بدات فعاليات ما اطلق عليه الحوار الوطنى وتشهد الساحه السياسيه فى السودان حراكا سياسيا فى شكل لجان افرزتها الفعاليه وقد قاطعت المعارضه هذه الفعاليات لاسباب تخصها وهذا من حقها حسب رؤيتها ولكل رؤيته
اولا انا اشبه ما وصل له حال البلاد بحلة اللبن ، حيث بعد حلب اللبن يتم وضعه فى النار ليكون صالحا للاستعمال . فمنذ خروج الاستعمار وهذا الخروج نشبهه بحلة اللبن تم وضع حلة لبن السودان فى النار والان نمر بمرحلة فوران اللبن وهى مرحلة المخاض الحقه لميلاد سودان جديد انصهر فى اتون نيران المعاناة والرهق المستمر
من الحقائق
ان السودان {ادعى وتوهم } سياسيه وقطاع كبير من مثقفيه ومتعلميه انه مر بتجارب ديمقراطيه وهذه اكبر فريه تم ترويجها وذلك ببساطه لان كل احزابه التى كانت تملأ الساحة ضجيجا لم تنشأ على اسس ديمقراطيه بل نشات على الولاء الاعمى والاشاره وتمثل ذلك فى الحزبين الكبيرين الاتحادى والامه او العقائديه تحت موجبات الالتزام الايدلوجى وبكل اسف استثمر المثقفين والمتعلمين الحشود الطائفيه الجاهزه وفى تبادل مصالح مشتركه تم تمرير الوهم الاكبر المسمى الديمقراطيه والتى سرعان ما يتباكى الجميع بفقدانها والمضحك المبكى انهم هم من يسلمونها للعسكر سواء تسليم تسلم او عبر كوادرهم فى القوات المسلحه وهنا لا يستثنى اى فصيل من فصائل العمل السياسى فى السودان من ذلك يمينا وسطا او يسارا والتى ختمت لعبة العسكر باستلام الاتجاه الاسلامى بعد ان استفاد من كل تجارب الحكم العسكرى السابق الاول عبر حزب الامه والثانى عبر اليسار فى مايو حتى مجزرة يوليو ثم واصل بعض اليساريين مع مايو وهم الذين قفزوا من قطار الحزب او ابعدوا عنه
المدهش ان حكم العسكر كان ايضا يمارس لعبة الديمقراطيه ففى حكم عبود شارك اليسار فى انتخاباته التشريعيه البرلمانيه مع بقية طوائف الاحزاب وفى مايو شهدت عدة انتخابات لما كان يسمى بمجلس الشعب وفى الانقاذ جرت انتخابات لما يسمى المجلس الوطنى والمجالس الولائيه وكلها انتخابات تتم وفق اراده فوقيه سواء فى حكم العسكر او فى حكم الطائفيه وبقية احزاب الساحه وفى كل الاحوال تغنى الديمقراطيه (انا فى الحالتين ضائعه) . الممارسه الديمقراطيه الحقه تاتى نتيجة انتخابات وفق برنامج مطروح للمرشحين وتتم المحاسبه على نجاحه او فشله عندما تنتهى دورة البرلمان المعنى وتحكمها الصناديق دون املاءات او اشاره وليس كسوق القطيع لا يعرف ان يرعى وهذه الممارسه لم تحدث منذ استقلال السودان
وفى خلال مرحلة الانقاذ افرزت المرحله العمل المسلح وراح ضحيته ثلاث اجيال بالتمام من يتم وتشريد وعدم تعليم او ترف حقوق الطفل فى لعبة كرة شراب بل استخدم الاطفال وقود حرب وظهرت وبدون خجل مسميات المناطق المحرره واكتنزت جيوب ووجنات بل والمطالبه بتمرير المساعدات للمناطق المحرره وهم فى حقيقة الامر دروع بشريه فى لعبة كرسى السلطه وضاع جزء عزيز من الوطن يعانى اليوم ما يعانى
الان نحن فى مرحلة مفصليه تاريخيه سينهى لعبتها الشعب السودانى بعد ان شبع من استهتار ما يسمون انفسهم بالقيادات السياسيه ومن دون تفويض شعبى لهم سينهيها الشعب بحنكته وتجاربه مستفيدا من الاعصار المدمر الذى اجتاح المنطقه المسمى بالربيع العربى
حقيقه يجب ان تعلم كل الاطراف انه ليس فيهم من سيدعى انه انتصر لانهم جميعا ساعدوا عن عمد وترصد بتدمير السودان {كل بمنطقه} وستتم محاسبتهم جميعا حكومة ومعارضه تاريخيا واخلاقيا عندما ينكشف الغطاء النهائى ودعهم فى غيهم يعمهون
الحوار الوطنى الدائر اليوم رغم كل شىء هو فى نهايته رؤيه نهائيه للنظام الحاكم والمتحالفين معه يجب على المعارضه ان كانت جاده ان تتدارسه بعلميه وصدق فان كان فيه ماهو مفيد باى نسبة كانت يؤخذ به ومن ثم نقد ما هو غير متماشى مع اطروحاتهم وطرح كامل رؤاهم للاوساط الشعبيه لتقارن بايهم افيد وهنا ينتقل الحوار الى حوار مع القواعد الشعبيه هذه رؤية النظام وهذه رؤية المعارضه
نهاية القول ان هذه المرحله مرحلة ما بعد الحوار هى بكل المقاييس ليست كمرحلة ما قبله والاهم يجب بحق وحقيقيه ان تشطب جميع القوى السياسيه بند تدخل القوى الاجنبيه لانها فى النهايه لها مصالحها واجندتها بل المطالبه لاحقا بتسديد فواتير المسانده هذه وسيدفعها الشعب من سيادته لاحقا وتجربة ما بعد ابريل خير دليل واسالوا الامام الصادق
هذه المرحله بحق هى يجب ان تكون مرحلة حفظ ماء الوجه لكل القوى حتى تنجلى الازمه دون ان يمر السودان ما مرت به دول المنطقه وبذا تكون القوى السياسيه كافه قد اعتذرت للشعب السودانى عما سببته له من رهق وضياع كثير من الوقت والمال والانفس دون طائل طوال اكثر من ربع قرن من الزمان وعلى النظام الحاكم ان يبادر بزمام حل المعضله وذلك باتاحة الفرصه الحقيقيه للمعارضه للمشاركه الجاده فى انقاذ الوطن مما هو منحدر اليه وان تستجيب للمطالبه التى طرحت فى فعاليات الحوار بحكومة وحده وطنيه حقيقيه من خلالها يتم حل كافة الاشكالات بجديه وان ترفع نهائيا هيمنة الحزب الحاكم من الانفراد وفرض رؤاه على الاخرين هاتين هما المعضلات الاساسيه الان ولها الاولويه بهذا سيمر السودان بسلام من تيار اعصار الانفلات الامنى التى تمر بها المنطقه والتى هزت اقوى اقتصاديات تلك الدول ومصر الجاره خير مثال فليس بالاجراءات الامنيه واقصاء الاخر ايا كان هذا الاخر يستقر الامر وما وصل له الحال فى اليمن يكفى والمؤمن الكيس من يتعظ بمصيبة اخيه
الكره الان فى ملعب الحكومه فيا ترى هل تضيع ضربة الجزاء ام تسجل هدفها المطلوب مواضيع متعلقة:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة