1 اِمرأَةٌ كلما غنى البحرُ لِعينيها سألتنِي عن براعتِي المُدّعاةِ فِي اِصطِيادِ اللُّؤْلُؤِ...
2 ليس أبعدَ من يدِ المرءُ عليهِ!!
3 من يدّخِرَ بِذاكِرتِهِ ملامِحَ الحبِيبةِ يراها حتى في النِّسيانِ..
4 أنجزنَا ضِحكتينِ خفِيفتينِ على عجلٍ ثم قُمنَا إلى الصّمتِ العظِيمِ.. في الشّارِعِ أُغطِّي جبهتِي بِيدِي، يُلاحِقُنِي شكُّ أن ذِكرياتِي تنطلِقُ منها كالسِّهامِ لِتصرعَ العابِرينَ..
17 يستغرِبُ الشّارِعُ لِمَ لا تُعانِقُ الرِّياحُ يدَ الهُوى المبسُوطةُ طِوالَ الأزمِنةِ لِظِلِّهَا في الأرضِ!
18 اللُّغةُ لُؤلُؤةُ الفِكرِ وجوهرُ الرُّوحِ...
19 بأظافِرِهم المُشقّقةِ يحفِرُ الغائِبُونَ طريقَهُمْ مع الدّمعِ بينما تتشبّثُ القُلوبُ بِأقدامِهم..
20 يُعانِدُ ضِحكتَهُ حتى لا تعودُ تأبهُ بِهِ وتخرُجُ إلى العراءِ على حَلِّ شَعرِها.... *** في عِناقِ ظِلٍّ لِظِلٍّ غادرتْ اِمرأةٌ دُونَهُ اِرتبكَ الشّارِعُ في ظِلِّهِ...
21 ترقُصُ على الأغصانِ قُرُودُ رُوحِهِ المجنُونةِ...
22 قال: قِيمتِي أقلُّ من قُدرتِكُمْ وأكبرُ من حاجتِكُمْ..
23 ربّيَ الأملَ على إِيقاعاتِ اللّيلِ لِيُتقِنَ رقصةَ كُلِّ أُغنيّةٍ..
24 إن أسّستَ دولةٌ لِلسّلامِ على أُسُسِهِ الحقّةِ، تأسّستْ في ظِلِّ ذلك دولةٌ لِلحربِ لا تُقهرُ، لأن قِوامَ النّصرِ بشرٌ يُحِبُّ دولتَهُ ويحمِي ما هي عليهِ..
28 الأسى تذَّخِرُهُ لكَ الأسماءُ علِّقَ لِأقواسِهَا النِّسيانَ ثم غُصْ في مرايا اللَّيلِ..
29 بِالكَادِ أُخبِّئُ أحاسِيسيّ من الكلِماتِ البذِيئةِ..
30 هل من حِيلةٍ لهذا المركبِ سِوى الغرقِ؟
31 أحِبُّ قِراءةَ الشِّعرِ في غابةٍ أن تأتِيَّ العصافِيرُ إلى كتِفِي تزحفُ الأسماكُ من البُحيرةِ تصطفُّ جنباً إلى جنبٍ مع النّمرِ والفِيلِ والثّعلبِ والقِردِ والثُّعبانِ... لِترقُصَ كُلُّها مع المُوسِيقى الخفِيّةِ في الحُرُوفِ المهمُ ألّا ترتبِكَ رُوحِي اتعثّرُ في القِراءةِ فتطيرُ العصافِيرُ مذعُورةً إلى صوتِيّ المُعلّقِ في غُربةِ الرُّوحِ والخجلِ.
46 بأيِّ يومٍ نحنُ؟ سألتُ فراشةً قُربَ نارِ القلبِ تطِيرُ فاِنصرفتْ عنِّي إلى غيرِ وجهةٍ وزرّتْ نبضِي من صوبٍ يُبدِّدُنِي..
47 أكتُبنِي في الطّارِئِينَ عليكَ بأطرافِ متنِ الرّملِ رُوحِي حافّةُ الحدِيدِ جسدِي برّادةُ الشّجنِ أكتُبنِي حرفانِ لِلنّارِ وحرفٌ أخيرٌ لِهدمِ درجِ المُكُوثِ في قبضةِ الموتِ أكتُبنِي مثل شيءٍ تتِمُّ بأهوالِهِ الهولَ على اِعتِرافٍ بأُغنيّةٍ ولونٍ حِدةُ رقصٍ على فِراشِ الغِوايةِ اِعتِرافٌ بِعشقٍ يُشقشِقُ.
48 (هُناكَ) فراغُ شارِعٍ من تأسِيسِ أرصِفتِهِ بأورِدتِنا (هُناكَ) ثمة هذا العالمُ يتآكلُ يا ولدِي بين الأضراسِ النّهِمةِ ثمة لا حذرَ في إِزهاقِ ال (هُناكَ) ثمة كُلُّ شرٍّ... فخُذْ بيدِكَ إلى (اللّحظةِ) وأغرقْ في الاِبتِسامِ..
50 وأعرِفُ طريقةً أدعُ بها القدمَ المُتعثِّرةَ في الظّلامِ، الوحِيدةُ التي تحجُلُ في فضاءِ الشّارِعِ كنسرٍ مكسُورِ الجناحِ كي تزلَّ، تسقُطُ في أُتُونِ المشِيَ المُستقِيمِ ولكِني كتُومٌ كماءٍ راكِدٍ لا يُفصِحُ عن أسماكِهِ المُلوّنةِ..
51 أظلُّ ألعبُ لعبتِي الكفِيفةِ مع العالمِ فلا نعرِفُ بعضَنا حقاً لكِنّا نشغلُ طيفينِ طفِيفينِ بذاكِرتينا بِبلاهاتٍ ما...
52 لا شيءَ يستحِقُّ لا لا شيءَ يستحِقُّ البتّةَ لا شيءَ يستحِقُّ..
53 أيادِيكُمْ مأوَى الصّباحِ بينما أصواتَكُم أقداحُ الشّاطِئِ لِنشربَ نخبَ الصّرخةِ المُرجِّحةُ لِكفّةِ الحُبِّ في مِيزانِ هذا الكونِ الأعورَ... قُودُونا إلينا أيها المُنشِنِينَ على النُّوافِذِ المُعتمةِ...
61 سأقُولُ لها: هاكِ حَزنِي.. أعرِفُ أن كُلَّ سالِبٌ يستوِي بين يديها إلى بِلادٍ عجِيبةٍ، أزُورُها لِمرّةٍ في حيواتِي الكثيِرةُ ولا أستدِلُّ على الشّارِعِ المُفضِي إليها مُجدّداً!
62 الحارِسُ العتِيقُ لِنوافِذِ النِّسيانِ أنا قرّرَ على حينِ غِرّةٍ تركَ نافِذةٍ على مِصراعيها فولجَ هواءٌ كفِيفٌ وأخذَ يهُزُّ ذاكِرتِي بالنُّوايا البالِيةِ في اِصطِيادِ مساءٍ مُتبرِّجٍ يرتادُ مجاهيلَ لا يعرِفُها الزّمنُ..
69 التّودّدُ إلى المجهُولِ ***** الاِتِّجاهاتُ مقبرةٌ والأصابِعُ التي أشارتْ نحوَها حنِينٌ مضغُوطٌ كرصاصةٍ اِستقرّتْ برأسِ طِفلٍ أعزلَ المدى أُغنيّاتُ ذِئابٍ جائِعةٍ والمساءُ حقِيبةُ سفرٍ مُعبأةً بالأمانِي المُهترِئةِ كيف تبدأُ مُجدّداً في اِستِعادةِ نجمٍ من البعِيدِ؟ كيف ترهنُ غدَكَ لِمطرٍ في سماءٍ غائِبةٍ؟ كيف تتوارَى بين علامتي اِستِفهامٍ، وتنحرُ تحتَ قدميكَ الشّمسَ؟ ... هكذا حِينَ يُباغِتُكَ اِبتِعادٌ عن المسافةِ بِجِيبِكَ الخاوِي إلى حيثُ يرغبُ الرُّعبُ بِاِنتِشالِكَ مِنكَ هكذا إن تودّدتَ مرّةً إلى المجهُولِ يُبرِقُ إلى رُوحِكَ شفرتَهُ ويُفسِرُكَ..
70 الموتُ لِي مرّاتٌ كثِيرةٌ في الصّباحِ، في الظّهِيرةِ في المساءِ حين تحلُبُ السّماءُ من أثداءِ نُجُومِها: العتمةَ.. وحين لا يكُونُ ثمة وقتٌ ولا ساعةً، ولا جِدارَ كي يعرِفَ المرءُ في أيِّ حارةٍ يسكُنُ الموتُ لِي إن نظرتَ، إن مشيتَ، إن وقفتَ، إن رأيتَ الموتَ جائلاً في عربةٍ مُصفّحةٍ، في صفحةِ الجرِيدةِ، في الواتسِ الموتُ لِي الموتُ لِي الموتُ لِي.. إلى شقيقتي الجميلة: كلثوم فضل الله
71 هل رأيتِ ظِلَّكِ؟ كان يتبعُنِي إلى الشَّارِعِ واِختفى أظُنُّهُ مضى لِإِحضارِ قُبلةٍ لِي أو عِناق أو ربما اِبتِسامةً نسِيتُ أن أدُسَّها في نبضِي ومضيتُ..
72 كُلُّ مُعتزِلٍ للرّقصِ كان يكتُبُ على زورقِ الشّارِعِ من ماءِ عينيهِ: أسف..
74 هل من إِجابةٍ لعِينينِ ملؤُهُمَا الحَزنُ، منهما تقفِزُ سِباعٌ ضاريةٌ ولبوةٌ حزينةٌ، وأمامهُم نهرُ دمٍ؟
75 كُنتُ أعزِفُ الصّمتَ وأُغنيّهُ إذ لاحَ لِي مُنذُ لمسِ الوترِ بُعدَ الشُّقةِ بيني وبين الصُّعُودَ إلى علالِيّ المُوسِيقى..
76 بيدٍ أصابِعِها مُزدحِمةٌ بالغِناءِ كان يكتُبُ سِيرةَ الحُبِّ والجُنُونَ لا يرى رأسُهُ أنه يستنِدُ على يدٍ بل على حقلِ مُوسِيقى ومِرآةُ البيتِ لما يُلوِّحُ لِلذِّكرَى ضاحِكاً كانت ترى جوقةَ عازِفِينَ يمشُونَ بالرّقصِ نحو اِنعِكاساتِها القدِيمةِ والشّارِعُ .... الشّارِعُ لا يلبثُ أن يتسمَّرَ بِاللَّوحةِ...
77 شهِيَّةٌ كبُستانٍ لوعلٍ جائِعٍ..
78 القصِيدةُ ساحةُ حربٍ كُلُّ حرفٍ يدلِفُ إلى سُطُورِها يُشمِّرُ سواعِدَ حركاتِهِ ويبدأُ في الزَّحفِ إلى مُتُونٍ بِجوفِ الأخيِلةِ..
79 فتحتُ صفحةً في كِتابِ الغِوايةِ الذي قامَ إلى الهربِ من سُطُورِها كان البحرُ والذي أيقظَ دُفُوفَهُ وانتظرَ الضّاربينَ عليها كان الشّكُّ المُكدّسَ على اِمتِدادِ ما وراءَ السُّطُورِ كان المساءُ غُرفةٌ صغِيرةً تربِضُ في مُستطِيلٍ أحمرَ أما الموتِ فقد شغلَهُ غِيابِي من المشهدِ فقامَ إلى رقصهِ الضّالِّ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة