ماوراء الخبر موسى وفرعون .. احمد بلال يحرض ! محمد وداعة احمد بلال وزير الاعلام قال ( ان حكومته لم تمنع رد الصحف على ترهات الاعلام المصري ) ، وان المسألة فاتت حدها ، وقال خلال حديثه بمناسبة تدشين مشروع سنار عاصمة للثقافة الاسلامية ( ان الحضارة بدأت من السودان وانداحت نحو شمال الوادي، وان الحضارة السودانية سبقت الحضارة المصرية بنحو الفي عام ) ، احمد بلال كان قد تحدث في منبر طيبة برس قائلاً ( ان نبي الله موسى لم يكن في مصر بل في السودان ) ، واضاف ( حتى فرعون الذي قال ان هذه الانهار تجرى من تحتى ،لم يكن في مصر ، بل في السودان ) و(دى ماداير درس عصر) ، نحن اذ نساند الدعوة لاعادة كتابة تاريخنا القديم والحديث نرفض ان يدخل الوزراء في المزايدة على الشعب السوداني بقيمة الاثار التي خلفها الاجداد منذ ألاف السنين في سوق السياسة ، ونتسأل اين كان السيد الوزير طيلة هذه السنوات التي قضاها وزيرا ؟ وماهو جهده في تسليط الضؤ على الاثار السودانية وهو وزير الاعلام ؟ وهل يعرف سيادته اين هذه الاثار ؟ وماهو الجهد الذي قام به للتعريف بالاثار السودانية ،! ونحن اذ يشرفنا ان يكون النبي موسى سودانيا ، فما الموقف الوطنى من فرعون ؟ وهل ياترى سنفخر به مثلما يستحق ؟ و نعتبره جزء من تاريخنا الذى نعتز به ؟ ليس لدى شك في ان المزاج الشعبي لن يختلف حول فرعون ، فهو بخلاف انكاره لدعوة سيدنا موسى كان حاكما عظيما ساهم في البناء الحضاري الانساني و خلد اسمه فى التاريخ ، السيد الوزير لم يسأله احد كانت الحكومة منعت الرد الصحفي على ( ترهات الاعلام المصري ) ، ولكنه اجاب من تلقاء نفسه ، و هو بذلك يكون محرضآ على بث الكراهية ، وتأجيج التراشق الاعلامي بين اعلامييى السودان ومصر ، ولاشك انه سيجد صعوبه عندما يكون واجبا عليه ايقاف القصف الاعلامي بين البلدين ، ففي الوقت الذي تحركت فيه مجموعة خيرة من الاعلاميين والسياسيين المصريين لمحاصرة الفتنة يبحر السيد الوزير بعيداً ويتحدث حديث ( الواتساب ) ، ويعطي ضؤ اخضر لكل من ظن غبناً ، او رأى تجاسرآ من بعض اعلاميي مصر ليطلق العنان في رد ، لن ترد به كرامة اهدرت توهماً ، او يسهم في بناء علاقات ايجابيه متكافئه بين شطري وادي النيل ، بل سيزيد من سؤ الاوضاع ، والخاسر سيكون الملايين من ابناء البلدين ، كان واجب الوزير ان يطالب الاعلاميين المصريين بالكف عن السخرية من السودان وشعبه وأثاره ، وربما طلب اجتماعا على جناح السرعة مع نظيره المصري لمحاصرة هذه الموجة من الكراهية الموجهه ، والتي مع لاسف تغذيها جهات معروفة تظهر عداءها لمصر وتستبطنه للسودان وشعبه ، وهي الجماعات الدينية المتشددة وجماعة الاخوان المسلمين وجهات دولية عديدة غير راضية عن نظام الحكم في مصر، ان مثل هذه الاعمال الطائشة تضع بلادنا ومصالحها مباشرة في اتون صراع ليس لنا فيه ( جمل ولا ناقة ) ، يحكم مصر من يحكمها فهذا شأن مصري صرف ،ولكن ايما حاكم لمصرعليه احترام ارادة الشعبين في علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة ، كما ان هذا هو واجب المسئولين في البلدين والافراد والمؤسسات الاعلامية ، ما فعله احمد بلال يبعث على الغضب والاستنكار ، كان واجبه اطفاء النار وليس صب الزيت عليها، تعقل يا بلال !
الجريدة
03-21-2017, 02:17 PM
طه داوود
طه داوود
تاريخ التسجيل: 04-29-2010
مجموع المشاركات: 375
لا أعتقد بصحة رأي وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال بأن فرعون موسى كان موقعه في السودان وليس في مصر. فالدكتور استدل بالآية الكريمة التي أوردت ما نطق به الفرعون المغرور بلسانه ((أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون)) باعتبار أن مصر بها نهر واحد فقط وهو نهر النيل على عكس السودان حيث النهرين الأبيض والأزرق ونهر عطبرة،،الخ، حسب رأي وزير الإعلام.
ولكن برأي أن تأكيد الفرعون لملكيته لمصر حسب الآية القرءانية يكفي لإثبات مصرية الفرعون من حيث الجغرافيا والتاريخ، أما مسألة ذكره للأنهار فليس دليلاً قوياً، حيث أن نهر النيل يتفرع إلى أكثر من نهر في مدينة القاهرة، وأيضاً نجده متفرعاً لعدد من الأنهار في منطقة الدلتا الخصبة شمال القاهرة، أشهرها نهري دمياط والرشيد. ومعروف أن منطقة الدلتا من أخصم الأراضي وهي التي تمد مصر بكميات لا تحصى من المحاصيل الزراعية.
نعم هناك احتمال كبير بأن تكون الآثار السودانية من تماثيل واهرامات أقدم من تلك التي في مصر ولكن من المؤكد أن الحضارة الفرعونية وآثارها العظيمة رسخت أقدامها في مصر وليس في السودان، وشيّدت في تراب مصر هذه المعابد الضخمة والتماثيل والاهرامات العملاقة التي لا مثيل لها. علينا في السودان أن نسلط الضوء على ما لدينا من آثار فرعونية في مروي وغيرها وأنها قد تكون هي الأسبق في الظهور، ولكن لا ينبغي علينا الدخول في جدال عقيم مع المصريين حول ما لديهم من كنوز ومعابد وشواهد ومقابر فرعونية لا ينقضي اكتشافها في القاهرة والجيزة وغيرها من محافظات مصر كأكبر دليل على نمو وازدهار الحضارة الفرعونية في مصر وليس في السودان.
على وزارة السياحة والآثار السودانية وكذلك وزارة الإعلام العمل على تطوير البنية التحتية وتوفير المعينات الضروية لجذب السياح لزيارة الآثار السودانية بدلاً من إشغال الناس بهذا التراشق الإعلامي الذي لن يفيد ولن يغري السائح الغربي وغير الغربي بالتوجه إلى السودان.
سيتدفق السياح إلى السودان إذا قامت حكومتنا بواجبها في تهيئة البيئة السياحية والبنية التحتية المناسبة أولاً ثم الترويج الإعلامي المتزن والمستمر لما لديها من آثار مع الإشارة إلى الناحية التكاملية للحضارة الفرعونية على امتداد وادي النيل من الجنوب إلى الشمال.
هذا النهج العلمي الهادئ والمتصالح مع الأخوة في شمال الوادي هو الأفضل لجذب السياح إلى السودان وربما يساعد هذا النهج في إنسياب السياح القادمين إلى مصر إلى السودان مباشرة بعد إكمال زيارتهم للآثار المصرية وبهذا نستطيع أن نترجم معنى التكامل بين البلدين بدلا من الضجيج الإعلامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة