السودان الحديث بلد عمره سته وستون عاما تشكل اول حراك للنخبة السياسية المثقفه الواعية فيه في1924(حركة اللواء الأبيض) بقيادة علي عبداللطيف واخرون واول بروز لمظهر المثقف السوداني تمثل في رفض الأحتلال البريطاني ثم تلا ذلك الحركات الوطنية الاخرى مثل حركة عبداللطيف الماظ ثم توجت الحركات الوطنية بمؤتمر الخرجيين حيث تشكل فيه وعي المثقف السوداني بضرورة مشاركته في دوره الطلائيع في البلاد والمتمثل في رفض الاحتلال هذا كان قبل التفاف الحركات الدنية التقلدية التي انطلقت من مرتكز ديني صوفي ثوري في بعضها وقداسي في بعضها الاخر (المهدية - الختمية) على شباب مؤتمر الخرجيين وتشتيتهم عن فكرتهم الاساسية ولسنا هنا بصدد اثارة الجدل حول هذا الامر الذي اسهم في تمكين الاحتلال الانجليزي في السودان و حتى لاننحرف عن سؤالنا الرئيسي متى ينهض السودان؟؟ السؤال الذي عجزت النخبة السودانية طوال ال٩٨ عاما عن الاجابه عليه في بلد تتوفر فيه كل عوامل ومقومات النهضة والتنمية و على سبيل المثال لا الحصر يجري النيل فيه من اقصاه الى ادناه واهله عطشى وبلد تبلغ مساحته قرابة مليون ميل مربع واغلبها اراضي زراعية واهلها (جوعى) وبلد به 40 مليون راس من الأبقار واطفاله يموتون من سؤ التغذية والامراض المرتبطه بالفقر ، وطن ينتج ما يقدر ب 200 طن من الذهب سنويآ ونصف شبابه يموتون غرقٱ في شواطي المتوسط أمل في العبور الى أوربا (الفردوس المفقود) بحثآ عن حياة كريمه ومضجع آمن يكفيهم حد الكفاف وسؤال الناس الحافا ، ونصفهم الاخر هو من حالفه الحظ و ذهب الى الخليج فصاروا خبراء وعلماء كل في مجاله يشار إليهم بالبنان يرفدونا تلك البلدان بالعلم والمعرفة وبين كل هذا وذاك تتقلب النخبة السياسية السودانية بشقيها (يسار - يمين) تتقلب في نومها العميق وثباتها المخيف ، نخبه لم تستطيع من 1956 ان تخاطب جذور الازمه السودانية ولم تتقدم قيد انملا في ثلاثية الازمه التي تركها المحتل البريطاني(مشكلة الجنوب - الدستور- التنمية) سوا بفصل الجنوب الحبيب ، ويتبين لنا ان النخبة السودانية لا تقراء وإذا قراءة لاتفهم وإذا فهمت لاتعمل لتبقى الازمه ازمة ضمير غابت بسببه نهضة الامة السودانية فاصبحت المصلحة الشخصية والحزبية تتقدم على الاجنده الوطنية وعندها غابت الحلول وفاصبح الوطن معهد لتدريب الهواى من المراهقين السياسين والحزبيين وحقل تجارب نتاجها ما يعاني منه الوطن حاليا من غلاء فاحش وبلا ساحق فاصبحت التنمية والرخاء مؤجلتين ريثما يغيض الله لهذا الامة قيادة صادقة تنتشل البلاد من براثن الفقر والجوع الى ركب الامم المتحضره لي تنعم بالكرامه والعيش الوفير الى ذلك الحين والموعد المرتجى سيظل الوطن ينزف والجرح غاير وكما ستظل النخبة السودانية تتحمل نتيجة تاخر التنمية والنهضة .
إبرهارت هو وزير الأقتصاد في حكومة السيد (اديناور) أول مستشار لالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها المانيا في 1949 مدمرة بالكامل وهو صاحب كتاب (الرخاء للجميع) وصاحب نظرية (المعجزه الاقتصادية) (Wirtschaftswunder) الاشهر عند طلاب الأقتصاد والعلوم الإنسانية يقول (المفسرون لنظريته لا يمكن الحديث عن المعجزة الاقتصادية في ألمانيا بدون التركيز على مصطلح موضوعي يفرض نفسه ألا وهو اقتصاد السوق (الاشتراكي أو الاجتماعي) ظهر هذا المصطلح عندما بدأت الأحزاب الألمانية المؤسسة حديثا بعد الحرب في تكوين وتنسيق مبادئها مثل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحى بجناحه النقابي القوي الذي وضع الاشتراكية المسيحية نصب عينيه كهدفه الأوحد، والذي وضع مفهوم مصطلح اقتصاد السوق الاشتراكي الذي كان عبارة عن رفض كل الأشكال السابقة للخطط الاقتصادية كان الهدف هو الوصول لأعلى مستوى من الفوائد الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، يتم تنفيذه من خلال شعب قادر وحر يعمل معا تحت إطار الدولة، وكانت هناك نقطة معينة ربما تكون سببا للفشل وهي سياسة تفكيك مصادر قوة الاقتصاد الألماني التي كانت تنتهجها الدول المحتلة لألمانيا في ذلك الوقت.
رد الفعل هذا إذا ما نظرنا إليه اليوم يبدو مشهدًا جانبيًا له تأثيراته النفسية والاجتماعية على الشعب في ذلك الحين حيث ساهم في خلق الأساس والقاعدة التي يمكن أن يجتمع حولها رجال الأعمال والعمال والنقابات لسنوات عديدة على الرغم من كل الخلافات والتضارب بين المصالح المشتركة التي يمكن أن تحدث في مثل هذا الموقف، فلم يكن المرء يتخيل أن يرى بعينيه أحيانا سجناء ومعتقلين سابقين في معسكرات الاعتقال (النازية) يجلسون مع أعضاء سابقين في الوحدة الوقائية للنازيين (إس إس) وكان هذا مخالفا للطبيعي المتوقع بعد ما حدث من قبل، وهذا المثال يوضح حقيقة أخرى أن تفجيرات الحلفاء قد تسببت بالفعل في دمار كبير وكانت القدرة والأداء الصناعي على الإنتاج أقل مما يبدو. بتعبير أوضح لم تعد هناك مساكن وبيوت ومصانع، ولكن أساس الإنتاج الصناعي وهو (الإنسان) مازال موجودًا بالفعل). فحقا هل تقراء نخبنا السياسية واذا قراءات هل تفهم واذا فهمتا لماذا لاتطبق.. فبيت القصيد ومربط الفرس ان اردنا نهضة البلاد علي الجميع (يمين +وسط+يسار) الجلوس وتناسي الجراح والتوافق حول مشروع وطني واحد يلتام حوله الشعب.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/18/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة