*طلبت مني إحدى القارئات ألا أنتظر الرسائل المباشرة لكتابة كلام الناس السبت واقترحت تناول القضايا الاجتماعية والاسرية دون أن أنتظر شكوى محددة. *ضربت مثلا بظاهرة إنتشار حالات الطلاق خاصة وسط المتزوجين حديثاً وقالت إنها ظاهرة تستحق التناول لأنها تشير إلى خلل في أصل العلاقة الزوجية يحتاج إلى إلقاء الضوء عليه. *أبدأ بشكر القارئة العزيزة على اقتراحها وإن كنت ما زلت في إنتظار الرسائل المباشرة لأنها تطرح بعض المشاكل التي تواجهها الأسر قبل أن تصل إلى مرحلة الطلاق، والتفاكر سويا من أجل محاصرتها ومحاولة علاجها في المهد. *أعود اإلى ظاهرة الطلاق التي للأسف إنتشرت في الاونة الاخيرة وأصبحت تهدد البناء الأسري والمجتمعي في مقتل، خاصة مع وجود الاأناء والبنات في مراحل عمرية مختلفة، وحتى قبل أن ينجبا وعلى الاخص على المراة الأكثر تضررا منالطلاق. *بالطبع هناك عوامل كثيرة تدفع إلى الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله، لكن في بعض الاحيان يكون السبيل الوحيد لتلافي التوترات والخلافات الأسرية والعائلية. *تختلف الأسباب من حالة إلى أخري لكن يبقى العامل المشترك الغالب هو الوصول الى مفترق طرق بين الزوجين بسبب إختلاف الأمزجة أو إختلاف الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية خاصة في الأسرالسودانية التي تعيش في دول المهجر. *من الأسباب الظاهرة لانتشار ظاهرة الطلاق عدم التريث والعجلة في اتمام مراسم العقد خاصة من جانب اسر البنات نتيجة للظروف الاقتصادية التي جعلت الشباب يعزف عن الزواج. *لذلك كانت فترة الخطوبة ضرورية للتعارف بين الطرفين قبل إتمام مراسم العقد على أن يتم ذلك التعارف تحت مظلة الاسرتين مع الحذر من مخاطر التفريط التي قد تتسبب في فض الخطوبة ذاتها. *هناك شبه إتفاق على أهمية تبادل مشاعر المودة بين الطرفين لكن هذا لايغني عن التعرف على طبيعة ومزاج كل منهما ل،ن ذلك يضمن إستمرار العلاقة الاسرية. *مهما تكن الأسباب يبقى الطلاق أبغض الحلال عند الله لذلك تم اعطاء اكثر من فرصة للتراجع عنه قبل أن يصل إلى مرحلة الطلاق البائن. * لست في حاجة إلى تأكيد ان الزواج شراكة إنسانية بين الزوجين تقويها علاقات المودة والرحمة، لكنها تتحول الى شراكة إجتماعية وإقتصادية وتربوية وأخلاقية تحتاج إلى كثير من التضحيات والصبر في سبيل المحافظة على سفينة الزواج للوصول بها الى بر الإستقرار والمستقبل المشترك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة