتابة ولادة، وهذه حقيقــة. فإنها تبدأ بالفكرة العامة، ثم تأخذ الوقت لتتبلور الفكرة وهذا
    الوقت لا يد لك فيه. لا تستطيع إختصاره.. كأنما هناك تفاعل بيولوجى، وهو فعلا تفاعل كيمائى بيولوجى فى المخ تنضج فيه الفكرة من مضغة الى علقة الى جنين.. حتى تخرج
    وتخطها بالقلم.. لاحظ الكاتب يكون معذب أثناء تطوير الفكرة وجمع المراجع..الخ، وبمجرد أن يشوف مقاله منشور أو كتابه فى الرف تلفه سعادة غامرة. زى ما جابوا ليه بنت.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de