|
الشفيع خضر وحاتم قطان وأبكر آدم إسماعيل ومممارسات أحزابنا الشمولية
|
03:38 PM Nov, 08 2015 سودانيز اون لاين عادل عبد العاطي- مكتبتى
نقلت الصحف فيما نقلت خبر قيام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بإيقاف وتجميد عضوية كل من الدكتور الشفيع خضر سعيد والاستاذ حاتم قطان عضوي اللجنة المركزية. كما سرت تسريبات بإنهاء تفرغ وإيقاف نشاط حوالي 27 من قيادات ذلك الحزب التاريخية والمعروفة. ولم تطرح قيادة الحزب الشيوعي تفسيرا لأهل السودان لخطواتها تلك؛ وإن كانت كل المؤشرات تفيد بأن القرارات كيدية وذلك بسبب اختلافات فكرية وسياسية مع هؤلاء المناضلين وزنتيجة طرحهم اجندة للتغيير السياسي والفكري.
وكانت الحركة الشعبية شمال من قبل قد اوقفت عضوية الدكتور ابكر آدم إسماعيل مدير معهد التدريب السِياسي فيها والمفكر والكاتب الكبير؛ لأسباب مجهولة ووفق اجراءات فاشلة فندها كلها الدكتور آبكر في مقالين عن الأمر وعما يدور بالحركة الشعبية من غرائب، ثم قامت بطرده من صفوف الحركة بحيثيات أكثر غرابة.[ii]
أنني برغم إختلافي السياسي والبرامجي والأيدلوحي مع الاستاذين الشفيع خضر وحاتم قطان ورفاقهما، إلا اني اسجل اعتراضي الشديد على قرار تجميد عضويتهما في الحزب الشيوعي السوداني ؛ واعتبره استمرارا للمارسات الاقصائية والمعادية للتغيير من طرف قيادة الحزب الشيوعي اليمينية الديناصورية – كما أني أسجل مجددا عميق تضامني مع الدكتور أبكر آدم اسماعيل ضد قرار تجميد عضويته الإقصائي والطلب منه أن يمثل في كاودا للتحقيق، مما اعتبره الكثيرون دعوة مفتشرة لسجنه أو تصفيته، وكذلك على قرار فصله اللاحق.
أقول هنا من إن حق الشفيع خضر وغيره ان يدعو لما يشاء ومن خلال الحزب الشيوعي وغيره وهذا حق الناس في الاحزاب ان تدعو لارائها؛ ولو اراد الشفيع خضر ورفاقه أن يتحول الحزب الشيوعي لحزب يساري او وسطي أو ليبرالي، فإن هذا من حقهم؛ كما من حق القيادة اليمينية للحزب الشيوعي ان تطالب أن يبقى شيوعيا . للطرفين نفس الحق والحكم هو الاغلبية. الايقاف وإنهاء التفرغ أي الحرمان من المخصصات والتحقيق بسبب الاختلاف الفكري بل والتشنيع كما عرفنا عشية مؤتمر الحزب الشيوعي المسلفق السابق ليس من السلوك الديمقراطي في شيء وانما هي ممارسات ستالينية بغيضة . ولو كان هؤلاء الستالينيون في السلطة لجمدوا الشفيع وقطان في السجن وليس في الحزب فقط؛ وربما لأعدماهما ؛ وفي التاريخ الشيوعي الاف النماذج عن ذلك.
كما من حق الدكتور أبكر آدم اسماعيل ان يدعو لما يشاء من خط فكري وسياسي داخل الحركة الشعبية. لقد ناقشت دكتور ابكر مرارا واعلنت رأيي الناقد لبعض اطروحاته؛ ولكن هذا لا يمنعني من أقدم حياتي دفاعا عن حقه في التفكير والتعبير . إن المؤسسة التي تضيق بأفكار المفكرين وتستبعد المناضلين ممن قدموا تضحيات جمة لها، لا يمكن أن يكون لها نفع لشعب السودان.
إن ما تمارسه الاحزاب من ممارسات اقصائية وعشوائية غير عادلة تجاه عضويتها؛ حسما للصراعات الفكرية والسياسية ؛ وبانتهاك للوائحها نفسها؛ مثل ما مارسته الحركة الشعبية شمال ضد د. ابكر ادم اسماعيل؛ وما يمارسه الحزب الشيوعي ضد د. الشفيع خضر واستاذ حاتم قطان؛ هو انتهاك مباشر لحقوق العضوية ومن ثم حقوق المواطن في المؤسسة السياسية . هذا امر لا يخص هذه التنظيمات وحدها ولا هؤلاء الاساتذة المنتهكة حقوقهم فقط؛ وانما يهم كل ناشط وكل مواطن يبحث عن ممارسة سياسية شريفة وعن المؤسسية وحكم القانون.
ويتحجج علينا بعض الشيوعيون إن ما طبق تجاه هؤلاء المناضلين إجراء لائحي. أننا نعلم أن اللائحة في الحزب الشيوعي تنفذ انتقائبا؛ ولو كانت هناك لائحة لتم محاسبة من عطل مؤتمر ذلك الحزب اربعين عاما وخرق دستور الحزب عشر مرات بذلك (المؤتمر يجب أن يتم كل اربعة اعوام) .
إن معرفتي الجيدة بتاراث وتاريخ الحزب الشيوعي توضح لي ان هذين الاستاذين ضحايا جدد للآلة الشيوعية الجهنمية ومفرمة الحزب الشيوعي الوحشية . لا يمكن ان يكون هناك تحقيق عادل ونزيه في الحزب الشيوعي اذا كان الخصم هو الحكم . ليست هناك مؤسسة تحكيمية او عدلية في الحزب الشيوعي خارج اطار الجهاز التنفيذي وتعلو عليه. من يجمد هو من يحاسب وهو من يحقق وهو من يصدر الحكم أي قيادة الحزب المتنفذة. هذه ممارسات لا يمكن ان تتم في حزب ديمقراطي ومن واجبنا كسياسيين وناشطين ان نرفضها بكل قوة.
وقد عاب علينا بعض الشيوعيون ما اسموه بالتدخل في قضاياهم الداخلية. إن ما لا يفهمه الشيوعيون وغيرهم من نشطاء وقيادات الاحزاب الشمولية والطائفية والتنظيمات العسكرية أن قضايا أي حزب سوداني تهم كل مواطن سوداني؛ ما دام هذا الحزب يطرح نفسه في الساحة ويمكن أن يصل الى السلطة . إن قضايا أي حزب ليست شأنا داخليا يخصه ؛ ألا ان تذهب عضوية هذا الحزب لجزيرة منعزلة ليس فيها انسان ويسكنوا فيها وحدهم فقط؛ عندها ربما لهم الحق حتى أن يسحلوا انفسهم ويقتلوا بعضهم وان يجعلوا من قياداتهم قديسين وآلهة . لكن ما دامت هذه الأحزاب تنشط في السودان و تطمع لحكم السودان فإن أي ممارسة داخلية لها انما توضح طريقة تفكيرها وكيف يمكن أن تمارس السلطة لو ظفرت بها ؛ وهذا الامر ينطبق على كل الاحزاب بما فيها الحزب الديمقراطي الليبرالي .
يجب وضع كل احزابنا المعارضة تحت المجهر حتى نعرف كيف تفكر وكيف تسلك مع عضويتها والمواطنين قبل ان تصل السلطة ؛ لأننا لا نريد أن نستبدل جحيم الانقاذ بجهنم شموليين آخريين؛ وشعبنا ومواطنينا أعزّ علينا من أن نسلمهم لسفاحين جدد يسحلون ويفصلون عضويتهم لمجرد الاختلاف في الرأي.
عادل عبد العاطي
8/11/2015
إشارات مرجعية :
صحيفة " سودان تريبيون" : تفاقم صراع التيارات داخل الحزب الشيوعي السوداني والإطاحة بقيادات مؤثرة – تجدها على الرابط التالي: http://www.sudantribune.net/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9,12504http://www.sudantribune.net/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9,12504
[ii] الاستاذ عبد الوهاب الأنصاري : قيادة الحركة المُكلفة تتنكر و تأكل مُفكِريها.. (قرار) فّصل دكتور أبكر آدم إسَّماعِيل..!! – تجده على الرابط التالي: http://www.sudanile.com/index.php؟option=com_contentandview=articleandid=88437:2015-10-29-20-46-48andcatid=34andItemid=55
-- أحدث المقالات
- شيوخ الحزب الشيوعي..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- صخب الرعود!! بقلم صلاح الدين عووضة
- تداعي وتخبط ..!! بقلم الطاهر ساتي
- بين المتورك وأوراق المؤتمر الشعبي! بقلم الطيب مصطفى
- اختلاف اللصان يظهر المسروق :السيادة الوطنية؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
- يساريو الحركة الإسلامية إلي أين ( 2-2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
- معقولية القانون بقلم نبيل أديب عبدالله
- رسالة(تاريخية)من دكتور الواثِق كِميّر..إلي الفريق مالِك عقّار..(1/3) بقلم عبدالوهاب الأنصاري
- الا رحم الله الناظر احمد السماني البشرناظر قبيلة عموم الفلاتة / الفلانيون: د. محمد احمد بدين
- استنهاض الأمة السُّودناويَّة بقلم الدكتور قندول إبراهيم قندول
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (27) الانتفاضة تنتصر على عدوها ويهزمها مرضها بقلم د. مصطفى يوسف
- السعودية والقضية الفلسطينية .. لماذا لا نقرأ التاريخ ثم نحكم؟ بقلم محمدالأمين محمد الحنفي
Sudanese Oline sitemaps sdb sitemaps
|
|
|
|
|
|