كان فارس نائما في المسيد، إستيقظ على صوت اذان العصر، لكنه كان يشعربالتعب بسبب سهر الليلة المنصرمة، فآثر ان يدعي انه لا يزال نائما. حاول الجماعة ايقاظه ليصلي لكنه لم يستيقظ، أزاحوه جانبا وصلوا بجانبه. مجرد أن قام الامام بالتسليم حتى فتح عينيه وقال:الساعة كم هسع؟ لم يرد عليه أحد، كان الجميع مشغولين بالتسبيح. وضع الطاهر المسبحة في جيبه بعد قليل وسأله: امبارح كنت وين بالليل فقدناك، قلنا الزول دة يمكن رجع الشرطة في خدمة الشعب اقصد الشرطة الشعبية، ولا طريت السرقة رجعت تاني لاجتماعات الليل مع الكيزان؟. رد فارس متكاسلا وهو يتمطى: والله مع فلس اليومين ديل، لو ما رجعنا الكيزان تاني ما حنرجع! جلس فوق الحصير وتمطى، ثم قال: بالليل مشيت عرس في الحلة القدام، كانت حفلة سمحة ولامة، كلما الفنان داير يقيف يطلع السكارى يحلفوا عليه يغني تاني! يتفق معاهم ان دي آخر اغنية، وكت يخلص منها يطلعوا تاني يحلفوا عليه يغني آخر اغنية، غنية ورا غنية لغاية الشمس مرقت، وبعد الشمس مرقت الزول السكران البيقدم الحفلة مصر يقول: ما زال الليل طفلا يحبو!! قال الطاهر: وين ناس الشرطة الشعبية والنظام العام! مش في حظر تجول؟ قال فارس: والقاعد يتجول مين؟ الناس بالسكر ما قادرة تقوم من محلها! يعني لا ناكل لا نفرح! بعدين الناس في زمن الانقاذ دة ضعفوا، ما عندهم مقاومة زي زمان وكت كان الخير باسط، زمان الواحد يشرب ليه جركان عرقي، تلقاه واقف زي الحيط التقول شارب موية! هسع فد كباية تلقى الزول إنطرطش ورقد في الواطة، الا نشيله شيل نوديه السرير! بعدين من زمن رفدوني من منسقية الشرطة الشعبية تاني وين في نظام عام، ناس الشرطة الشعبية أول شئ سقيناهم العرقي بعد داك شربنا! قال شيخ النور: بختك المغتربين وصلوا للاجازة، مافي زول قاعد يعرس اليومين ديل غيرهم، كان عرس منو؟ عرس طه ولد حاج الطيب. قال حاج النور: طه دة ياتو؟ قال الطاهر: الولد القصير التخين، الكان زمان مباري فارس دة ويمشوا يفرتقوا الحفلات. تساءل شيخ النور: ولد قصير كدة، أخضر، ملان وما عنده رقبة؟ ضحك فارس وقال: والله انت يا شيخ النور زول حقار، يعني شنو ما لاحظت فوقه غير القصر وان ما عنده رقبة؟ والرقبة ذاتها يوديها وين؟ كدة أحسن ليه يكون مرتاح بدل يجي زول يبقى ليه في رقبته! ضحك شيخ النور وقال: أيوة ..عرفته، وداير يعرس بت منو؟ قال الطاهر: بت حاج عبدالله الخولي! قال شيخ النور: حاج عبدالله عنده بت واحدة، كان يحكوا عليها قالوا سمحة بلحيل، لكن قبل سنتين تلاتة حضرنا عقدها على زول ما من البلد دي قالوا قريب امها من لا بحري! قال الطاهر: كلامك نصه صاح، لكن البت ما قعدت مع الزول دة، اتطلقت، قالت راجل كبير ورفضت تعيش معاه لأن قبل دة عرّس مرتين لكن ما لقى الجنا! ضحك فارس وقال: أم البت انا بعرفها، تحب الهزار، زمان وكت كنت شغال في تراكتر سعيد كنت بمشي أحرت ليهم الواطة القدام البيت، كانت تجيب لي الاكل وكت زوجها يكون في الشغل. قبل ايام مشيت عشان اسلم على طه وكت جة من السعودية. وبعد اتغديت معاه قلت أمر على حاج عبدالله اقول ليهم عوافي، لقيت الحاج مافي، المرة ما قصرت ضيفتني واصرت اشرب معاهم شاي المغرب وعملت زلابية. قلت ليها البت لي طلقتوها من الراجل دة قالوا رجل غني وعنده قروش كتيرة! رفعت يدها اليمين كلها ومسكت اليد من آخرها باليد الشمال وضمت الكف وقالت لي: القروش بيجيب دة! قلت ليها لكن الزول دة قالوا قريبك وانت أصريتي تعرسي ليه البت، الحاج كان ما دايره والبت كمان قالت ما دايرة زول متزوج! وكت انتي عارفاه ما عنده دة، عرستي ليه البت ليه؟ والا عشان غني دايرين تهمبتو منو قرشين وترموه! قالت لي: البت أدوها عين، اي زول يقول سمحة، بقى اي عريس يجيها تحصل مصيبة ما تتم القسمة، مشيت للشيخ قال لي في عارض، وكت الزول دة اتقدم، قلنا ما نعارض الموضوع ما ناقصين عوارض، يمكن براه قبل العرس يموت ولا تحصل ليه مصيبة، ولو الموضوع مشى يفك لينا العارض. زولك طلع فقيره قوي، والعرس تم. لكن البت رفضت تقعد معاه.
قال شيخ النور أها وطه جاب ليك شنو من السعودية! قال فارس والله يا اخوانا المغتربين انتهوا، عدموا الحبة. قال الطاهر: إنتهوا كيف؟ جاب لي مصحف! وفي المصاحف ذاتها جاب لي واحد (سغيّر)، داير ليه عدسة عشان تقدر تشوفه خليك من تقراه! قلت ليه كتاب الله ما بناباه، بس انت متين الله تاب عليك وبقيت تهدي مصاحف كمان، وكت جبت مصحف طيب ما كان تجيب واحد كبير شوية، ما عارف الناس هنا بالجوع في زمن الانقاذ، جبل يكون واقف قدامك تجي تخبت فوقه وتمشي! ضحك وقال لي: انا عارفك ما عليك تقل شديد في الدين، جبت السغير دة عشان تختمه بسرعة وتخلص!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة