أبسط متطلبات التعاون الإنساني وأقل مؤشرات ما يمكن أن يُحسب ( وُداً ) بين طرفين ، ومن باب أضعف الإيمان أن تُلفت إنتباه من معك إن داهمه من (وراء ظهره) خطراً مُهلك تراه و لايراه ! ، وللمرة الثانية وبعد مقال نشرته في هذا المكان بعنوان (إسهال وإستسهال) ، أُطالب وبإسم الوطن والأمة وزيرالصحة الإتحادي واللجنة الصحية بالمجلس التشريعي وأيي جهات أوهيئات رسمية أو طوعية مختصة بمجالي الصحة والبيئة الحضرية ، إن كان لديهم أية معلومات بخصوص صِحة أو عدم صِحة إنتشار وباء الكوليرا في بعض مدن السودان و أجزاءاً من العاصمة أن تدلي بدلوها في الموضوع عبر تصريح أو مؤتمر صحفي عاجلاً وغير آجل ، وإلا كُتبوا في عِداد الآثمين إذا ما إستمروا في التباطؤ والتقاعس والتجاهل ، وعلى ما يبدو فإن السلطات الحكومية المختصة بالموضوع تقُدِّم على حياة الناس أشياء أخرى لا يستفيد منها إلا الغارقين في نعيم السلطة وخيرات البلاد من النافذين ، فحواها الخوف على سمعة البلاد وحركة دخول وخروج الأجانب اليها وما سيتبعه الإعلان عن كارثة في هذ الصدد من إجراءات محلية وإقليمية ودولية ربما أثَّرت على الوضع الإقتصادي العام ومن ثم (تبرجلت) بين أيديهم مخططات عدة ، كالعادة سيكون معظم أُكلها لصالح الطبقة الإجتماعية المخملية المنتمية للحزب الحاكم وزمرة المتزلفين في جاههم و هم في واقع الأمر بعيدين عن مرمى الخطر لأنها يعيشون داخل السودان في بيئةٍ معزولة عن حالة التلوث والقذارة والتفلت الإداري والصحي والأخلاقي الذي طال معظم أو كل الأسواق والمراكز التي يقتات منها الكادحون ، و لأنهم أيضاً على مقدرة وإستعداد للهروب في أيي وقت لو ألمت كارثة بهذه البلاد كالكوليرا أو الإسهال المائي كيف ما كان المصطلح ، فقصورهم ومنتجعاتهم في دبي وماليزيا وجذرإندونيسيا جاهزة لإستقبالهم وإستقبال أسرهم وفلذات أكبادهم ، إن حق هذا الشعب الأبي في أن يحصل من وزارة الصحة على (إلتفاتة) بعقد مؤتمر صحفي تنفي فيه أو تؤكد ما تتناقلة وسائط النشر الإلكتروني من أخبار متسارعة عن إصابات ووفيات متتالية بسبب إنتشار وباء الكوليرا في أجزاء من أرض هذا الوطن المكلوم ، وما تبع ذلك من إجراءات رسمية للأجهزة الصحية التابعة لمحليات الخرطوم والتي أسفرت عن إغلاق كُلي وليس جزئي لمطاعم ومتاجرغذائية بمنطقة السوق المركزي بالخرطوم وبعض الأسواق الأخرى ، هو حقٌ أصيل ويكفله الدستور لأن التنبيه بالخطر هو أول لوازم إتقائه ، والعكس صحيح فإن عدم التنبيه و(الطناش) أياً كانت المبررات والإيجابيات المستهدفه من ورائه يُعتبر (إغتيالاً) أو مشاركة في الإغتيال ، يا أهل السلطة والأمر والنهي في هذا الوطن الذي سئم إستكبار المسئولين وعجزهم وفشلهم الذي لا ينقطع وعدم إعتدادهم بصحة الناس وأرواحهم وآلامهم وآمالهم وتطلعاتهم لأنهم تعوَّدوا على (الفرار) بلا محاسبة ولا جزاء عن أخطائهم وكبواتهم القاتلة ، ندعوكم بإسم الإنسانية والأخلاق والدين والأعراف السودانية الأصيلة أن تلتفتوا هذه المرة (للشائعات) لأن مسارها متعلِّق بخلق البلبلة والإخلال بالأمن الإجتماعي أو قد يكون مسارها حقيقياً ومتربصاً بحياة الغافلين الشرفاء بحسب إستقصاءاتكم وتقاريركم ومخزون معلوماتكم ، فالإنشغال بهكذا شائعة يصبح فرضاً وفضيلة طالما كان مستهدفاً ( تطمين ) الناس عبر نفيها و وأدها في مهدها أو(إعترافاً) بها ليحتاط الناس ويتأبهوا لأداء دورهم تجاه حماية أنفسهم ومساندة الآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة