مقاربة د. عبد الله الفكي البشير بين آراء الأستاذ محمود محمد طه والبروفيسور أمارتيا سن تجاه التنمية تلهم المتخصصين في التنمية وتدفعهم لفتح باب المقارنات دون الاعتراف بالفضل (1- 7)
"والتبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشِّر، من سعة العلم بدقائق الإسلام، وبدقائق الأديان، والأفكار، والفلسفات المعاصرة، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز امتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة، وعلى كل دين، بصورة تقنع العقول الذكيَّة". (محمود محمد طه، الثورة الثقافية، 1972، ص 17).
منذ 30 أكتوبر 1984 حيث صدرت الديباجة التي كتبها الأستاذ محمود محمد طه، لم أقف بعدها على كتاب أصيل وجديد ومفيد وملهم، وأضاف الكثير للفضاء السوداني والأفريقي والعربي والإنساني، مثل كتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حرية- محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة). لقد صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في أكتوير 2021، وتجري الآن طباعة الطبعة الثانية، ومتوقع صدورها نهاية هذا الشهر. كما انتهت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية ومتوقع صدورها خلال الشهر القادم. ويجري الآن التفاوض لترجمة الكتاب إلى اللغتين الألمانية والفرنسية. وتعود أصالة كتاب عبد الله وجدته إلى كونه فتح باب المقارنة بين آراء الأستاذ محمود محمد طه والمتخصصين في التنمية، كما كشف الكتاب عن رؤية الأستاذ محمود الأصيلة والسابقة، والتي طرحها منذ خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، تجاه التنمية، بينما جاءت رؤية أمارتيا سن في كتابه: Development at Freedom في العام 1999. وتزداد قيمة مقاربة عبد الله، في أنها أظهرت المرجعية الفكرية لرؤية الأستاذ محمود تجاه التنمية، وهي القرآن في مستوى آيات الأصول (الآيات المكية). فقدمت بذلك وجهاً مشرقاً للإسلام في الوقت الذي يواجه فيه الإسلام والمسلمين التهم بالعجز والقصور والتخلف والتطرف ومحاربة التقدم والفهم باسم الله. وهذه التهم تجد سندها وتعزيزها في أخذ الإسلام عن جهل، يقول الأستاذ محمود: "إن الإسلامَ سلاحٌ ذو حدين.. إذا أُخذ عن علمٍ ومعرفة رفع الناس إلى أوج الرفعة والإنسانية والرقي، وإذا أُخذ عن جهلٍ، ارتد بالناس إلى صورٍ من التخلفِ البشع، الذي يحارب باسم الله كل مظهرٍ من مظاهر التقدم والفهم". وترجع قيمة كتاب عبد الله وأهميته إلى أن فكرته فاتت على المتخصصين في التنمية حتى من الجمهوريين تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، وأنا أولهم، على الرغم من أنني أحمل درجة الماجستير في التنمية من واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية. فنحن ربما نكون معذورين إذا جهلناها قبل صدور هذا الكتاب، ولكننا على التحقيق لسنا معذورين اليوم والكتاب بين أيدينا، لان هذا الموضوع هو موضوع الساعة، الذي تتوقف عليه حياة الناس، ومعيشتهم، ورفاهيتهم، ومستقبلهم، في السودان خاصةً، وفي سائر الأرض.
الكتاب المُلهم لا يَغِيب ولا يُغَيّب
هل بعد صدور هذا الكتاب الأخلاقي الملهم الخلاق، كتاب عبد الله الفكي البشير، والذي غابت فكرته عن المتخصصين في التنمية والاقتصاد، سواء من الجمهوريين أو غير الجمهوريين، فهل بعد صدوره يمكن أن يكتب أحد ممن أطلع عليه، مقالاً دون الإشارة إليه؟ وهل يمكن لأي جمهوري أن يكتب مقالاً عن رؤية أمارتيا سن تجاه التنمية دون أ يلفت انتباه القراء لهذا الكتاب؟ وهل يمكن لأي مختصص في التنمية ومطلع على هذا الكتاب يقرر إجراء مقارنة بين أمارتيا سن والمعلم نيريري، ومقارنة بين الأستاذ محمود ونيريري، دون أن يذكر فضل هذا الكتاب ودوره الملهم؟ في تقديري أن أفعال مثل هذه لا يمكن أن تصدر من متخصص في التنمية مطلع على كتاب عبد الله، سواء كان جمهورياً أو غير جمهوري، وحتى ولو كان يكن عداءً للكتاب، فإن العلمية تحتم عليه الاعتراف بأسبقية كتاب عبد الله، كما أن القيم الأخلاقية تفرض عليه الإشارة إليه، حتى ولو من باب الاعتراف بالفضل. غير أن الدكتور قصي همرور فعل!!!
Sent from Yahoo Mail for iPhone
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/19/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة