:: رغم أنهم يحتلون أرض السودان بحلايب، ويستحقون - على هذا الاحتلال - الإساءة (يومياً)، إلا ان الاعلام السوداني لم يُبادر بالإساءة لمصر يوماً ما..وما من سجال بين اعلام البلدين إلا وقد كان الطرف البادئ بالإساءة (مصرياً)..ثم الأغرب، كثيراً ما نجد أنفسنا في معركة مع سُفهاء الاعلام المصري في قضايا لا ناقة لنا فيها ولا جمل .. تهزمهم الجزائر في كرة القدم، فيغطون أسباب الهزيمة بالإساءة إلى بلادنا .. وتقصد الشيخة موزا بعض مناطق الآثار بالسودان، فيغضبون على الشيخة موزا بالإساءة الى تاريخنا .. !! :: ويزرعون بمياه الصرف، فتحظر كل دول الدنيا زرعهم، فيغضبون - على الحظر الجماعي - بالإساءة إلى بلادنا فقط .. وهكذا .. لم يُبادر إعلامنا إطلاقاً بالهجوم على مصر في كل المعارك الإعلامية الفائتة رغم توفر أسباب المبادرة بالهجوم، ومنها احتلال حلايب .. ومرد ذلك أن بعض جهلاء مصر يظنون بأن السودان (ابنهم الصغير)، وعليه أن يصبر ويتحمل تصرفات (الأب)، صائبة كانت أو خائبة، وهذا ظن خاطئ ثم مغلف بمزاعم العلاقات الأزلية والأخوية وغيرها من أشعار مرحلة الطفولة.. !! :: أشعار الطفولة ليست بذات مذاق مرحلة الطفولة .. وعندما يبلغ طفلنا سن الوعي لا يجد أشعار الطفولة ذات الصلة بعلاقة البلدين في واقع الحياة، ولكنه يكتشف بأن وراء كل أزمة أو مأساة أو كارثة سودانية ( جهات مصرية)..هكذا حالنا مع مصر وحكوماتها وإعلامها منذ استقلال بلادنا.. نؤازرهم في حروباتهم ونفرح لهم في إنتصاراتهم ونحزن معهم في مصائبهم ، ثم لا نجدهم في ( مواقف الضيق)، أو نجدهم بحيث زادوا حرائق أزماتنا ( حطباً و بنزيناً).. أو يستغلوا صراعاتنا السياسية بالاحتلال ودعم الحرب و ليس السلام، كما يفعلون حالياً بالجنوب و(جبال النوبة)..!! :: مواقف مصر الرسمية في كل القضايا السودان لم تعد مخبوءة.. بمخابراتها تصول وتجول في جبال النوبة وجنوب السودان ، وبدبلوماسيتها تسعى لإعادة الحظر على السودان، وباعلامها الأرعن تحرض وتسئ .. والوعي العام هنا يبدد كل أوهام (العلاقات الأزلية)، ويكشف تلك الأوهام بحيث تبدو علاقات ( الأذى لينا).. ومن الطبيعي أن يشيًد شعبنا جداراً من أزمة الثقة بينه ومصر .. وكذلك قضية حلايب (أم القضايا) و الإمتحان الأساسي لنخب مصر إن كانت صادقة في العبور بالبلدين والشعبين إلى بر التعايش أم ستظل تقبع بهما خلف جدار (أزمة الثقة) المغلف بالأشعار وأكاذيب الساسة.. !! :: نعم، حلايب هي الإمتحان .. ومصر لم تُحرر طابا تحرر بالحرب، فلماذا لاتختار طريق الحل المتفق عليه دولياً؟.. نعم، ليخرج نظام السيسي من مطرقة الرأي العام المصري وسندان أزمة ثقة الرأي العام السوداني، فالطريق إلى حل قضية حلايب يجب أن يمر بالتحكيم الدولي..وإن كانت مصر في عهد مبارك ترفض اللجوء إلى التحكيم الدولي، وتبرر رفضها بتبرير فحواه : ( البشير ومبارك اتفقا على أن تكون حلايب منطقة تكامل) ، فأن هذا التبرير يتناقض مع وضع المثلث الراهن..هي ليست بمنطقة تكامل ولن تكون.. هي سودانية، وعلى مصر مصريتها بالتحكيم الدولي ..!! :: وبما أن الحكومة قد شكلت لجنة لحسم قضية مثلث حلايب بالدبلوماسية، فيجب تذكيرها بأن مصر كانت قد أعلنت رسمياً – في ابريل 2014 - عن رفضها للتفاوض المباشر مع السودان حول مثلث حلايب، و أصدرت خارجيتها بياناً بالنص : ( حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية، وتخضع للسيادة المصرية، وليس لدى مصر تعليق إضافي)، وكان هذا رداً على طلب الخارجية السودانية للتفاوض.. والجديد في الرفض، أن مصر - منذ إحتلالها للمثلث - لم تكن ترفض التفاوض بهذا الوضوح، بل كانت تراوغ و (تلف وتدور)، ثم تمارس التخدير..وعليه، بما انها ترفض التفاوض المباشر وكذلك التحكيم الدولي، فليكن مجلس الأمن هو الخيار ( ما قبل الأخير)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة