بأيِّ يومٍ نحنُ؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 06:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2017, 09:38 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بأيِّ يومٍ نحنُ؟

    10:38 AM May, 17 2017

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    *****

    1
    اِمرأَةٌ كلما غنى البحرُ لِعينيها
    سألتنِي
    عن براعتِي المُدّعاةِ فِي اِصطِيادِ اللُّؤْلُؤِ...

    2
    ليس أبعدَ من يدِ المرءُ عليهِ!!

    3
    من يدّخِرَ بِذاكِرتِهِ ملامِحَ الحبِيبةِ
    يراها حتى في النِّسيانِ..

    4
    أنجزنَا ضِحكتينِ خفِيفتينِ على عجلٍ
    ثم قُمنَا إلى الصّمتِ العظِيمِ..
    في الشّارِعِ
    أُغطِّي جبهتِي بِيدِي، يُلاحِقُنِي شكُّ أن ذِكرياتِي تنطلِقُ منها كالسِّهامِ لِتصرعَ العابِرينَ..

    5
    محبرةٌ: قلبِي
    الطُّوفانُ واللّيلُ: ذاكِرتِي
    الشّكُّ: مدايّ المُواربُ
    جمعِي: السّهوُ المُقِيمُ
    أنتِ: ضِفافِي..

    6
    ثمّةَ جُرحٌ هُنَا
    هُنَا بين الأينَ وماذَا؟
    لن أعرِفَ أبداً كيفَ أُكافِحُهُ؟

    7
    آهٍ
    لكم أنا جائِعٌ جائِعٌ جائِعٌ
    إلى دُمُوعٍ
    وإن من خشبْ..

    8
    لِلحَزنِ نوافِذُ، أبوابٌ وأرصِدةٌ في بنكِ اللّيلِ
    فإن جرحتَ وردَ الرُّوحِ بالصّحوِ
    اِستدلَّ عليكَ بالتّكدُّسِ..

    9
    شجرٌ في جيبِي، أخرُ في رأسِي، وبِعينِي ولِسانِي
    ولم يزأرْ مرّةً قلبِيّ الغابةُ..

    10
    لا أحزنُ من الطّرقَاتِ
    أنا البابُ، وإنما
    ألا يُردَّ الغائِبُونَ..

    11
    أُضِيّعُ الشّارِعَ فلا يأبهُ بِي
    يُضيِّعُنِي فلا أستــدِلُّ عليّ

    12
    أحسُّ كأنِي كأسُ ماءٍ
    ويشربُنِي النِّسيانُ..
    قال الشّارِعُ

    13
    كالنّملِ تسرِي الأيّامُ في قلبِكَ
    فجهّزَ مساكِنَها
    كيلا يُحطِّمَها عسسُ الرُّوحِ..

    14
    هل تردّدَ اللّيلُ مرّةً
    في اِحتِواءِ ملامِحِكَ
    وإن أغرقتَهُ في نهرِ صباحِكَ؟

    15
    لن تثِقَ أخيلتِيّ المُلتاثةُ
    في أصابِعٍ تتزاحمُ الكلِماتُ طِوالَ الوقتِ
    بأبوابِها
    فتُلوِّنُ بِاِلتِفافاتِها الصّارِخةِ قلبَ البِلادِ..

    16
    تستمِرُّ الحياةُ بإِنصاتِها
    لِوقعِ أرواحِنَا على الماءِ
    تستمِرُّ بِالحفرِ لِننهلَ نُورَها
    ودُونَ اِنتِباهٍ منا
    نُؤسِّسُ قبراً لِإيوائِها..

    17
    يستغرِبُ الشّارِعُ
    لِمَ لا تُعانِقُ الرِّياحُ يدَ الهُوى
    المبسُوطةُ طِوالَ الأزمِنةِ
    لِظِلِّهَا في الأرضِ!

    18
    اللُّغةُ لُؤلُؤةُ الفِكرِ وجوهرُ الرُّوحِ...

    19
    بأظافِرِهم المُشقّقةِ
    يحفِرُ الغائِبُونَ طريقَهُمْ مع الدّمعِ
    بينما تتشبّثُ القُلوبُ بِأقدامِهم..

    20
    يُعانِدُ ضِحكتَهُ
    حتى لا تعودُ تأبهُ بِهِ
    وتخرُجُ إلى العراءِ على حَلِّ شَعرِها....
    ***
    في عِناقِ ظِلٍّ لِظِلٍّ غادرتْ اِمرأةٌ دُونَهُ
    اِرتبكَ الشّارِعُ في ظِلِّهِ...

    21
    ترقُصُ على الأغصانِ
    قُرُودُ رُوحِهِ المجنُونةِ...

    22
    قال:
    قِيمتِي أقلُّ من قُدرتِكُمْ
    وأكبرُ من حاجتِكُمْ..

    23
    ربّيَ الأملَ على إِيقاعاتِ اللّيلِ
    لِيُتقِنَ رقصةَ كُلِّ أُغنيّةٍ..

    24
    إن أسّستَ دولةٌ لِلسّلامِ على أُسُسِهِ الحقّةِ، تأسّستْ في ظِلِّ ذلك دولةٌ لِلحربِ لا تُقهرُ، لأن قِوامَ النّصرِ بشرٌ يُحِبُّ دولتَهُ ويحمِي ما هي عليهِ..

    25
    حطِّمْ صنمَكَ أيها الوقتُ
    وقُلْ لنا: كرِهتُ تعلُّقكُمْ بِأهدابِي..

    26
    غيرُ هيّابٍ لِصمتِي
    وإن رأيتَهُ طِوالَ الوقتِ
    يُقهقِهُ عالِياً، يتخفّى
    يمضغُ قلبِي قلِيلاً
    ويرُدُّهُ لِصدرِي..

    27
    رُغمَ الأُممِ الكثِيرةِ بِقلبِي
    لماذا يُوجِعُنِي وحدِي؟

    28
    الأسى تذَّخِرُهُ لكَ الأسماءُ
    علِّقَ لِأقواسِهَا النِّسيانَ
    ثم غُصْ في مرايا اللَّيلِ..

    29
    بِالكَادِ أُخبِّئُ أحاسِيسيّ
    من الكلِماتِ البذِيئةِ..

    30
    هل من حِيلةٍ لهذا المركبِ سِوى الغرقِ؟

    31
    أحِبُّ قِراءةَ الشِّعرِ في غابةٍ
    أن تأتِيَّ العصافِيرُ إلى كتِفِي
    تزحفُ الأسماكُ من البُحيرةِ
    تصطفُّ جنباً إلى جنبٍ مع النّمرِ والفِيلِ والثّعلبِ والقِردِ والثُّعبانِ...
    لِترقُصَ كُلُّها مع المُوسِيقى الخفِيّةِ في الحُرُوفِ
    المهمُ ألّا ترتبِكَ رُوحِي
    اتعثّرُ في القِراءةِ
    فتطيرُ العصافِيرُ مذعُورةً
    إلى صوتِيّ المُعلّقِ في غُربةِ الرُّوحِ والخجلِ.

    32
    مرَّنتُ الحُبَّ مِراراً على قضمِ تُفَّاحةَ اللَّيْلِ، لَكِنَّهُ اِستساغَ قلبِي...

    33
    أيُّ ثًبُورٍ يُحدِقُ بِكَ؟
    أيُّ ثُبُورٍ!
    الطِّفلُ بِأحشائِكَ يُدخِّنُ، والغدرُ ينهشُ ظهرَكَ، يرضعُ الشّرُّ نهرَ ثديكَ المِدرارِ...
    ولكن
    كلما أوثقُوكِ يا بِلادِي بالخُسرانِ تقفِزِينَ، كراقِصٍ يُنفِضُ عن رُوحِهِ الفراغَ، ويجلِدُ الإِعتامَ بندَى الجسدِ..

    34
    إن أنتَ وليتَ الدُّبرَ يا ولدِي عن البِلادِ، سيستشرِي الفسادُ، ويُكبُّ بيتَكَ في الرّمادِ، فقُمْ وقُلْ: أنا غارِسُ الوردَ، وموسِمُ الحصادِ..

    35
    أحرِقُ صمتِي في صندلِ اللّيلِ
    وأسألُ النّارَ
    هل قُلتُ من شيءٍ؟

    36
    أنتَ بحاجةٍ إلى أكثرِ من درجٍ أحمرٍ وقدمينِ
    فليس من سبِيلٍ لهذا المقامِ
    خلا مُراقبتكَ نواحَ الزّهرِ، تربُّصُ الأُمنِيّاتِ، تمظُهراتُ المرايَا، نزقُ الأخيلةِ، ...الخ
    ثم استقرَّ بزاوِيتِكَ في النِّسيانِ العظِيمِ.

    37
    الشّاعِرُ المُتجوِّلُ*
    ○○○○○○○○○
    أحاطتْ بِكَ النُّوافِذُ من كُلِّ صوبٍ
    وأنتَ بالطبعِ فتىً بين أصابِعِهِ المصابِيحُ
    لِكُلِّ أُكرةٍ خيطُ ضوءٍ
    فقُلْ لِنافِذةٍ لِي ستقرأُ عليكَ ثلاثةً من اسمائِي
    بأنغامٍ مُتباينةٍ
    أنّي أصفعُ الوقتَ بِي
    لأُبدِّدَهُ،
    فيبدأُ
    وأنّي بُعِثتُ من مرقدِي بالنِّسيانِ وآتٍ في فُوجِ الخُسرانِ المُبيّنِ، آتٍ من حيثُ تحتسِبُ
    وليس من بصِيصِ ضوءٍ بأصابِعِي!

    إلى حضرة الشاعر المتجول: مأمون التلب

    38
    لا بابَ لِلحربِ في قلبِي، لكن رصاصَكَ جاءَ منهُ، ولا حامِلةَ طائِراتٍ، فهل اِنتاشتِ الرُّوحَ سِهامُ اِبتِسامتِكِ الآثِمةِ!

    39
    الحُبُّ موتُكَ السّرمدِيُّ يا قلبِي
    فأؤلِّمْ لهُ الحياةَ..

    40
    سأذكُرُكِ
    فتنفتِقُ سُرّةُ الحرِّ
    يتدلّى لِلكونِ الغمامُ..

    41
    أعملُ على صقلِ ضِحكتِي المُفزِعةِ لِعصافِيرِ رُوحِكِ المُوزَّعةِ على شجرِ العالمِ...

    42
    أبكرُ بيومٍ من سؤالِيّ لكِ
    عن كيفَ مضَى يومُكِ؟

    43
    الزُّوارِقُ نِيّةُ البحرِ في سؤالِ اليابِسةِ
    عن ظِلِّ له أضاعَهُ بزحامِ الغائِبين
    وأنتِ نهرِي على أيِّ حالٍ..

    44
    لا ألهُو البتّةَ
    بالقُربِ من أيِّ نهرٍ
    خشيةُ أن يُبلِلَنِي غيرُ عطشِي إليكِ..

    45
    ربّةُ النّدى
    <><><>
    يا امرأةً حفرتِ القلبَ نهراً لِوُحُوشِ الحُبِّ
    كدّستْ العصافِيرَ بالأورِدةِ، غنّتْ النُّجُومُ راقِصةً على سماءِ كُلَّ ليلٍ لِي
    كُلُّ ليلٍ لِي يجِيءُ من مشارِبَ شتّى لِلبرِيقِ الفُجائِيِّ
    فتُشرِّقُ الرُّوحُ بأمرِ ربّةُ النّدى، اِحتِشادٌ فاِحتِشادٌ فاِحتِساءُ...
    لا غرابةَ في الشّوقِ لِقوارِبَ نجاةٍ لِلمشاعِرِ و الجمرِ..
    جمرٌ من عصِيرٍ إِشفاقِي عليّ
    فتُشرِقُ^
    أيُّ شمسٍ حاسِمةٍ أنتِ؟
    أيُّ معنىً لِلمعانِي قوافِلُ حرفِي؟
    أيُّ بيداءٍ وبيتٌ لِلصّباحِ؟
    أيُّ ريحٍ لِكنسِ النّهارِ؟ أيُّ رِ
    ي
    حٍ؟

    46
    بأيِّ يومٍ نحنُ؟
    سألتُ فراشةً قُربَ نارِ القلبِ تطِيرُ
    فاِنصرفتْ عنِّي إلى غيرِ وجهةٍ
    وزرّتْ نبضِي من صوبٍ يُبدِّدُنِي..

    47
    أكتُبنِي في الطّارِئِينَ عليكَ
    بأطرافِ متنِ الرّملِ
    رُوحِي حافّةُ الحدِيدِ
    جسدِي برّادةُ الشّجنِ
    أكتُبنِي
    حرفانِ لِلنّارِ
    وحرفٌ أخيرٌ لِهدمِ درجِ المُكُوثِ في قبضةِ الموتِ
    أكتُبنِي
    مثل شيءٍ تتِمُّ بأهوالِهِ الهولَ
    على اِعتِرافٍ بأُغنيّةٍ ولونٍ
    حِدةُ رقصٍ على فِراشِ الغِوايةِ
    اِعتِرافٌ بِعشقٍ يُشقشِقُ.

    48
    (هُناكَ) فراغُ شارِعٍ من تأسِيسِ أرصِفتِهِ بأورِدتِنا
    (هُناكَ) ثمة هذا العالمُ يتآكلُ يا ولدِي بين الأضراسِ النّهِمةِ
    ثمة لا حذرَ في إِزهاقِ ال (هُناكَ)
    ثمة كُلُّ شرٍّ...
    فخُذْ بيدِكَ إلى (اللّحظةِ) وأغرقْ في الاِبتِسامِ..

    49
    كُنْ حكِيماً
    وخُذْ اللّيلَ إلى فِراشِهِ
    وغطِهِ بأُغنيّةٍ (مترُومةِ) الرُّوحُ..

    50
    وأعرِفُ طريقةً أدعُ بها القدمَ المُتعثِّرةَ في الظّلامِ، الوحِيدةُ التي تحجُلُ في فضاءِ الشّارِعِ كنسرٍ مكسُورِ الجناحِ
    كي تزلَّ، تسقُطُ في أُتُونِ المشِيَ المُستقِيمِ
    ولكِني كتُومٌ كماءٍ راكِدٍ لا يُفصِحُ عن أسماكِهِ المُلوّنةِ..

    51
    أظلُّ ألعبُ لعبتِي الكفِيفةِ
    مع العالمِ
    فلا نعرِفُ بعضَنا حقاً
    لكِنّا نشغلُ طيفينِ طفِيفينِ بذاكِرتينا
    بِبلاهاتٍ ما...

    52
    لا شيءَ يستحِقُّ
    لا لا شيءَ يستحِقُّ
    البتّةَ لا شيءَ يستحِقُّ..

    53
    أيادِيكُمْ مأوَى الصّباحِ
    بينما أصواتَكُم أقداحُ الشّاطِئِ
    لِنشربَ نخبَ الصّرخةِ المُرجِّحةُ لِكفّةِ الحُبِّ في مِيزانِ هذا الكونِ الأعورَ...
    قُودُونا إلينا أيها المُنشِنِينَ على النُّوافِذِ المُعتمةِ...

    54
    اِتبعنِي..
    اِنعطفتُ لِزُقاقٍ مُعتمٍ بالرُّوحِ من ثالِثٍ
    لأخُذَ خُطّةً مُبهمةً
    أُكرِّسُها لِلفّتكِ بِكَ...
    يقولُ قاتِلٌ

    55
    البناتُ وهُنَّ يكبُرنَ
    يأخُذنَ أُمهاتهُنَ إلى ريفِ العُمرِ
    ويُلقِينَّ بأبائِهنَ بمحبّةٍ وحِرصٍ إلى براثِنِ النِّهاياتِ، يا لِلبناتِ

    56
    أُوقِظُوا الفِتنةَ فقد وجدتْ طرائِقَ عدِيدةً لِلمشيِ أثناءَ النَّومِ...

    57
    مُزَيَّفُونَ يا بِلادِي
    غيرُ مُدوَّنٍ بِأوراقِنا غيرَكِ....

    58
    أيُّ بحرٍ خُضتُهُ
    كُنتِ ساحِليهِ..
    ***
    غافِلٌ عنكِ تماماً
    بيدَ أنَّ غفلتِي حديقتُكِ، تُخبِرِينِي!

    59
    لا بأسَ
    يدِيّ بِطُولِ البئرِ
    سانتشِلُنِي من الغرقِ..

    60
    يرتجُّ بابُ الرُّوحِ
    متى مدّ شهِيدٌ يدَهُ
    وناولنِي المفاصِلَ..

    61
    سأقُولُ لها:
    هاكِ حَزنِي..
    أعرِفُ أن كُلَّ سالِبٌ يستوِي بين يديها
    إلى بِلادٍ عجِيبةٍ، أزُورُها لِمرّةٍ في حيواتِي الكثيِرةُ
    ولا أستدِلُّ على الشّارِعِ المُفضِي إليها
    مُجدّداً!

    62
    الحارِسُ العتِيقُ لِنوافِذِ النِّسيانِ
    أنا
    قرّرَ على حينِ غِرّةٍ
    تركَ نافِذةٍ على مِصراعيها
    فولجَ هواءٌ كفِيفٌ
    وأخذَ يهُزُّ ذاكِرتِي بالنُّوايا البالِيةِ
    في اِصطِيادِ مساءٍ مُتبرِّجٍ
    يرتادُ مجاهيلَ
    لا يعرِفُها الزّمنُ..

    63
    كُنتُ في الشَّكِّ بِقلبِ اليقِينِ
    نحِيلُ الحَزنِ، تذُوبُ
    بِكفَّي القصائِدِ..

    64
    يمسِكُ بي الزّمنُ تحتَ قدميهِ
    كأنِي شارِعٌ يمشِي عليهِ
    من العدمِ إلى بيتِهِ هُناكَ
    في ظِلالِ النِّسيانِ..

    65
    اتبعْ جُثّتَكَ يا ليلُ
    وإنها، تبصرُ المصابيحَ الضّريرةَ
    تخفِضُ بصرَها، ومن وُضُوحِكَ تستوفِي الكيلَ
    ...

    66
    يظلُّ اللّيلُ بخيرٍ
    لا يغِيبُ ساعةً، وإن سلّطنَا باِمتِدادِ الزّمنِ،
    أضواءَ قُلُوبِنَا العذراءُ
    على عينيهِ

    67
    ما أفعلُ بقصِيدةِ شاعِرٍ غفى لبُرهةٍ ريثما تنهضُ القِيامةُ لِشُغلِها
    ريثما التفِتُ جيداً نحو هُوّةٍ عمِيقةٍ بِقلبِي
    وأرفعُ قصِيدتِي
    أو أعُودُ أدراجي إلى بيتِ النِّسيانِ...

    68
    مُجهدُونَ يا قلبِي
    وأنتَ تقِفُ بعزيمةِ ضعفِكَ كُلِّها بين المرايا واللّيلِ
    مُجهدُونَ جرّاءَ قذفِ غِبارِ أجسادِنا في هُوّةِ الحربِ
    أكلتنا الجائِعةُ، رمّمتنَا، أكلتنا...
    وأرتنا مِراراً معنى القهقهةِ الحقيقيةِ للألمِ
    مُجهدُونَ جداً
    فأحزِمْ قيامَكَ للوراءِ
    لا تدّخِرَ وُسعاً لإِطالةِ قامتِكَ المدِيدةِ والظِّلِّ
    أحزِمْ قِيامَكَ للورى، كأنكَ نبضُ كُلُّ اِمرئٍ، كأنكَ نصلُهُ
    وإِنصاتُهُ للماءِ وجوهرِهِ
    أحزِمْ قيامَكَ
    واتبعْ بصمتٍ ظِلَّ الهمسِ
    والإِيقاعِ
    اتبعْ بصمتٍ صمتِكَ والجبل..

    69
    التّودّدُ إلى المجهُولِ
    *****
    الاِتِّجاهاتُ مقبرةٌ
    والأصابِعُ التي أشارتْ نحوَها
    حنِينٌ مضغُوطٌ كرصاصةٍ اِستقرّتْ برأسِ طِفلٍ أعزلَ
    المدى أُغنيّاتُ ذِئابٍ جائِعةٍ
    والمساءُ حقِيبةُ سفرٍ مُعبأةً بالأمانِي المُهترِئةِ
    كيف تبدأُ مُجدّداً في اِستِعادةِ نجمٍ من البعِيدِ؟
    كيف ترهنُ غدَكَ لِمطرٍ في سماءٍ غائِبةٍ؟
    كيف تتوارَى بين علامتي اِستِفهامٍ، وتنحرُ تحتَ قدميكَ الشّمسَ؟
    ...
    هكذا
    حِينَ يُباغِتُكَ اِبتِعادٌ عن المسافةِ بِجِيبِكَ الخاوِي
    إلى حيثُ يرغبُ الرُّعبُ بِاِنتِشالِكَ مِنكَ
    هكذا
    إن تودّدتَ مرّةً إلى المجهُولِ
    يُبرِقُ إلى رُوحِكَ شفرتَهُ
    ويُفسِرُكَ..

    70
    الموتُ لِي
    مرّاتٌ كثِيرةٌ
    في الصّباحِ، في الظّهِيرةِ
    في المساءِ حين تحلُبُ السّماءُ
    من أثداءِ نُجُومِها:
    العتمةَ..
    وحين لا يكُونُ ثمة وقتٌ
    ولا ساعةً، ولا جِدارَ كي يعرِفَ المرءُ
    في أيِّ حارةٍ يسكُنُ
    الموتُ لِي
    إن نظرتَ، إن مشيتَ، إن وقفتَ، إن رأيتَ الموتَ جائلاً
    في عربةٍ مُصفّحةٍ، في صفحةِ الجرِيدةِ، في الواتسِ
    الموتُ لِي
    الموتُ لِي
    الموتُ لِي..
    إلى شقيقتي الجميلة: كلثوم فضل الله

    71
    هل رأيتِ ظِلَّكِ؟
    كان يتبعُنِي إلى الشَّارِعِ
    واِختفى
    أظُنُّهُ مضى لِإِحضارِ قُبلةٍ لِي
    أو عِناق
    أو ربما اِبتِسامةً نسِيتُ أن أدُسَّها في نبضِي
    ومضيتُ..

    72
    كُلُّ مُعتزِلٍ للرّقصِ
    كان يكتُبُ على زورقِ الشّارِعِ
    من ماءِ عينيهِ:
    أسف..

    73
    سأبقى ساذِجاً
    أظُنُّ يدِي غابةً
    وأُطلِقُ الذِّئابَ..

    74
    هل من إِجابةٍ لعِينينِ ملؤُهُمَا الحَزنُ، منهما تقفِزُ سِباعٌ ضاريةٌ ولبوةٌ حزينةٌ، وأمامهُم نهرُ دمٍ؟

    75
    كُنتُ أعزِفُ الصّمتَ
    وأُغنيّهُ
    إذ لاحَ لِي مُنذُ لمسِ الوترِ
    بُعدَ الشُّقةِ بيني وبين
    الصُّعُودَ إلى علالِيّ المُوسِيقى..

    76
    بيدٍ أصابِعِها مُزدحِمةٌ بالغِناءِ
    كان يكتُبُ سِيرةَ الحُبِّ والجُنُونَ
    لا يرى رأسُهُ أنه يستنِدُ على يدٍ
    بل على حقلِ مُوسِيقى
    ومِرآةُ البيتِ
    لما يُلوِّحُ لِلذِّكرَى ضاحِكاً
    كانت ترى جوقةَ عازِفِينَ يمشُونَ بالرّقصِ نحو اِنعِكاساتِها القدِيمةِ
    والشّارِعُ ....
    الشّارِعُ لا يلبثُ أن يتسمَّرَ بِاللَّوحةِ...

    77
    شهِيَّةٌ كبُستانٍ لوعلٍ جائِعٍ..

    78
    القصِيدةُ ساحةُ حربٍ
    كُلُّ حرفٍ يدلِفُ إلى سُطُورِها
    يُشمِّرُ سواعِدَ حركاتِهِ
    ويبدأُ في الزَّحفِ
    إلى مُتُونٍ بِجوفِ الأخيِلةِ..

    79
    فتحتُ صفحةً في كِتابِ الغِوايةِ
    الذي قامَ إلى الهربِ من سُطُورِها كان البحرُ
    والذي أيقظَ دُفُوفَهُ وانتظرَ الضّاربينَ عليها
    كان الشّكُّ المُكدّسَ على اِمتِدادِ ما وراءَ السُّطُورِ
    كان المساءُ غُرفةٌ صغِيرةً تربِضُ في مُستطِيلٍ أحمرَ
    أما الموتِ
    فقد شغلَهُ غِيابِي من المشهدِ
    فقامَ إلى رقصهِ الضّالِّ..

    أبريل 2017م

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de