|
مصر ام الدنيا ... والدنيا مش عارفة بقلم شوقي بدرى
|
04:29 PM Nov, 21 2015 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى رابط مختصر
الشعب الامريكي بالرغم من تطوره شعب مغيب ولا يخلو من جهل . الشعب المصري مغيب ولا يخلو من جهل ، ويسلم نفسه لحكومته وقواده واعلامه . الشعوب تختلف السويدي يثق بكل حكوماته وينفذ ما تقوله الحكومة ، وله الحق ان الحكومة غير مقصرة . جيرانهم الدنماركيين جنهم اعتصامات واحتجاجات لو ماشين عديل والحكومة قالت ليهم عفارم عليكم ماشين صاح ، يغيروا اتجاههم . كيتا في الحكومة . مع انهم مصنفين اسعد شعب في العالم . يمكن علشان قوة رأسهم .
الحضارة والتقدم تقاس بمستوي الخدمات الاحتماعية المتوفرة في المجتمع . الحضارة والثقافة عملية اكثر عمقا ولها جذور ترجع لمئات السنين وربما آلاف السنين . بعض المجتمعات التي اصابت حظا بسبب البترول او السياحة وتوفر مواد خام معينة ، تمكنت من توفير خدمات اجتماعية متقدمة من علاج وسكن وترحيل ومقومات الترفيه والمتعة . ولكن المواطن ظل الي حد كبير بعيدا عن الثقافة والعلم بما يحدث خارج الحدود والالمام بالجيوبوليبتكس وتفاعل العالم .
المصريون بالرغم من تردي حالة الكثيرين منهم اقتصاديا وعلميا وتفشي الامية والامراض التي تعكس التخلف مثل البلهارسيا والتهاب الكبد الوبائي والامراض الجلدية التي تعزي لانعدام الهايجين ، الا انهم يمضغون عبارة ,, مصر ام الدنيا ,, والدنيا لم تستخار او تعلم . والانسان الجاهل يفش غله في من هو اقل منه حظا في التقدم والعلم . وكما يتصرف اهل الشمال نحو الجنوبيين والاثيوبيين وحتي اهلنا من غرب افريقيا من اطلقنا عليهم ,, الفلاته ,, يتعامل معنا المصريون اليوم .
في سنة 1995 اتيت باسرتي الكبيرة من السودان واردنا اجراء عملية ترقيع شبكة لوالدتي رحمة الله عليها . والاستمتاع باللقاء بعيدا عن الكيزان . ووصلت من مطار كوبنهاجن ومعي الاخ سيف الدين وهو ضنقلاوي كامل الدسم ويحمل جوازا دنماركيا . عمل كمترجم في اكثر من سفارة . وهو متزوج من ابنه عمدة السودانيين قديما الاخ عبد الله ابو زيد رحمة الله عليه . وهم اسرة ضخمة متمددة في كوبنهاجن . والكثيرون منهم مولودون في الدنمارك . ويتمتعون بحب الدنماركيين . يحسون بالعزة والمنعة في كوبنهاجن .
وقدمنا جوازاتنا . فقال احد موظفي الجوازات للآخر ,, البرابرة دول تخليهم ملطوعين ,, فقلب الاول فورم الدخول وكتب على ظهرة سوداني ، بالرغم من ان الجواز سويدي ولقد دفعنا ثمنا للفيزة وحدث نفس الشيئ بالنسبه لسيف . وبعد ساعتين ووصول ما لا يقل عن 6 طائرات ، سألت عن الجوازات فدلوني علي شباك . فقلت للمسئول ,, ياسيد ... بنسأل عن جوازاتنا . فقال الذي بجانبه بعد ان غسلني بنظرة باردة ,, لازم تقولو يا باشا ,,. و فقلت له دي مش حيلقاها عندي . ولولا انني قد اشتريت شقة بمبلغ 300الف دولار ووالدتي في انتظاري مع رهط من الاهل لرجعت باقرب طائرة . و كنت قد تأثرت ب ,, ادخلو مصر بسلام آمنين ,, التي يكتبها المصريون في مطاراتهم وكل مداخل البلاد . وكنت اريد الاستقرار في مصر ، بعد ان كرهنا الكيزان .
وبعد ان مر علينا حوالي اربعة ساعات ملطوعين اتي من سأل عنا وبدا من كان يطلب ان اناديه بباشا يطلق علي لقب باشا . السبب ان صديقي المحسي صلاح عبد الفتاح قد قابل صديق خاله المصري الذي هو كذلك جنرال . وعرف انه في انتظار اثنين من البرابرة ملطوعين .
المصري المهندم الذي تكفل بتأثيث الشقة وذودني بالرسومات والصور .. الخ قام بتغييرات في الالوان وغرف النوم واثاث الصالونين ، كما يريد . وعند الحديث معه . تحدث عن والده المسئول الكبير وعمه الوزير ، ولم اهتم . ولكن عندما ذكرت الامر للخال محجوب عثمان والذي يعرف المصريين . عرفت ان ذلك الكلام تهديد مبطن . واختفي حامل الجواز السويدي وظهر ود العباسية . وذهبت والدم علي عيوني . وتغير كل شئ . الخال طيب الله ثراه كان يقول لي ,, في مصر لازم تخوف البتعامل معاك . كل زول بيدوس القداموا ، اذا قدر ,, . واستمرت سنين من العذاب . التلفون المستعجل ب 1500 دولار اخد سنتين . تسجيل عداد الكهرباء باسمي اخد اكتر من سنتين و1600 دولار . السبب اننا سودانيون والشقة في المهنسين شارع وادي النيل ..كمان .
زميل الدراسة صلاح احمد مكي عبده عرض شقته للبيع في القاهرة فلامه الاخ عبد الله السفاح احد ظرفاء السودان ، علي بيع الشقة فقال صلاح ,, ياخي انا اذا لقيت في البلد دي ابيع ضميري حابيعه . انا ياخي اربعة وعشرين ساعة في حالة دفاع عن النفس . مع البواب مع بتاع التكس مع بتاع الفول مع بتاع الخضار . وهذا ما وجدته انا كذلك .
كنت اريد اعادة طباعة رواية الحنق التي نشرتها في مصر في 1971. واتفقت مع الاخ الشيخ عووضة ... الشركة العالمية للنشر , وركبنا تاكسي وللمرة العاشرة بدا المصري بالردحي ,, بأه كده يا سودانية انحنا بنسكنكم وبناكلكم وعاوزين تكتلو الريس ... مش عيب عليكم ؟ .. فانفعلت وقلت له ان اللاجئين السودانيين تستلم مصر 300 جنيه من الامم المتحده علي الرأس للأمن في الشهر /و وقنها 90 دولار . ويستلمون 285 جنيه يصرفونها في بلادكم . ويأتي الآخرون من الخليج ويشترون الشقق ويصرفون مدخراتهم في بلادكم . وانت طلبت 5جنيهات لمشوار المصري سيضربك اذا طلبت منه 2 جنيه . فقال الاخ الشيخ عووضة ,و ياخي ما تضيع وكتك مع ديل الكلام ده بنسمعوا كل يوم والمصريين متأثرين باعلامهم . والكلام معاهم ما بينفع .
وبعد ان احسست باحساس الاخ صلاح احمد مكي عبده قررت ان انسي مصر . لانني كنت في كل مرة احس لانني عندما ارجع الي السويد احتاج لتغيير جهاز امتصاص الصدمات . وكما تعبت من الغسال الذي يرجع القمصان ويختفي احسن قمصان وهي هدايا من ابنتي التي وفرت من مصرفها . او بائع الفراخ الذي يشير الي جهلي .. لا يا بية انت مش فاهم .. صاحب مكتب الاتصالات الذي يقول لي انه يجب ان يحسب 5 دقائق كحد ادني بالرغم من انني تكلمت جملتين ..... الخ وفي النهاية انا مش فاهم ومابعرفش . فقط لاني سوداني . وعند انتقاد اي شئ وسط المصريين كما حدث في احد المرات في نقاش مع مسئول زراعي انتقدت له استعمال المبيدات بكثرة في الزراعة ووجود الديدي تي الذي يحرم امتلاكه ويعامل مثل المخدرات القوية و وحيازته تعني سنين في السجون الاوربية ... وانتو يا سودانية عندو نفس تتكلموا كمان انتو في بلادكم ..... ,,
بعد ان غسلت يدي من مصر وقررت ان لا ارجع لها . وكنت اقول وقتها ان الوضع الاقتصادي فقاعة ستنفجر في اي لحظة . بعت الشقة ب360 الف دولار هو ما كلفته من اثاث وسخانات ومكيفات , وبعدها ب8 اشهر انهار الجنيه امام الدولار بنسبة النصف والآن تضاعف سعر الدولار . كان واضحا ان الفورة الاقتصادية لعبة لعبهاالكبار ودفع ثمنها الشعب المصري . والآن عندما يستهدفون السودانيين وغيرهم , يريدون ان يقدموا كباش فداء للمصريين . والملاليم التي يكسبها بعض تجار العملة لايمكن ان تكون الا قطرة في بحر الفساد في مصر . ولا يمكن ان تؤثر علي الافتصاد السليم او غير السليم . ولكن الامن والجيش المصري يكلف الكثير . والسياحة قد ضربت ، عندما قام المصريون لمدة 45 دقيقة ,, شوط كرة قدم كامل ... في ذبح العجائز من السياح في الاقصر . والجيش نايم .
وقبل الخروج من مصر ذهبت الي مكتب الخطوط المصرية. لتأكيد الحجز توقعا للمشاكل فمصر كالسودان وبعض دول العالم الثالث عندهم مشكله لكل حل . واستلمت مني موظفة متجهمة التذكرة والجواز . وسألتني عن تاشيرة الدخول للدنمارك. فقلت لها ان ما بيدها هو جواز سويدي . وقالت لي بطريقة فرش الملاية .. وهو القواز السويدي ما بيحتاقش لفيزة للدنمارك ,,؟ فلم ارد عليها . وعندما كررت السؤال بطريقة اكثر لؤما . قلت لها الكمبيوتر قدامك ممكن تشوفي. وبعد ان تأكدت قالت ,, طيب مش كان تؤلي من الاول ,, فقلت لها لو قلت ليك ... حتصدقيني ؟,, فقالت بكل بساطة ... طبعا لا .
في المطار قدمت الجواز والتذكرة . تركوني واقفا لساعة ونصف كان معي دنماركي ليس عند حجز الا انه نصح بأن يجرب حظه في المطار . وكنا من آخر الداخلين لان البعض من وكالات السياحة يحضر ويهمس في اذن المسئول ويدخل بعض الاوربيين . . وجلسنا بالقرب من بوابة الدخول والدنماركي يقول لي انها اول وآخر مرة يأتي لمصر . وانه مصدوم ان الشعب الذي بني الاهرامات يمكن ان يكون علي ذلك القدر من التخلف . وان الجميع من اكبر كبير الي الصغير عبارة عن شحادين ومستهبلين . ودافعت عن الشعب المصري الطيب الذي تعرض كل حياته منذ الفراعنة للاضطهاد من حكامه ولقد ساهم الاوربيون بشكل كبير في تخلف الشعب المصري بالسيطرة علي اقتصاد مصر .
وكتب الصحفي المصري عادل حمودة في كتابه ثرثرة اخري فوق النيل انه اندهش لتطور نايروبي وجمالها . وكأغلب المصريين والمصريون يخدرون انفسهم بأن مصر ام الدنيا . والدنيا تتطور وتتقدم ولا تعيرهم التفاتة . والساسة يخدعون الشعب المصري . بأن مصر هي الكل في الكل . ومصر اليوم احدي دول العالم الثالث امرها ليس بيدها . وان رأس المال العالمي يتلاعب حتي برئيس امريكا . والقوة الشرائيه في كل مصر تقل عن بعض المدن الاوربية او الامريكية . الاقتصاد لا يهتم بالماضي والتاريخ. اليونان كانت اكبر قوة عسكرية واقتصادية وثقافية في العالم وكلمة درهم اتت من العملة اليونانية دراخما التي كانت الاكبر في العالم. واليونان اليوم تعيش علي الديون والاعانة الاوربية .
قبل الصعود الي الطائرة كان المسئول المصري يودع الاسكندنافيين ويتمني لهم رحلة طيبة ويحثهم علي الرجوع سريعا . وعندما التفت الي تنمر . وقام بدراسة مكثفة علي كل صفحة في الجواز وقارن شكلي من كل زاوية بالصورة . وقام بفلفلة التذكرة . ثم وضع الجواز والتذكرة في جيبه وارجع لي جواز الصعود، مع امر عسكري .... اتفضل . فقلت له انني ساتركه هو لكي يتنفضل . لان عندة جواز وتذكرة . اما انا فاريد ان اعرف ما الذي يعطيه الحق في مصادرة جوازي ووضعه في جيبه ؟ وسيكون ملزما بان يفسر للسفارة السويدية سبب مصادرة جواز سويدي . ولماذا لم يصادر جوازات الآخرين . فنظر الي بإستغراب لاني لا افهم الحقيقة البسيطة ,, دول اوربيين ,, فقلت له جوازي اوربي و انا احمل جوازا اوربيا قبل ان يولد الكثير من هؤلاء . ولكنه قال لي بإبتسامة لزجة لا انت سوداني والافارقة بيعملونا مشاكل بيسافروا وبيشرطوا الجواز ويدخلونا في مشاكل . فقلت له ان رحلتي بدأت في كوبنهاجن . والجواز يحوي اقامة في مصر ، ..لزوم تسجيل العداد الكهربائي ... واقامة في الامارات.ودخول لدستة من الدول . هل قمت بتزوير كل تلك الاختام لكي اهرب نفس لكوبنهاجن التي اتيت منها ، ام هذا استخفاف بالسوداني ؟؟ وكعادة اغلب المصريين عندما يحسون بالتهديد ، اعطاني الجواز وكانه جمرة حارقة . وكان هذا في نهاية التسعينات . ولم امر علي مصر بعدها حتي عبورا .
في تشاد يجعلنا الشعب التشادي نحس اننا في بلادنا واننا محبوبون . الاثيوبيون والارتريين يكادوا ان يصيبونا بعقدة الشعور بالعظمة . يوغندة وكينيا تستقبل السوداني باحترام وبعض التشوق . لماذا مش مصر المؤمنة كما قال شيخ البرعي وغني الكابلي مصر يا اخت بلادي يا شقيقة ... لا شقيقة ولا بت حلتنا . تعاملونا كويس نشيلكم في دقنوسنا . تتجننوا نتجنن اكتر. والسودان بلد منبع بخصوص مياة النيل . امال السيول بالبتغرق السودان وبتكسر البيوت دي ، موية غسيل عدة ...ولا عرق حلة؟؟
أحدث المقالات
روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
- امين الشباب والطلاب بحرك تحرير السودان للعدالة يدين اغتيال طلاب الهامش
- عبد الحي يوسف: من ينكر عذاب القبر ضال ومنحرف
- عبد الله موسي:الاوضاع في الشرق سيئة
- الحركة الشعبية: جئنا للتفاوض بعقول وقلوب مفتوحة لكننا فوجئنا بأن وفد الحكومة لايملك تفويضاً!!
- الحكومة المصرية تحقق فى تعرض سودانيين لمضايقات
- عبد الله موسي:رؤية قوي نداء السودان واضحة بشان المؤتمر التحضيري
- ترجمة غير رسمية لخطاب الحبيب الإمام الصادق المهدي إلى الرئيس ثابو امبيكي
- منظمات الأمم المتحدة الإنسانية و الإغاثية تزور وسط دارفور
- بيان مناشدة لكل المنظات الانسانية!! مركز عزه لتنمية المرأة و الطفل
- ندوة هامة عن الأزمة الأقتصادية في السودان
- تصريح إعلامي من رئيس الجبهة الشعبية المتحدة، ونائب رئيس الجبهة الثورية السودانية
لم ولن اطلب حماية (الغرب) أخي رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقلم جمال السراجإقتراح ثقافي ..!! بقلم الطاهر ساتي(متكبروهاش)!! بقلم صلاح الدين عووضة السلام الجمهوري لكسلا..!! بقلم عبد الباقى الظافرلم نجرّم المسيحية ولم نصفها باﻹرهاب !!.. بقلم الطيب مصطفىبعيداً عن أيقونة : مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..! بقلم عبد الله الشيخمحنة الصدق فى إمتحان وزارة المعادن!! بقلم حيدر احمد خيراللهعودة برنامج نجوم الغد الشهر القادم!! بقلم فيصل الدابي/المحاميخارطة طريق لإنهاء الإحتلال الأثيوبي للفشقة بقلم د. عمر بادي الأصول الجاهلية للإسلام (الداعشي) -04 – بقلم آدم صيامأصغر مهاجرة سودانية في قارب الموت!! بقلم فيصل الدابي/المحاميأنت صاح يا الرئيس السيسى السودان بتوعكم وتبعكم !بؤرة العقارب و نافخة السموم بقلم فلاح هادي الجنابيحين تقود محاربة الإرهاب إلى استفحاله بقلم نقولا ناصر*معاناة الاسر السودانية في بلاد الغربة!! بقلم احمد دهب حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسنحرري نفسك من كابوس الماضي بقلم نورالدين مدني
|
|
|
|
|
|