*ما حدث للإنسان السوداني في السنوات الأخيرة - دون تعميم ظالم - أمر محير فعلاً، السوداني الذي كان طيباً ومسالماً وخلوقاً وخدوماً بدأت تطفو على سطح مجتمعه سلوكيات وممارسات لا تشبهه ولا تشبه السودان. * الضائقة الاقتصادية التي خلفتها السياسات التي طبقت تحت مظلة المشروع الحضاري الذي كان يهدف لإصلاح حال الناس أثمرت إنساناً مادياً نفعياً قاسي القلب لا هم له سوى الكسب السريع وإن على حساب دينه وخلقه. *هذا عدا بعض مظاهر الشعوذة والدجل التي استردت حضورها وسط البسطاء الذين يبحثون عن بارقة أمل، وللأسف فإنهم يجدون من يبيع لهم "الوهم" مثل الترويج الغريب لـ"مكواة الحديد" القديمة وحكاية "أبو القنفذ" و"رؤيا" فكي القضارف. *الجرائم الغريبة عن طبيعة السودانيين ليست بعيدة عن هذه الممارسات السالبة مثل الجريمة التي تصدرت الصفحة الأولى من عدد الخميس أمس الأول عن الطالب الذي سدد 3 طعنات لأستاذه بسبب خلاف حول "تاريخ التعليم في السودان"!!. *في الأيام الماضية بثت بعض المشاهد الكريهة في مواقع التواصل الاجتماعي عن بعض الممارسات السالبة المشحونة بالعنف وكراهية الآخر التي امتدت حتى للحيوانات المنزلية - إذا صح التعبير. *لسنا في حاجة إلى التذكير بأن ديننا أمرنا بحسن التعامل حتى مع الذي بينك وبينه عداوة، وأن الدين "المعاملة"، وأوصانا بحسن التعامل مع مخلوقاته كما في الحديث النبوي: دخلت امرأة النار بسبب هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. *من المشاهد غير الإنسانية المتداولة هذه الأيام مشهد جماعة ألقوا القبض على لص فقاموا بتعذيبه بـ"الشطة" بطريقة غير إنسانية وبقسوة مقززة رغم توسلاته لهم.. لم أستطع إكمال مشاهدته وحذفته لبشاعته . *فيديو آخر بثه صاحبه وهو يستمتع بتعذيب "فأر" بعد أن ربطه بطريقة عجيبة على زجاجة وهو يضربه على رأسه وفي فمه محتجاً على تعديه على طعامه.. في مشهد لا يخلو من سادية تجاه الفأر الذي لا حول له وزلا قوة. *هذه المشاهد العنيفة وغيرها من مشاهد القسوة والعنف التي تبث وتوزع بغرض الاستمتاع بالمشاهدة للأسف تعزز مثل هذه الممارسات غير الإنسانية المقززة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة