الماء وما أدراك ما الماء – مجموعة بقلم اسماعيل حسين عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2017, 10:13 PM

اسماعيل حسين عبد الله
<aاسماعيل حسين عبد الله
تاريخ التسجيل: 11-22-2016
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماء وما أدراك ما الماء – مجموعة بقلم اسماعيل حسين عبد الله

    المشاركة أدناه هي محاولة مني مبسطة للوصول الي جيل اليوم من بناتنا وأولادنا في غرب كردفان خاصة والسودان عامة ممن مات أو قتل فيهم النّهم العلمي والتطلّع المعرفي ورغبة الشباب في سبر غور المجهول اذ شدّ على عقولهم سياج التبعية المطلقة من ثقافة "قال", مع التشديد على الغفلة والشك والياس والركود والسباحة ضد تيار الأنفتاح المعرفي والأسهام العلمي لما وراء حدود السودان. أعترف مقدما أن مهنتي كأستاذ تاريخ (وفي المعاش) لا علاقة لها بما يرد هنا من معلومة علمية. كل ما هنالك أنني وجدت الان الوقت الكافي لأطلق العنان لفكري ليتجول حرا في أمور كثيرة ومختلفة لم أجد من قبل الوقت للتفكر فيها مليّا ومن ثم الأطلاع على ما كتب عنها في المصادر. (مثلا لماذا يسيل الماء أو الشاي في الكوب في أتجاه عكس جهة الجذب؟. أو كيف يساعد عرقك في تبريد جسدك الساخن؟ ولماذا لا يظل الحجر الذي تغذفه بقوة طائرا للأبد؟ أو كيف تحصل أوراق النبات والشجر على الماء رغما عن جاذبية الأرض المانعة). المشاركات الثلاثة هي: "الماء وما أدراك ما الماء", "النار وما أدراك ما النار" و "أشياء في حياتنا يفسرها العلم" وسأنشرها تباعا ان رضي عنها أؤلو الأمر هنا. أكرر ما قلت سابقا أن هذه المشاركات هدفها الأساسي هو شحذ همّة أبنائنا وبناتنا لطلب المعرفة – خاصة العلوم الطبيعية - أينما وجدت كما أوصانا بذلكم نبينا الكريم. لهذا قد لا يجد فيها القارئ المتوسع الضليع فائدة تتناسب والوقت الذي أضاعه في قراءة ما نشرت. لها وله العذر مقدما. هذه نبذ قصيرة عن الماء, ذلك العنصر الحياتي الذي لا نتذكره الا عند انعدامه أو حين يصعب الحصول عليه. قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿30﴾ من سورة الأنبياء. صدق الله العطيم. علميّا الماء مركب - كما هو معروف - من غازي الهدروجين والأكسوجين بنسبة 2 ل 1 بمعني ذرتين من الهدروجين في اندماج كيمائي مع ذرة واحدة من الأكسوجين. وجد هذا التلاحم الكيمائي بين الغازين منذ بداية الكون, أي بعد الانفجار الكوني الأول أو ما يسميه علماء الفلك والفيزياء ب Big Bang (ربما هو الفتق الوارد ذكره في الأية أعلاه). هذا الماء في طبيعته لا لون له ولا طعم ولا رائحة وخال من أية طاقة حرارية أو مواد غذائية. كثافة الماء هي جرام واحد لكل سنتيمتر مكعب. و هذه الكثافة مهمة للنقل البحري كما سنرى. يصل الماء درجة الغليان، أي درجة تحوّله من سائل لبخار(عند الضغط الجوي الطبيعي) عند بلوغ حرارته 100 درجة مئوية (سنتقريد) أو 212 درجة فهرنهايت. ( علما بأنه إذا ارتفعت درجة حرارة جسم الأنسان الطبيعية الى نصف درجة غليان الماء عد المريض هالكا) من خواص هذا العنصر الحياتي أيضا ميوعته كغيره من السوائل. لذا يتخد شكل الماعون الذي يحويه ان كان على وجه البسيطة أو داخلها كما يصبح جزءا من الهواء عند التبخّر. ويتشكل على كل هيئة ذات الأبعاد الثلاثة حين يتجمد ويصير جبالا بيضاء لا حدود لها في القطبين الشمالي والجنوبي. ولأنه سائل بميوعة قصوى يخضع بسبب ذلك لجاذبية الأرض فيسيل من الأعالي لما دونها ارتفاعا, خالقا بذلك الخيران والينابيع والأنهار, ناقلا التربة الخصبة من المرتفعات للأرض الدون لمن يزرع أو يرعى, ومهلك للعمران ان فاض وطغى. نفس السيولة وجاذبية الأرض من أعلى الى أسفل تسهّل الشرب والتبول فلا تصرف عضلات الحيوان طاقة كبيرة للتخلص من نفايات الجسم المختلفة. (للجاذبية أثار اخري كثيرة في حياتنا سأتحدث عنها لاحقا ان شاء الله) يغطي الماء 71% من سطح المعمورة و يوجد %96.5 منه في البحار والمحيطات, ونحو %1.7 داخل الأرض, و%1.7 في الجليد وأقل من %0.001 في الهواء (نسميه الرطوبة. جو رطب). الماء الصالح لشرب البشر وغيرهم من الحيوان يساوي %2.5 من كل مياه الأرض, تستهلك الزراعة منه 70% في حين أن أجسام الحيوانات الحية بما فيها الأنسان تستهلك فقط 003.0%. في البوست القادم سأتحدث عن أهمية الماء في جسم الأنسان وفي الصناعة والمواصلات وغيرها, كما سأتعرض لمشكل ندرة الماء عالميا ومحليا في غرب كردفان. الماء وما أدراك ما الماء 2 اوضّحت في البوست الأول تحت نفس العنوان كمية الماء على وجه البسيطة بنوعيه الصالح للشرب والحياة وغير الصالح (في البحار والمحيطات). ذكرت احدى خصائص الماء وهي الميوعة التي تمكّنه من الدخول في أضيق مسار مثل الأوعية الدموية الناعمة في جسم الحيوان – خاصة في المخ – لمدها بالوقود من فتمينات وبروتينات وسكريات وغيرها والتخلص من النفايات والسموم. لهذا لا حياة لأيّ كائن حي الا بالماء أواصل اليوم بذكر منافع الماء العديدة. على المستوى العام, بجانب الشرب, يدخل الماء في كل ما يتعلق بحياة الحيوان – خاصة الأنسان. كل منزل تسكنه أو طعام تطعمه وكل لباس تلبسه أو حذاء تحتذيه وكل صابونة تغتسل بها أو عطر تتعطر به أو دواء تتداوى به أو وسيلة مواصلات تمتطيها حية أو ميكانيكية دخل الماء في انتاجها ونقلها وتوفيرها لك كمستهلك. مثلا, قميص أو بطّانية القطن المفضل استعمالهما في الشتاء لم يصلا لدارك الا بعد أن استهلكا أكثر من 200 جالونا من الماء العذب استخدمت في زراعة القطن ومبيدات حشراته وحصده ونظافته وحلجه وجعله خيوطا وتلوين الخيوط ونسجها وخياطتها ونقلها لك كمستهلك. هذا ما يعرف عند الباحثين ب Virtual water أو الماء الضمني أو الأعتباري, أي الماء غير المرئي الذي مكّن انتاج السلعة. نذكر هنا ان ولاية غرب كردفان تصدّر سنويا ملايين الأمتار المكعبة من الماء الضمني أو غير المرئي في هيئة أغنام وابل وبقر وفول وحب بطيخ وكركدي وصمغ ويستورد بالمقابل ماء غير مرئي في الفواكه والحوامض والزيوت. كما نجد أيضا ان كل شيئ مصنّع مهما كان نوعه أو مادته دخل الماء العذب في تصنيعه هو أو في صناعة الماكنة التي تنتجه، لذلك تجد أغلب المصانع الكبيرة تنشأ على شواطئ البحار والمحيطات أو الأنهار, ليس فقط من أجل توفّير ماء التبريد – وهو عنصر أساسي - وانما أيضا لسهولة النقل المائي وقلة تكلفته مقارنة بغيره من وسائل النقل الماء وما أدراك ما الماء 3 ذكرت قبلا أن الماء الطبيعي لا لون له ولا طعم ولا رائحة ويتميز بالميوعة. من خواص الماء الأخرى المعروفة تأثره بالحرارة زادت أم نقصت. ذكرنا أن الماء العذب يغلى في درجة سنترقريد 99.98 فيتحول من سائل لبخار بسرعة فائقة (الغليان). الا أن الماء يتحول لبخار في كل الأوقات وعلى اختلاف درجات الحرارة.و ما تعرضت كمية من الماء للهواء الساحن الا تلاشت في وقت قصير خاصة اذا كانت محدودة العمق ومبسوطة على مساحة كبيرة مثل الصينية. أهلنا في غرب كردفان يصفون هذه العملية بقولهم "الهبوب شربت المي". ولهذا تعرض الأواني والملابس المغسولة وكل شيئ مبتل كالطوب الأخضر والشرموط مثلا على الهواء للتخلص من بقايا الماء فيه ذرات الماء التي تتبخر من الماء في الماعون أو في البحار والأنهار ومن الحيوان والنبات عرقا ومن المصانع ومن كل ما هو مبتل تنقلها الرياح لطبقات الجو العليا فتبرد وتتكثف سحبا (تساعدها على التكثف ذرات التربة الصغيرة جدا العالقة في طبقات الجو العليا) وتعود للأرض أمطارا لتبدأ رحلة دورانها من جديد. بمعنى اخر كمية الماء التي أوجدها الخالق في بدء الكون ستظل على ما هي عليه للأبد ترتفع السحب فتبلغ 30,000 الى 60,000 قدم فوق سطح البحر مما له أثر كبير في تهيأتها لتمطر وفي حالات كثيرة لتحدث الصواعق. توجد في كل لحظة على وجه المعمورة حوالي 1800 مطرة أو ما يعادل 16 ميلون مطرة سنويا. الماء النازل من السماء مطرا لا يصب سلميا كل الوقت. أن نزلت السحب بسرعة انقسمت بفعل الجاذبية لحبات صغيرة نسميها "البرد" الذي يحدث دمارا في احيان كثيرة في الزرع والممتلكات. كذلك الحال ان زاد هطول المطر وتواصل ثم ينقلب فيضانا يهلك الخلق والزرع والعمران. أهم من هذا كله موت الناس والحيوان والحرائق الهائلة بسبب الصواعق طاقة الصاعقة حراريا جد هائلة تبلغ 50,000 درجة فهرنهايت بقوة اندفاع كهربائي 100,000,000 فولت. يصل الأرض فقط ربع ما يتولد بين السحب من برق وصواعق. عرض الصاعقة لا يزيد عن بوصة واحدة وان بدي للناظر أوسع من هذا ويستمر فقط لجزء من الثانية حوالي 24,000 بشرا يموتون كل سنة من الصواعق عبر العالم منهم 51 شخصا من أمريكا على سعتها وكثرة أمطارها و30 شخصا في غرب كينيا نسبة لكثرة الأمطار وسكن الناس في منازل لها قابلية كبيرة لنقل التيار الكهربائي. (لم أجدّ احصاءا بموتى الصواقع في السودان). أن أردت الحذر والحيطة من الصواقع فلا تجلس أثناء المطر تحت شجرة ولا تلبس مركوبا من جلد ولا تقف في ساحة أنت فيها أقرب للسحب من كل ما هو حولك. (يتبع) هذه صور أخري عن نحت الماء في الصخر عبر ملايين السنين. قراند كانين هو أضخم وأعمق حفرة على وجه المعمورة اذ يبلغ عمقه واحد ونصف كيلو في بعض المواضع. حفرته مياه نهر كولورادوا النازل من الجبال بنفس الأسم في غرب أمريكا. هذا النهر لا يزال يحفر وأن خف نحته للصخر بسبب بناء الشلالات والخزانات التي تقلل من قوة دفعه وانسيابه. القراند كانين وسور الصين المشهور هما العلمان الطبيعيان اللذان يظهران في صور الأقمار الصناعية بسبب كبر حجمهما. الماء وفن النحت4 March 28 · الماء وفن النحت3 الماء وفن النحت2 الماء وفن النحت الماء كفنان نحت نسيت اضافة ما كنت قد أعددته من صور جميلة لبيان أن للماء هبة نحت تكاد تكون من المعجزات. (طبعا لعبت الرياح وذرات التربة المحمولة عليها دورا كبيرا في النحت الذي تشاهد هنا). الصور هنا من الأرض الفدرالية المحجوزة في ولاية يوتا وتعرف ب: برايس ناشونال بارك Bryce National Park وهذه قليل من كثير. الماء وما أدراك ما الماء4 نواصل الحديث عن خصائص الماء المتعددة الماء الطبيعي غير المختلط بشيئ من المواد الموصلة لا ينقل التيار الكهربائي و لكنه اذا خلط بمادة كالملح أو الفسفور وغيرها – وهو الغالب - أصبح ناقلا سريعا للتيار الكهربائي ومهلكا للخلق. اذا عرّضت كمية من الماء في زجاجة لتيار كهربائي يرجع الماء فورا لمكونيه الأثنين : أعني الهايدروجين والأكسوجين بنفس النسب 2 ل 1. هكذا يولّد غاز الأكسوجين الذي تجده في اسطوانات في المستشفيات لأسعاف المرضى ممن يجدون صعوبة في التنفس الطبيعي أو الذين غيّبوا بالتخدير للجراحة. كما تجده أيضا في اسطوانات الأكسوجين في ورش اللحام. ذكرت في البوستات السابقة أن الماء لا يحب العلو فيسيل للأرض الدون كما لا يحب الحرارة مهما كانت درجتها فيتبخر. لكي يندفع الماء لأسفل تطلّب ذلك وجود اراضي مرتفعة أو جبال تهطل عليها الأمطار فتسيل لتصير شعبا (بضم الشين وفتح العين) ثم أنهارا. ليس مستغربا اذا أن كل الحضارات القديمة قامت حيث مصب الأنهار أو قريب من ذلك. الحضارات الصينية والهندية والأشورية فيما بين النهرين والفرعونية في مصر والنوبية في السودان كلها نعمت من وجود الجبال حيث مصدر النهر. ولولا وجود الجبال لما وجدت انهار ولما قامت حضارة. عندما لم يكتف الأنسان بالجبال وحدها لرفع منسوب الماء انشأ عبر القرون السدود الهائلة للري غير الطبيعي. مهمة السد حجز الماء وراءه فيغير مجرى الماء ليندفع بسبب الجاذبية عبر قنوات محفورة تسقي المزروع والناس والحيوان على مسافات بعيدة من النهر. أيضا السدود قللت كثيرا من التفاوت الكبير في كمية الماء المنساب من النهر وقت الفيضان وفي وقت انعدامه. كما أستفادوا منها في توليد الطاقة الكهربائية التي غيرت الحياة على وجه البسيطة. رفع منسوب الماء وراء السدود ساعد أيضا على الملاحة بسفن أكبر حجما وأسرع من قوارب الأشرعة القديمة. سيل الماء من أعلى لأسفل معروف وان لم يدرك البعض سببه وهو جاذبية الأرض. لكن كيف "يسيل" الماء من أدنى الى أعلى كما يحدث داخل النبات؟ نعم. الماء يصعد أيضا وضد جاذبية الارض وبدون مساعدة من أحد تحت تأثير قانون الجاذبية الشعرية (capillary attraction).وهذه واحدة من حكم الله الكثيرة عروق الشجرة أو النبات عامة تمتص الماء من التربة التي هي فيها فتمتلئ ويزيد الضغط عليها وسط التربة. للتخلص من الضغط تدفع العروق ذرات الماء لأعلى داخل أنابيب جد صغيرة في جذع الشجرة أو النبات تسمى "أستوماتا". هذا جانب. الجانب المقابل يوجد في أوراق الشجرة في أعاليها. بسبب عرق أوراق الشجرة والتبخر التابع له و نتيجة لاستهلاكها الماء في عملية خلق طعام النبات (العملية تسمى الفوتوسنسسز) يهبط ضغط الماء في داخل أوراق الشجرة أو النبات فتسحف ذرات الماء صعودا من عروق الشجرة لملئ الفراغ داخل أوراق النبات أو الشجرة. هذه احدى أيات الله البينات أن أردت معرفة كيف يحدث ذلك أدخل انبوب ورق أو بلاستيك ضيق جدا في كوب به ماء. أخلق ضغطا هوائيا ضعيفا بالمص من أعلى الأنبوب حتى يصل الماء فمك. سيظل الأنبوب شبه مليئ ولوقت طويل رغم أن مستوى الماء فيه أعلى من مستوى الماء في الكوب. نفس الشيئ يحدث حين يمتص مساعد السواق الخرطوش الضيق ليدفع بالبنزين من داخل تنك السيارة لجالونه الفارغ. (يتبع) الماء وما أدراك ما الماء5 البوستات الأربع السابقة عن الماء ذهبت في كل صوب الا ما يخص جسد الأنسان, وان كان هذا هو قصدي في البدء. جسد الأنسان كبقية أجسام الحيوانات - بريّة ومائية - لا يعيش الا بالماء. الطعام الذي يطعم يطبخ عادة بالماء ومكونات هذا الطعام من خضر ولحم وبهارات وفاكهة لا تنتج الا بالماء كما بيّنا من قبل عند الحديث عن الماء غير المنظور: Virtual Water أهم من هذا أن "الماكنة" الحرارية في جسد الأنسان لا تعمل الأ بالماء كما سنبيّن. الماء والتكاثر لجذب الطيور والحشرات مثل النحل تصنع الزهور بألوانها الجاذبة مادة عسلة رطبة داخلها. يمتص الطير والحشرات هذه المادة كوقود لطيرانه أو كغذاء لشرانق النحل. هل تفعل الزهور هذا عملا للخير؟ بالطبع لا. انها تهدف فقط للأكثار من نوعها. حين ترتاد الطيور والحشرات الزهور وتمتصّ الرحيق من زهرة لأخرى تتعلق بها ذرات التخصيب من الذكر لتستقر عند الأنثي فيتم بهذا اللقاح ومن ثمّ التكاثر. بقية النبات تعتمد على الهواء وسيل الماء لنفس غرض اللقاح, أو لنقل البذور من مكان لأخر. الأنسان أيضا يتكاثر مستعينا بالماء. خُلق الأنسان في بيضة امه المليئة بالماء بعد لقاح من حيوانات منويّة سبحت في "الماء" لتصل البويضة. نما جسده من مدغة فعلقة فلحم وعظم وفارق جسد أمه مع الماء الذي عاش فيه شهورا. 70% من جسد هذا الوليد ماء حفظا له من الكسر حين يقع أو يضرب جسده بشيئ وهو لا يعي. أهلنا في غرب كردفان ينسبون سلامة الطفل الذي يقع من يد امه أو سريره فلا يكسر يده أو عظمه للملائكة المكلفين بحمايته في طور نموه هذا. أضيف هنا أن وجود كمية عالية من الماء في جسد الطفل – 70% - سهلت كثيرا مهمة هؤلاء الملائكة. ذلك لأن الماء كالهواء والياي الحديدي يمتص الضغط والضربات. ماذا يفعل جسد الانسان بالماء؟ يحتاج الفرد العادي لليتيرن ونصف ليتر في اليوم من الماء ان لم يقم بأعمال شاقة أو يعرض نفسه للشمس الحارقة. أن فعل ذلك زادت حوجته للماء ليعوّض الفقد الكبير الناتج من العرق والتبخّر من جسده. الماء للجسد أهم من الطعام. يستطيع الانسان العيش بغير طعام لمدة شهر ولكن لا يعيش بدون ماء لأكثر من اسبوع. كل عضو في جسد الأنسان لا يؤدي عمله الا اذا توفّر الماء فيه. أولا: يعمل الماء كمسلّك و"تشحيم" - اذا استعرنا لغة الماكنات – في الفم والأنف والعين والبلعوم والمصران والمفاصل والعضلات. مضغ وبلع الطعام ثم اخراجه من الجهة الأخرى لا يحدث في غياب الماء. يستجيب الفم للطعام بمجرد رؤيته أو شم رائحته فتوفر غدد فيه الماء (الريق - اللعاب) استعدادا لبداية عملية الهضم وتسهيل دفعه للبطن. (الجاذبية الأرضية تساعد هنا كثيرا, وان كان في مقدور الانسان بلع طعامه ورأسه في موضع رجليه). المرحلة الثانية في تفكيك وهضم الطعام تتم في المعدة وتحتاج لماء كثير ومساعدة من الغدد المختلفة لتعينها. هذه الغدد تكب في المعدة هرمونات و (انزايم) أو سوائل خاصة لتحليل الدهون والبروتينات والنشويات . (يتبع) الماء وما أدراك ما الماء6 قلت أن الماء يؤدي دور المسلّك كالتشحيم في الماكنات. ويساعد في عملية الهضم التي تبدأ في الفم وتستمر في المعدة. (تذكر تلازم الاناء المملوء بالماء وصينية الطعام). لا يتم هضم الطعام بمختلف أنواعه الّا بمساعدة افرازات الغدد وأعضاء الجسد الأخري مثل الكبد والطوحال وغيرها. بعون الماء تحلل هذه الأطعمة لمكوناتها الكيمائية الأساسية لسهولة امتصاصها في أوردة الدم ودفعها للقلب لتوزيعها عبر الشرايين للخلايا في كل جزء من الجسم لتؤدي ما انيط بها من عمل. أعضاء الجسد الأهم كالمخ والكبد والقلب لها نصيب الأسد من هذه الأغذية المحلّلة الذائبة. لهذا يكوّن الماء 70% من وزن مخّ الأنسان البالغ. يلي ذلك من حيث وجود الماء في العضو, الرئة ثم الكبد البلازما plasma هي السائل الذي يجري في أوعية الحيوان بما في ذلك الأنسان. 91% من البلازما هي ماء و8% منها بروتينات ذائبة. تشمل أيضا مادة الفبرنوجين ومهمتها تكثيف الدم لوقف النزيف حين الجرح. كما تحمل كرويات الدم الحمراء (لهذا صار لون الدم أحمر) التي تنقل الأكسوجين من الرئة للقلب لبثه لأجزاء الجسم المختلفة. البلازما هي قطار النقل بها تتنقل كرويات الدم البيضاء من معركة لمعركة حربا ضد الجراثيم والفيروسات الغازية. سخانة جسم المريض (الحمى) ليست مرضا في ذاتها وانما دليل على المعركة الحربية بين خلايا الدم البيضاء وأعدائها. عن طريق البلازما تتخلص الخلايا و من بعد الرئة من ثاني أوكسيد الكربون الناتج من استهلاك الطاقة الحرارية حركة وعملا, كما تتخلص من الخلايا الميتة في المعارك المذكورة أو بسبب القدم والتجديد الملازم له. نعم. أغلبية خلايا أعضاء الجسم تتكاثر وتنفطر لأجزاء وأيضا تموت فتنقلها البلازما لخارج الجسد كنفايات الماء – الجزء الأعظم في البلازما – مسئول من حفظ درجة حرارة الجسد في المستوى المطلوب وهو 98 درجة فهرنهايت (36.6 سنتقريد) أو ما يقارب ذلك. ثرمومتر ومرصد الحرارة هي بشرة الأنسان ذاتها اذ ترسل للعقل بانتظام كل معلومة تصلها عن طريق اللمس أو الشعور بالسخونة أو البرد أو بالرطوبة. حين يكون الأخطار عن ارتفاع درجة حرارة الجو المحيط بالبشرة يرسل العقل اشارة للغدد في البشرة المكلّفة بتسريب الماء لسطح البشرة للتبريد. لكي تتحول ذرات الماء على سطح البشرة من ماء لبخار تحتاج لطاقة حرارية تسمى كاينتك تأخذها من البشرة فتنخفض حرارة البشرة اثر ذلك. اذا أراد الفرد الساخن جسده الأسراع في تبريده أو تجفيفه نفخ على البشرة بفمه أو بالهبّابة. كل ما تقوم به الهبّابة أو المروحة هو تحريك الهواء المحيط بالبشرة ليذهب الهواء المثقل بالبخار ليحل محله هواء اخر جاف وتتكرر العملية ويعود الشعور بالراحة حين تنخفص درجة حرارة الجسد للمستوى المعتاد. (يتبع). الماء وما أدراك ما الماء - 7 أتابع ما ذكرت عن أهمية الماء لجسم الحيوان بما في ذلك الأنسان قلت أن الماء الذي نشرب هو قوام الحياة كما ورد في الاية "وجعلنا من الماء كل شيئ حي". هو الوسيلة لهضم الطعام وايصال ما فيه من مواد غذائية لأعضاء الجسم المختلفة. هو أيضا وزارة الصحة لحفظ سلامة البدن من الجروح ومن المرض. وهو كذلك مكيف الهواء يبرد الجسد عند الحرارة ويدفّأه في حالة البرد. أضيف اليوم مناقب أخرى للماء في الجسد قد لا يتصورها البعض لأن الماء رطب وسلس كان وجوده هاما جدا في بشرة الأنسان لترطيبها وميوعتها والابقاء على رونقها وبهائها. يتم تحقيق هذه الغاية بطرقين: طبيعي وصناعي. الطبيعي هو تكاثر وجود الماء في البشرة لتغذيتها ولحمايتها من الخدش والجرح ما أمكن وذلك بجعلها مرنة تتحمل الضغط البسيط دون انشطار. تسرب الماء من داخل البشرة لخارجها يحمل معه دهنيات تبقى على سطح البشرة بعد تبخر الماء منها فتعطي البشرة بعض الرونق والميوعة. (هذا هو أيضا سبب مسح الجلد الجاف بالزيت أو القطران بعد دبغة ليكسب مرونته) البشرة أيضا تخرن الدهنيات (الشحم) للأستعمال عند الحاجة, مثلها مثل المزارع الذي يدفن محصول الزرع في المطمورة تخوّفا من السنوات العجاف. ولا يتم تخزين الدهنيات الا بالماء ولا تحلّل للأستعمال من جديد الا بالماء أيضا الموجود في الأنزايم, أو الأفرازات السائلة من الكبد والطوحال لزوم التحليل في البشرة أيضا سائل هام لحمايتها من أشعة الشمس الضارة غير المرئية يتكاثف في بشرة من يعيشون في المناطق الأستوائية فيكسبها لونا أسود ويقل كلما بعد الأنسان من خط الأستواء أذا قلّ تواجد الماء بالبشرة بسبب تقدم السن أو التعرض طويل الأمد للشمس الحارقة أو عدم توفر الماء أو الامتناع عنه للصوم مثلا تنكمش بشرة الأنسان لتقلل من مساحتها المعرضة للهواء فالتبخر حفظا لما بقي في الجسد من ماء. ربما هذا سبب "تكشير" أغلب السودانيين, خاصة الذين يعملون تحت الشمس وبلا ظل. (أتذكر الوصف السائر بين الناس لأهل النعم؟ يقولون "ديل ناس ضل يا بوي"). ينسبون عدم وجود تجاعيد على أوجه المنعّمين هؤلاء للراحة وللظل الذي يحتمون به من وهج الشمس الحارق. وهو تفسير مختصر لعدم وجود تجاعيد على أوجه من ينعمون بوفرة الماء والسوائل الأخري المفيدة قلت "السوائل الأخرى المفيدة" لأن القهوة والشاي مدرات, والمدرات تدفع الماء لخارج الجسد بولا وعرقا وبذلك يفقد الجسم ماءه. لهذا فهي غير مفيدة. (يتبع) الماء وما أدراك ما الماء (8) نتابع ذكر فوائد الماء لجسد الأنسان ثلثا كمية الماء في الجسد تجدها في الخلايا والثلث الباقي في الدم وفيما بين الخلايا نفسها من شحوم مخزنة, كما وضحنا من قبل. وفرة الماء في الدم يضمن انسياب الأكسوجين بانتظام لبقية أجزاء الجسد ويبعد ثاني أوكسيد الكربون والسميات مما يضاعف النشاط ويريح الأعصاب ويحفط صحة البدن. السميات toxins ناتجة من أكل بعض الأطعمة بكثرة مثل القمح بالخميرة (عيش) ومن الشرب المفرط للقهوة والشاي وغيرها من المنبهات كالتبغ, أو المسكنات كالخمر والمخدرات بأنواعها يفقد الجسد الماء عن طريق التنفس, العطس, العرق, الهضم والبراز والبول و التقيؤ أو بفقد الدم بسبب الجروح. كيف تعرف أنك تشرب من الماء ما فيه الكفاية لجسدك؟ أنظر للون بولك: ان كان لونه اصفر فاقع الصفرة فأنت على خير ولا تحتاج لتغيير اسلوب حياتك. أما ان كان لونه أصفر قامق الصفرة مائلا لون الدم فزد فورا في كمية الماء الذي تشرب يوميا بانتظام اذا قلّت نسبة الماء في دم الأنسان ضعف حجم الدم في الأوردة والشرايين فيضاعف القلب ضرباته ليكفل وصول الأكسوجين والأغذية السائلة لأعضاء الجسم المختلفة. عمل القلب الأضافي اذا لم يعالج قاد لتراخي عضلات القلب والفشل في النهاية أن فقد المرء السوائل شعر بداية بدواخ وصداع ويكون سريع الأنفعال لأتفه الأسباب. (شكل - مضاربة الناس في السوق والمواصلات ربما ترجع لقلة الماء في أجسامهم). اذا استمر الظمأ وطال يحس الأنسان بارهاق شديد وعدم القدرة على الحركة ويضعف نظره وفي النهاية ربما يتقيأ ويغمى عليه أذا شرب المرء ماء أكثر مما يتحمله البدن, (مثلا في حالة السكر) أو اذا فشلت رئته في الخلاص من الماء الفاسد في الجسم أصابه ما يعرف بالاستسقاء Hyponatremias حين تغرق خلايا الجسم – خاصة الرئة – في الماء ويصعب او يمتنع التنفس اثر ذلك ويهلك المصاب ان لم يسعف في البوست القادم سأتحدث عن أهمية الماء في التجارة العالمية وأختم بنصائح عامة عن سبل التقليل من صرف الماء في المدن وأرياف السودان ‎ الماء وما أدراك ما الماء (9) قبل الحديث عن أهمية الماء في التجارة محليا وعالميا أحب أن أضف هنا بعض خصائص الماء التي لم يرد ذكرها من قبل ذكرت في احدى البوستات أن الماء عنصر لا يقبل الانكماش والتكثيف Compression مما أعطى الماء قوة دفع للأعلى ساعدت الملاحة كثيرا. طفو الشيئ فوق سطح الماء أو غرقه فيه مرتبط أولا بكثافة الماء أي بقوة دفع الماء لأعلى وتسمى البوينسي Buoyancy وبحجم ووزن الماء المزاح نتيحة وضع الشيئ أو الباحرة على سطح الماء. Displacement water اذا زاد وزن الماء المزاح عن وزن الخشبة مثلا أو المركب أو ناقلة البترول طفت الخشبة أو المركب أو ناقلة البترول الضخمة. لأقرّب للقارئ الموضوع املأ كوبا بالماء حتى يسيل الماء من على حافة الكوب. ضع هذا الكوب المليئ بالماء على صحن دون أن ترتجف يدك فتفقد بعض الماء. حاول بهدوء ادخال قلم رصاص أو خشبة صغيرة في الكوب وانظر لكمية الماء التي تغادر الكوب. اذا وزنت كمية الماء هذه ستجدها أثقل من قلم أو خشبة التجربة. لهذا يطفو القلم أو الخشبة. أعد التجربة بادخال قطعة حديد أو حجر وستجد أن وزن الماء المزاح من الكوب أخفّ من وزن قطعة الحديد أو الحجر. لذا تغطس قطعة الحديد أو الحجر ولا يطفوان. هذا هو سر المركبات المائية العائمة كبيرها وصغيرها مصنعة من الخشب أم من الحديد الصلب ينسب هذا الأكتشاف للفيلسوف اليوناني ارخميدس. قيل أن ملك اليونان أمره أن يتأكد من أن تاج الملك صنع من الذهب الخالص دون أن يصهره أو يكسر منه جزءا. حار الفيلسوف بادي الامر لكنه سرعان ما فطن للحل حين أدخل جسده في حوض الماء ليستحم. راى أن مستوى الماء ارتفع حتى سال الماء خارج الحوض ثم رجع لحاله حين أخلى الحوض. لهذا أغطس التاج في ماء ووزن الماء المزاح وعرف قدره مقارنة بوزن التاج نفسه. قارن تلك النسبة بالنسبة التي حصل عليها حين أجرى نفس العملية بقطعة ذهب هو متأكد من أنها خالصة تماما وبغير رواسب. النتيجه أن تاج الملك من الذهب الخالص لم يشبه شائب USS Enterprise هي السفينة الحربية الأمريكية الضخمة التي تزيح من ماء البحار المالح ما وزنه 95,000 طنا بكامل حمولتها من الطائرات المقاتلة والذخيرة والطيارين والملاحين والوقود والطعام وماء الشرب. و 75,000 بدون حمولة. النقل المائي سهل كثيرا التواصل التجاري والثقافي بين البلدان والأمم حين خفّت تكلفته وتضاعفت وعظمت حمولة الباخرات عابرة المحيطات وتم ذلك قبل عهد الطيران الحديث الذي عضّد وقوّى هذا التواصل. الماء وما أدراك ما الماء (10) الصفة الأخرى للماء أنه ليس فقط يسيل أو يجري من الأعالى للأسافل وانما أيضا يفعل ذلك لكي يستقر وسطحه مبسوطا مستقيما ظاهرا وان كانت الأرض التي غطاها لها سطح تكثر فيه النتوءات علوّا وخفضا. ينطبق ذلك على كل المواعين التي يصب فيها الماء مهما تشكلت قاعدتها. سبب هذه الظاهرة هي تساوي كثافة الماء في كل ذرة فيه في أيّ مكان بما يضمن تساوي جذب جاذبية الأرض لهذه الذرة ومثيلاتها و من ثمّ بسط واستقامة سطح الماء. (لا وجود لماء سطحه مستقيم كالمسطرة 100% و بدون موجات لان الهواء يدفع السطح في هذا الأتجاه أو ذاك كل الوقت). قلت أن للماء ميوعة. أضيف هنا أن هذه الميوعة اذا أضيف لها الصابون اصبحت لزجة جدا مما يزيد في تماسك ذرات الماء بعضها ببعض. هذه اللزوجة والتماسك هي سبب الفقاقيع التي تلازم غسل الأيدي أو الملابس بالماء والصابون حين تغلّف ذرات الماء جزءا من الهواء في شكل كرات جد صغيرة. يكون مفعول هذه الظاهرة أوضح حين ينفخ الأطفال الهواء في اناء به سائل الصابون بماسورة ضيّقة فتخرج بالونات صغيرة تطير في الهواء لثوان ثم تنشطر. تطير لان وزنها أقل من وزن الهواء الذي تزيحه, حالها هنا كحال الخشبة الطافية على الماء التي ورد ذكرها سابقا. تنفجر بالونة ماء الصابون بعد ثوان من طيرانها لأسباب. من هذه الأسباب أنها ربما تصتدم بذرة تراب لا ترى معلقة في الهواء (الغبار), أو بجسم صلب كجدار أو فرع شجرة أو بعضو بجسم الطفل الذي صنعها وطردها. اذا نجت من كل هذه العوائق وطارت نحو السماء تنفجر أيضا لاختلاف ضغط الهواء في الجو ضغط الجو العمودي هو 6 كيلوغرام ونصف على كل بوصة مربعة من جسد الأنسان على سطح المعمورة. (يوجد الهواء في الفضاء من على سطح الأرض والى ارتفاع يبلغ 60 ميلا). معنى ذلك أن بالونة صابون الماء تطير تحت نفس ضغط الجو العالي جدا. اذا ارتفعت البالونه للسماء قلّ ضغط الجو خارجها مما يدفع الهواء داخلها للتمدد. (الطبيعة لا تحب الفراغ). زيادة حجم الهواء المتصاعدة داخل البالونه يجبر كرويات الماء المكونة لكرة البالونة لتمدد أيضا. حين يصل ذاك التمدد حده تنفصل كرويات الماء بعضها عن بعض ويحدث الأنفجار وتسمع الصوت (بك). لماذا لا يتكسّر جسم الأنسان تحت ضغط الجو العالي المذكور؟ الأجابة أن أجسام الحيوان والنبات فيها من الهواء ما يخلق ضغطا مضاضا يعادل الضغط من أعلي فيسلم البدن والنبات. القول المأثور: كل فعل له رد فعل مضاض ومتساوي" انتهت البوستات مشكل الماء بمدينة النهود كختام لبوستاتي العديدة عن "الماء وما أدراك ما الماء" أذكر هنا طلب ساكني مدينة النهود المتزايد للماء والعرض المتناقص المتطرد الذي يلازم ذلك, وابدي بعض النصح للمنتج والمستهلك أملا في حلّ المشكل وفرة الماء - كما ثبت علميا - لها علاقة طردية بالنموّ وكبر اجمالي الناتج القومي ومن ثمّ رفاهية الناس. بمعني اخر لا تجد قوما تقدّموا وتحضّروا بلا ماء وفير. ليس عجبا اذا ان كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتقدم دول المعمورة كلها من حيث استهلاك الفرد العادي للماء الصالح للشرب. متوسط استهلاك المواطن الأمريكي اليومي للماء العذب هو ما بين 80 الى 100 جالونا, أو 20 الى 25 جركانة بماعون اليوم. لا أجد احصائية لمتوسط أستهلاك الفرد العادي للماء في النهود أو حتى في السودان. لكنني أعتقد أن الرغم لا يزيد عن جالونين في النهود وأقل من ذلك بكثير في القرى المجاورة نشأت مدينة النهود في القرن التاسع عشر كمركز تجاري بسيط على أبار سطحية قليلة مدّت الساكنين بماء حلو وحاذق حين يجفّ ماء المطر من البرك المتوسطة الحجم في قلب المدينة. دام الحال على هذا حتى أفاء الله على النهود بماء أبار جبل ودحيدوب في أوائل الستينيات من القرن الماضي. فرح الخلق بوصول ماء نظيف حلو المذاق ونعموا به وان لم تدخل مواسيره المنازل بعد. وفرة ماء ابار جبل ودحيدوب لم تدم طويلا لسببين: الأول والأهم هجرة خلق كثير من القرى ومن وسط وشرق البلاد للنهود طلبا للماء والتعليم أو الربح أو للثلاثة معا. (تذكر ما قلت: لا يحدث تطور الا بالماء). هذا جانب أما العامل الأخر فيرتبط من ناحية برفع الماء من أعماق الأرض وضخّه وايصاله لنقط التوزيع بالمدينة ومن الناحية الأخرى بتوصيل مواسير الماء للمنازل مما تطلب بناء حوض في كل منزل وصله الماء لحفظه توفير الماء ونقله يتطلب وفرة المضخّات الجيدة وقطع غيارها والوقود اللازم لمكنات الدفع والانابيب السليمة والمهندسين والعمال ذوي الخبرة والرغبة في العمل بكفاءة وتجرّد. لا أستطيع وأنا هنا في أمريكا أن أحكم على صلاح كل ما ذكرت هنا فيما يخص جانب شفط الماء من تحت منطقة ودحيدوب وضخّه ليصل المدينة. الا أن يقيني أن أية محاولة لحل مشكل الماء بالنهود لن تحقق هدفها ما لم ينظر بدقة للجوانب التي ذكرتها هنا ومعالجة وسد النقص ان وجد جانب أستهلاك الماء لا يقل أهمية عن جانب توفيره. أقول بكل صدق أننا في مدينة النهود وفي غيرها من مدن السودان نستهلك الماء وكأنه نعمة من الله متوفرة دائما بلا حد أو ثمن. نسينا تماما أو تناسينا أن أجدادنا هلكوا دفاعا عن هذا السائل الذي نبذره أيّما تبذير. أباؤنا وأجدادنا كانوا اذا توضأوا وضعوا القدم الأيسر تحت الأيمن ليبتل أثنناء غسل الأول فلا يحتاج لماء كثير لغسله. اذا نظرت لمن يتسوّك أو يغسل وجهه ويديه أو سمعت صوت الدش يأن من قسوة تدفق الماء بين ثناياه طيلة وجود المستحم في الحمام (يندفع الماء عبر الدش بسرعة خمس جالونا في الساعة), أو رأيت ربة البيت أو خادمتها تنظف مواعينها بماء الصابون بجرادل الماء لعرفت أننا بحاجة ماسة لبرنامج تعليميّ كبير عن كيفية الأقتصاد في استعمال الماء. أنصح أهل دارك – خاصة الأطفال – بقفل الدش أثناء غسل أجسامهم بالصابون وفتحه بعد ذلك. أيضا امنع تسرّب الماء من مواسير دارك وغيّر الحنفية الصينية سيئة الصنع متى بدأت تسرب الماء بلا حياء المواعين التي يحفظ الماء فيها (الأباريق, الحلل, الفناظيز, الأخراج, الجركانات, المواسير, الأحواض) وغيرها تأتي في كل شكل وحجم ولا رقيب عليها ان فشلت في حفظ الماء دون تسريب. أخص هنا بالتحديد الأخراج والفناظير التجارية التي ينقل بها الماء الى المنازل, وأحواض الماء داخل المنازل. كلنا نشهد انسياب الماء المستمر من فنظاز عربة الكارلو أو عربة التانك – خاصة أثناء التفريغ ونقل جركانة الماء وهي "تطرش" باستمرار لداخل المنزل ولا نحفل به وكأن ذلك شيئ طبيعي لا تكلفة وراءه للمستهلك. الأحواض داخل البيوت تبنى بغير مواصفات متفق عليها ولا تراقب ابدا للتأكد من صلاحيتها وعدم تسرب الماء منها. أهم من هذا كله ليس عند هيئة مياه النهود فرقة نجدة مهمتها تلافي العطب في مواسير المياه اينما وجد ووقتما حدث. النتيجة كما يعرفها الجميع اهدار الاف جالونات الماء في التربة بلا انقطاع. لهذا اقترح انشاء جمعية طوعية تعاونية مهمّتها ارشاد الناس جميعا – خاصة بائعي الماء وربات المنازل لأمثل الطرق لترشيد حفظ الماء ونقله وبيعه نظيفا وصحيا والأنتفاع به دون اهدار أو تبذير. والله الموفق. امين.


    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 مايو 2017اخبار و بيانات
  • كاركاتير اليوم الموافق 17 مايو 2017 للفنان عمر دفع الله
  • بيان من رئاسة مجمع كنيسة المسيح السودانية
  • الآليه الوطنية لحماية السودانيين بالخارج تختتم زيارتها للسعودية
  • بيان حول إجلاء طالبات دارفور من السكن الداخلي بالقوة بواسطة مليشيات النظام
اراء و مقالات
  • هل يحق لمصر إمتلاك مياه النيل والدفاع عنها بالحرب لأنها تحتاجها بقلم يوسف علي النور حسن
  • رسالة مفتوحة إلى القمة الإسلامية الأميركية في الرياض القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين
  • زيارة وفد مجلس السلم الإفريقى لدارفور : رحلة الوقوف على الوضع ...والجرح لم يندمل ! بقلم فيصل الباقر
  • رسالة مفتوحة إلى الرئيس ترامب إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة غير قانونية وغير شرعية وباطلة
  • مأساة برلماناتنا -تراجي نموذجا بقلم د.آمل الكردفاني
  • منصة حرة.. ليست للمتاجرة بقلم نورالدين عثمان
  • الضوء المظلم؛ هل يتمكن حزب الحركة الترابية من الإلتفاف على المحكمة الجنائية بالتنازل عن دعم الإرهاب
  • بكري وماري آن بقلم إسحق فضل الله
  • الاتجاه نحو المدنية في العراق: شعار يرفع ام تصحيح بقلم علي مراد العبادي/مركز الفرات للتنمية والدراس
  • قرآننا نور يضيء طريقنا بقلم/ ماهر جعوان
  • شهادتي في حق وزير العدل.. الدكتور أبوبكر حمد عبدالرحيم بقلم قريمانيات .. بقلم / الطيب رحمه قريمان
  • ولكن للصبر حدود ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • «نحنُ في ظلِّ الغمام»..! بقلم عبد الله الشيخ
  • وزير مع وقف التنفيذ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • صائد الخنازير !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أي محاولة من مالك عقار للالتفاف على قرارات مجلس التحرير بورشة عمل وهمي مصيرها الفشل..
  • مالك وياسر عرمان لا تقلقوا فأن فتات الكيكة محفوظ لن ياكله النمل بقلم محمود جودات
  • (طَقْم ) المبررات السحري ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
  • الغربان تنعق في سماء النوبة بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عبقرية عبد الوهاب وتهمة السطو الفني بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • مازن فقها .... تساؤلات امنية على التجربة الفلسطينية بقلم سميح خلف
  • النكبة الفلسطينية في حكاية صلاح وآمنة بقلم د. فايز أبو شمالةالمنبر العام
  • السفارة الامريكية بالخرطوم تنفي مشاركة البشير وتقول انها اشاعات.....
  • بين الشاب المرتد العاق وبني علمان ! بقلم الخال الرئاسي
  • السودان وإثيوبيا .. تقارب وتحالف
  • منو اللي كتب الشكوي دي !!!!
  • فهمونا كلام بنك السودان تحويل الرصيد
  • ماذا وراء قرار تغيير اسم الجيش الشعبي؟؟؟
  • بأيِّ يومٍ نحنُ؟
  • البشير: مشاركتي بقمة يحضرها الرئيس الأمريكي "نقلة" في علاقات السودان
  • بِلادٌ تُضمِدُ القلبَ
  • سيدي الرئيس: سكّت الخشامة
  • دور قوات الدعم السريع فى في عمليات التنمية الاجتماعية
  • نائب مستقل يقول لتراجي أن التعيين يشوه التجربة و أنتم مجرد أعباء مالية إضافية على الشعب - فيديو
  • مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث ابن قرناس
  • تاجر: الندرة وارتفاع الأسعار أثرت سلباً على القوي الشرائية
  • د. عمار السجاد: هذا البرلمان مشوه وملتق.. بمسرحية سئية الاخراج قالوا لجنة الحوار 7+7 فوضت الرئيس ا
  • المتحولون أخلاقياً..! مقال لشمائل النور
  • دبلوماسي أميركي : واشنطن تعارض دعوة البشير للقمة الإسلامية - الأميركية
  • الجكس المثير يهاجم عمر البشير .. (صور) .. !!
  • المغترب لا يزال هو فارس الأحلام وفرس الرهان
  • !!!... الحساب الرسمي للقمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض على تويتر ...!!!
  • ارتفاع اسعار الدولار بالخرطوم
  • بالصورة مبروك ميادة
  • ياجماعة أي زول ما سمع إسمو يمشي ...
  • مقتل جندي سعودي بقذيفة صاروخية في مدينة العوامية بالقطيف شرق السعودية
  • لا تستطيع قناة الجزيرة ترقيع بكارة حكومة الانقاذ المهتكة
  • «الشاعر المتجول» تجربة سودانية لاستعادة زمن الشعر

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 05-18-2017, 07:50 PM)
























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de