هناك مقاليين لطالما راودا مخيلتي ولكن لم أجد من الوقت مايكفي لتناولهما ولكن في رأي هما يعبران عن أزمة اجتماعية وسياسية حيه المقال الأول بعنوان (صوره لابنه ياسر عرمان ترقص بملهي ليلي تشعل مواقع التواصل ) والمقال الثاني بعنوان (كيف يفكر الجيل الثاني من أبناء المهاجرين إلي فرنسا ) وعند قراءتى لهذين المقالين فكرت طويلا وعميقا في حال ووضع هؤلاء الشباب اليافعين من أبناء المهاجرين السودانيين وبما ان أفضل الوسائل والطرق لفهم الطرف الآخر والشعور به والتعمق في عالمه هو وضع نفسك في مكانه ومعايشه وضعه كأنك أنت هو هذا الشخص من هنا يمكننا التوصل لفهم هذه الشخصيات وبالتالي تحليل وشرح الحاله الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها هذه الشريحة ففي مقال (كيف يفكر أبناء الجيل الثاني من أبناء المهاجرين إلي فرنسا ) نري أن الشخصيات الرئيسية في هذا المقال هم : عمر وسالي وثريا أبناء مهاجرين سودانيين دعتهم عوامل وظروف عديده لمغادرة وطنهم الحبيب إلي قلبهم السودان هؤلاء الشباب نشأوا وترعرعوا في فرنسا ومنهم من جاءها في عمر صغير جداً وهنا الأسئلة تطرح نفسها هل يعتبر هؤلاء الشباب أنفسهم سودانيين أم أوربيين؟ ولماذا؟ هل لديهم الرغبه في العوده للسودان ؟ هل يشعرون بالإنتماء للسودان ؟ كيف ينظر لهم السودانيين من أبناء شعبهم ؟ وكيف يتعاملون معهم ؟ ومن هنا تختلف أرائهم وتتباين فعمر يقول أنه ليس بسوداني فقط ولكنه يعتبر نفسه إبن العالم والإنسانية بأكملها وانه لن يتردد في الذهاب لي اي بقعه في العالم ان كانت في حاجه له ويري ان علي كل السودانيين في بلاد المهجر ان لايبخلوا علي السودان بمهارتهم وكفاءتهم التي اكتسبوها من الغرب والرجوع إلي الوطن اذا أتيحت الفرصه بينما سالي وثريا يقلن إنهن سودانيات وفرنسيات في نفس الوقت وأوربا لن تغير شئ في هويتهم السودانيه لأن الدماء السودانيه مازالت تجري في عروقهم ولكن لا يعتقدن أن بامكانهن العوده للإقامة في السودان لكنهن يتابعن كل مايدور في بلدهم الأم من تغيرات سياسيه ويقلن في نفس الوقت انهن قد تعلمن الان وعرفن جيداً مايمكن قوله في المجتمع الفرنسي ولايمكن قوله او تقبله في المجتمع السوداني . أما المقال الثاني بعنوان (صوره لبنت ياسر عرمان ترقص بملهي ليلي تشعل مواقع التواصل ) عندما حاولت إلقاء النظر علي الصورة والتدقيق فيها أصابتني الدهشه الكبيره لاني لم أر سوي شابه في مقتبل العمر ترتدي فنيله بيضاء اللون تغطي جميع جسدها اللياقة تغطي العنق بأكمله والاكمام تصل إلى آخر اليد وبالقرب منها بنت في نفس عمرها لكن لا وجود لأي كاسات خمر في ايديهن ولا تبدو عليهن علامات الخمول مجرد شباب مبتسم للحياه وفي نفس الوقت ادهشتني الجمله المكتوبه في الصوره (حاربوا لكى تخمر هي وترقص علي جثثكم أيها الحمقي ) وهنا تسائلت من هو هذا الغبي الذي قام بهذه الفرقعه الغبيه ؟ ألا يعلم من قام بهذا الفعل أن الخمر في أوربا في متناول يد الجميع وأرخص سلعه يعني بالواضح كده لاحاجه لأموال جنود الحركه الثورية للحصول علي كأس خمر والملاهي الليلية مجانيه للبنات قبل الساعه الواحده صباحاً عمليه استراتيجية أوربية المراد منها جذب الزبائن يعني خمر او ملهي لا حاجه لاموال جنود الحركه الثورية فمن كان له ولو القليل من المعرفه والمام بالثقافه الخارجيه والغرب يعلم هذا جيداً ومن يكتب من اجل الكتابه فقط فسيجعل من نفسه مضحكه امام من يفقه ولكن علي ما اعتقد الكاتب الذي قام بهذه الفرقعه الاعلاميه يعلم ان الشعب السوداني لايعرف الكثير عن الثقافه الغربيه وبالاضافه الي ذلك شعب انطباعي فاستمتع هذا الكاتب بالتمرجح في عقول الشعب المسكين المهم في الأمر ان سناء عرمان حالها من حال الجيل الثاني من أبناء المهاجرين السودانيين هؤلاء الشباب ترعرعوا في الغرب لكن لم ينسوا انهم سودانيين ومازال الدم السوداني يجري في عروقهم قد حرمتهم عوامل كثيرة سياسيه واجتماعية وغيرها من المكوث في بلدهم والتمتع بارضه وماءه وسماءه وشعبه وطيبة أهله السودانيين الطيبين وحنيتهم وحرموا هؤلاء الشباب من الجلوس والنوم بقرب الحبوبات الحنينات والاستمتاع بحكاويهم حرمتهم السياسه تاره والأوضاع الإجتماعيه تاره أخري بالاحتفاء بالخالات والعمات والخيلان وحتي الجيران الأصيلين الذين يملكون من الطيبه والحنيه والشهامه مايجعلهم يأخذون بيدك بمثابة الابن والابنه مرددين (لا يابت لا ياولد دا كدا عيب كدا غلط) هؤلاء الشباب من سناء وعمر وثريا وسالي ظلمهم الحكم السوداني الظالم عندما شرد أبائهم وامهاتهم وجعل منهم طيور مهاجرة تحن الي الوطن حنين الطفل الرضيع الي أمه وها أنتم تظلموهم مره ثانيه بالحكم الإنطباعي السطحي قصير المدي تعاملوهم كأنهم أجسام غريبه من كوكب أخر فهم خواجات في نظركم لا دين لهم ولا إيمان ولسان حالهم يقول : ( بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام ) هكذا جار السودان عليهم مرتين قاسيتين ! علي سبيل المثال العديد من السودانيين الذين كتبوا عن سناء عرمان ووصفوها بهذه الطريقه عندما رفعوا اقلامهم ألم يخاطبهم ويؤنبهم ضميرهم ولو للحظة واحدة وهم يرددون شعارات (نعم للتحوار الوطني ولا للكراهيه) الم يخاطب أحدهم ضميره بأن هذه الشابة في أول الأمر وأخره حتي ولو وجد اختلاف سياسي فهي شمالية جنوبيه أي سودانيه أصليه ميه الميه؟ ألم يفكروا بأن لهم أخوات وأمهات وزوجات وأن هذه الشابه اليانعة سودانيه مثلهم بمثابة اختهم ؟ أين الشهامة والأصالة والرجاله والطيبه السودانيه؟ ام هي مجرد شعارات تتردد لكن لا تؤمنون بها ؟ والبعض الآخر الذي يتهمها بأنها تصرف أموال طائلة في العزومات في المطاعم وتحلف علي أن تأكل الجامعه بأكملها علي حسابها؟ ان لا أدري كيف تفكر هذه الفئه من الناس؟ هل هم عباره عن كلاب شرسه يسيل لعابها كلما سمعت بالمال وتقضي زمنها لتعرف كم يصرف الناس وكم عندهم من المال لانها تتمني لو يصب كل جنيه في جيبها وان لم يتحقق هذا الأمر فهي قادره علي أن تقلب الأرض رأسا علي عقب؟ فليعلم القارئ السوداني ان كل من يعيش في الغرب ويعمل أي كان عمله سياسياً او أكاديمياً من حقه ان يكافأ مالياً علي عمله كما قال الرسول صعلم (أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ) ومن حق كل إنسان ان يستمتع بالمال الذي رزقه الله به ( وأما بنعمة ربك فحدث ) أما بخصوص عزائم سناء وحليفتها علي الجامعة بأكملها ان تأكل علي حسابها فهذا شئ يدعي الي الريبه شئ ما لانه من المحال ان تكون الجامعه بأكملها صديقه لسناء لان الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وماتنافر منها اختلف انا لا أصدق كل ما أسمع عليٌ ان أري فليس من سمع كمن رأي واذا اعتبرنا هذا الكلام صحيح فهذا شئ إيجابي يدل علي أن هذه الصبيه السودانيه ما زالت تجري في دمائها الاصاله السودانيه المتمثلة في الكرم والجود وحب التقاسم مع الاخرين فمن الصعب علي من يعيش في بريطانيا بالاخص مقارنه بالدول الاوربيه الاخري أن يحافظ علي خصال الكرم والجود وحب المشاركه والتقاسم مع الآخرين لأن أغلبية السودانيين الذين يعيشون ببريطانيا أصبحوا عبيدا للإسترلينى ولا يخرجونه حتي لأقرب الناس إليهم وكلما زاد غناهم كلما زاد بخلهم وجوعهم ولماذا نذهب بعيدا ربما وجدت سناء في هؤلاء الفئه من معاني الحب والإخاء والاحترام والمساواة وعدم العنصرية ما لم تجده فيكم انتم أبناء بلدها الذين قمتم بانتهاز أوله فرصه تهيأت لكم لتوجه لها أسوأ رساله وتعكسوا لها أسوأ صوره عن الشعب الذي لم يرفأ ببنت بلده ولم يرحمها ولم يحتضنها وربما عندما وجدت المحبه عند الاخرين لم تبخل عليهم بالمال وتقاسمت كل ما تملك معهم فالكلمه الطيبه والمحبه والاحترام والاحتضان والود الصادق والمسامحه لاتقدر بالاستريلني لمن يعرف هذه السمات العظيمه رسالتي للشعب السوداني رفقا بأبناء شعبكم من المهاجرين هم كنوز لمن يعرف قيمتهم ان قربتموهم منكم واحتضنتموهم وعاملتموهم معامله راقيه غير تلك الإنطباعيه والسطحيه ثم الأحكام الظالمه وبعيداً عن المآرب السياسية واعتبرتموهم منكم وفيكم لكسبتم حبهم وخبرتهم ومعرفتهم وكفاءتهم واخذتم الأفضل من ثقافتهم الثنائية ويبقى العزاء والسلوى لسناء وامثالها هذه الصورة الزاهية والحالمة للسودان عند إمتطاء مركبتها متجولة فى فضاء الشمال الذى هو أبيها ثم تطير محلقة فى سماء الجنوب المتمثل فى أمها راسمة أجمل لوحة عبقرية إبداعية لسودان جديد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة