يتطور العلم تماشياً بتطور الأمم ويرتقي بتقدم المعرفة والمخترعات. وكل أمة أو دولة تتواضع لانتهاج مناهج تربوية وتعليمية ، تتسمّ بالمرونة وبوضوح في الرؤية ، ترنو الي ساحات التجديد المبدع ، بالسعي المتواصل بتعديل سلوك أفرادها يتأكد أن مستقبل الأفراد أو الدول لا ينمو إلا في البيئات الصحية الملائمة في ميادين المدارس والجامعات ، وليس في سِواها . بإلقاء نظرة إلي تاريخ التطور في المنهج السوداني في مناهجه ، فانه ينحدر الي القصور .... في كل تطويرٍ لمنهجٍ جديد ( وما أكثرها ) . يأتي كل تخطيط تربوي جديد ، كَغَرْس عباد الشمس ، لا تدور زهرتها لكل أرجاء ثقافات الوطن ، مستدعياً دواعي الخلاف والاختلاف بإدمان ثقافة إقصاء الآخر ، مُسَاهِماً في إنتاج التخلّف وزجّ الوطن والمواطنة ، مُكَبّلَين في.. ((كَمٍّ)) من العيوب والفِخَاخ المُقْعِدة لهما . هذه المقدمة ضرورية للانتقال إلي الموضوع إعتمدت وزارة التربية والتعليم منهج بعنوان : دليل تدريب معلم الصف الأول ، مرحلة الأساس لسنة 2015م صادرٌ من دائرة التدريب أثناء الخدمة / الإدارة العامة للتدريب والتأهيل التربوي – بالوزارة . ( حقوق الطبع محفوظة للإدارة العامة للتدريب والتأهيل التربوي ) هذا ((الدليل)) أشار إلي معاقل القبائل السودانية التاريخية ... يعتبر كمرجع للقبائل . عَرَّف بعضُهم المؤرِّخ ( هو رجل يسير إلي الوراء ) إيماءً أنه يأخذ من الماضي الحَسَن ، إلي الحاضر ، لصناعة المستقبل . إلا أن مؤُرِّخ - او مؤرِّخي - المناهج الدراسية فرض علينا وعلى النشئ ، نسيان التاريخ ... الذي هوفي حقيقته يُعَاد / ولا يُنسى . قبيلة المساليت بحجمها وبتاريخها الناصع وإدارتها المستقلة ، وهي تنضَمّ بشَطْرٍ من أراضيها إلي السودان ، بإتفاقية دولية كاملة الأركان . هذه القبيلة سقطت ( عمداً ) من قائمة شرف الإنتماء إلي السودان . وَرَهَنها قسمُ المناهج فِي (( إطار قومي ... وَاهِمْ )) . مثلُنا – يالمناهج – كمثل رُكّاب سفينة نَفْسِها ... وأنّ سلوك البعض فينا ، يترك تبعاته على مصير الآخرين . أخشى أن يكون هناك في الردهات (( ذئب إثني متكلِّس)) . قال أمير المومنين سيدنا عمر ( لا ينفع تَكَلُّم بحقٍ لا نَفَاذ فيه . ) تَكلَّمْ يا قسم المناهج ... هل هذا إزدواج باحتواء الأرض . أو إحتواء سُكَّانها بتراثهم القبلي ، بالتجاهل المُمْعِن في إنكار وجود (( أهل الديار)) الذي يُمكن أن يرتقُوا في هذه الحالة : إلي ( مرتبة الضحايا ) . اقول باختصار :- تُخَطِّط المناهج وتُعَدّ من قبل اختصاصيين وأهل خبرة في المجال . ثم تُرَاجَع من ذوي الأهلية ، مراجعات دقيقة شاملة ، ثم تُعْهَد إلي التطبيق العملي التجريبي ، واخيراً بعد أخذ ملاحظات المعنِيين في الاعتبار ، تُدَشّن منهجاً رسمياً يخضع بين الفينة والأخرى ... إلي تعديلات وإضافات حسب مُقْتَضَى الإنفجار المعرفي في كل المجالات. يا قسم المناهج .... إنه عنفُ ، هو تمارسونه . عنفُ كما عَرّفَه عالم انثروبولجيا الفرنسي : ( هو- ايّ العنف الروحي- هو تشكيل الرأي العام على مغالطات عبر مناهج التعليم ( هضم اللغات .. الاعلام...الخ) لُحْمَتُنا الوطنية الآن كَفِرْدوس مفقود ، نسعى إليها جاهدين بالتوبة النصوح . فلماذا يا وزارة التربية والتعليم ، تَسكُبِين السمّ البطئ .. قد تأتي بسكتة دماغية بمرور الزمن ؟ (( من أضر شخصاً واحداً أصبح خطراً على الجميع )) حريّ بنا جميعاً... ألاّ نخاطب البعض الآخر كأطفال سُذًّج أو كمعتوهين عقلياً أو متخلفين ذهنياً . إنها كبيرة في نظر المساليت .... وماذا يكون في نظركم .... هذا التجاهل والتهميش الصارخ ..... لقبيلة تحتل مساحات واسعة بالسودان .. دون أن يأتي لها ذكر .. تماماً .. على الخريطة القبلية بالسودان ؟ أم أن مجمل الأمر ومفصله .... هو إيحاء باستخفاف .. أم تغبيش ... أم تهميش .. ولنا عودة إذا اقتضى الحال . أرباب أحمد عبد البنات – معلم بالمعاش – ولاية غرب دارفور - الجنينة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة