احتفلت المانيا بمرور 32 عاما بدون انقطاع للكهرباء ، وهو احتفال استحقته الدولة التي اصبحت منذ عام 2010 من اكبر الدول المصدرة للكهرباء في العالم. تقول احدى المواطنات بألمانيا " الكهرباء لم تنقطع عن أي بيت او مصنع أو شارع او عمود كهرباء ولو لدقيقة واحدة خلال 32 عاما" . واشارت فالانتينا انه باعتماد الواح الطاقة الشمسية في المنازل يتمك توليد الطاقة، بالإضافة إلى مولدات الكهرباء بطاقة الرياح. هذا الخبر تم تداوله في مختلف مواقع التواصل الاجتماعية في الكثير من الدول العربية والافريقية ، والغرض منه ليس الاستغراب لأنه موضوع عادي في دولة محترمة وتحترم مواطنها ، لأن الكهرباء لا تقل اهمية عن الطعام والشراب ، وتعتبر ديدان الحياة العصرية، وتعتبر الترس الرئيسي الذي يدير منظومة الحياة العصرية ، لأنه بدون الكهرباء لايمكن عمل أي او القيام بأي شيء. في السودان الكهرباء لم تشهد انقطاعا قبل عام 1980 ، لأن الطاقة المتوفرة كانت بخطى محسوبة ، أما ذلك العام عندما بدأ انقطاع التيار الكهربائي بصورة غير مسبوقة ، عقد اجتماع بالاتحاد الاشتراكي الحزب الحاكم في ذلك الوقت لبحث الموضوع ، حيث حضر الاجتماع مدير عام الادارة المركزية للكهرباء والمياه ، عندما سئل عن سبب الانقطاع ، اوضح ان السبب هو اقامة مشاريع تنموية بدون خطة مدروسة ،حيث انه لم يخطر بذلك وهو لايدري ما هي الطاقة الكهربائية التي يجب توفرها لتشغيل هذه المصانع والمرافق. قال وقتها الخرطوم كانت تحتاج 2 ميغاواط للإنارة على ما اظن ومصنع واحد يحتاج لنفس حجم الطاقة ، والمصنع او المشروع اصبح جاهزا يريد توصيل الكهرباء ، قال اما ان يشتغل المشروع او تتم اضاءة الخرطوم . وقال اذا لم نوصل الكهرباء للمشروع نتهم بالشيوعية والعمالة لجهات اجنبية ، وعلى الرغم من معرفة السبب الا انه لا احد يحرك ساكنا ، والمشكلة تتفاقم في كل يوم ، وكل مسؤول يأتي يقوم بكرة الموضوع سيحل على الرغم من مرور قرابة 40 عاما الا أن الموضوع بلا حل . على الرغم من توفر الميزانية الا أن فساد المسؤولين، واحضار معدات غير مطابقة للمواصفات ، الأمور تسير بصورة مخجلة ، والانقطاع يستمر والمأساة تستفحل . وعلى الرغم من عجز الحكومة عن ذلك الا ان صناع القرار تنقصهم الشجاعة من القيام بخصخصة محطات التوليد او حتى التوزيع ، او حتى فتح الفرصة للشركات والافراد من الاستثمار في الطاقة الشمسية او طاقة الرياح. حيث انها من ارخص مصادر الطاقة النظيفة . كما يمكن للتجار فتح متاجر لبيع الواح ومعدات الطاقة الشمسة للبيع للأفراد بالقطاعي ، حتي يتمكن من يستطيع ان يحل مشكلته ، ويترك الباقي للذين لا يستطيعون ذلك. مثلما فتحت المدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة يجب افساح المجال حتى يمكن حل المشكلة بعيدا عن الحكومة الفاشلة. لأن الدولة لن تستطيع أن تفعل شيئا ، لأنها فشلت في توفير أي شيء ، وعلينا ان نبحث عن مشاكلنا بعيدا عنها.
ويمكن لتجارنا فتح آفاقا جديدة عن طريق فتح متاجر تبيع ادوات انتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ،حتى يستفيدوا ويفيدوا الناس ، ومن الممكن ان تدر لهم دخلا جديدة وابتكار طرق جديدة ، بدلا من التركيز على التجارة التقليدية ، وعلى حكومتنا منحهم تسهيلات واعفاءات لسنوات حتى يستطيعوا ان يدخلوا في مثل هذه المبادرات ، وعلى الا يقتصر على تجار الجبهة فقط ، لأن هؤلاء جشعين جدا ، ولايرضون المنافسة مما يؤدي لارتفاع الاسعار ، والمشكلة تتفاقم وتزيد الطين بلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة