في 26 يونيو 2016، أصدرت محكمة سودانية حكماً بالإعدام على الطالب الجامعي بجامعة شرق النيل (محمد بقاري عبد الله)، بعد اتهامه في قضية مقتل الطالب (محمد عوض) والذي كان يشغل منصب الأمين العام لتنظيم طلاب الحزب الحاكم بنفس الجامعة في أبريل 2015. وقعت الاحداث إثر هجوم طلاب التنظيم الطلابي التابع للحزب الحاكم في جامعة شرق النيل على اجتماع لرابطة طلاب دارفور كان قد عقد بغرض الترتيب ليوم احتفالي عن ثقافة دارفور. راح ضحية العنف الطلابي الذي نتج عن هذا الهجوم الطالب محمد عوض من طلاب الحزب الحاكم بالإضافة الي إصابات متعددة وسط الطلاب الدارفوريين. تلي ذلك بعدة أيام اعتقال الطالب محمد بقاري خارج الجامعة من قبل جهاز الأمن، دون إعلان ذلك. بعد عدة أسابيع، اكتشف أحد المحامين بمحض الصدفة إحضار متهم تبدو عليه أثار التعذيب الي قاعة المحكمة لإجباره على توقيع اعتراف قضائي بالقتل دون أن يتمتع المتهم باي شكل من أشكال المساعدة القانونية ليتضح لاحقاً انه الطالب المختفي محمد بقاري. استعانت أسرة بقاري بمحامي قدم نصحآ للأسرة بأن يقوع المتهم على الاعتراف بالجريمة فى مقابل حكم مخفف – رغم وجود عدد من الشهود لصالح براءة بقاري وعدم تواجده في مكان الأحداث وقت وقوع الجريمة - و بناءآ على تلك النصيحة من المحامى ، حكمت المحكمة بالسجن خمسة أعوام والدية في المرحلة الأولى ثم شددت حكمها بعد الاستئناف ليصبح الإعدام . ولقد انتقدت عدة جهات عدلية وحقوقية إجراءات المحاكمة التي تعرض لها بقاري ومخالفتها لكافة أسس العدالة وإجراءات القانون السوداني التي تنص على أصدار حكم الإعدام فقط في حالات القتل العمد و التى لم تثبت فى هذه القضية حتى من روايات طلاب الحزب الحاكم.الطالبين: محمد بقاري عبد الله المحكوم عليه بالإعدام (الي اليسار) والطيب صالح (الي اليمين) الذي تم اغتياله على يد مليشيات الحزب الحاكم في وقت سابق من العام بقاري - المولود فى عام 1986و المعروف عنه عدم نشاطه السياسى - تعيش أسرته في معسكر عطاش للنازحين بعد ان احرق الجنجويد لقريتهم في بداية اندلاع الحرب في دارفور في 2003 . إلا أن الراجح أن علاقة الصداقة الوطيدة التي ربطته بالطالب الطيب صالح – عضو حزب الأمة القومي والطالب بنفس الجامعة – والذي قتلته مليشيات طلابية تابعة لتنظيم الحزب الحاكم في وقت سابق في نفس العام ، هو السبب وراء اعتقاله واتهامه بهذه الجريمة. وشهدت العديد من الجامعات السودانية مقتل عدد كبير من الطلاب المعارضين والناشطين سياسياً دون أي تحقيقات أو محاكمات في حوادث قتلهم كما ذكر سابقآ. ويتعرض الطلاب القادمين من دارفور في الجامعات السودانية لحملة استهداف ممنهجة على مدى الأعوام السابقة تضمنت الاعتقالات العشوائية والطرد من الداخليات، خاصة ضد الطلاب المنحدرين من اسر تعيش في معسكرات النازحين، حيث يعتبر جهاز امن الحكومة والحزب الحاكم أن وجودهم في الخرطوم والمناطق الحضرية يشكل تهديد أمني و يوفر معلومات للطلاب عن الفظائع التي تحدث في دارفور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة