*عالم السياسة مشحون بالألغاز المربكة خاصة عند المقارنة بين ما يطرح من مبادئ وسياسات وخطط ومشروعات وبين ما يجري على الواقع‘ وفي كثير من الاحيان تطغى المصالح الحزبية على مصلحة الوطن والمواطنين. *للأسف اكتظت الساحة السودانية بالأحزاب والحركات المسلحة التي لايوجد لها ثقل جماهيري أو ميداني تجتمع وتنفض دون جدوى فيما تتكرر التجارب السابقة التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي والاستقرار الاقتصادي والأمني. * الغريب في الأمر أن السودان بكل ما فيه من معاناة ناجمة من الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية يجتهد في تقديم العون والنصيحة للآخرين رغم أنه أكثر حاجة للعون والنصيحة. *نقول هذا بمناسبة النصيحة الغالية التي وجهتها الخرطوم لطرفي النزاع في دولة جنوب السودان بالتحلي بالمرونة والصبر لمواجهة التحديات التي تواجههم في بلادهم لتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الذي تم التوقيع عليه في العاصمة الاثيوبية أديس أببا مطلع الأسبوع الماضي. *هذه النصيحة الغالية التي عبر عنها الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق في تصريحات صحفية أدلى بها الخميس الماضي ونشرها الصحف الجمعة امس الاول‘ ومعها مناشدة للمجتمع الدولي لدعم اتفاق الترتيبات الامنية في دولة جنوب السودان. *ألم أقل لكم إن عالم السياسة مشحون بالألغاز المربكة ونحن ندرك كما علمنا ديننا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ويتطوع السودان بتقديم النصح لطرفي النزاع في دولة جنوب السودان ويطالب المجتمع الدولي بدعم اتفاق الترتيبات الامنية "هناك"ويكابر في رفضه عندما يتعلق الأمر بشأنه. *إن السودان أكثر حاجة لهذه النصيحة الغالية .. للصبر على المرونة اللازمة لمعالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية بدلاً من الإصرار على السير في ذات سياسة العناد والإستبداد التي اضرت بالبلاد والعباد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة