لم يكتب للسودان الإستقرار منذ الإستغلال في الأول من يناير من عام 1956م فهنالك حساسية بين (العسكر) والمدنيين فقد حدثنا المؤرخون أن الحكومة الديمقراطية والتي برأسها الزعيم إسماعيل الأزهري لم يكتب لها الإستمرار ففي عام 1958م (نطَّ !) الفريق/ إبراهيم عبود على السلطة وأزاح العهد الديمقراطي بقوة (البندقية) ولما كان الشعب السوداني كارهاً للإستبداد ، ثار ضد الفريق عبود وهو كذلك حتى أزاحه عن كرسي الحكم في أكتوبر من عام 1964م. ظن المواطن السوداني أنه قد أنهى حكم العسكر الإستبدادي في السودان إلا أنه قد (تفاجأ) باللواء جغفر محمد نميري الذي أنهى الحكم الديمقراطي في السودان وكان ذلك في (25 مايو 1969م) فلم يغمض المواطن السوداني جفناً بل ظل يُقاوم الإستبداد غير عابئ بالسجون والموت وهو كذلك حتى أزاح نميري والذي (رقى) نفسه إلى (مشيراً) فأزاحه الشعب السوداني عن الحكم عام 1985م . إن كثير من السودانيين والذين لازالوا على قيد الحياة يعلمون ان العسكر يعيدون (السيناريو) من ثاني وبالفعل فقد دبر الإخوان إنقلاب على النظام الديمقراطي في السودان ... الإخوان مدنيون (حسن عبد الترابي) وعسكريون العميد (عمر حسن أحمد البشري) فقد إستلموا السلطة بقوة السلاح في (30 يونيو عام 1989م لكن الشعب السوداني ظل – كعادته- يُقاوم الإخوان حتى – وبعد- ثلاثين عاماً من النضال قد تمكن من طرد الإخوان عن (كرسي) الحكم في ثورة شعبية لم يُعرف لها في مثيل في التاريخ . سّلَم الشعب السوداني السلطة إلى زعماء الثورة السودانية إلا أن الوضع لا زال غير مُستقر وأن (الظلام) يعُم بما (تعارف) على تسميته بالحكومة الإنتقالية واليت يحكمها العسكريون (البرهان – حميدتي) والمدنيون (حمدوك) لهذا وذاك كله فإن الشعب السوداني (يصيح) بأعلى صوته : ماذا بعد الفترة الإنتقالية ؟! هل سيشهد السودان كرٌ وفرٌ بين العسكر والمدنيين . إن الشعب السوداني العظيم يستحق الإستجمام ووإلتقاط الأنفاس في فترة ما بعد الفترة الإنتقالية ليبني ويُعمر وهذا لا يتحقق إلا بعد إنتخابات حرة ونزيه ليحكم بعدها زعيم سوداني فيه هذه الصفات : قوة الشخصية ... الوطنية ... الأمانة؟! إننا لا زلنا (نُعول) على المستقبل ونسأله تعلى أن يتم علينا نعمته ويحكم السودان حاكم عادل وديمقراطي وأن ينتهي إلى الأبد الحكم السلطوي والإسبتدادي في بلدنا السودان . نختم مقالنا المتواضع هذا بما كتبناه في المقال السابق (الحكومة الإنتقالية ... مالها وما عليها !) ونقول أن أهم ما تحقق في الفترة الإنتقالية هو عودة سودان الجدود إلى أحضان المجتمع الدولي ! فإلى الأمام ولا نامت أعين الجبناء آخر دعواناً ان الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
إلى اللقاء ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/03/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة