دار أدال تُعلن عن رواية تُمثل الفَتح نحو سبر إشكالية ” التابو” في المحكي ، حيث تٌقدم الكاتب و القاص الأستاذ/ فايز الشيخ السليك في روايته – ديِ جافـو – بذلك الشعور الذي يشعر فيه المرءُ بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل *.، لاسيما أن لازمتيِ ” القلقّ و ” الهلعِ ” من المجهول المُحتمل هو بيت القصيد. أو كما قال عنه عالم النفس فرويدبـ”الأمر الخارق للطبيعة“. حيثُ يستهل الكاتب الرواية بنقل المتلقي بشعور ” محملة بعبق تلك المدينة الساحرة، كان ذلك أيام السحر والعشق والهوى، ما تبقى في ثنايا الذاكرة المحتشدة بروائح الموتى وصديد جراحات رفاق قابلتهم ذات حلم” إذ الساحِرةُ هُنا هي مدينة في قمة الهضبة الأفريقية في شرقها – أسمرا – تلك المدينة التي سحرتَ ”رجال موسليني والشُعراء و الحالمين“.
إنها رواية التناقُض و التضاد ومِساحات البوح العصية لآجيال التَغير المُعاصرة القادمة من واقع السودان المأزوم وتجربة ،إريتريا الثورة و السؤال و الحيرة، وهواجس اختطاف الحلم. هُنا تأتي الرواية لتكشف تلاحم الرؤى بين تجربة محاولة الحفاظ على واقع كان في مرحلة ما قبل التمزق لإُمة السودان ، واُخرى وشعبها قد تواجه دهشة الإحتمالاتِ، وقد صور الكاتب ذلك عبر شخوص مفعمة بالثورة، وأخرى بالأنكسارات، وغراميات مليئة بملامح الثورة والرومانسية، والحب تحت زخات الرصاص.
الرواية تتحدث أن أزمة نُخبة تاريخية تأزمت في مسارها من الخلاص ، بل و ابطالها اللذينَ سقطوا في دائرة تقوقعتَ أمالهمِ؛ إذا المصير لآبطالها هو ” انا كنت فى داخل حفرة برميلية كبيرة عرضها تقريبا متر ونصف في متر، عبارة عن بئر مياه يتم داخلها ربط الايدى خلف الظهر فى المساء، وفى الصباح تربط الايدى من الامام بكلباش فيه طبلة . هناك نوع آخر من الحفر، يسمى انفرادى، يسع لشخص واحد فقط ، أما الحفرة التي كنت بداخلها، فقد كان يقاسمني فيها أربعة مقاتلين، كانت ضيقة جدا ، أعرفهم جيداً، هم علي، ابراهيم , دياب، احمد كلينكيت“.
بينَ جاذبية الحوار و الحكي و التصوير وضخ الأسئلة وعرض مسار وتحديات إنسان – الهامش / و المركز / ومحور المرأة المُقاتلة/ التي يدركها الكاتب دون غيره- هُنا أتت الرواية برسالتها الخاصة ، التي هي كشفاً جديداً ومميزاً في أزمة واقع، وأجيال ، ومصائر مشحونة بالخيبةِ في إطار – ثورة على ثورة – في صياغة ضد المألوف و النمطي في سِحريتها وخصوصيتها ، بل عدم الإستلاب للشمال كمال فعل كِبار الكُتاب . إذ أعلنتَ الرواية إنتمائها للشرق الأفريقي من اقصى غربه مرهونة بإعلان مرحلة حديثة مُرتبطة بالواقع السياسي و الإجتماعي، ريثما تُعيد التأسيس لهمٍ مُعاصر يرفُض الإغتراب بإنتمائه.
ما يُميزَ هذا الكاتب و الرواية أنها تنبلجُ علينا بعد أن أنجز الكاتب و الصحفي و القاص الأستاذ/ فايز السليكَ رواية “أنا والرئيس.. أسرار المرايا وجنون الياسمين” الصادرة العام الماضي، ورواية “مراكب الخوف” في طبعتها الثانية، كما صدر للكاتب كتاب سياسي عن العقل السوداني بعنوان “الزلزال.. العقل السوداني ” ذاكرة مثقوبة وتفكير مضطرب”في طبعته الثانية ، ويتحدث عن واقع السودان بعد انفصال الجنوب وكيفية تعامل الشمال مع الواقع، مثلما غاصت الرواية في أزمات ثنائية الهوية في بلدين متداخلين.
رواية ” دي جافو” هي امتداد لتلك النصوص، وما تعبر عنه من المشروع الروائي بمضمونه الفكري والفلسفي والسياسي للكاتب فايز الشيخ السليك، والذي يمثل في شكله الفني مزيجاً ما بين تيار الوعي، والواقعية السحرية في السرد والتشويق والرموز والشخوص، والحكايات الساحرة، وطقوس القرن الأفريقي المبهرة وإستدعاء الواقع.
*التفسير الفرنسي لكلمة ” دي فاجـو “
دار أدال : أدال الفضائية للصحافة و النشر – دنفر ولاية كلورادو – الولايات المتحدة الأمريكية نوفمبر 9/ 2015
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة