*لأن الجرائم الإرهابية تفشت بصورة مقلقة للعالم فإننا نهتم بكل جهد يبذل في سبيل الكشف عن أسباب إنتشارها للعمل على معالجتها بدلاً من تعميم الأحكام الظالمة على دين الرحمة المسداة للعالمين‘ وتحفيز الردة العصبية العقدية والقطرية البغيضة. * إستوقفني كتاب قرأته عليه مؤخراً بعنوان" إمبراطورية الإرهاب - السياسة الامريكية العابرة للقارات في الأمن والإقتصاد والحرب على الإرهاب" للكاتب إليهاندو كاسترو أسبين ترجمة وفيقة ابراهيم‘ لانه يحتوي على معلومات ووقائع حية عن أثر هذه السياسيات في تفشي الإرهاب في العالم. * أوضح الكاتب كيف أن هجمات 11سبتمبر2001م الإرهابية حققت للرئيس الامريكي الأسبق بوش زخماً من الدعم الواسع من قطاعات واسعة من الامريكيين الذين صدمتهم الهجمات الإرهابية غير المسبوقة. * في نفس الوقت بين الكاتب كيف تراجع هذا الدعم مع إزدياد عدد الضحايا في العراق خاصة بعد أن تم الكشف عن كذب دعاوى برامج الدمار الشامل التي أتهم بها نظام صدام حسين كذريعة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية تحت مظلة الحرب على الإرهاب. *هذا دفع الإتحاد الامريكي للحريات المدنية ACIU لمهاجمة القانون الوطني UPA الذي تم تمريره على عجل بعد خمسة وأربعين يوما من الهجمات الإرهابية‘ لأنه يحتوي على عيوب كثيرة تهدد الحريات الأساسية. * كذلك أدت هذه الهجمات إلى فرض الأجندة العسكرية الحربية في جميع مجالات الحياة الإقتصادية والإجتماعية في الولايات المتحدة الامريكية‘ وقيام حرب صليبية أخرى ضد الإرهاب تحت مظلة " الأمن القومي الامريكي". *بدأت ترتفع أصوات الحكماء في الولايات المتحدة الامريكية مستنكرة جرائم التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب‘ واتهامات التجسس وانتهاك الحريات الفردية التي تجاوزت الضمانات الدستورية والحقوق الفردية للمواطنين الامريكيين. *يمضي الكاتب في فضح السياسة الامريكية التي تبنتها تحت مظلة الحرب الإستباقية‘ وكيف انها تسببت في قتل أربعة الاف جندي أمريكي وأكثر من مليون عراقي وأفغاني سقطوا ب"نيران صديقة"‘ وكان الهدف هو الإستيلاء على الذهب الاسود والمواقع الجيواستراتيجية. هكذا قدم لنا الكاتب إليهاندو كاسترو شهادة محايدة أكدت صدق ما ظللنا ننبه له منذ بدء الحرب الإستباقية وحتى الحروب المحمولة جوياً المستعرة منذسنوات‘ لن تستطيع مكافحة الإرهاب‘ بل ساهمت بصورة ظاهرة في تفشي العمليات الإرهابية المقلقة للإنسانية جمعاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة