ودمدني ..... مدينة الاحلام ( 5 ) عبق التاريخ صدي الذكريات سلسلة ذكريات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2021, 06:02 PM

صلاح الباشا
<aصلاح الباشا
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 659

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ودمدني ..... مدينة الاحلام ( 5 ) عبق التاريخ صدي الذكريات سلسلة ذكريات

    05:02 PM October, 01 2021

    سودانيز اون لاين
    صلاح الباشا-السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر




    صلة لما إنقطع من حديث الخواطر والذكريات الرياضية في مدينة الأحلام لفترة الستينيات من القرن الماضي ، وقد ذكرنا ان لاعب الاتحاد المرحوم مجدالدين سنهوري رفض احراز الهدف في مرمي الاهلي في مباراة كاس رمضان في العام ١٩٦٣م بعد ان اصبح المرمي خاليا ... فانه قد برر ذلك بان ادارة النادي لم تسلمه مقدم حافز المباراة لان الفكي ( الاطون) كلفهم مبلغ كبير وسوف يسلمون لمجدي المبلغ كاملا من دخل المباراة .. ولما سألوا مجدي لماذا لم تودع الكرة الشباك قال لهم : خلوا الفكي بتاعكم يجيبها قون ( ههههههه) فكانت حديثه نكتة سرت بين المجالس ... واغرب حاجة حينما اعيدت المباراة يوم الجمعة التي تلتها فان الاتحاد خرج منتصرا بثلاثه اهداف احرزها مجدالدين .
    وعلي سبيل الذكريات في ذلك الزمان فإنني لن أنسي أن هنالك شخصية إتحادية تعتبر من كبار أقطاب نادي الإتحاد وهو العم عوض الياس والذي رحل عن الدنيا في العام 2006م بودمدني ، والذي يجري حب نادي الإتحاد في دمه بمثل جريان الحزب الإتحادي الديمقراطي أيضاً في دمه بطريقة بائنة لا تخطئها العين ، وقد كان الرجل أحد أعمدة قطاع الحسابات بمشروع الجزيرة ومن الشخصيات الولوفة والظريفة جداً في مجتمع بركات وودمدني .
    أما في النادي الأهلي ، في تلك الفترة فقد كان يحرس مرماه بله سليم ثم حمدي خاطر الذي أتي من المريخ ليلتحق بالعمل موظفاً بمشروع الجزيرة ثم إغترب إلي مدينة جدة ، ثم الحارس الرشيد وأيضاً المهندس سمير حسن بابكر لفترة محدودة عاد بعدها للتحرير بالخرطوم بحري حين تم قبوله لدراسة الهندسة بالمعهد الفني ( جامعة السودان حالياً) وكان المهندس سمير حسن يسكن ببركات حيث كان والده الراحل حاج حسن بابكر محمود من قدماء المحاسبين بالمشروع ، وسمير هذا كان شاباً إجتماعياً من الطراز الممتاز ، وقد اقام لعقود من الزمان بالعاصمة العمانية مسقط وترأس فيهاً النادي الإجتماعي السوداني في العاصمة العمانية ثم إنتقل مستثمرا بالشارقة بدولة الامارات العربية حيث أنشأ مصنعا لصناعة أكياس البلاستيك ،وعاد الي مسقط مرة اخري حتي الان . وهو ناشطا إجتماعياً لدرجة كبيرة فضلاً علي تمدد علاقاته الفنية والرياضية . كما كان شقيقه الأصغر وهو صديقنا وحبيبنا محمود حسن بابكر الكنزي له نفس ملامح نشاط سمير وتعدد علاقاته الإجتماعية وسط أبناء الدفعة ، حيث لازالت تربطنا بهم أجمل الصلات رغم تباعد المسافات وتششت أهل السودان في هذه الحياة حيث إنتقلت العائلة كلها إلي الإستقرار بالخرطوم بحري ( حي الأملاك) بعد نزول والدهم إلي المعاش من العمل بالجزيرة والذي وافته المنية في بحري في بداية التسعينيات ، وقد كان حاج حسن أيضاً من العلامات الإجتماعية البارزة في مجتمع بركات وودمدني .
    أما في حراسة مرمي سيد الأتيام النادي الأهلي فقد أتت منتصف الستينيات بالحارس القدير والصديق العزيز فتح الرحمن علي أحمد ( فتحي) وهو من أبناء مارنجان وقد كان يعمل بمشروع الجزيرة بعد تخرجه من ودمدني الثانوية ، وقد سبق للأخ فتحي أن تم إنتدابه للعمل بالأمانة العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك وذلك للعمل في مجال السكرتارية والطباعة لمدة عامين ، عادا بعدها للعمل بمشروع الجزيرة ، ثم إغترب للعملً في البنك السعودي الهولندي بالسعودية منذ ثمانينيات القرن الماضي وقد عادا من الإغتراب ليستقر بالخرطوم . كما كان هناك بالنادي الأهلي بودمدني اللاعب الموهوب المايسترو سيد مصطفي عليه الرحمة ، وسيد هذا كان من أميز لاعبي خط الوسط في السودان كله وقد لعب لنادي الهلال في الخمسينيات من القرن الماضي وأيضاً كان أحد أعمدة المنتخب القومي السوداني في ذلك الزمان ، ثم هاجر للعب مع نادي الإتحاد السعودي في جدة لعدة سنوات وعاد بعدها إلي ودمدني مرة أخري ليلعب في النادي الأهلي ، وهي الفترة التي شاهدناه فيها لاعباً متميزاً ، وقد كان سيد يعمل أيضاً بورشة الهندسة الميكانيكية بمشروع الجزيرة ببركات ، كيف لا وقد كان يرأس النادي الأهلي المرحوم أمين عبدالله الفكي السابق ذكره.وقد كان العم امين مدير شؤون الخدمة بالمشروع. كما كان يلعب في الأهلي في تلك السنوات اللاعب الحريف أحمد حامد بجسمه النحيل الذي يحاور به أعتي المدافعين ، وكان في الدفاع أبوصاحبو وقسم وودالأمين والمرحوم أحمد الجاك الذي كان يتحدث وهو ضاحكاً دائماً حتي تستبين نواجذه ، كما كان عماد الوسط شقيقه حكيم الجاك الذي رحل مؤخرا في العام ٢٠٢١م و الذي يطلق عليه جمهور الأهلي لقب ( حكومة) وايضاً محمد قسم الله – الديبة الكبير وبابكر ساتي( السد) وهو مهاجر بدولة قطر ، أما معبود جماهير الرياضة في ودمدني كلها والذي يفتخر به الأهلاويون كثيراً هو اللاعب الدولي الماهر والأخ العزيز بابكر سانتو الذي رحل عن الدنيا قبل عدة سنوات بودمدني ، وقد كانت جماهير الأهلي ، بل كل جماهير المدينة ثم الجمهور الرياضي السوداني كله يقدرون موهبته الفذة في لعبة كرة القدم التي كان يمارسها بذكاء وفن عجيبين ، وقد مثل بابكر سانتو السودان مع المنتخب القومي عدة مرات ، وبالرغم من سعي نادي الهلال العاصمي لضمه إلي صفوفه فإنه لم يستطع مغادرة ودمدني مطلقاً حتي تاريخ إعتزاله للكرة وسفره إلي للعمل بالسعودية ، كما لعب للأهلي كل من متوكل العربي وقيس عبادي وخضر سلمان .أما مدافع الأهلي المعروف ( سنطة) فقد كان أطول اللاعبين عمراً في الملاعب حيث لعب منذ منتصف الستينيات حتي بداية الثمانينيات ، وقد كان من الشخصيات المرحة جداً في مجتمع ودمدني ومجتمع العاملين بمشروع الجزيرة ببركات. كما لعب بالنادي الأهلي في الهجوم اللاعب الفنان عباس( ركس) الذي إنتقل إلي أهلي الخرطوم حين إلتحاقه للدراسة بجامعة القاهرة في عام ١٩٧٠ حيث إغترب طويلا بدولة الإمارات.
    أما نادي النيل فقد كان يلعب له في الستينيات ودالحوري واللاعب الحريف صاحب الجسم النحيف المرحوم ( عُلما) ، وكابتن جلودي وغيرهم ، وعوض العربي ومصطفي حنتوب الذي لعب للمريخ العاصمي ، وقد كان يحرس مرمي النيل الحارس المعروف عبد العال ساتي ، ثم في فترة لاحقة كان يحرس المرمي الحارس ودالخانجي ، وكان المرحوم كابتن عبدالعال ساتي يدرب نادي النيل لسنوات طويلة قبل اغترابه بسلطنة عمان ثم العودة لودمدني .
    أما أهم مهاجمي نادي النيل في منتصف الستينيات فقد كان هو المرعب المرحوم ( الأسيد) وقد إنتقل بعدها للعب بنادي الهلال العاصمي حتي تم إلغاء الأندية بعد أن أوقف الرئيس النميري أنشطتها وإستبدلها بمايسمي الرياضة الجماهيرية في عام 1976م ، وقد إنتقل الإسيد إلي سلطنة عمان فلعب في إنديتها ثم مارس التدريب ، وعاد إلي ودمدني مؤخراً حتي وفاته .
    أما أشهر لاعبي الستينيات فقد كان هو المدافع الفذ كابتن سمير صالح فهمي ( سمارة ماش) فقد كان يلعب في الشاطيء ولكن إستطاع هلال أم درمان أن يختطفه ليلعب معه منذ وقت مبكر من العام 1963م وظل سمير صالح بالهلال العاصمي لسنوات طويلة حيث أصبح أحد أعمدته وأعمدة المنتخب القومي في خانةالدفاع أي الظهير الأيسر ، ومن المباريات التي لا زلنا نذكرها لسمير صالح هي مباراة الهلال مع الأهلي الخرطوم في الدوري المحلي حيث كان لابد للهلال أن يخرج منتصراً حتي يتخطي المريخ ليفوز بالكأس ،وكان ذلك في العام 1964م ، وكان الأهلي نداً قوياً في تلك المبارة بقيادة قلب دفاعه ( إبراهيم كبير) ، وقد حدث أن أضاع هجوم الهلال عدة أهداف ، حتي أن اللاعب الدولي الأسطورة نصرالدين عباس جكسا قد اضاع ضربة جزاء في تلك المباراة الهامة وكانت تكفل الفوز للهلال في العشرة دقائق الأخيرة من عمر المباراة ، فإنقبضت أنفاس مشجعي الهلال وتملكتهم الحسرة والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ، إلي أن إستلم الكرة سميرصالح في الخمسة دقائق الأخيرة من منطقة دفاع الهلال ورفض تمريرها لأي لاعب في الهجوم ، بل بدأ يجري بها ويجري ليشق بها منتصف الملعب ويتخطي لاعبي الأهلي واحداً تلو الآخر ، وقد كانت الجماهير تصرخ مع سمير وهو يندفع تجاه منطقة جزاء الأهلي ، وكان المعلق الرياضي الكبير الراحل طه حمدتو يقول في مايكرفون الإذاعة في تلك اللحظات ( سمير ماش .. برضو ماش.. تخطي وسط الأهلي.. برضو ماش.. تخطي المدافعين.. لسه ماش ... قووووووون) وكان ذلك الهدف قد فاز بلقب أغلي هدف في الدوري حيث كان سبباً في إحراز الهلال للكأس في ذلك الموسم ، وجاءت الجرائد في اليوم التالي تتحدث عن سمارة ماش برضو ماش لسه ماش ، وقد ظل الجمهور يناديه بهذا اللقب ( سمارة ماش) وربما حتي اللحظة رغم إعتزاله الكرة ، وفي سنواته الأخيرة عاد سمير إلي ودمدني ليلعب في نادي النيل قليلاً ثم يعتزل في منتصف السبعينيات، وأذكر أن لسمير هذا شقيق أكبر منه كان يعمل بورشة الهندسة الميكانيكية ببركات ويسكن فيها وهو عزالدين صالح فهمي. وقد توفي سمير خلال هذا العام ٢٠٢١م رحمه الله.
    وعند ذكر حركة النشاط الرياضي في ودمدني في حقبة ستينيات القرن العشرين وهي الفترة الزمنية التي تتحدث عنها هذه الخواطر بكل ذكرياتها الجميلة ، فإن الأيام تعود بنا إلي تلك الشخصية الرياضية الفذة التي كانت تدير حركة الرياضة بالمدينة ألا وهو المرحوم السيد عبدالمجيد عبدالرحيم الذي كان قد شغل لعدة سنوات وقتذاك رئاسة الإتحاد المحلي لكرة القدم بودمدني ، وقد كان رياضياً مطبوعاً وإدارياً متميزاً ، بالإضافة إلي منصبه الرسمي في الحياة العملية حيث كان يشغل وظيفة مدير عام محالج مشروع الجزيرة حيث كان أول من شغل هذه الوظيفة مع بداية سودنة الوظائف من الإدارة الإنجليزية بعد إستقلال السودان في عام 1956م وظل يدير محالج القطن حتي تاريخ تقاعده بالمعاش في عام 1968م فغادر المدينة في رحلة اللاعودة حيث إستقر بأم درمان ، وقد توفي إلي رحمة مولاه في عام 1998م بمنزله بالعمارات بالخرطوم ، وكان للسيد عبدالمجيد عبدالرحيم أربعة أبناء كانوا بمثابة الأخوان والأصدقاء بالنسبة لنا في كل المراحل الدراسية بودمدني ، كان إبنه الأكبر هو المرحوم مصطفي الذي توفي غرقاً في النيل الأزرق بجنائن ( حلة حسن) عند زيارته إلي مارنجان ذات مرة في عام 1973م حيث كان وقتذاك طالباً في السنة الثالثة بكلية الآداب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وقد تم نقل جثمانه إلي أم درمان ودفن بها ، وقد كنا زملاء دراسة مع المرحوم مصطفي عبدالمجيد بالجامعة وقتذاك، كما كان الإبن الثاني وهو صديقنا جداً عزالدين وهو رياضي ممتاز وتوفي قبل عدة سنوات ، ثم صديقنا محمد والأصغر هو دكتور علي عبدالمجيد الذي يصغرنا بعدة سنوات وقد درس الطب بجمهورية الميجر حيث عمل طبيب أسنان بالخرطوم ثم إنتقل إلي جوار ربه في عام 2000م بالخرطوم . والمرحوم عبدالمجيد عبدالرحيم كان من العلامات المتميزة في ودمدني وفي مشروع الجزيرة وهو رجل إجتماعي من الطراز الأول ، وقد قام بتوريث هذه الخصال الحميدة إلي كل أبنائه منذ ذلك التاريخ البعيد.وأذكر أنه كان مؤسسا ورئيسا لجمعية الصداقة السودانية الصنينية بمدني ويعاونه كسكرتير لها الأخ الصديق عباس محمد عباس رحمة الله ودالزعيم حيث كان والده الزعيم هو ايضا من أعمدة الحسابات بمشروع الجزيرة ، يرحمه الله.
    نعود للمدرسة الأهلية (ب) مرة أخري ، حيث كان من أظرف شخصياتها التي لا تنسي هو العم قسم السيد رئيس الفراشين ، كان لدي عم قسم هذا إصراراً عجيباً للتحدث باللغة العربية الفصحي ، ولا أدري ما السبب في ذلك ، حيث يكون جاداً عندما يتحدث بذلك . وذات مرة جاء عم قسم فوجد بعض التلاميذ يعبثون بأشجار الورد والزهور المزروعة في حوش المدرسة ، فقبض عليهم وأخرجهم في طابور الصباح وهو يحمل أوراق الزهور في يده ، فقال لضابط المدرسة: يا أستاذ هذه الأولاد قطعت هؤلاء الزهور.
    اما عندما تكون هناك مباراة هلال / مريخ بالخرطوم كنا نعطي للعم قسم قرش ونصف القرش لكي يحضر لنا جريدة من السوق بقرش واحد أما التعريفة فقد كانت له كحافز، وكانت الجرائد في ذلك الزمان أربع وهي : الصحافة ويرأس تحريرها مؤسسها الأستاذ الراحل عبدالرحمن مختار ، والأيام ويرأسها أحد مؤسسيها وهو الراحل الأستاذ بشير محمد سعيد ثم الأستاذ محجوب محمد صالح ، والرأي العام ويرأس تحريرها مؤسسها الراحل الأستاذ إسماعيل العتباني ، والسودان الجديد ويترأسها الراحل الأستاذ فضل بشير . كان لدي عم قسم السيد دراجة ماركة (رالي ) المشهورة عالميا وقتذاك ، يحافظ عليها ويزركشها ويضع عليها مرايا جميلة بميزان القيادة ويذهب بها يومياً إلي السوق الكبير ليحضر البوستة للمعلمين والطلاب أو يحضر خطابات من مكتب التعليم أو العكس ، وقد ظلت تلك الدراجة محافظة علي رونقها لسنوات طوال.
    كانت المدرسة الأهلية مثل غيرها بالطبع تتميز بليالي الجمعيات الأدبية مساء يوم الإثنين من كل إسبوع ، وكنا نري طلاب السنة الرابعة يديرون الجمعية ونحن لا زلنا بعد بالسنة الأولي بالأهلية ( ب) معجبين بهم ، كان رئيسها الطالب الناشط والمتعدد المواهب وقتها وهو الآن دكتور أمين العاقب أخصائي أطفال بمستشفي الملك فهد بالهفوف لسنوات طوال قبل أن يستقر بالعاصمة ويدير مستشفي ( الأكاديمية ) التابع لجامعة العلوم الطبية والتطبيقية والمشهورة تحت إسم ( د. مامون حميدة ) وقد كان أمين العاقب يهوي الموسيقي ويعزف علي المزمار في أمسيات الجمعية الأدبية ً ، فنحن كنا في السنة الأولي بالمدرسة وهم في السنة الرابعة ، وكانت هنالك الخطب الأدبية الراقية والمعروفة من الأخ تاج الأصفياء عثمان سعد بالسنة الرابعة أيضاً والذي إشتهر بالجرأة وبجمال اللغة ومحاسن التعبير والصوت القوي الجاذب ،كما كان هنالك الإلقاء الشعري ، وكنا دائماً في تشوق شديد ليوم الجمعية الأدبية ذاك حتي نهرب من المذاكرة الإجبارية اليومية بالمدرسة ، وعند وصولي إلي السنة الرابعة فقد أصبحت ( فنان المدرسة) بعد أن كنت أقوم بتلحين الأناشيد ، منذ دراستنا في المدرسة الأولية ، كنت أميل للغناء كثيراً بالإضافة إلي لعب كرة القدم وأيضاً كانت لدينا هواية إصدار الصحف الحائطية بالمدرسة وبنادي بركات الثقافي الرياضي حيث مكان سكني ببركات وقد إستمرت هواية تحرير صحف الحائط تلازمني حتي المرحلة الجامعية في بداية السبعينيات حيث كنت أقوم بتحرير صحيفة ( اليقظة) الشهيرة بجامعة القاهرة الفرع وهي جريدة سياسية مقاومة لنظام مايو بقيادة النميري وقتذاك وقد كانت لسان حال الجبهة الديمقراطية التي كنت نافذا في مكتبها القيادي ، وبالصحيفة أيضاً لمسات أدبية واضحة إلي أن تم منع صحف الحائط بالجامعة نهائياً في عام 1973م بعد أحداث شعبان الطلابية، فقد كنت أغني في الجمعية الأدبية بالأهلية الوسطي (ب) وكان زميلنا وصديقنا عبدالعظيم سليمان الأزيرق – مهاجر الآن في كندا - يغني أيضاً بطريقة متميزة في جمعيات الأهلية الوسطي (أ) بمصاحبة الأستاذ الموسيقار (دهب) الحلفاوي الذي كان يعمل معلماً بها وقتذاك ، ونذكر تماماً بأن أستاذ دهب هذا قد قام بتحفيظ اغنية الفنان محمد وردي ( يقظة شعب ) الوطنية للطلبة وكانوا يؤدونها من وقت لآخر وهي التي كتب كلماتها الشاعر المرحوم مرسي صالح سراج والتي تقول :
    هام ذاك النهر يستلهم حسناً
    فإذا عبر بلادي ما تأني
    طرب النيل لديها فتثني
    فأروي ياتاريخ للأجيال عنا
    كان الطالب عبدالعظيم سليمان الأزيرق يسكن بالقرب من الأهلية في حي بانت حيث توجد منازل آل الإزيرق الشهيرة هناك ، وهو لايزال صغيراً بعد يؤدي غناء الأستاذ عبدالكريم الكابلي بليالي الجمعية الأدبية بالأهلية الوسطي ثم بمدني الثانوية فيما بعد ، ولا زلت أذكر غناءه لأنشودة (آسيا وأفريقيا ) والتي كتبها الشاعر الدكتور الأديب تاج السر الحسن منذ نهاية الخمسينيات وتغني بها الأستاذ الكابلي بذلك اللحن الشجي الخالد ، حيث أحدثت الأنشودة في ذلك الزمان رواجاً ضخماً لأنها كانت تحكي عن قصة كفاح الشعوب في القارتين عندما كانت حركات التحرر الوطني في أوج غليانها وقتذاك. وكانت مقدمتها تقول:
    عندما أعزف ياقلبي الأناشيد القديمة
    ويطل الفجر في قلبي علي أجنح غيمة
    سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
    للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
    لرفاقي في البلاد الآسيوية
    للملايو ولباندوج الفتية
    لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
    والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة
    نعم .. كنت أغني بجمعيات المدرسة ، فهي هواية محببة عندي منذ الصغر ، وقد كان يصحبني دائماً في أداء أغنياتي وأناشيدي بالجمعية الأدبية في الأهلية ( ب) بالعزف علي المزمار – الفلوت- الصديق العزيز وإبن الدفعة بالمدرسة بشير التوم الذي رحل قبل فترة بالسعودية في رحلة علاج عند ابنائه بالرياض و الذي كان يسكن وقتذاك في حي بانت خلف مركز تدريب الدايات وقد أصبح بشير هذا فيما بعد فناناً متميزاً بالمرحلة الثانوية التي سيأتي ذكرها ، وأذكر تماماً أنني قد تغنيت في الجمعية الأدبية لأول مرة بأغنية الأستاذ الكابلي أيضاً والتي كانت جديدة أنذاك في عام 1964م وهي ( ضنين الوعد) وقد كتب كلماتها الشاعر الأستاذ صديق مدثر وهي باللغة الفصحي، تغنيت بها بذلك الصوت الطفولي كاملة غير منقوصة ، وكان يعزف علي الإيقاع زميلي في الفصل الدكتور عبدالرحمن حامد الجبلابي وهو الآن ( مدير لشركة تصنيع دواء كبيرة ببريطانيا) ولهم أعمال في أبوظبي ، فوجدت التهنئة والثناء من أساتذتي الحاضرين ومن زملائي الطلاب بالطبع ، وبعدها شعرت بنوع من الخيلاء لا حدود له ، ومن وقتها إزداد تعلقي بمتابعة حركة الفنون والآداب في بلادنا ، مما قادني إلي تعلم الموسيقي في مراحل لاحقة بمدرسة ودمدني الثانوية حين كانت الإمكانيات والآلات الموسيقية متوفرة بالمدارس الثانوية في كل أنحاء القطر ، حيث أدخلها المرحوم اللواء طلعت فريد وإستجلب لها مدربي الموسيقي من أقسام الشرطة بالسودان. أو ما كان يطلق عليه ( صول الموسيقي ) وقد أصبحت وقتها فنان ودمدني الثانوية بلامنازع ، و كان هنالك أيضاً صول منتدب من الجيش في كل مدرسة ثانوية للتدريب العسكري للطلاب في العصريات والذي يطلق عليه ( الكديت).... نواصل ،،،،



    مواضيع سابقة كتبها عادل عبد العاطي فى سودانيز اون لاين
  • نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ( ٣ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • في نقد الفكر السياسي للجمهوريين (٢ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • في نقد الممارسة السياسية للجمهوريين (١ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • الإله المجسد والرجل السوداني المحدد واختبار البطة: صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهورين عنه ( ٤ من ٤) بقلم:عادل ع العاطي
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (٣ من ٤) بقلم:عادل عبد العاطي
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (٢ من ٤) بقلم:عادل عبد العاطي
  • المرايا المكبرة - بين أمانتي وتزوير الجمهوريين ( تعليق على زعم تشويهي وبتري لأقوال محمود الذي جاء
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (١ من ٣) بقلم:عادل عبد العاطي
  • الطائفة الجمهورية وتكفير المجتمع والجميع ٢ بعض الملاحظات النقدية بقلم:عادل عبد العاطي
  • في ظل الاعتداءات الإثيوبية المتكررة على المواطنين و الجنود السودانيين - أما آن الأوان لتحرير الجزء
  • الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة ٢ هل مكان المرأة هو البيت ؟! بقلم:عادل عبد العاطي
  • محمود محمد طه والجمهوريون وتكفير المجتمع والجميع بقلم:عادل عبد العاطي
  • الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة (1) بقلم:عادل عبد العاطي
  • محمود محمد طه والدعوة لتطبيق الحدود بقلم:عادل عبد العاطي
  • هل سرقت الطائفة الجمهورية أفكارها من الديانة البهائية ؟! بقلم:عادل عبد العاطي
  • إتفاقية سيداو ودولة القانون في السودان بقلم عادل عبد العاطي
  • تفاصيل الاحتلال المصري لبعض أراضي السودان والحدود الحقيقية بين البلدين بقلم عادل عبد العاطي
  • الحكومة الانتقامية وشيوعية الحرب (النيوليبرالية) : والية الشمالية نموذجاً بقلم:عادل عبد العاطي
  • 100 خطأ في كتابي التاريخ للصفين الخامس والسادس أساس وضرورة المحاسبة بقلم :عادل عبد العاطي
  • تناقض المصالح وتهديد الأمن القومي مع الجواز الأجنبي في يد حمدوك ووزراءه بقلم:عادل عبد العاطي
  • جرائم الاحتلال الاثيوبي في الفشقة بقلم:عادل عبد العاطي
  • واجبات البلاد أمام الاستفزازات الإثيوبية بقلم:عادل عبد العاطي
  • معركة الفشقة والسيناريوهات العسكرية القادمة للجيش السوداني بقلم:عادل عبد العاطي
  • قوانين عبد الباري وتناقضها مع الوثيقة الدستورية وحقوق الانسان بقلم عادل عبد العاطي

  • أنه الاقتصاد ، أيها الأغبياء بقلم عادل عبد العاطي
  • رسالة مفتوحة للسيد / عبد الله حمدوك حول مخاطر سد النهضة على الامن المائي والإستراتيجي للشعب السو
  • الكاذب عبد الله علي ابراهيم والمربع الانجليزي وتجمع المهنيين بقلم عادل عبد العاطي
  • لماذا إعادة الجنسية للمواطنين السودانيين من أصل جنوبي فورا بعد سقوط النظام؟ بقلم عادل عبد العاطي
  • لماذا فترة إنتقالية من عام واحد لا غير ؟ بقلم عادل عبد العاطي
  • الفرية الكبرى : الخاتم عدلان والهتاف المُخنّث بقلم عادل عبد العاطي
  • معركة الانتخابات و شرعية النظام وآليات التغيير بقلم عادل عبد العاطي
  • بنك التنمية السوداني وصندوق التنمية السوداني بقلم عادل عبد العاطي
  • لا يا اساتذتي الأجلاء محمد جلال هاشم وشوقي بدري بقلم عادل عبد العاطي
  • حلول راديكالية لقضايا النقد والعملة في السودان بقلم عادل عبد العاطي
  • أنقذوا الأحفاد قبل فوات الأوان الامم المتحدة تعلق تعاونها مع جامعة الاحفاد بسبب العنف ضد الطالبات
  • انترنت مجاني في التعليم والأماكن العامة السودانية بقلم عادل عبد العاطي
  • الأحداث في ليبيا وضرورة تطوير القوات الخاصة السودانية بقلم عادل عبد العاطي
  • قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات الإخضاع الإجتماعي في جامعة الأحفاد بقلم عادل عبد العاطي
  • قانون الحد الأعلى للإجور في حكومة سودان المستقبل بقلم عادل عبد العاطي
    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • الشرطة تعتقل طبيب بتهمة إتلاف عربتها التي احترقت في مظاهرات جاكسون
  • وجدي صالح معلقاً على مواكب الحكم المدني اليوم: بدأناها معا وسنكملها معا
  • مجلس الوزراء يُصدر قراراً تضمن موجهات بشأن المحاولة الانقلابية الفاشلة
  • إعلان مظاهرة لنصرة التحوّل الديمقراطي في السودان وحماية ثورة ديسمبر.


    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • ضغوط أميركية وأوروبية للتأكيد على الانتقال الديمقراطي في السودان
  • المؤسسة العسكرية في الدولة المدنية بقلم المحامي معاذ زكريا
  • مجلس الوزراء السوداني يوجه بتحقيق دقيق في «الانقلاب» ويطلب إجتماعاً مع «السيادي»
  • السودان: مواكب حاشدة لدعم الحكم المدني وإصابات وسط المتظاهرين
  • عرفتو الطفي النور منو؟
  • إلى النائب العام، هل تعلم أن وكيل النيابة بربك يكيل بمكيالين يعني جعل للعدالة خيار وفقوس
  • ماهي مواصفات الرئيس المدني الانتقالي؟
  • مقايضة الإرهابيين , بالارهابيين
  • عناوين الصحف السودانية السياسية اليوم الجمعة 1 اكتوبر 2021م
  • القراي يعلق على تصريحات حميدتي.. قراءة مصطفى الجيلي في فيديو من إخراجه
  • كلام حار
  • السودان.. مطالب شعبية بقانون يصنف الإخوان تنظيما إرهابيا
  • هل المطالبة بالإنفصال يعتبر ضرب من العنصرية ؟؟؟...
  • باركو لينا لبس الكمامة في قطر ماعاد شرط للتحرك والحركة
  • الجوكر .. الهكر الذي تحول لأخطر ضابط مخابرات
  • اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ: تسليم داعشيان لمصر (أكاذيب الترابي)
  • البحيري: محكمة شبرا تدين ابن تيمية وتدخل الممرض السجن (متقول)
  • أمن السودان
  • شخصية ود البشري .. ولمن أراد منكم أن يتعرف علي شخصيته!
  • هل ضاعت الفرصة على الفائزين باللوتري؟
  • القبض على سارق متلبس توجد صورة
  • حمدوك لو معاهو بس ضباط إداريين وجهاز شرطة قوي بنقذ البلد
  • هذه المظاهرات وما كان قبلها لا تخدم غير الكيزان

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • المرأة والانسان الكامل الجذور الخرافية لتحيز محمود محمد طه ضد المرأة
  • ساسة من القمامة:اسعد عبدالله عبدعلي
  • كل الشوارع سد حاول تقرب جاي تلقانا كالهبباي في لحظة تلقى الرد
  • أدركوا الشرطة قبل فوات الآوان
  • أساليب التوظيف في منطقة الإيقاد : كينيا ، جيبوتي ، يوغندا نموذجاً
  • أغلالُ العبوديةِ الصامتةِ : قصــــة قصيـرة:أحمد محمود كانِم
  • ما بين الوطنية وعشق المحبوبة:بشير عبدالقادر
  • شكراً البرهان رسالتك وصلتنا..
  • فرد العضلات من المكونين المتناقضين على حساب مَن؟
  • نأكل ونشرب شوارع ؟:ياسر الفادني
  • نورالدين مدني:لن يحرقوا إلا أنفسهم
  • لجنة تفكيك التمكين والثوريون: اللهم أحمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم
  • تحريش جيش لماذا على الوطن والشعب؟!
  • مواكب 30 سبتمبر : الثورة مستمرة
  • أبشر يا وطن :الطيب الزين
  • الشوارع لا تخون:عبد المنعم هلال
  • المضحكات المبكيات تعليقات في السياسة السودانية!.
  • لخالد سلك ووجدي صالح .. الكلمة شرف، ووعد الحر دين عليه. بقلم: إبراهيم سليمان
  • نساء قطر .. ٢٦ كوكبا لقبة الشورى المنتخب
  • التسلح النووي الاسرائيلي يعرض العالم للخطر الشديد
  • قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط ! نظرة للتعرف على القوى الفعلية الموجودة في جبهة المقاومة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de