ان يقع الانسان في الخطأ ويكرره امرا عاديا وان كان اللدغ من الحجر اكثر من مرة يصعب تبريره، ولكن الجموع السودانية ان تحتفل بيوم البؤس ،حتي الذكري الخمسين بعد السبعة امر يصعب فهمه ما قيمة اكتوبر في الاساس وما قيمة تلك الثورة التي انتزعت السلطة من يد العسكرين الذين حكموا البلاد بدون الضغائن ولا العنصرية .ولا تعرف البلاد مجدا بعدهم حتي الان . وقدموا ما استطاعوا بقدر جهدهم بالصدق والامانة وان اخطأوا في مشروع السد العالي واستمرارهم في حرب الجنوب .ومع ذلك كان بسبب وقف المزايدة من عملاء مصر في السودان ويريدون ان يتقوا البلاد شرور مصر . وقد اتت ثورة اكتوبر بأسوا تنظيمات سياسية التي خلقت بيئة سيئة في العلاقات الشعبوية وتطورت عندهم اساليب التأمر وبناء السلطة بالمفاهيم العرقية الي ان انتهت بفقدان السودان ثلثها واجزاء اخري في الطريق .وما كانت السودان في ذلك الوقت والي اليوم في حاجة الي اكثر من مشروع المواطنة المتساوية التزمت بها حكومة عبود حرفيا لآخر يومها. وبل صارت البلاد تعتمد الي يومنا هذا بمؤسسات التي اقامتها حكومة عبود في كل انحاء السودان بجهد متساوي وبحسب الضرورة وما يتطلبها الدارسات التنموية بعيد كل البعد عن المحاباة والفساد . وقته فقط كل سوداني عزيز في وطنه ،كريم خارجه.لقد كانت ثورة اكتوبر بداية انحدار السودان ،عندما سمح الاحزاب لنفسها ان تسوق النعرات العنصرية للمكاسب السياسية وظلت همها الاول كراسي السلطة وان تطلب ذلك خراب البلد وموت والولد بتسليح المواطنين وتحريضهم ضد البعض ،ولذلك الاكتوبر الحقيقي يفترض ان يكون عليهم. فان الذكري اكتوبر اليوم الذي يفترض ان تنكس الاعلام واعلان الحداد لا ان نعتبر انتجنا مجدا لم يفعله شخص من قبلنا وبعدنا . والاغرب من ذلك كله حتي ذكري السابعة وخمسين لم نتعلم او ندرك ما هي التجربة التي يستفاد منها هي بمثابة تكرار الخطأ بعدد الذكري الذي نقف عليه حتي يوم غدت مثل يوم الحج في الخرطوم .والكل يعود الي داره بعد ان يجف حلقه من الهتاف باسم اكتوبر كما لو ان اكتوبر حقق حلما .وليس ذلك اليوم الذي وضعنا في السودان بذرة لكل امراض السياسة، لاننا وحدنا لا نعلم ان الديموقراطية تحتاج علي الاقل قدرا من الوعي والا ستكون نتائجها هي التي تعيشها السودان اليوم الي ان بلغ نصف الامة تطالب اليوم بعودة العبود بعد ان وصلوا مرحلة اليأس من مآسي اكتوبر والثورات التي استنسخت منه وتسليم السلطة للاردأ منه .وقته من المحال ان تكون ثورة وبل حركة في منتهي الفوضي وان قامت بها الملايين. ان الديموقراطية لا يمكن ان تتطيق بواسطة بشر لا يعرفون هم انفسهم معني الديموقراطية وقتئذ. وقد كان الجاهل وحده لم يدرك ان حلم الديموقراطية في البلد الذي يكاد ان يكون كل مواطنيه من الاميين الي وقتنا الحاضر كيف يمكن بناء النظام الديموقراطي عليها وساعتئذ. وقد كان ذلك الفكر بمثابة انتحار سياسي وتكريس للقبلية وتفتيت الوحدة القسرية التي اتبنت عليها السودان من اجناس شرقه لا يعرف من في غربه ولا الشمال من في جنوبه ولا احد منهم يعرف ما يحتاجه الاخر من انماط حياته . وقد صدق خضر حمد يرحمه الله عندما قال حكمنا بلدا لا نعرفه ، وهناك شعوب اسعد ايامهم هي ابعدها عن الحكومة ما شأنه له بالديموقراطية في وقته . ومع ذلك يتم اقحامهم في قضايا ظاهرها رحمة وباطنها شر مستطير .بسيل من الوعود لم تتكرر سماعها الا بعد اربعة سنوات اخري . فان المشهد الذي أمامنا والذي نصف الامة حتي في مناطق الحضر يهتف بحثا للوضع قبل اكتوبر بعد ان فعل بهم الاحزاب المدنية بملابس العسكرية بالامة ، ليختاروا من بين عدة خيارات كله امر من الاخري. متي يتعلم السودانيون الدرس ؟ اليس هذه الاحزاب هي التي سلمت السلطة للعسكرين التي تثور عليها اليوم اذا كان كذلك لماذا اعادتها اليهم وننتظر اكتوبر اخر لانتزاعها.؟ ونخدع الاجيال لاننا احسنا صنعا بدلا من الاعتراف بخطأ ارتكبه النخب السودانية .وقبل ذلك كله لماذا لم يتم محاسبة العسكريين الذين انقلبوا علي المدنية وعاشوا فسادا في البلاد وكيف كان مصير عبود هل تم ادانته بفعله واية الثورات في تاريخ البشر تترك من تثور عليه احرار حتي مماتهم ؟والسبب كان واضحا بانهم تسلموها من المدنين بطيب الخاطر ليعيدوها اليهم متي يرتبوا امورهم باكتوبر اخر هلا فهمنا الدرس .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/21/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة