بق في الشوارع بق غضبك علانية فات السكات الحد جات الضرورية اولى انت بي بلدك و لا الحرامية؟ مليونية الحادي و الثلاثين من يوليو ٢٠٢٢م، محطة اخرى في طريق التراكم الواثق من قدرته على صناعة التغيير الجذري. سيولها البشرية الملهمة و المعبرة بحسم عن موقفها ضد العنصرية و القبلية ، و المدعومة بالوقفات النوعية للكنداكات تحت شعار لا تقتلوا اولادنا ، تؤكد ان مسار التسوويين و التسوية مع العسكر و العصابة الحاكمة مصيره الفشل المحتم. شعاراتها و زخم حراكها الثوري ، يؤكد أن الجماهير مصرة على تحقيق اهداف ثورتها ، و انها مصممة على التغيير الشامل الذي يجتث الانقاذ من جذورها. فالثورة تغيير جذري بطبيعتها و لا يمكن ان تنتهي بتسوية سقفها اصلاحي في احسن الفروض. و هي في السياق الراهن تعني حصريا ما يلي: الانتقال من دولة الانقاذ القائمة على التمكين ، عبر دولة مدنية خالصة تفكك التمكين بشرعية ثورية ، و تبني دولة كل المواطنين بشرعية ديمقراطية ، تؤسس لتحول ديمقراطي وبناء ديمقراطية مستدامة. و مفردات هذه الثورة و الانتقال تتمثل في سلطة سيادية و تنفيذية مدنية خالصة، تشكلها القوى الثورية الرافضة للتسوية مع التمكين ، تظاهرها سلطة تشريعية انتقالية من نفس القوى ، و سلطة قضائية مستقلة تتم اعادة هيكلتها ، و أجهزة عدلية فاعلة بعد إصلاح شامل لها ، و جهاز امن وطني يتم تشكيله بعد حل الجهاز الانقاذي الحالي ، و جيش مهني موحد خاضع للجهاز التنفيذي المدني بعد حل الجنجويد ، و اقتصاد خاضع لتلك السلطة التنفيذية بعد اخراج الجبش و المؤسسات الامنية من النشاط الاقتصادي ، و عدالة انتقالية تدار بشكل لا يسمح للمجرمين بالافلات من العقاب ، مع جلب جميع الانقاذيين و الانقلابيين المحرمين للعدالة. هذه هي الجذرية المقصودة ، التي تتبنى مشروع الشارع الثائر ، و تحقق شعارات الثورة خيار الشعب ، حرية سلام و عدالة، عبر اللاءات الثلاثة لا تفاوض و لا شراكة و لا شرعية. أي تفيير اقل من ذلك - ان حدث - هو تغيير جزئي و شكلي ، لأنه سيتم عبر مشاركة دولة التمكين و ذراعها الضاربة المتمثلة في العصابة الحاكمة في صياغة المستقبل السياسي ، و لا يعقل ان تشارك دولة التمكين في تفكيك نفسها و نفي ذاتها باية حال ، كما يستحيل الانتقال من أي وضع بمشاركة الوضع نفسه ، و لم يسجل التاريخ أي ثورة انتهت بتسوية سياسية مع عدوها الاستراتيجي الذي ثارت ضده الجماهير. لذلك مشروع التسوية مشروع نقيض للثورة ، و هو ناشط و في خواتيم الاعلان الكامل عن تسويته، التي بدأ اعلانها بخطاب رئيس العصابة الذي اعلن عبره إعادة التمركز بالاستحواذ على السلطة ، و ترك الحكومة ( السلطة التنفيذية) فقط لقوى التيار التسووي في (قحت), على ان تتفق مع مجلسه الانقلابي الجديد باسم المجلس الاعلى للقوات المسلحة على التصور الدستوري المكمل لاقتسام السلطة ، عبر المفاوضات التي ادارتها الآلية الثلاثية و اعلن فولكر ان الاتفاق عبرها تم على ٨٠٪ من الأمور. و يبدو الآن ان الاتفاق قد اكتمل و آن اوان اعلانه . فالتيار التسووي في (قحت) اعلن استجابته لما اعلنه زعيم العصابة في خطابه ، و ذلك عبر اعلانه بانه بصدد تشكيل حكومة خلال اسبوعين ، بزعم محاصرة العسكريين و نزع الحجج من ايديهم ، كذا و لنا ان نصدق هذه الاكاذيب!!! تكوين حكومة يعني القبول بما حدده قائد الانقلاب من سقوف ، و الرضا بأن تكتفي القوى المدنية بالسلطة التنفيذية فقط و تترك السلطة الفعلية للعصابة الحاكمة. و لن يغير في ذلك ادعاء اعلان ترتيبات دستورية مع اعلان الحكومة ، لان (قحت) ليس لها الحق في اعلان ترتيبات دستورية ، لا منفردة و لا مع القوى التي تشكل معها حكومتها، و لا بالاتفاق مع العصابة الحاكمة. و في كل الاحوال ما سيعلن هو ما تم الاتفاق عليه بالفعل عبر مفاوضات الآلية الثلاثية السرية ، المباشرة و غير المباشرة ، و هو يمثل البرنامج و المشروع النقيض لمشروع الثورة الذي هو مشروع التغيير الجذري. و قوى هذا المشروع الاخير بدلا من ان تمتلك الشجاعة بالقول انها مع التسوية ، و أنها تفاوض سرا رغما عن رفض الشارع للتفاوض، و أنها تسعى لشراكة جديدة بدعم دولي و اقليمي ، تتفنن في الهجوم على مشروع الثورة و برنامجها الذي لا يمكن ان يكون الا تغييرا جذريا ، بالادعاء انها مع لاءات الشارع تارة ، و بالزعم بأن برنامج الثورة او التغيير الجذري هو برنامج الحزب الشيوعي لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية تارة أخرى، في استغفال واضح للجماهير، و تناسي غريب لحقيقة ان برنامج التغيير الجذري هو برنامج الشارع الذي يردده في شعاراته المرفوعة في كل مليونية ، و تضليل شامل يهمل عمدا حقيقة أن برنامج التغيير الجذري يتطابق مع كل مواثيق القوى الوطنية منذ ميثاق اسمرا في تسعينيات القرن الماضي ، و ان الحزب الشيوعي نفسه و منذ العام ١٩٨٥م كان برنامجه ترسيخ الديمقراطية و انقاذ الوطن، و لم يطرح برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية للتنفيذ!!! الخلاصة هي أن هناك مشروعين لا ثالث لهما: مشروع التغيير الجذري و هو مشروع الشارع و مليونياته ، و مشروع التسوية مع العصابة الحاكمة و هو مشروع (قحت) و حكومتها المزمع تشكيلها لتصنع شراكة دم جديدة مع العسكر برعاية دولية. و المشروع الاخير مصيره الفشل ، و نكرانه ما عاد ممكنا ، و على (قحت) التحلي بالشجاعة لاعلانه لأنه مفضوح و واضح لكل ذي عينين. ثقتنا في شعبنا كبيرة ، و شوارعه ماضية في طريقها ، و حراكه حتما سينتصر. و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! ٣١/٧/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 31 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة